الذي يظهر - والله أعلم - أن الشيخ رحمه الله في "الإرواء" قد غفل عن مرتبة تدليس زكريا كما يظهر في تصحيحه للحديث نفسه في "الصحيحة" ، فقال :
1651 - " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده
عليها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 209 :
أخرجه مسلم ( 8 / 87 ) و الترمذي ( 1 / 334 - 335 ) و أحمد ( 3 / 100 و 117 )
من طرق عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن ، و لا
نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة " .
قلت : و هو ثقة ، و لكنه كان يدلس ، و قد عنعنه عندهم جميعا ! لكنه يبدو أنه
قليل التدليس ، و لذلك أورده الحافظ في المرتبة الثانية من رسالته " طبقات
المدلسين " و هي " المرتبة التي يورد فيها من احتمل الأئمة تدليسه ، أخرجوا له
في " الصحيح " لإمامته و قلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري ... " . و قد روي من
طريق أخرى بلفظ : " إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمد الله
عز وجل عليها " . أخرجه الضياء في " المختارة " ( 115 / 1 ) من طريق موسى بن
سهل الثغري الوشا أنبأ إسماعيل بن علية أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير الوشا هذا ترجمه الخطيب في " التاريخ "
( 13 / 48 ) و نقل تضعيفه عن الدارقطني ، و عن البرقاني قال : ضعيف جدا . و ذكر
له في " اللسان " حديثا آخر مما أخطأ في إسناده .