من مباحث علوم الحديث المهمة مبحث الشذوذ، وقد نالَ عنايةً كبيرة من أئمة النقد
سواء أكان الشذوذ متعلقاً بالإسناد أم بالمتن
والكلام عن مبحث الشذوذ وأثر القرائن في الحكم به= طويل
غير أني أحببت في هذا الموضوع جمعَ النصوص الواردة عن أئمة النقد فيما يتعلق بجزئية دقيقة
وهي: (الحكم بالشذوذ على ألفاظ السماع)
وهذه جزئيةٌ دقيقة، ولها في تصرفات النقاد أمثلةٌ عدة
وكنت أقيِّد خلال فترة طويلة ما يمرُّ بي من ذلك، وسأورد ما وجدت من تلك التقييدات بمشيئة الله
وفي مثل هذا إرشاد للباحثين بمحاولة التفظن لهذه النقطة، وعدم الاغترار بما يرد من التصريح بالتحديث في بعض الروايات إلا بعد التثبت من صحة ذلك التصريح، لما يترتب على الحكم
بصحة تلك اللفظة أو شذوذها
وفي هذا يقول الحافظ ابن رجب -رحمه الله- بعد أن ساق جملة أمثلة في هذا:
(وحينئذ فينبغي التفطُّن لهذه الأمور، ولا يُغتَرَّ بمجرَّد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد
فقد ذكر ابن المديني أنَّ شعبة وجدوا له غيرَ شيء يذكر فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعاً)
شرح العلل (1/370).
وقد أخبرني أحد الإخوة الفضلاء أنَّ الشيخَ إبراهيم اللاحم ساق في كتابه (الاتصال والانقطاع)
جملة من الأمثلة، وتكلم عن هذه المسألة، والكتاب ليس عندي، ولم أطلع على هذا فيه، ولعل
من يملك نسخة منه أن يفيد بتحريرات الشيخ ونقولاته؛ نفع الله به
والموضوع مختصٌ بجمع أحكام الأئمة بخطأ ألفاظ التحديث
سواء أكان الحكم بذلك صريحاً أم غيرَ صريح
وستأتي أمثلةٌ لكلا الحالين بمشيئة الله