يحكى أن أحد الملوك أحضر لابنه معلما ً، وطلب منه أن يهتم بابنه، وبتربيته؛ ليكون خليفته في الحكم، وإدارة شئون البلاد.
فنشأ الصبي نشأة صالحة .. وذات يوم استدعاه معلمه، فضربه حتى أوجعه من غير سبب .. فحقد عليه الصبي وأضمر له الشرَّ في قلبه .. وعندما ورث الحكم وصار ملكاً .. استدعى معلمه بعد أن أصبح شيخاً كبيراً وسأله : ما الذي حملك على ضربي يوم كنت تلميذاً بدون أي سبب؟!
فرد الشيخ قائلاً : هل ذقت طَعمَ الظلم ؟ قال الملك : نعم : فقال الشيخ : (لقد كانَ درساً يا بني َّ.. فقد أحببتُ أن أذيقكَ طعمَ الظلمَ لئلاَ تظلمَ أحداً من الرَّعية)
فأجابه الملك متأثراً : لقد كان درساً عظيماً !!!.
نعم إنه لدرس عظيم والله ؟!! فهل ذاق أحدنا طعم الظلم ...
في الأغلب أن كل إنسان عانى نوعاً ما مِن أنواع الظلم في مرحلة ما من حياته .. فيا ترى عندما يصبح ذا سلطة وقوة في الأرض ولو مدير إدارة صغيرة ، هل يتذكر قسوة الظلم الذي عانى منه يوما ما ..؟! أم أن المنصب والكرسي سينسيانه كل شيء .... ؟!