الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن السائح
وأنا على يقين تام من حاجتي الماسة إلى راحة مفتوحة طويلة الأمد أسترد بها صفاء ذهني
والله المستعان
وهل في زماننا هذا حظٌّ من صفاء، حفظك الله؟
بل هل تحقق ذلك في سائر الأزمنة؟
طُبِعَت على كدَرٍ وأنت ترُومُها --- صفْوًا من الأقذار والأكدارِ
ومُكلِّفُ الأيّام ضِدَّ طِباعها --- مُتطَلِّبٌ في الماء جذوةَ نار...
وإنّما هي نسمات ونفحات، يوافقها الذّهنُ فيصير بصره حديدًا، ثم يرتفع غبار الشواغل، وتستبد بنا جاذبية التراب، فتختلط الرؤى...
ولعلَّك، حفظك الله ورعاك، التفتَّ إلى معنى الصّفِيِّ إذ يقول:
وأَطْيبُ أوقاتي مِن الدَّهر: خلوةٌ --- يَقرُّ بها قلْبي ويصفو بها ذِهني
وتأخذُني مِن سَوْرَة الفكْر نشوةٌ --- فأخرُج مِن فَنٍّ.. وأدخُل في فَنِّ
ويَفْهَمُ ما قد قال عقْلي تصوُّرِي --- فنقْلي إذًا عنّي وسَمعي بها مِنِّي
وأَسمَعُ مِن نجوى الدّفاتر طُرْفَةً --- أُزِيلُ بها هَمِّي وأجْلو بها حزنِي
ينادِمُني قومٌ لَدَيَّ حديثُهمْ --- فما غاب منهم غير شخصهمُ عنِّي
ولكن،
هل "الصَّفيُّ" لقب؟ أم نعت لجنس ثالث، لم تر له البشرية مثيلاً، يتميّز عن الخلِيّ وعن الشَّجِيّ؟
واعجب لصَفِيٍّ غانم!
فلا غيَّبك الله عنّا، شيخنا الفاضل. وأدامَك لمجلسنا هذا نبعَ نصائح وكنز فوائد.
جزاك الله عنّا خير الجزاء.