بسم الله الرحمن الرحيم
بقيادةٍ من عميد العَلمانيين العرب " طه حسين " ، وبمؤازرة من أحمد لطفي السيد ، أحد أبرز تلاميذ الشيخ !! محمد عبده .. تم " تطبيع " الاختلاط في البلاد المصرية ، برعاية غربية ، ووسط موقف سلبي من الحكومة المصرية ، التي لم تُحرك ساكنًا تجاه ما سماه طه حسين بـ(المؤامرة) .. !
يقول طه في كلمته أثناء الاحتفال بتكريم أولى خريجات الجامعة في فبراير 1932م : ( أظن أن موقفي الآن - ولست من الرجال الرسميين - يسمح لي بأن أكشف لحضراتكم عن مؤامرة خطيرة جداً حدثت منذ أعوام،وكان قوامها جماعة من الجامعيين، فقد ائتمر الجامعيون، وقرروا فيما بينهم أن يخدعوا الحكومة، وأن يختلسوا منها حقاً اختلاساً لا ينبئونها به ولا يشاورونها فيه، وهو الإذن للفتيات بالتعليم العالي في الجامعة المصرية، وأؤكد لكم أيها السادة أنه لولا هذه المؤامرة التي اشترك فيها الجامعيون، وبنوع خاص أحمد لطفي السيد باشا وعلي إبراهيم باشا وهذا الذي يتحدث إليكم، لولا هذه المؤامرة التي دبرناها سراً في غرفة محكمة الإغلاقلما أتيح لنا ولا للاتحاد النسائي أن أقدم إليكم الآن محامية مصرية وأديبات مصريات .. إلخ كلامه ) الذي تجده هنا :http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/89.htm
كان بإمكان طه ومَن معه أن يصلوا إلى العلم النافع للفتيات ، دون المرور بـ " الاختلاط " ، لو كانوا جادين ، وصادقين .. لاسيما وقد تواصى معهم العلماء والحكماء في مصر بالنُصح وتقديم البدائل . ( ومَن رجع لمجلات وصحف ذلك العصر وجد كمًا كبيرًا من ذلك ، ليت أحد طلبة العلم بمصر يجمعه )
ولكن المفاهيم كانت مقلوبة عند طه ومَن معه ، فأصبحت الوسيلة هي الغاية ، لاسيما وهناك مَن يرعى هذا الأمر ، ويتعجله ، ممن يقبعون خلف الكواليس ، " أعني الحكومة البريطانية المحتلة لأرض مصر ذاك الوقت " ، ومن عادة هؤلاء الكفرة أنهم يدعمون كل مشروع تغريبي يُفسد بلاد المسلمين ، ويلهي أبناءها بالشهوات ، وهم على استعداد لبذل المليارات في سبيل هذا . وفي المقابل : يقفون لبلاد المسلمين بالمرصاد إن هي أرادت التقدم والتطور النافع .
ليس موقف " العَلماني " طه حسين بالغريب ؛ لأن الله قد أخبرنا أن المنافقين هم إخوان الكافرين ، فقال : ( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا .. ) ، وأخبر أن مصيرهم واحد ، فقال : ( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعًا ) ..
ولكنّ الغريب ، والملفت للنظر : موقف خريج مدرسة الشيخ ! محمد عبده ، الذي اشترك معهم في مؤامرة الاختلاط ! وهو يعلم فسادها ، ومقاصد القوم منها . فماالسبب ؟ هل هو تشابه القلوب ؟ أو مرضها بالشهوات الخفية والمقاصد الدنيوية ؟ ( هذه المسألة تحتاج إلى تأمل وبحث عن أسبابها ؛ لأنها تتكرر بين حين وآخر ) .
وأنقل هنا مقالاً لأحد علماء الأزهر في ذلك الوقت ، يرد فيه على شبهات طه حسين ، عميد العَلمانيين ، الذين لا زالوا على طريقته إلى يومنا هذا ، يُرددون ما ردده ، برعاية غربية ترقب الأحداث ، وتُوجه الطابور الخامس البئيس .. من خلف الكواليس !
لمقاصد :
1- أن يعلم المسلم أن " المؤامرة " متشابهة ، مُخرجها واحد ، مع تغيير المكان والشخوص ..
2- أن يُكمل فضلاء مصر ماقام به أسلافهم ، فلا يرضخون لتطبيع الفساد ، بل يواصلون الإنكار ، والنُصح ، وتقديم البدائل الشرعية ، إلى أن يستقيم الوضع . وأن لا يُثبطهم أهل التخذيل والراكنين . ( ومثله يُقال لأهل البلاد الأخرى التي طُبِّع فيها الاختلاط ) .
3- أن يأخذ أهل السعودية – حكومة وشعبًا – العبرة مما حصل في البلاد الأخرى ، فيدعوهم هذا للوقوف صفًا واحدًا أمام أي اختراق تغريبي ، ستطال عاقبته الدينية والدنيوية الجميع . ثم النهاية : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ..
الرد على الدكتور طه حسين حول مذكرة طلبة وطالبات كلية الحقوق بالجامعة المصرية بشأن التعليم الديني واختلاط الجنسين
للشيخ / محمد إسماعيل عبد رب النبي
من علماء الأزهر
حضرة الصديق الكريم والأستاذ المحترم رئيس تحرير مجلة الفتح الغراء: قرأت بجريدة المصري رأي الدكتور طه حسين في شأن المذكرة المقدمة من طلبة وطالبات كلية الحقوق بالجامعة المصرية إلى سعادة مدير الجامعة يطلبون فيها : التعليم الديني، وفصل الفتيات عن الفتيان في الدراسة، وتمييز الجامعيين عن سواهم بزي مخصوص أو شارة. وكل من سمع أو اطلع على تلك المذكرة فقد ابتهج وأُعجب بالروح الديني الذي دب في أولئك الطلبة والطالبات، ولكن الدكتور طه حسين قد اهتاجته تلك المذكرة ، وكبر عليه أن يجرؤ أولئك على تقديمها إلى سعادة مدير الجامعة، ثم هاله تأييد رجال الأزهر -وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الأكبر - لإخوانهم الجامعيين؛ ولو أن الدكتور قد قصر كلامه على ما جاء بتلك المذكرة لما رددنا عليه بكلمة واحدة. أما وقد تعرض للناحية الدينية ورجال الأزهر ؛ فليسمع إذن رد رجال الأزهر عليه:
يقول الدكتور طه حسين : "أنا لا أعلم في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصاً يحرم اجتماع الفتيان والفتيات حول أستاذ يعلمهم العلم والأدب والفن"!!
فيا أهل المنطق ويا أرباب العقول السليمة، إذا لم يعرف الدكتور ذلك النص فهل معناه أنه غير موجود، وهل يلزم من عدم معرفة الدليل على شيء عدم وجوده :
وإذا لم تر الهلال فسلم
لأناس رأوه بالأبصار
ومن قال إن الدكتور طه عالم من علماء الدين، أو فقيه من فقهاء المسلمين، حتى يُقام لرأيه وزن في الشئون الدينية؟
وبعد؛ فنحن نتولى تعريف الدكتور ما جهله، حتى يعلم أنه تطفل وتدخل فيما لا يُحسن الكلام فيه:
أولاً: نحب أن نعرّف الدكتور أن الأدلة الشرعية ليست محصورة في الكتاب والسنة فقط، ولا مقصورة عليهما فحسب، بل الأدلة الشرعية المتفق عليها أربعة: الكتاب، والسنة الصحيحة، والإجماع، والقياس الصحيح. ومن لا يعرف ذلك فهو داخل تحت قوله الله تعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله، له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) .
ثانياً: إن مما امتاز به الإسلام في قواعده العامة أنه جعل درء المفاسد أساساً للأمور الأدبية والشرعية. فاختلاط الجنسين –وهو ينبوع المفاسد ومصدر الشرور- محرم بهذه القاعدة الشرعية.
ثالثاً: إن كل خطاب يوجه إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هو موجه لنساء المؤمنين ، مالم يقم دليل خاص على التخصيص. وعلى ذلك فاستمع لما جاء في القرآن الكريم متعلقاً بموضوع الاختلاط المحرم ، قال الله تعالى: ( وقرن في بيوتكن ) ، وقال : ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهرك لقلوبكم وقلوبهن ) ، وقال : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) ، وهذه الآيات واضحة المعنى دالة على تحريم الاختلاط –اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات- مطلقاً ؛ إذ الأمر بالشيء نهي عن ضده، ولا تنسَ أن العبرة بعموم اللفظ.
رابعاً: قد أمر الله الرجال بغض أبصارهم عن النساء الأجنبيات وعما لا يحل النظر إليه، كما أمر النساء بغض أبصارهن عن الرجال الأجانب مع بيان الحكمة في ذلك ، فقال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى له إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن... الآية ) ، وهل يجتمع غض البصر عن النساء الأجنبيات مع الاختلاط بهن؟
وإذا حرم النظر إلى الأجنبيات درءاً للمفاسد ، فلأن يحرم الاختلاط من باب أولى، لأنه أشد خطراً من النظر إليهن. فثبت تحريم الاختلاط بالقياس الأولوي.
خامساً: قد ثبت تحريم الاختلاط بالأحاديث الصحيحة ، وإليك بعضها:
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك . فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن.
روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إياكم والدخول على النساء" قال رجل من الأنصار : "أفرأيت الحمو"، قال : "الحمو الموت".
أما حكمة التشريع في تحريم الاختلاط فهي أن الشريعة الإسلامية تريد للمرأة المسلمة أن تحيا حياة الطهر والعفاف والصيانة والفضيلة ، وفي تحريم النظر والاختلاط ضمان لذلك أي ضمان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، وهل يجتمع أمن الفتنة مع الاختلاط؟ اللهم لا! والرجل يُدرك بفطرته السلمية أن النساء فتنة وشأنهن الإغراء ، وأن من قارب الفتنة وباشر أسبابها يوشك أن يقع فيها ، كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، كما يدرك بطريق الوجدان بل المشاهدة أن للشباب نزوات، وأن لقوّته جموحاً عن جادة الحكمة، إلا من عصم ربك. فما بال الدكتور طه يجهل أو يتجاهل حكم الطبيعة البشرية –وحكمها قاهر، وسلطانها حاكم مستبد- ، وما باله يتملق الشباب ، ويريد أن يصورهم لأنفسهم ملائكة معصومين مطهرين ، فيقول لهم: "أنا حَسَن الظن جداً بأخلاق الشباب المصريين فتياناً وفتيات الخ"!! والواقع أن الشباب، لاسيما شباب الجامعة المصرية، أعرف بنفسه وبحكم الطبيعة من حضرة الدكتور طه ، (وصاحب الدار أدرى) ، على أن في تقديم هؤلاء الطلبة النجباء مذكرتهم لنفس الجامعة المصرية لأبلغ رد وأنصع برهان ينقض رأي الدكتور، ويدل على أن بين إحساس حضرة الدكتور وإحساسهم ما بين الليل والنهار !
وإن في دقة إحساس هؤلاء الغيورين على دينهم ومروءتهم وشدة شعورهم الحي بما يتعرضون له بهذا الاختلاط من أضرار وأخطار، ما يغني عن إحساس الدكتور وحسن ظنه في هذه الناحية.
ومن فلسفة الدكتور طه التي لا يفهمها سواه - أنه لا يؤمن بخطر شيء كالاختلاط- إلا إذا وقع بالفعل ! اللهم حوالينا ولا علينا، ولو كان الدكتور يُدرك مبلغ ما تتركه النظرة من الأثر في النفس لرحم هؤلاء الطلبة، وكان عوناً لهم على ملتمسهم العادل ومطلبهم النبيل.
لكن الدكتور يصادم شعورهم، وحرية آرائهم، ويُسخف مطالبهم، وفي الوقت نفسه يدعي أنه "حسن الظن بأخلاقهم وأنهم قوم راشدون" ! قل غير هذا يا دكتور، واحترم عقول السامعين والقراء، حقاً إن البلاء موكل بالمنطق!
على أننا نحمد الله تعالى إذ سخّر للدكتور طه فيلسوفاً صديقاً له ، هو الدكتور منصور فهمي ، أشار في معرض الرد على الدكتور طه في جريدة المصري (14 مارس) إلى أنه فصل طالباً من الكلية بعد تحقيق دقيق يتعلق بهذه الناحية ، (ناحية الاختلاط)، ثم أشار بل صرح بأنه أنشأ بالفعل فصولاً خاصة للفتيات، وأن الدكتور طه هو الذي ناقش في ذلك، وانتقد وألح في إلغاء هذه الفصول!! ولكن الدكتور منصور فهمي تمسك برأيه وأبقى هذه الفصول بالفعل قبل مبارحة الجامعة، وقد جبهه الدكتور منصور ورماه علناً وفي صراحة بأنه (يُنكر الحقائق). ومن أراد أن يعرف الدكتور طه حسين ويدرس نفسيته وعقليته وخلقه ، فليفكر معي في هذه الجملة التي قالها للدكتور منصور فهمي مفاخراً :
"إني إذا آمنت بشيء عاندت فيه الناس جميعاً" !!
أبعد هذا الغرور غرور؟!.
إهابة
للكاتبة الإسلامية عزيزة عباس عصفور
رحمها الله
كتاب يحكي كيف واجهت المرأة المسلمة في مصر حركة التغريب
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=6&book=4237
( الرجل والثوب الضيّق ) علاج التغريبيين لعمل المرأة
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/161.htm
نبذة عن أحمد لطفي السيد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1346