إن أكل الربا من المحظورات التي شاع فعلها وعم ارتكابها بين كثير من المسلمين في دنيا اليوم لذلك أردنا أن نقدم بعض النصائح والتوجيهات التي تذكر المسلمين بجريمة الربا ومدى خطورة آثارها السلبية على آكلها وعلى المجتمع سائلين المولى أن يبعدنا وإياكم عن هذه الجريمة ...
لقد حمل القران الكريم حملة عنيفة شديدة على المرابين بإعلان الحرب السافرة من الله ورسوله على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه : ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا أن كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ) البقرة: 278-279.
بل الذي يتعامل بالربا مصيره إلى الهلاك ...والى الدمار... والى ضياع أمواله :واسمع إلى قوله تعالى : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ). البقرة: 275.
نعم لقد سمعنا وشاهدنا الذين تعاملوا بالربا كيف محق الله أموالهم فمنهم من أصابه الفقر ومنهم من انفق ماله على نفسه بسبب الأمراض الفتاكة ومنهم من كانت نهايته إلى السجن...ومن منهم من أمسى تحت التراب .
والربا وان كثر ، وان ملا الجيوب والبيوت والبنوك ، فان نهايته إلى ضياع ، قال (r) : ( الربا وإن كثر فان عاقبته تصير إلى قل ) صحيح ابن ماجه... ولقد رأينا تجاراً يشار لهم بالبنان يلعبون بالملايين افتتن الناس بهم وظنوا أنهم يجمعون هذا المال من الحلال وإذا بنا نراهم قد سكنوا المستشفيات أو أنهم أصيبوا بجلطة وماتوا وحملوا إلى القبور ..!! فاعتبروا يا أولي الألباب ، ابعد كل هذا تصر على أكل الربا.
ثم تعال انظر إلى صاحب الربا بعد إن امتص دماء الفقراء والمساكين والمحتاجين في الدنيا سيعاقبه الله بعقوبة من جنس عمله فالدماء التي امتصها من هؤلاء الفقراء جمعها الله له في بحيرة وجعله يسبح فيها ففي حديث الإسراء : ( أن النبي (r) رأى رجلاً يسبح في نهر من الدم كلما جاء ليخرج من هذا النهر استقبله رجل على شاطئ النهر وبين يديه حجارة يرميه منها في فمه حتى يرجع حيث كان فسأل النبي (r) فاخبر انه أكل الربا ) .... رواه البخاري.
وعلى المسلم أن يعلم أن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه وكل من يعين في رواج هذه الجريمة النكراء آثمون عند الله مبعدون عن رحمته... فعن سيدنا جابر (t) قال :( لعنَ رسولُ الله (r) آكلُ الرِّبا وموكلهِ وكاتبِهِ وشاهديْهِ وقالَ هُمْ سواءٌ ) .رواه مسلم.
لذلك قال العلماء ( رحمهم الله ) :( سواءٌ ) أي هم سواء في الإثم ،سواء يا من تكفل من يأخذ الربا ، يا من ساعدت من اقترض من مؤسسات الربا ... يا من تعمل في مؤسسات الربا ... يا من وضعت أموالك في بيوت تعطي بالربا ... يا من تعيش على الربا .. أنت ملعون على لسان النبي (r) .
أنا اتسائل يا مسلمون ماذا تنفع الصلاة والصوم والحج إن كان المسلم يتعامل بالربا وهو يعلم انه ربا
واسمع أخي المسلم إلى هذه القصة
ذكر ابن حجر الهيتمي في مقدمة كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر قال: كنت وأنا صغير أتعاهد قبر والدي، فخرجت يوماً بعد صلاة الصبح في رمضان، فلما جلست عند قبره ولم يكن بالمقبرة أحد غيري، إذ أنا أسمع التأوه العظيم والأنين الفظيع بآه آه آه وهكذا، بصوت أزعجني من قبر مبني بالنورة والجص وله بياض عظيم، فاستمعت صوت ذلك العذاب من داخله وذلك الرجل يتأوه تأوهاً عظيماً، يقلق سماعه القلب ويفزعه، فاستمعت إليه زمناً، فلما وقع الإسفار -أسفر الفجر خفي حسه- فمر بي إنسان فقلت: قبر من هذا؟ قال: هذا قبر فلان، لرجل أدركته وأنا صغير، وكان على غاية من ملازمة المسجد والصلوات في أوقاتها والصمت عن الكلام، وهذا كله شاهدته وعرفته، فكبر علي الأمر جداً لما أعلمه من أحوال الخير التي كان ذلك الرجل متلبساً بها في الظاهر، فسألت واستقصيت الذين يطلعون على حقيقة أحواله، فأخبروني أنه كان يأكل الربا؛ فأوقعه ذلك في العذاب الأليم.
فماذا تقول لربك يا من أكلت الألوف والملايين ...؟ يا من بنيت بيتك من الربا .. ؟ ويا من ربيت أولادك على الربا ، ماذا تقول لربك يوم القيامة ؟
فيا آكل الربا.. يا من تتعامل بالربا.. يا من تساعد على التعامل بالربا اعلم أن الرزق على الله.. وان الرزق يطاردك كما يطاردك الأجل فإذا علمت وأيقنت انك لن تموت إلا إذا انتهى الأجل فاعلم والله انك لن تموت إلا بعد أن تحصل على الرزق الذي كتبه الله لك فإن علمتم ذلك فأجملوا في الطلب واطلبوا رزق الله بطاعة الله وابتعدوا عن معصية
ويا آكل الربا :
تذكر انك راجع إلى الله وواقف بين يدي الله ولن تزول قدمك حتى تسأل عن أربع : ( عن مالك من أين اكتسبته وفيمَ أنفقته ؟ ) ... واتقِّ الله في نفسك وفي مالك وفي زوجتك وأولادك فأنت خارج من الدنيا وتارك هذا المال خلفك قال تعالى : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )


هي القناعة فالزمها تعشْ ملــــكاً ...لو لم يكن منك إلا راحــــة البدن


انظر إلى من حوى الدنيا بأجمـعها.... هل راح من منها بغير القطن والكفن