د. صلاح الخالدي
بصائر
عمرو خالد والقصص القرآني
تاريخ النشر : 02/10/2009 - 12:35 ص


لعمرو خالد جمهور كبير من المستمعين والمعجبين، قد لا يوجد لعلماء كبار ودعاة ربانيين. هذه حقيقة مسلّمة، لا ينكرها إلا مكابر أو غيور. وأنا أحبه لأسلوبه في الدعوة والكلام، ودخوله الناجح إلى قلوب الشباب، وتأثيره الطيب في قطاع كبير من الجيل الجديد، الذي قد لا يستمع إليّ أو إلى أمثالي، ولذلك نعتبر عمرو خالد قد نجح في الوصول إلى ما لم نصل نحن «المشايخ» إليه، وأنا لا «أغار» منه أو «أنْفُسُه» على ما وصل إليه، كما قد يفعل بعض «المشايخ» الغيورين!! وكنت عندما أُسأل عنه أثني عليه وأدعو له، وأدعو إلى متابعته والاستماع له، والاستفادة مما يقدمه. وكنت أقول للسائلين: قد يخطئ عمرو خالد في بعض ما يقدم، وقد يورد أحاديث غير صحيحة، وقد يقدم معاني لبعض الآيات خاطئة، وهذا لا يعيبه، لأنه ليس عالماً متمكناً مختصاً، إنما هو داعية مؤثر، يخاطب العواطف والمشاعر أكثر مما يقدم علماً منهجياً، لكن فيه خير كثير!!
وقد ضمّتنا مجالس العيد مع إخوة صادقين كرام، كانوا يتابعون برنامجاً رمضانياً لعمرو خالد حول قصة موسى عليه السلام، بثته قناة "الرسالة" وقناة «فور شباب» وغيرهما.. وأنا أعترف للقراء بأنني لم أتابع هذا البرنامج ولا غيره، لأنه لا وقت عندي لمتابعة البرامج العلمية على الفضائيات الإسلامية. لا في رمضان ولا في غيره. إنما أشاهد ما تيسر من تلك البرامج حسب الوقت الضيق!!
انتقد الإخوة المتحدثون في مجلس «المعايدة» برنامج عمرو خالد عن القصص القرآني، لأنه لم يلتزم بما ذكر القرآن وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة موسى عليه السلام، وإنما ملأ حلقات برنامجه بـ«الإسرائيليات »، واعتمد على أسفار وأساطير العهد القديم المحرَّف، التي كتبها الحاخامات اليهود الكذبة، والتي نقلها بعض المسلمين السابقين غير المنهجيين. اعتمد عمرو خالد على تلك الروايات والأخبار غير الثابتة في أن شعيباً عليه السلام هو والد امرأة موسى عليه السلام، وأنه هو المدفون في وادي شعيب، وهذا كلام مستحيل تخريجه وتصحيحه، وهذا كلام «وزارة الأوقاف»، الذي ليس عليه دليل.. وصوّر عمرو خالد إحدى حلقات برنامجه على جبل «نبو»، وأكد أن موسى عليه السلام مدفون هناك، واعتمد على روايات التوراة المحرفة، وليس على كلام صحيح صريح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبر أن بني إسرائيل أقاموا كياناً لهم على أرض «شرق الأردن» قبل دخولهم فلسطين، وذكر أماكن إقامتهم في البتراء ووادي موسى والكرك والموجب ومادبا وحسبان ووادي شعيب وجلعاد السلط وعجلون وغيرها.
وعلقت على كلام الإخوة المنتقدين بنكتة قلت فيها: يا فرحة اليهود، لقد تابعوا قطعاً برنامج عمرو خالد، وسيفرحون من ما قال وصوّر في مناطق الأردن، وسيقولون: شرق الأردن لنا مثل فلسطين، وها هو الشيخ عمرو خالد يقرر ذلك بأننا كنا في الأردن قبل فلسطين، وصوّر الأماكن التي أقمنا عليها تلفزيونياً!!
أيها الأحباب الكرام: سامح الله الأخ المخلص عمرو خالد، لقد أخطأ بحسن نية وقصد، وسبب ذلك أنه لم يلتزم في كلامه عن القصص القرآني «المنهجية العلمية» التي قررها القرآن والسنة وسلف هذه الأمة.
وأقرر هذه المنهجية بكلمة: عندما نتعامل مع القصص القرآني فيجب أن نبقى مع ما ذكره عنه القرآن، وما صح من أحاديث مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز أن نأخذ أي معلومة من غير هذين المصدرين المأمونين!!


http://www.assabeel.net/ar/default.a...bhrbVg%2bL0%3d