السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يظهر والله أعلم أنهما من الألفاظ التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت،
وأيضا لا ينافي هذا عطف السلف القول على العمل فإن عطف الخاص على العام وبالعكس أسلوب معروف لايقتضي التخصيص وإنما لبيان مزية وخاصية كالتأكيد مثلا، ومنه قوله تعالى ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين ).
وقد يقال أن بين الفعل والعمل عموم وخصوص:
فالفعل أعم باعتبار النية، إذ لا يشترط لمن وقع منه الفعل أن يكون ناويا له ، إذ تنسب الأفعال لمن لا نية له كالجمادات قال تعالى : ( بل فعله كبيرهم هذا ) والاصنام لانية لها. كما تنسب لمن له النية كما في أول الآية السابقة ( أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم ).
وعلى هذا يدخل في تعريف ( الحكم ) الصبيان والمجانين ممن لا نية له، وإن كان قد أخرجهم قيد ( المكلفين ).
وكذا الفعل أعم من جهة الاستمرار وعدمه، فالفعل يطلق على ما فعل مرة واحدة وما وقع باستمرار
مثال الأول قوله تعالى : ( ألم ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ).
ومثال الثاني: ( والذين هم للزكاة فاعلون ).
وأما القول فقد يأتي محل الفعل، يقال: قال بيده هكذا وفعل، قال برجله هكذا ودفع الأمر، قال برأسه هكذا، أي: أشار وفعل. وهو كثير في لسان الشرع ولغة العرب ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ((إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا).
وأما كون العمل أعم من الفعل فوجهه ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
والله اعلم