الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد…
فإننا نحذر إخواننا من المسلمين من شراء الجرائد التي تستهزئ بدين الله تعالى، وتسخر بالمتدينين والصالحين من المسلمين كبارًا أو صغارًا، فإن هذا الاستهزاء تنقص للإسلام وسخرية بشعائر الدين، وعيب وقدح فيما جاء به كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله أن هذا الاستهزاء يكون كفرًا وخروجًا على الدين بقوله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) هذا في حق الذين قالوا: ((ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء )) فجعل الله هذا الكلام كفرًا، ولم يقبل عذرهم في قولهم: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ))، وقال الله تعالى: ((الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) هذا في حق الذين يسخرون من المتصدقين، توعدهم الله بالعذاب الأليم.
هؤلاء الذين يسخرون من حجاب المرأة المسلمة، ويدعون أنه من العادات لا من العبادات، ما قصدوا إلا أن يدعوا نساء المؤمنات إلى التكشف والسفور، ولعل قصدهم أن يتمكنوا من النظر إلى نساء المؤمنين، ليشبعوا غرائزهم، ويتمكنوا من نيل شهواتهم بفواحش كالزنا أو نحوه، فإن المرأة إذا خلعت جلباب الحياء، وكشفت عن زينتها، وبدت للناظرين، امتدت إليها أطماع الفاسقين، وتعرفوا عليها، وتواصلوا معها، مشافهة أو مهاتفة، فيكثر الشر وتنتشر الفواحش التي تكون سببًا للعقوبات السماوية من الأمراض المستعصية التي لا يوجد لها علاج، وقد فتكت بكثير من المجتمعات التي أباحت للمرأة أن تبذل نفسها وتعصي ولي أمرها.
كذلك هؤلاء الذين يحملون على الدعاة إلى الله تعالى، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، عندما رأوا هؤلاء الناصحون ينكرون عليهم كلامهم القبيح وأفعالهم الكفرية أو المحرمة، كرهوهم لذلك، وتألفوا عليهم، وسلطوا عليهم هذه الأقلام الموبوءة، لأن هؤلاء الناصحين ينكرون عليهم ترك الصلوات، والتخلف عن الجماعات، وتعاطي المسكرات والمخدرات، وشرب الدخان، والسهر على الأغاني والملاهي، والنظر في الصور الفاتنة، وينكرون دعوتهم إلى التبرج والسفور والاختلاط بالنساء بدون محارم، فلذلك كرهوهم واتهمومهم بهذه التهم الكاذبة.
فعلى المؤمنين الصالحين ألا يشتروا تلك الصحف، بل يتركوها في المكتبات أو في المطابع حتى يخسر أهلها ولا يعودون لنشر تلك المقالات الجريئة في نقد تعاليم الإسلام.
ثم إن من الواجب الرد عليهم، وتفنيد مقالاتهم وشبهاتهم، وفضيحة أهدافهم، فإن أمكن نشر الرد عليهم في تلك الصحف وإلا نشرت الردود ولو لم تكن في المطابع الكبيرة، فيكتفى بتصويرها مئات المرات، وتنشر في المجتمعات وفي المجالس، ففي ذلك قمع لهؤلاء ورد لمقالاتهم السيئة، فيرد عليهم بقدر الاستطاعة. والله أعلم.
قاله وأملاهعبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
13/7/1425هـ