تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 59

الموضوع: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    ومثل الانجليزية الفرنسية ، وحلّ فيها الغين محل الراء، ولا ينطق فيها حرف الهاء (H) ، فيقولون : أوتيل في (هوتيل) : فندق ، وينطقون السين أحياناً زاياً ، ولا ينطقون الحروف الصحاح ( الساكنة ) إذا وقعت في الأواخر ؛ اقتصاداً ، ويُخرجون مُجاورات الميم والنون من الخيشوم ! .
    وتتكون الصينية من أكثر من أربعة وأربعين ألف حرف ( 44444 ) ، هي في الحقيقة مقاطع تعبيرية ، وكلمة مقطع منها كلمة ذات معنى ، (Hanzi) : هانْ زِي = الأحرف الصينية .
    وبقرار من ( ماو سي تونغ ) اختصرت إلى الربع من ذلك ، فصارت عشرة آلاف حرف ؛ أي كلمة أو مقطع (10000) ، ولمحو الأمية يحتاج الطالب إلى تعلم أربعة آلاف حرف ( 4000 ) ، وقريب من نظامها المقطعي الجامد هذا : اليابانية والكورية والفيتنامية ..
    ومعنى أنها مقاطع أنّ تتكون في أصغر وحداتها الصوتية من المقطع ، ولا أصغر منه ، ولا ينظر فيها إلى الحروف البسائط كما ننظر ، إلا من جهة أنها خادمة للمقطع ولبنة من لبناته .
    فهي تنشئ الكلمات على غير نظام تصريفي ولا اشتقاقي ؛ أو قل : نحو الصوت عندها مختلط بنحو الكلمة .
    وليتني أعثر على كتاب أتتبع فيه أصوات تلك المقاطع ، وموافقها للأصوات العربية أو مخالفتها . أعان الله ! .
    واختفى من العبرية ( القديمة بله الحديثة ) : الثاء والذال والضاد والظاء والواو .
    ويهتمون فيها بضبط السكون حتى إن عندهم سكوناً متحركاً ! . ( وهذا خلل فيزيائي ! ).
    واختفى من الفارسية : الثاء والحاء والصاد والضاد والطاء والظاء والقاف والعين . وفيها جيمان وباءان وزايان ( أيْ : من الحسن والهجين في العربية ) .
    وهي لغة فخيمة المخارج .
    هذه حروف خمسة ألسنة ، للناطقين بها شهرة وعديد وتاريخ ، تنقص أصواتها عن أصوات العربية يقيناً . (لا يضاهى تاريخها بتارخ العربية ؛ وهذا استطراد !)
    وتتجلى من بينها العربية بأصواتها المستوعبة والباقية ( في لغتها الأدبية والمحكية ) والمتوزعة على مخارجها من غير اختلاط ولا غمغمة ، والمترتبة على فصيحة ثم حسنة ثم هجينة ، والبينة التقاطيع والتخاليف ، والصافية النطق ، والواضحة الصفات ، والقابلة للسكون والحركة في حال البساطة وفي حال التركيب ، والمد والقصر ، والإدغام والإخفاء ، في أقل قدر من الشذوذ .
    وفي المقابل ترى :
    - اختفاء أصول أصوات إنسانية من تلك الألسنة متفق على أن اللسان الإنساني يقتدر على نطقها بدرجات من اليسر . وهذه مزية للعربية التي حفظت أصواتها إلى الآن .
    - ميل العربية إلى الصفات القوية التأثير في الحديث في أغلب حروفها ، وهي الرقة ( استفال اللسان حال النطق ) ، وإلى الجهارة ( اهتزاز الوترين ) ، والرخاوة ( انحباس الهواء مع النطق ) ، والانفتاح ( بعد اللسان عن الحنك الأعلى ) ، والثبات ( قلة حروق القلقلة ) .
    - نظام التهجي في العربية مطرد لا يتخلف إلا في كلمات معدودة معروفة الأسباب ( أسباب إملائية تكون بحذف حروف العلة أو إثباتها اختصاراً أو تفرقة ، وليس ذلك في الحروف الصحاح ) مثل : هذا ، وأولئك ، وعمرو .
    - الحروف الثمانية والعشرون في العربية هي حروف منتخبة من أصوات حسنة وهجينة ، انتخاباً كان عبر تاريخ عميق ، فتراها غير قابلة للتجريد أو للضمّ أو للحذف أو للاقتصاد أو للاعوجاج .
    وأما الهجينة منها فهي في نظر العربي تقوم عليها أبجديات كثير من الألسنة الأعجمية .
    - كثير من الأبجديات ترى لها رموزاً كثيرة في الكتابة ، ولكن إجالة النظر في أصواتها المنطوقة فعلاً تردها إلى عدد أقلّ مما هو وافر في أبجدية لسان العربية ، ونظامها التشكيلي ذي الحركات والسكنات .
    فهل يكون ذلك الاختلاف مؤذناً بالمزية ؟ .



    ( ... يتبع ... ) . . .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  2. #22

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    بارك الله فيك أخي عصام أنا أتابع حلقاتك وسأرجئ أي نقاش إلى نهاية حلقاتك حتى نستفيد مما تذكر.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    حياك الله أخي ابن عبيد
    [وسأرجئ أي نقاش إلى نهاية حلقاتك حتى نستفيد مما تذكر.]
    إذن سيطول انتظارك ( ابتسامة )
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو من الإخوة ممن له نسخ من كتاب الصاحبي في فقه اللغة أن يسعفنا بها وخصوصا غير الطبعة السلفية فإنها عندي ولكن يظهر ان بها نقصا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    (نحو الصوت)

    مزية في التأليف الصوتي :

    يجوز لنا في العربية أن نؤلف من تلك المقاطع الصوتية البسائط المحصورة العدد المؤلفة من الحروف والحركات الطويلة والقصيرة ، والتي قاربت المائتَيْن = كلماتٍ لا حصر لها ، من الجذر الواحد فضلاً عن الجذور المختلفة ، والمثال شهير ( ض ر ب ) : ضرَب ، يضرِب ، ضرْب ، ضارب ، مضروب ، ضريب ، ضريبة ، ضرّاب ، ضِراب ، اضطراب ، ...
    وتتعاقب الحركات والسكنات في أحرف الكلمات ، بلا كلفة ولا حظر ، لولا بعض ما يستثقله العرب مما يخالف الفصاحة وعذوبة المنطق ورقته ووضوحه وترسّله ، فإذا قلت مثلاً :
    ( اِبَّـبِـبُـبَـ ابـيـبُـو ).
    في تأليف ذلك المثل السالف المضروب على أحوال الأصوات على ما سبق ترتيبه :
    اِبْ ، بَـ ، بِـ ، بُـ ، بَا ، بي ، بُو .
    كنت قد أتيت بما يستثقله لسان العربيّ ، ولم يؤثر عنه مثله ؛ لأن العرب تكره فيما هو كالكلمة الواحدة كلفة البدء بصوت ساكن إلا بصلة ، كما تكره الوقف على صوت متحرك إلا بسكت ، وتكره توالي ساكنين صحيحين ، وتكره عثار توالي أكثر من متماثلين ، وتكره اضطراب توالي أربع متحركات ، وتكره ثقل مجاوزة الاسم سبعة أحرف والفعل ستة أحرف ، وتكره عسر الانتقال من كسر إلى ضم ، وتكره تعاقب أحرف متقاربة في المخرج أو الصفة من نحو : " مُسْتَشْزِرَات ": مرتفعات ، و"الهُعْخُعُ": نبت، أو لم يعهد استعمالها عندهم ، نحو مهندز ؛ بالزاي بعد الدال ؛ ولذا عربوها من الفارسي إلى : مهندس ؛ بالسين .
    وعلة هذه الكراهة لتلك الأمور أنهم يتوافقون مع قوانين البديهة والحسّ والعلوم الطبيعية ؛ جمعاً وتوزيعاً وتحريكاً وتسكيناً .
    وأحسب أن للتأليف الصوتي في آلة الكلمة في اللسان العربي نظاماً وحراكاً وتوالداً لا تراها في غيرها من آلات كلمات الألسنة .
    وبيان ذلك بإيجاز : أن هذه الكلمة تتألف من مقاطع ثابتة ومرنة معاً، وهي الأحرف الصحاح الثابتة في بنية الكلمة ، وتدول حول الأحرف الصحاح الأحرفُ العليلة وأبعاضها ، في تأويب تجري فيه الحركات إلى مستقر لها (البدء بمتحرك والوقف بالسكون) ؛ دورانَ الجسيمات في الذرة والكواكب في المجرة (ودوران كل شيء بحسبه) ! ، ولا يصحّ أن تحذف تلك الأحرف الصحاح التي عليها المدار بحال ، أو أن تضطرب ، أو تنشز ، أو تقتصد ، أو تعوج ، إلا ترخيماً كيا سعا ، أو تخفيفاً كيَدٍ ، وذلك نادر لا يقاس عليه ؛ بخلاف العليلة التي تحذف وتبدل وتتغير .
    ويأتي الإعراب في أواخر المعربات والتحريكُ في أواخر المبنيات الساكنات = ليجعل التقاطيع والتخاليف فيها مفتوحة مسترسلة مرتّلة ، إلا في حالات الوقف (المقطع المغلق)، وليؤلف من الكلم ما يجعله في نظم صوتي واحد ، كتغريدات عصفور متتابعة أو سجعات حمامة ، أو كخطوات ، أو قطرات .
    وترى بدائع من ذلك التأليف الصوتي الحكيم = في علم العرب وديوانهم ، الذي ليس لهم علم أصحُّ منه ، وهو توقيع أبيات الشعر ؛ على أوزانه الستة عشر ؛ في عد الخليل وتكميل الأخفش ، وأصواته المائة كما ذكر الأصفهاني في الأغاني .
    ويفهم هذا في قوله تعالى : ( ورتلناه ترتيلاً ) ، ووصف نطق النبيء عليه الصلاة والسلام أن فيه ترسيلاً وترتيلاً ؛ بجامع تتابع نظام الأصوات ، وتتابع نظام الكلمات والآيات ، وتتابع نظام المعاني والعبر .
    وقد تكون العبرية أقرب في هذا إلى العربية ( كلاهما ساميّ )، ولكنك ترى فيها ، زيادة على النظام التشكيلي للحروف ، نبرَ بعض المقاطع (النبر : إبراز نطق حرف دون غيره ، وهو من سمات ذوات المقاطع الجامدة كالصينية ) ، بل ترى له قواعد تصريفية ووظائف معنوية ، وترى توالي ساكنين صحيحين ، بقلقلة الأول ، وأن كلّ الحروف قابلة للقلقلة (السكون المتحرك) إذا ابتدئت بها صدور المقاطع ، وترى شَدّتها خفيفة حيناً مع أحرف وثقيلة في أحوال أخرى ، و لا تشدد أحرف الحلق ولا تسكن ، وقد يقولون شدة مقدرة أي غير ظاهرة !.
    فسبحان من أنزل بها كتابه الحكيم ، وجعلها في أحسن تقويم وصراط مستقيم وفضل كريم ، فأنهلها وأعلّها ، وأدقها وأجلّها ، وأكثرها وأقلها ، وأثّلها وأبلّها .


    ... ( يتبع ) . . .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    .

    ثانياً : نحو الكلمة


    هذا هو النحو الثاني من أنحاء العربية ، له خصائص ينفرد بها عن ألسنة كثيرة .
    وهذا النحو ناشيء من التأليف الصوتي الذي سبق .
    ويدرس هذا النحو في علم التصريف ، وعلم الاشتقاق ، وفي علم المعجم ، وهو متن ألفاظ اللغة ، وفي فقه اللغة . وهي علوم أصيلة في العربية ، مطردة الأقيسة ، موفورة النقل ، بديعة الاستنباط والتجريد .
    وسأختار منها نحواً يبين المزية ، فإذا وضحت فيه كانت في غيره على ذلك الوضوح .
    الكلمة : لفظ ذو معنى ، مؤلف من بعض أحرف الهجاء . وهي أصغر وحدة معنوية في الألفاظ التي يلهج بها اللسان ، ولها في كلّ قسم من أقسامها نظام وزمام وأحكام .

    قال سيبويه في صدر [الكتاب 1/12]:
    "( هذا بابُ علْم ما الكَلِمُ من العربية )
    فالكَلِم : اسمٌ وفِعْلٌ وحَرْفٌ جاء لمعنىً ليس باسم ولا فعل .
    فالاسمُ : رجلٌ وفرسٌ وحائط .
    وأما الفعل فأمثلة أُخذتْ من لفظ أحداث الأسماء وبُنيتْ لما مضى ، ولما يكون ولم يقع ، وما هو كائن لم ينَقطع .
    فأما بناء ما مضى فذَهَبَ وسَمِعَ ومَكُث وحُمِدَ ، وأما بناء ما لم يقَع فإنّه قولك آمِراً : اذهَب واقتُلْ واضرِبْ ، ومخبراً يَقْتُلُ و يَذهَبُ ويَضرِبُ ويُقْتَلُ ويُضرَبُ . وكذلك بناء ما لم يَنقطع وهو كائن إذا أخبرتَ .
    فهذه الأمثلة التي أُخذت من لفظ أحداث الأسماء ولها أبنية كثيرة ستبيَّن إن شاء الله .
    والأحداث نحو الضَّرْبِ والحمد والقتل .
    وأما ما جاء لمعنىً وليس باسم ولا فعلٍ فنحو : ثُمَّ ، وسَوْف ، وواو القسم ، ولام الإضافة ، ونحوها". انتهى

    تدور الكلمات العربية في ثلاثة محاور (تقسيم سطحي أو أفقي) : فمنها : أسماء وأفعال وحروف . وانتظمت الكلمات على تلك الأقسامٍ : اسم أو فعل أو حرف معنى. وهذا التقسيم هو أول استنباط في تاريخ النحو بمعناه العام علي ما جرينا على استعماله هنا .
    في كلام سيبويه هذا شمول تقسيم لا تراه في كلام غيره من النحويين ، فتأمل مُدخله ومُخرجه في تفصيله الكلام في الفعل دون قسيميه .
    وعلة هذه القسمة عند الزجاجي (- 339) [الإيضاح في علل النحو 44] مجيباً عن سؤال يتهم فيه النحويين بتقليد سيبويه بلا برهان ما خلاصته : أن الاسم هو علامة دالة على ذات المسمى ، والفعل علامة على الحدث ، والحرف رابط بينهما ، فالاسم يخبر به ويخبر عنه ، والفعل يخبر به ولا يخبر عنه ، والحرف لا .. ولا .. ، وأن التعبير عما في الأنفس من أمور الحياة جارٍ على اعتبار هذه الثلاثة .
    فإذا كانت أقسام الحياة ثلاثة : أشياء : ذوات ج ذات ، وحركة هذه الأشياء (حدث)، ورابط يربط بين الأشياء والأحداث .. فيجب أن تكون أقسام مفردات اللسان كذلك .. اسم (للشيء) وفعل (للحدث) وحرف (للرابط).
    وهذا مصداق القول : إن اللغة وعاء لفظي لعلامات دالة على الواقع .
    وقال أبو البركات الأنباري (-577) [ أسرار العربية 4] :
    "فلمَ قلتم : إن أقسام الكلام ثلاثة لا رابع لها ؟ قيل : لأنا وجدنا هذه الأقسام الثلاثة يعبر بها عن كلّ ما يخطر بالبال ، ويُتوهّم في الخيال ، ولو كان ههنا قسم رابع لبقي في النفس شيء لا يمكن التعبير عنه .
    ألا ترى أنه لو سقط آخر هذه الثلاثة الأقسام لبقي في النفس شيء لا يمكن التعبير عنه بإزاء ما سقط".
    يقصد أن الزيادة على ثلاثة الأقسام عبث في التقسيم ، وأن النقص عنها مخلّ بمقاصد المتكلم .
    وقد كان لانضباط قوانين (الإعراب والبناء) و(الاشتقاق والجمود) و(التجريد والزيادة) في العربية واطرادها ومرونتها = أثر ظاهر في تسويغ هذا التجريد البديع وثرائه ومضائه .
    كأنك وأنت تستعرض الكلمات العربية تتبصر فيها آلة بديعة الصنعة ، قوامها الأحرف الأصول (ف ع ل ل ل ) ثابتة في كل كلمة ، ثلاثية أو رباعية (أسماء وأفعالاً) أو خماسية (أسماءً)، كلّ بحسبه ، بأحرف صحاح أو عليلة ، وتتغشاها أحرف الزيادة ( سألتمونيها ) ؛ إن في الصدر أو في الحشو أو العجز ، وأحرف الإبدال ( هدأت موطيا ) !.
    وتتوالد الأبنية على سنن هذا الميزان .
    وهي بذلك " غير قابلة للتجريد أكثر مما كان أو للضمّ إلا إدغاماً ونحوه أو للحذف إلا لقياس أو خفة مأثورة أو للاقتصاد أو للاعوجاج". !
    ( وفرق بين الخفة والقصد ) !
    - وإذا لم تكن الكلمة العربية ثابتة الشكل في كل أحوالها ( مبنية ) ولا مجهولة الأصول ( أعجمية ) فأبنيتها خاضعة للميزان الصرفي ، وجارية على أقيسة مقطعية مطردة في الغالب :
    مثال الأسماء الثلاثية : فلس وفرس وكتف وعضد وحمل وعنب وإبل وقفل وصرد وعنق .
    ومثال الأفعال الثلاثية : ضرب وجلس ونصر وعلم وحسب وكرم (أبواب الفعل الثلاثي) .
    وزمام الكلمة في العربية بيد الحروف المجردة (من داخل الكلمة)، التي تدور حولها الزوائد والعلل والبدائل .. بخلاف غيرها فزمامها بيد المتكلم (من خارج الكلمة).

    وتتكون الانجليزية من أقسام أكثر من أقسام العربية ، وهي :
    (1) اسم NOUN
    2) ضمير PRONOUN
    3) فعل VERP
    4) صفة ADJECTIVE
    5) حال أو ظرفADVERP
    6) حرف جرّ PREPOSITION
    7) حرف عطف CONJUNCTION
    8) حرف تعجب INTERJECTION
    9) أداة ARTICIE
    10) مصطلحات IDIOMS
    ومثلها في هذه الأقسام الفرنسيةُ ، وسائر الأوربيات التي توخت قواعد اللاتينية .
    وكثرة الأقسام تعني تعثر اطراد الأحكام في أقل من ذلك العدد من الأقسام .
    وحق العربية أن تكون أقسام كلِمها أكثر ، لأن أصواتها أكثر ، ولكن رأينا العكس ، وسبب ذلك أن الأكثر أقساماً هو الأكثر تعقيداً ، وأن العكس بالعكس .
    فإذا أضيف إلى ذلك كثرة أزمنة الفعل (22 زمناً) مع الصيغ المعبرة عنها ( وليس محل الإشكال كثرة الأزمنة ؛ فالإنسان مضطرّ إلى معرفتها بدقة؛ بخلاف كثرة الصيغ المعبرة عنها ، الموجبة للاقتصاد مع الزمن )، ومع كثرة الأفعال الشاذة في تصريفها ، حتى كأنها الأصل = بلغ التعقيد مدى لا تشعر به في العربية التي تتكون من ثلاث صيغ (ماض ومضارع وأمر) ، تعبر بها وبغيرها من المشتقات المتصرفة والمقيسة والمطردة ، عن فروع تلك الأزمنة الثلاثة (المضي والحضور والاستقبال).
    وهذا التقسيم في الانجليزية ، وما كان في شبه نظامها من الألسنة ذات الأصول اللاتينية ، يخلط بين نحو الكلمة ونحو الجملة (المصطلحات مثلاً).
    وترى في الانجليزية تحت تلك الأقسام ( مقسمة تقسيماً عُمقيّاً أو رأسيّاً ، ويأتي فيه الأنواع المندرجة تحت القسم السطحي السالف ) مفردات تقل عن مفردات العربية في الدلالة على الأشياء ، مثال ذلك الضمائر (I We You They He She It ).
    فهي كثيرة الأقسام قليلة الألفاظ ؛ بخلاف العربية قليلة الأقسام كثيرة الألفاظ .
    واختفى من الانجليزية ما يعبر عن الضمائر العربية : أنتِ أنتما أنتنّ هما هنّ . وجعلوا ضميراً لغير العاقل (It) [ اعتبروا غير العاقل ولم يعتبروا النساء ! ] .
    والعرب ترى أن لكل شيء عقلاً بحسبه ( قالت نملة : ... ) ، ( قالتا : أتينا طائعين ) .
    دع حروف الجرّ ، فهي في العربية عشرون ، وفي تلك الألسنة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ( وحروف الجر من روابط الكلام، وهي تجرّ في العربية ليس غير ، أما في غيرها فهي جارّة بلا جرّ ).

    ولك أن تتصور الفرق بين ذينك التقسيمين في تكليف المبتدئين استخراج أقسام الكلام العربي من نص عربي ، واستخراج أقسام الكلام من نص انجليزي ! .

    ومر بنا أن الصينية تتكون من مقاطع .. فلا معنى للتقسيم السالف فيها ! ، ولا تستطيع أن تعرف من شكل المفردة الصينية أهي اسم أم فعل أم صفة أم ضمير أم جماد أم إنسان ؟ إلا في السياق (كالحرف عندنا) ، وقد يسمع الصيني المقاطع واضحة فلا يفهم مدلولها ، وتستعمل المقاطع في تكوين الكلمات المفردة بأنواعها ( أسماء أفعال حروف ). وقد ترى جملة من مقطعين ومفردة من ثلاثة مقاطع ، والأغلب أن لكل مفردة مقطعاً واحداً كالقالب ، لا يجرّد ولا يوزن ولا يبدل ولا يتصرف إلا نادراً ؛ بلواحق .
    واستقل فيها التعبير الزماني عن الفعل ، فيأتي الفعل وبعده مقطع أو مقاطع تبين زمنه الذي وقع فيه ، وقد ترى مقاطع بعينها يعبرون بها عن الأسماء والأفعال ، أو مقاطع مكررة أو محاكية للحدث أو الصوت . وليس عندهم مقاطع لصيغة الجمع بل المفرد يعبر به عن الجمع والمثنى ! . واختفت من معارفها الضمائر ، فيستعيظون عنها بالاسم الظاهر !. واستجاب لسانها لقرار ماويّ يحصد منها ثلاثة أرباعها !.
    وفي الانجليزية (من الأوربيات) أسماء وأفعال تكتب بمقطع واحد كالصينية ! . (وهذا يبعدهما عن الألسنة الاشتقاقية المرنة المطواعة ) .
    والفارسية من الألسنة الاشتقاقية كالألمانية (بجامع : الهندوأوربية)، ولكن لم تستطع (مثل العربية مع كلمات الفارسية المعرَّبة ) تصريف الكلمات العربية التي دخلت إليها على موازين كلامها ، فجاءت الكلمات العربية فيها دخيلة جامدة بادية العسر ( وهذا نوع من انفلات الزمام )! .
    وسبب ذلك ضعف منظومتها الصرفية والاشتقاقية مقارنة بمنظومة العربية ذات الأصل والفصل !.
    (يبدو تأثر واضعي قواعد الفارسية بشكل القواعد العربية واصطلاحاتها ، مع اختلاف المضمون !).
    وجاء تقسيم أزمنة أفعالها والصيغ التي تعبر عنها متشابهاً مع نظام الانجليزية (في التعقيد).
    واختفى من ضمائرها أنتِ وأنتما وأنتن وهما وهنّ (كالانجليزية والفرنسية) ، كاختفاء هذين وهاتين !.
    وتأثر معجم العبرية (السفردية) ، كالمعجم الفارسي ، بما أخذوه عن العرب ، إبان إقامتهم في الأندلس ؛ للتقارب الكبير في الأصول الثلاثية للكلمات ونحوه، وبما نقله (الأشكناز) من أوربا، وجعلوا حديثاً فعلين للحال والاستقبال ؛ بدل المضارع في العربية؛ فهي أربع صيغ للأفعال ؛ لنقص الاشتقاق فيها . يقول العربي في الحال : أنا أذهب ، وفي الاستقبال : أنا ذاهبٌ (من باب الترجمة! فأنا ذاهب: ليس فيها دلالة زمنية؛ كما لا يخفى)، وفي العبرية الحديثة بالعكس !. ( وقد كانت العبرية القديمة ثلاثية التقسيم كالعربية ) .
    واختفى منها أنتما وهُما ، وتؤدي بضمير البعد معنى الإشارة إلى البعيد ؛ فلا اسم إشارة له .

    اختفت من هذه الألسنة المحكية والمدونة = أسماء كثيرة بأوزانها ، واختفت دلالات معنوية وزمانية في ألفاظها وتصاريفها ، واختفت معاني حروف وحروف معانٍ...

    وبقيت تلك الأسماء والأوزان والدلالات والحروف في العربية المدونة والمحكية .

    فعلىا ماذا يدل هذا ؟


    . . . ( يتبع ) . . .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  7. #27

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام، بارك الله فيك، ذكرت في سابق محاورتك الآتي:
    (ولسان الإنسان يختلف اختلافاً بيناً عن ألسنة الحيوان الأخرى ، التي لا تكاد تزيد عن نطق الحرف والحرفين ( في مقاطع ساذجة )، ولا مدخل للسان في إخراجها ، وإنما هي نباح أو عُواء أو مواء أو نهيق أو صهيل أو السجع أو الزقزقة أو الصفير ونحوه .
    ومهما علت أصواتها فهي في نظر العربيّ عجماوات لا تفصح ولا تبين عما في أنفسها للناس ، وإن كانت تتعايش بذلك فيما بينها .
    حتى إذا أتيت على ألسنة الأناسي وجدتها تزيد عن ذلك العدد ، وتتفاضل فيما بينها في تلك الأعداد وتختلف في توزيع المخارج وأنواع الصفات والوظائف التعبيرية والجمالية .)

    إذا كانت الحيوانات (العجماوات) استطاعت بمنطقها (حسب اصطلاح القرآن (عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)) أن تعبر عن معاني عميقة ومركبة وذات بيان، مثل قول الهدهد لسليمان عليه السلام: (أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *وَجَدْتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ)، والهدهد لم يتحدث العربية بالتأكيد، وإنما تكلم بمنطقه الذي علمه الله سليمان عليه السلام، فإن قلنا إن الهدهد لا يملك إلا أصواتا قليلة - كما ذكرت عن الحيوانات عموما- واستطاع بهذه الأصوات القليلة أن يعبر عن هذه المعاني المركبة العميقة، فهو عندي أفصح من الإنسان، لأن الإنسان -كما ذكرت -يمتلك أصواتا أكثر مما يملك الهدهد وغيره من الحيوانات، ولدل هذا على أن كثرة الأصوات ليست مزية في اللغة ما دام صاحب الأصوات القليلة يستطيع أن يعبر أيضا عما يريد بدقة ووضوح مثل دقة ووضوح الهدهد فيما رواه القرآن، وهذا ينسحب على كل لغات الإنسان، فهل تسطيع أن تثبت -على افتراض أن قولك بقلة أصوات اللغات غير العربية صحيح- أن الألسنة غير العربية عجزت عن التعبير عما تستطيع العربية التعبير عنه؟
    وهناك خطاب النملة الوارد في القرآن أيضا: ( يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) دليل آخر على أن هذه (العجماوات) فصيحة وبليغة، وأنها عجماوات بالنسبة إلينا فقط، لأننا لا نفهم ما تقول، لا لأنها لا تعرف أن تقول.
    وما قلته في أصوات الحيوانات (العجماوات) أقوله في نحوها وصرفها وبيانها، فنحوها غير نحو العربية بالتأكيد، وصرفها غير صرفها، وبيانها غير بيانها، ومع ذلك عبرت عن معاني بديعة فصيحة، ترجم القرآن لنا بعضها، فهل ترجم القرآن غير ما قالت الحيوانات أم عين ما قالت؟ فعندي أن القرآن ترجم عين ما قالت الحيوانات إلى اللسان العربي، وهو -عندي- دليل على فصاحة الحيوانات وقوة منطقها!!
    فما بالك ببقية ألسنة الناس؟؟
    وهنا أشير إلى أن القرآن في معظمه ترجمة لمعانٍ قيلت على ألسنة مختلفة، كألسنة الأنبياء وأقوامهم، وألسنة الجن، وألسنة الملائكة، وألسنة السماوات والأرض، وألسنة الشياطين....إلخ، فكل معاني القرآن البديعة والجميلة والفصيحة والدقيقة قيلت بلغات غير عربية ابتداء، ثم ترجمها لنا القرآن.
    فما تقول؟؟
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عبيد الفيومي مشاهدة المشاركة
    أخي عصام، بارك الله فيك
    وفيك بارك .
    وقد وجدت صعوبة في تفهم كلامك لتداخل الأفكار ، ولكن حاولت :
    قولك :

    إذا كانت الحيوانات (العجماوات) استطاعت بمنطقها (حسب اصطلاح القرآن (عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)) أن تعبر عن معاني عميقة ومركبة وذات بيان، مثل قول الهدهد لسليمان عليه السلام: (أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *وَجَدْتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ)، والهدهد لم يتحدث العربية بالتأكيد، وإنما تكلم بمنطقه الذي علمه الله سليمان عليه السلام، فإن قلنا إن الهدهد لا يملك إلا أصواتا قليلة - كما ذكرت عن الحيوانات عموما- واستطاع بهذه الأصوات القليلة أن يعبر عن هذه المعاني المركبة العميقة، فهو عندي أفصح من الإنسان، لأن الإنسان -كما ذكرت -يمتلك أصواتا أكثر مما يملك الهدهد وغيره من الحيوانات.
    من أين لك تأكيد أن هدهدة ذلك الهدهد لسليمان لم تكن بالعربية ، وقصص الآية عربي مبين ؟ من أنبأك هذا ؟ .
    الهدهد المذكور في سورة النمل هدهد معين معروف مدرب مجرب رحال جوال ذو حظوة ومكانة عند سليمان الحكيم . وبلاغته إنما كانت من جهات : من جهة الهدهد الذي تكلم بالكلام المذكور ، ومن جهة سليمان الذي دربه وعلمه وفهم عنه مراده ، ومن جهة الأدلة المقدمة .
    وأمر الهدهد وتكلمه بما يفهمه البشر هو من خصائص النبيء سليمان عليه السلام ، أي أمر معجز خارق للعادة قال رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي .
    والدليل على أنه من خواص سليمان أنه حين أراد أن يرسله إلى بلقيس حمله كتاباً (اذهب بكتابي هذا) ، ولم يحمله رسالة شفوية ، لأنه لن يطيق ذلك ، ولن تفهم الملكة بلقيس هدهدته .
    وقد حصل للنبيء محمد أن استمع إلى الحجر والمنبر والذراع والضبّ والناقة والغزالة .. كرامة من الله له رحمة منه بها .
    وتكفيك الآية وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، في فقه هذا الأمر .
    وكلامنا فيما جرت وتجري به العوائد ، لا في المعجزات والخوارق .
    وقولك إن الهدهد عندك أفصح من الإنسان بناء على أنه بأصوات قليلة أدى معاني كثيرة = قول غريب عجيب ، لأن البيان باللسان خاصة إنسانية ، بلا نزاع وجدال (بشهادة زقزقة العصافير وتناهق الحمير و..... ).
    ولأن فهم سليمان للهدهد على ما فيه من فضل كان معجزة لسليمان .
    ولأن كثيراً من الألسنة تعمد إلى أمور أخرى غير الأصوات الطبيعية في التعبير عن مراداتها ، ومنها التنغيم والتقطيع والنبر والتحزين والحركات الجسدية والإيحاءات والإشارات والرفرفة والحومان والتقليد وغيرها ، مما لا يستطيع أحد تسطيره في كتاب .

    ولدل هذا على أن كثرة الأصوات ليست مزية في اللغة ما دام صاحب الأصوات القليلة يستطيع أن يعبر أيضا عما يريد بدقة ووضوح مثل دقة ووضوح الهدهد فيما رواه القرآن، وهذا ينسحب على كل لغات الإنسان، فهل تسطيع أن تثبت -على افتراض أن قولك بقلة أصوات اللغات غير العربية صحيح- أن الألسنة غير العربية عجزت عن التعبير عما تستطيع العربية التعبير عنه؟
    كثرة الأصوات في اللسان الإنساني ككثرة المعادن في الكون ، وفقر لسان من بعضها كأنما هو فقر في مواد التصنيع ، وأنواع البذور ، وأجناس الأحياء ، ونقصان أصوات من بعض الألسنة أو اختلاطها ببعضها .. قد أضر بها ضرراً لا ينكره أهلها ..
    وقد وصل البحث اللغوي الحديث إلى أن لكل صوت من أصوات اللسان الإنساني موقعه في رقعة اللغة ، وزوال جزء منها مؤذن بزوال جميعها ولو بعد حين .

    وهناك خطاب النملة الوارد في القرآن أيضا: ( يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) دليل آخر على أن هذه (العجماوات) فصيحة وبليغة، وأنها عجماوات بالنسبة إلينا فقط، لأننا لا نفهم ما تقول، لا لأنها لا تعرف أن تقول.
    قول النملة كان بلسان الحال لا بلسان المقال ، بدليل أن النمل يتخاطب بإفرازات كيمائية غريزية ، يرسلها عبر الهواء ، إذا شعر بخطر ونحوه .
    وتبسم سليمان في أحد أوجه تفسيرها كان لأنه كان محمولاً لم تطأ قدماه واديها ، فشعرت بالخطر من شدة جلبة جنوده التي مرت مع السحاب وملأت المكان ، ففعلت النملة ما فعلت ، ورأى ذلك سليمان وفهمه ففهمناها سليمان ، فتبسم فرحا بنعمة الله عليه .
    ويؤيد أنه لم ينزل قوله : حتى إذا أتوا على وادي النمل والإتيان أيسر أمراً من المجيء ، و"على": للاستعلاء .
    فهي لم تفهم الأمر على حقيقته كما يفهمه سليمان ، فآثرت الاحتياط من سحابة عابرة .
    فأين الفصاحة والبلاغة ؟


    وما قلته في أصوات الحيوانات (العجماوات) أقوله في نحوها وصرفها وبيانها، فنحوها غير نحو العربية بالتأكيد، وصرفها غير صرفها، وبيانها غير بيانها، ومع ذلك عبرت عن معاني بديعة فصيحة، ترجم القرآن لنا بعضها، فهل ترجم القرآن غير ما قالت الحيوانات أم عين ما قالت؟ فعندي أن القرآن ترجم عين ما قالت الحيوانات إلى اللسان العربي، وهو -عندي- دليل على فصاحة الحيوانات وقوة منطقها!!
    فما بالك ببقية ألسنة الناس؟؟
    الحيوانات متعلمة بالإلهام الغريزي وأوحى ربك إلى النحل .. ، فلا تحتاج أن تتعلم لغاتها في : أصوات وصرف ونحو وبلاغة !!! ، إنما هي أصوات فقط وحركات .
    أما الإنسان فهو عالم بالتعلم ، لأنه مكلف بالإرادة ، فهو يحتاج إلى تعلم اللغة والشرع والخلق والعمل والإبداع وقضاء الحاجة والسباحة والرماية وركوب الخيل .
    ولم أسمع من قبل أن القرآن يُتَرْجِم !.
    وإنما يخبر عنها بلسان الحال أو لسان المقال .
    لأن الترجمة المطابقة مستحيلة أو تكاد كما هو معروف عند المترجمين ، والله يقول ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل )، (ومن أصدق من الله قيلاً) ( ومن أصدق من الله حديثاً ) .
    وبالمناسبة :
    ما رأيك في قوله تعالى : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كان بآياتنا لا يوقنون .
    وهي في سورة النمل أيضاً .

    وهنا أشير إلى أن القرآن في معظمه ترجمة لمعانٍ قيلت على ألسنة مختلفة، كألسنة الأنبياء وأقوامهم، وألسنة الجن، وألسنة الملائكة، وألسنة السماوات والأرض، وألسنة الشياطين....إلخ، فكل معاني القرآن البديعة والجميلة والفصيحة والدقيقة قيلت بلغات غير عربية ابتداء، ثم ترجمها لنا القرآن.
    فما تقول؟؟
    " كلّ " في قولك: "فكل معاني القرآن البديعة والجميلة والفصيحة والدقيقة قيلت بلغات غير عربية ابتداء، ثم ترجمها لنا القرآن"
    ... تفيد العموم :
    ويخرج من لازم قولك هذا :
    - الأنبئاء العرب : هود ، صالح ، شعيب ، إسماعيل ، محمد ؛ فهل ترجمت عربيتهم ابتداء إلى العربية ؟ ! .
    - والجن الذين استمعوا إلى النبيء محمد ، استمعوا إلى القرآن العربي المبين ، فهل ترجم القرآن إلى لغة جن نصيبين انتهاءً ؟ .
    - وجبريل هل كان يوحي إلى النبيء بالسنة والكتاب بلسان غير اللسان العربي ابتداء .
    وهل كانت أبواب السماء تفتح للنبيء وجبريل في الإسراء والمعراج بغير اللسان العربي ابتداء ؟ .
    - وألسنة الشياطين هل كانت توسوس لقريش ويهود أو لنا بغير اللسان العربي ثم تترجم تلك الوسوسة ؟ !.

    اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    بخصوص موضوع كلام النملة : الإعجاز كان في فهم سليمان وتبسمه ضاحكاً من قولها الذي قالته للنمل بالطريقة التي قالته وتقوله لهن حين شعرت بالخطر يدهمها ، وكان بعلم أطلعه الله عليه ، واختصه به ، وبقدرة سمعية تمكن بها من التقاط صرير تلك النملة، كما أطلعه على منطق الطير . وأرجع عن عبارة (كان بلسان الحال لا المقال!)، وأثبت أن لها قولاً هو الذي فهم منه سليمان .
    فائدة :
    وادي النمل : قريته ، وهي صغيرة الحجم لا يراها الإنسان إلا بتأمل ، فالعجب من سليمان عليه السلام كيف تأتي له ذلك ، وهو في ذلك الحال والانشغال والسفر والزحام والأبهة والطيران ! .
    وهذا دأبه في رحلة جهاده المباركة ، لم يهمل من أمر مملكته ورعاياه شيئاً ، فلم يخف عليه أمر الذر فما فوقه!. ولم يهمل من أمر ربه شيئاً من الشكر والدعاء له والجهاد فيه في كل أحيانه .
    ( إن ربي لطيف لما يشاء )
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  10. #30

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام بارك الله فيك، قلت أخيرا (وأرجع عن عبارة (كان بلسان الحال لا المقال!)، وأثبت أن لها قولاً هو الذي فهم منه سليمان .) فهل رجعت تبعا لذلك عن بعض أو كل ما ورد في مشاركتك قبل الأخيرة؟
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  11. #31

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام، بسم الله، أبين لك.
    قلتَ: (من أين لك تأكيد أن هدهدة ذلك الهدهد لسليمان لم تكن بالعربية ، وقصص الآية عربي مبين ؟ من أنبأك هذا ؟ .).
    قلتُ: من القرآن، فالقرآن ذكر أن الله علم سليمان منطق الطير وليس العكس (وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير)، ولو كان الهدهد هو الذي يتكلم (العربية) ما كانت المعجزة لسليمان ولكن كانت للهدهد، ولو أراد الله أن يعلم الهدهد لغة البشر ليكلم بها سليمان لعلمه لغة سليمان، وسليمان لم يكن عربيا، وأخيرا هل كان الهدهد يتكلم العربية (وهي ليست لغة سليمان) ومعجزة سليمان أنه كان يعرف لغتين لغته واللغة العربية؟
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  12. #32

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ (وقصص الآية عربي مبين ؟) فهل كل قصص ذكر في القرآن- والقرآن كله عربي مبين- يعني أن أصحابه تكلموا بالعربية وليس بلغاتهم، أم أن كل من ذكروا في القرآن كانوا عربا، موسى وعيسى وأيوب وإبراهيم .... إلخ؟ بل الملائكة والشياطين؟
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  13. #33

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ: (الهدهد المذكور في سورة النمل هدهد معين معروف مدرب مجرب رحال جوال ذو حظوة ومكانة عند سليمان الحكيم . وبلاغته إنما كانت من جهات : من جهة الهدهد الذي تكلم بالكلام المذكور ، ومن جهة سليمان الذي دربه وعلمه وفهم عنه مراده ، ومن جهة الأدلة المقدمة .) وهذا لا ينفي أصل الكلام والبيان في جنس الهدهد عموما، وإنما زاد بيان هذا الهدهد المخصوص للأسباب التي ذكرتها، على الرغم من أنك لم تذكر دليلا على أن سليمان دربه وعلمه، ولا أدري علام دربه سليمان وما علمه؟؟!
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  14. #34

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ (وأمر الهدهد وتكلمه بما يفهمه البشر هو من خصائص النبيء سليمان عليه السلام ، أي أمر معجز خارق للعادة قال رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي .
    والدليل على أنه من خواص سليمان أنه حين أراد أن يرسله إلى بلقيس حمله كتاباً (اذهب بكتابي هذا) ، ولم يحمله رسالة شفوية ، لأنه لن يطيق ذلك ، ولن تفهم الملكة بلقيس هدهدته .
    وقد حصل للنبيء محمد أن استمع إلى الحجر والمنبر والذراع والضبّ والناقة والغزالة .. كرامة من الله له رحمة منه بها .
    وتكفيك الآية وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، في فقه هذا الأمر .
    وكلامنا فيما جرت وتجري به العوائد ، لا في المعجزات والخوارق .)

    قلتُ: إنما أتيت بحديث الهدهد لأثبت به أن الحيوانات لها لغاتها وأنها تستطيع بها أن تعبر عن معانٍ دقيقة وعميقة فيما بينها (حديث النملة) وفيما بينها وبين من مكنه الله من فهمها كما هو الأمر مع سليمان، ومع نبينا مع الجمل، فكل الحيوانات له لغاتها كما يفهم من القرآن، أما معجزة سليمان في فهم لغات الحيوانات فهي من خصائصه ولم أقل غير هذا.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  15. #35

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    قلتَ (ففعلت النملة ما فعلت ، ورأى ذلك سليمان وفهمه ففهمناها سليمان ، فتبسم فرحا بنعمة الله عليه .)
    قلتُ: هذا الجزء من الآية (ففهمناها سليمان) إنما ورد في حكاية أخرى عن سليمان وأبيه داود ولا علاقة لها بالنملة وحكايتها.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  16. #36

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ (الحيوانات متعلمة بالإلهام الغريزي وأوحى ربك إلى النحل .. ، فلا تحتاج أن تتعلم لغاتها في : أصوات وصرف ونحو وبلاغة !!! ، إنما هي أصوات فقط وحركات .
    أما الإنسان فهو عالم بالتعلم ، لأنه مكلف بالإرادة ، فهو يحتاج إلى تعلم اللغة والشرع والخلق والعمل والإبداع وقضاء الحاجة والسباحة والرماية وركوب الخيل .)

    قلتُ: تعلم أن الأصل في تعلم اللغة والفصاحة إنما يكون بالسماع والاختلاط بالفصحاء، وإنما لجئ إلى التنظير عندما عدم هذا الأصل، فنحن نتعلم اللغة أصلا كما الحيوانات، بل نحن نتعلم أحيانا من الحيوانات (قَالَ يَاوَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ ).
    والله يقول (وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَْرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ) فما المثلية المقصودة في الآية؟
    ومع ذلك فنحن مفضلون على خلق الله، إن كنا صالحين.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  17. #37

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ (ولم أسمع من قبل أن القرآن يُتَرْجِم !.)
    قلتُ: ها قد سمعت مني، فانفِ هذا بالدليل، وقد ذكرت لك دليل قبل ذلك، فالقرآن أورد قصصا كثيرا على لسان أقوام مختلفي اللغات والأجناس، أليس هذا ترجمة؟
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  18. #38

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ (لأن الترجمة المطابقة مستحيلة أو تكاد كما هو معروف عند المترجمين ، والله يقول ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل )، (ومن أصدق من الله قيلاً) ( ومن أصدق من الله حديثاً ) .)
    قلتُ: نعم الترجمة المطابقة لا يستطيعها بشر، ولكن المترجم الذي نتحدث عنه هو الله رب العالمين القادر على شيء والذي لا يعجزه شيء، فصحح اعتقادك بأن الله قادر على الترجمة المطابقة.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  19. #39

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ(ما رأيك في قوله تعالى : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كان بآياتنا لا يوقنون .
    وهي في سورة النمل أيضاً .)

    قلتُ: لم أفهم مرادك من السؤال وما الذي تثبته به؟؟
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  20. #40

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي عصام
    قلتَ(" كلّ " في قولك: "فكل معاني القرآن البديعة والجميلة والفصيحة والدقيقة قيلت بلغات غير عربية ابتداء، ثم ترجمها لنا القرآن"
    ... تفيد العموم :
    ويخرج من لازم قولك هذا :
    - الأنبئاء العرب : هود ، صالح ، شعيب ، إسماعيل ، محمد ؛ فهل ترجمت عربيتهم ابتداء إلى العربية ؟ ! .)

    قلتُ: الأنبياء عددهم لا يعلمه إلا الله، ومعلوم أن الأنبياء الذين ذكروا في القرآن معظمهم من غير العرب، فلفظة (كل) التي استخدمتها أنا من باب التغليب، ولو شئت الدقة لحملت لفظتي (كل) على لفظتي التي ذكرتها قبلها (معظم) من حمل المطلق على المقيد.
    فمعظم الأنبياء لم يكونوا عربا، وربما أكثر الأنبياء الذين نعرفهم من بني إسرائيل.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •