تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هذا سبب الثبات وضده يكون النكوص : فالناكصون ليسوا فلانا وعلانا فحسب....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي هذا سبب الثبات وضده يكون النكوص : فالناكصون ليسوا فلانا وعلانا فحسب....

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصبر على طاعة الله
    يقول الله تعالى : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (28) .
    يقول السعدي في تفسيره : أمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته فيالأوامر والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين { الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ } أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
    { وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك. { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فإن هذا ضار غير نافع ... فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا } غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره. { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم } الآية. { وَكَانَ أَمْرُهُ } أي: مصالح دينه ودنياه { فُرُطًا } أي: ضائعة معطلة. فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به ... والصبر المذكور في هذه الآية هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام. وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه أ.هـ.
    عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
    وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَليَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )) رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح ، وَقالَ الترمذي : (( حديث حسن )) .
    قال عدي بن زيد:
    عَنْ الْمَرْءِ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَـارَنِ يَقْتَـــدِي
    إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ *** وَلا تَصْحَبْ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي
    ملحوظة : جاءني أعلاه بالبريد
    --------
    إضافة:
    ومن أسباب نكوص بعض الذين كانوا دعاة إلى الله يوما ثم انقلبوا دعاة إلى عقيدة الحرية عوضا عن عقيدة الإسلام ، ومن هؤلاء من لا يزال يصف نفسه بالدعوة إلى الله ، اما الذين نكصوا واعتنقوا عقيدة الليبرالية والإنسانية فهم معلومون للكافة ، من أسباب النكوص :
    1- إهمال قراءة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والنهل منهما آناء الليل وأطراف النهار والصدور عنهما ، وكذا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة الكرام ليعرف هؤلاء الحق جليا صريحا ، والنهل من علم علماء الإسلام الأثبات سلفا وخلفا ، ليعرف هؤلاء الحق وتتشربه قلوبهم ، ثم معنى الثبات والعزة وأنها لله ولرسوله وللمؤمنين.
    2- الانكباب على قراءة كتب الملاحدة والمشككين من والملاحدة العلمانيين الليبراليين أصحاب عقيدة الحرية مما أورث لدى هؤلاء التأثر بهم والإعجاب بهم خاصة وأن الحرية مطلب فطري للإنسان ، لكن هؤلاء المتأثرين بعقدية الحرية أخذوها من هؤلاء ولم يأخذوها من دين الله وضمن دين الله تعالى بشموله وكماله وتمامه.
    3- مجالسة القنوات الفضائية المنحرفة سواء كانت إخبارية أو غيرها ، والإخبارية ذات الطابع الإخباري الثقافي أخطر لما فيها من الجاذبية ولأنها مصممة من الألف إلى الياء على نهج غير إسلامي فلا بد من التأثر بها ، وهي كالجزيرة والعربية تأتي بمن يشكك في دين الله ويسبه جهارا نهارا ، أفلا يؤدي هذا مع طول المجالسة إلى قسوة القلب وتشرب القلب لفتنها نكتة نكنة ، أو نقطة نقطة ؟.
    4- مجالسة منافقي العصر بدعوى ومحاروتهم ، وقيام المودة والتلطف بينهم ، هذا يجعل ما هم عليه من النفاق والعلمنة قريبا من قلوب أولئك الذين كانوا يوما دعاة إلى الله ثم انقلبوا اليوم إلى دعاة محبة لهؤلاء المنافقين ومودة .
    5- الاستهانة بحدود الله في النظر والسماع .
    6- والاستهانة بالأمر الله بموادة المؤمنين وبغض وتجنب المنافقين العلمانيين ومن في حكمهم ، وقد قيل : كثرة الإمساس تذهب بالإحساس .
    7- الابتعاد عن الصالحين من أهل الدعوة والتأليف والكتابة ، وأعظم من ذلك التشبه بالمنافقين العلمانيين والسير على خطاهم في وصف أهل الدعوة والصلاح والثبات على الحق بأنهم متطرفون متشددون ، وهذه والله عين الفتنة .
    والله الهادي المثبت على الحق.

    علي التمني
    أبها في 4/11/1430

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: هذا سبب الثبات وضده يكون النكوص : فالناكصون ليسوا فلانا وعلانا فحسب....

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... وأخشى بارك الله في قلمك أن نجد أنفسنا يوما ممن صرف الله قلوبهم عن الحق جزاء انصرافهم عن الجهر بمسببات خذلان الدين ومواجهة مسببيها بالصوره التي تسترعي انباههم باننا حساب صعب تجاوزه في حساباتهم
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: هذا سبب الثبات وضده يكون النكوص : فالناكصون ليسوا فلانا وعلانا فحسب....

    جزاكم الله خيرااا

    اللهم قنا الفتن ماظهر منها وما بطن وثبتنا على الحق وتوفنا وأنت راض عنا
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •