إن اللغة العربية لغة فهم، وكل ما يؤدي إلى لبس تعمل على إزالته بطرق شتى.
كيف؟
المسافة في اللغة مهمة، فإذا طالت بين ركني الجملة فقد يؤدي ذلك إلى عدم الفهم فتعمد اللغة إلى التكرار للنص على الربط، مثل هذه الآية الكريمة في ذلك النص المقتبس من "المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم":

آ: 35 { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ }
جملة " أيعدكم " مستأنفة في حيِّز القول، " إذا " ظرف محض متعلق بـ " مخرجون "، المصدر المؤول من " أن " وما بعدها مفعول ثان لـ " يعدكم "، وتكرر الحرف الناسخ؛ لطول الفصل و " مخرجون " خبر " أن " الأولى.

والأمثلة كثيرة.

وعندما دخلت علامات الترقيم اللغة العربية حلت الشرطة محل التكرار على ما يبينه ذلك الاقتباس من "المستشار اللغوي الإصدار الثاني" الذي يوضح مواضع الشرطة:

الشرطة، أو الوصلة، وترسم هكذا: -
وتكون في ثلاثة مواضع:
1ـ بين العدد والمعدود إذا وقعا عنوانا في أول السطر، نحو:
* التبكير في النوم واليقظة يكسب الإنسان ما يأتي:
أولا - صحة البدن.
ثانيا - وفور المال.
ثالثا - سلامة العقل.

2ـ بين ركني الجملة، إذا طال الركن الأول ؛ وذلك لتسهيل فهمها، نحو:
أ ) الفصل بين المبتدأ والخبر، مثل:
* أولُ كتاب نظم الحياة على أساس من الحرية، والعدالة، والنظام - القرآنُ الكريم.
ب) الفصل بين الشرط وجوابه، مثل:
* من يقدم على مشروع يعتقد أن له فيه خيرًا، قبل أن يدرس ما يتطلبه هذا المشروع من إعداد الوسائل، ودراسةالملابسات ، واستشارة المجربين، وتصور الوجوه المحتملة لنتائج هذا الإقدام، للاستعداد
لها - فليس نجاحه مضمونا.

3ـ بين الكلمات المسرودة، أو الجمل المتتالية المنقطعة عما قبلها، كما في:
* صغّر الكلمات الآتية مبينا ما حدث فيها من تغييرات:
[ مهيمن - مسيطر- مبين ]