الحزن كالموت لا يفرق بين كبير وصغير , وغني وفقير , ورفيع ووضيع , وعاص ومطيع .
ما تراه من أعظم الأحزان , قد يراه غيرك فرحا وسرورا مقارنة مع ما حل به , وما تراه أنت مصيبة , قد يراه غيرك نعمة ورحمة.
كلما أصبحنا نشعر أكثر بطعم السعادة ,كلما شعرنا بالمقابل شعورا أشد وطأة بطعم الأحزان .
-لا تسأل الله أن يحزنك حتى تملك قلبا رقيقا , وعينا دامعة , فربما يؤدي تراكم الأحزان إلى قسوة في القلب , وبلادة في الشعور , ولكن سل الله أن يجعل لك قلبا معتبرا عندما يرى الأحزان , وعينا دامعة عندما ترى مصيبة عظيمة تحل بأخيك الإنسان .
-ما ألطفك أيها البكاء !! فلولاك لانفجرت قلوب كثير من الناس , ولولاك لحبست دموع الأنهار في مجاريها, ولولاك لما رأينا دموعا تقرح الجفون , وتنطلق من المآقي كمن أصبح حرا بعد أن كان في غياهب السجون.
-ما وجدت شيئا يريح النفس كالبكاء , وما وجدت شيئا يقضي على الكبرياء كالبكاء .
-يُعذر الإنسان عندما يبكي لسبب ما , ولكن عندما يبكي بلا سبب , فلن يعذره إلا إنسان واحد , ............ هو الذي اختلى يوما بنفسه , فسالت العبرات , وانهمرت سحائب الجفون , وأخذ يبكي حتى مله البكاء , ورحمه النحيب , يبحث عن سبب لبكائه فلا يجد , ويحاول أن يعلل نفسه بعذر مقنع فلا يجد , ثم يتذكر قول الله تعالى : {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى }النجم43 , فيعلم أن البكاء والضحك آيتان من آيات الرحمن .
-لا يستطيع الإنسان أن يبكي بعين , ويضحك بالأخرى , أما القلب فربما يبكي ويضحك في وقت واحد .
-أحيانا يحاول الإنسان أن يبكي فلا يستطيع , وأحيانا لا يريد أن يبكي فلا يستطيع أن يوقف تدفق سيل الدموع !!
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس