تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: القائد 1

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 1

    القائد
    بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
    وجدت العرب جميعا يبحثون في الطرقات في القاهرة و بغداد و بنغازي و الدار البيضاء و الرياض و بيروت و في مكة و المدينة بل و في طهران و اسلام باد و لندن و نيويورك , فاستوقفت احدهم :"عن ماذا تبحثون ؟"
    نظر الى نظرته الى مجنون :"الا تعلم اننا نبحث عن قائد ؟؟ نبحث عن قائد يدير الشركة , عن قائد يحكمنا , عن قائد يحرر الاقصى "
    قلت له :"و ما هو هذا القائد ؟؟ هل هو معدن هل هو من الملائكة ؟؟"
    تأكد اننى مجنون فقال و هو يتراجع بظهره :"بل هو من البشر و لكنه غير عادي"
    هنا كان قد اطلق لساقية العنان فار من الجنان مستعيذا بالله من الهذيان
    و جدت الجميع يبحث , لا ادري هل ابحث معهم و لكن عن ماذا ابحث ؟؟ عن انسان ؟؟ في وسط الاف البشر ؟؟ ما هي صفته ؟ علامته ؟ مميزاته ؟؟؟
    رأيت شاعرا اعرفه بعشقة للصبايا في شعره فقلت :"لماذا اتعب ذهني فلاذهب معه و امتع نفسي , لابد انه يبحث عن غيداء " فذهبت اليه مسرعا قائلا :"عن ماذا تبحث يا شاعرنا"
    فقال لي و هو مستمر في البحث
    أبحث في دفاتر التاريخ
    عن أسامة بن زيد
    [1]
    وعقبة بن نافع
    عن عمر عن حمزة
    عن خالد يزحف نحو الشام
    أبحث عن معتصم باللهِ
    حتى ينقذ النساء من وحشية السبي
    ومن ألسنة النيران !!
    أبحث عن رجال آخر الزمان
    فلا أرى في الليل إلا قططاً مذعورة
    تخشى على أرواحها
    من سلطة الفئران !!
    هل العمى القومي قد أصابنا ؟
    أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟

    حتى انت تبحث عن القائد ؟؟ لابد ان الامر جلل حتى ينتزعك من ذراعي بلقيس حبيبتك
    سرت في الطريق و اخترت ان اجلس على احد المقاهي و يبدو انها قهوة للمثقفين و سمعت شابا يقول لرفاقه :
    "لابد أن المهدي المنتظر سينظر بعد قليل "
    "من قال لك هذا ؟؟"
    "هل تكذب بالمهدي المنتظر و قد ثبتت روايته "
    "لا و لكن لظهوره علامات لم توجد بعد و ان كنت تتحدث عن النكبات التى نعيش فيها فهى اشبه بالنكبات التى مرت على الامه ايام الصليبين و التتار و صمد امامهم رجال بقيادة صلاح الدين و قطز و امثالهم "
    "اننا بحاجة الى قائد , أن النجاح في سوق العمل او في السياسة او الحروب ينتظر القيادة الراشدة"
    قال احدهم :"اننا ان لم نجد قائدا لشركتنا فسوف نعلن الافلاس "
    رجعت الى بيتى ابحث عن صفه القائد الامثل الذي يمكن ان يقودنا
    هل يشترط طول معين ؟؟ لون عين معين ؟؟
    أخذت أقلب في الكتب و في سير القادة و العظماء فعجبت حين وجدت ان البحث عن القائد من قديم الازل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}تأملت في الايات و قصة طالوت فوجدت ان القيادة هى مجموعة من الصفات متى توفرت في الشخص اصبحت قائدا جيدا و لا يلزم ان يكون من اصحاب الدماء الزرقاء
    و وجدت بالفعل صفات مشتركة بين القادة في كل زمان و مكان , في ادارة الشركات و ادارة الجيوش , في قادة العرب و البربر و الفايكنج و الاوربيين

    لكنى اخذت ابحث عن النموذج الامثل للقيادة الذي تتوافر به شروط القيادة كلها على الوجة الامثل فوجدت الرسول صلى الله عليه و سلم
    يقول المنفلوطي :"إن حياة النبي " أعظم مثال يجب أن يحتذيه المسلمون للوصول إلى التخلق بأشرفِ الأخلاق، والتحلي بأكرمِ الخصال، وأحسنُ مدرسة يجب أن يتعلموا فيها كيف يكون الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والثبات على الرأي _ وسيلةً إلى النجاح، وكيف يكون الجهاد في سبيل الحق سبباً في علوه على الباطل.
    لا حاجة لنا بتاريخ حياة فلاسفة اليونان، وحكماء الرومان، وعلماء الإفرنج؛ فلدينا في تاريخنا حياة شريفة مملوءة بالجد والعمل، والبر والثبات، والحب والرحمة، والحكمة والسياسة، والشرف الحقيقي، والإنسانية الكاملة، وهي حياة نبينا " وحسبنا بها وكفى."
    يقول مونتجمري :"من هم أعظم قاده في كل الأزمان ؟؟ إنهم بدون شكل مؤسس الديانات العظمى : المسيح و محمد و بوذا"[2]
    و قد يتهم مونتجمرى أنه ادرج السيد المسيح تعصبا لدينه لكن لا يمكن اتهامه بالتعصب بالاسلام او البوذية , و نجد في الشخصيات الثلاثة النبي محمد هو القائد العسكري الوحيد و هى اصعب القيادات و هى المحك الحقيقي للقيادة .
    و ليس الغرض ان يغير المرء نفسه و يلبس ثياب غيره حتى يكون قائدا, بل كان نفسك و تعلم من القادة السابقين و خض التجارب بنفسك و تعلم من أخطائك
    و كلما درست تاريخ عظماء الرجال كلما تجنبت الاخطاء
    فكيف اذا درست سيرة رسول الله ؟؟
    يخرج من بيته علي بن ابي طالب
    و يخرج من بيته زيد بن حارثة قائد الجيش في غزوة مؤتة
    و يخرج من بيته اسامة بن زيد يغزو الروم و يعود بدون خسائر فَبَلَغَ ذَلِكَ هِرَقْلَ وَهُوَ بِحِمْصَ فَدَعَا بَطَارِقَتَهُ فَقَالَ هَذَا الّذِي حَذّرْتُكُمْ فَأَبَيْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوهُ مِنّي . قَدْ صَارَتْ الْعَرَبُ تَأْتِي مَسِيرَةَ شَهْرٍ تُغِيرُ عَلَيْكُمْ ثُمّ تَخْرُجُ مِنْ سَاعَتِهَا وَلَمْ تُكْلَمْ [3]
    و يخرج من بيته سيدنا الحسن الذي قال عنه الحبيب « إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ ، ولعَلَّ اللهَ أَنْ يُصلِحَ به بَيْنَ فِئتَينِ عَظِيمَتَينِ من المسلمين»[4]
    و يتخرج من مدرسته ابو بكر الصديق صديق الامه كاشف الغمة مدمر الفتنة
    و عمر بن الخطاب الفاروق مدمر امبراطوريه كسرى و قيصر
    و عثمان بن عفان ذو النورين
    و خالد بن الوليد الذي خاض مائه زحف فلو اردنا تكريم موسوعة جينس لكتبنا اسمه في الموسوعة
    أنتَ خيرٌ منْ ألفِ ألفٍ من القو مِ إذا ما كبتْ وجوهُ الرّجالِ
    و خير مجتمع واقعي قلنا الصحابة
    و بهم ننصر
    قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيَقُولُونَ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيُفْتَحُ لَهُمْ . ثُمَّ يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيُفْتَحُ لَهُمْ » .[5]
    « أصحابي كالنجومِ ، فبأيِّهِم اقتديتم اهتديتم».

    و قبل أن نتحدث عن القائد دعونا ننظر الى فريق العمل

    فريق العمل
    {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}
    { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)} ال عمران
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} ال عمران
    قال الامام بن تيمية وَأَمَّا لَفْظُ " الزَّعِيمِ " فَإِنَّهُ مِثْلُ لَفْظِ الْكَفِيلِ وَالْقَبِيلِ وَالضَّمِينِ قَالَ تَعَالَى : { وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ } فَمَنْ تَكَفَّلَ بِأَمْرِ طَائِفَةٍ فَإِنَّهُ يُقَالُ هُوَ زَعِيمٌ ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ تَكَفَّلَ بِخَيْرِ كَانَ مَحْمُودًا عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ شَرًّا كَانَ مَذْمُومًا عَلَى ذَلِكَ . وَأَمَّا " رَأْسُ الْحِزْبِ " فَإِنَّهُ رَأْسُ الطَّائِفَةِ الَّتِي تَتَحَزَّبُ أَيْ تَصِيرُ حِزْبًا فَإِنْ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ لَهُمْ مَا لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ . وَإِنْ كَانُوا قَدْ زَادُوا فِي ذَلِكَ وَنَقَصُوا مِثْلَ التَّعَصُّبِ لِمَنْ دَخَلَ فِي حِزْبِهِمْ بِالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْإِعْرَاضِ عَمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ فِي حِزْبِهِمْ سَوَاءٌ كَانَ عَلَى الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَهَذَا مِنْ التَّفَرُّقِ الَّذِي ذَمَّهُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ فَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَمَرَا بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف وَنَهَيَا عَنْ التَّفْرِقَةِ وَالِاخْتِلَافِ وَأَمَرَا بِالتَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَنَهَيَا عَنْ التَّعَاوُنِ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا } وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ . وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : { الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يُسْلِمْهُ وَلَا يَخْذُلْهُ } وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { اُنْصُرْ أَخَاك ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ : تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ ؛ فَذَلِكَ نَصْرُك إيَّاهُ } . وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : { خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ : يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إذَا لَقِيَهُ ؛ وَيَعُودُهُ إذَا مَرِضَ وَيُشَمِّتُهُ إذَا عَطَسَ ؛ وَيُجِيبُهُ إذَا دَعَاهُ . وَيُشَيِّعُهُ إذَا مَاتَ } . وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ } فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَأَمْثَالُهَا فِيهَا أَمْرُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { لَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا } . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا : أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ؛ وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ } وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ . وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ } فَهَذِهِ الْأُمُورُ مِمَّا نَهَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنْهَا .[6]
    قَالَ عَرْفَجَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ »[7]
    و قال رسول الله :"يد الله مع الجماعة" [8]
    قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « وأنا آمركم بخمس الله أمرني بِهِنَّ: السمعُ والطاعةُ والجهادُ ، والهجرةُ ، والجماعة ، فإنه من فارق الجماعة قِيْدَ شِبْر ، فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ ، إلا أن يُراجِعَ ، ومن دعا دعوى الجاهلية ، فإنه من جُثَى جهنم ، فقال رجل : يا رسول الله وإن صام وإن صلَّى ؟ قال : وإن صام وإن صلَّى ، فادْعوا بدعوى الله التي سماكم المؤمنين عبادَ الله »[9]
    و قال :"من أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين" [10]
    و قال :"إن الله قد أجار أمتى أن تجتمع على ضلالة"[11]
    و قال : «إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»(1).

    قَالَ عُمَرُ : لاَ إِسْلاَمَ إِلاَّ بِجَمَاعَةٍ ، وَلاَ جَمَاعَةَ إِلاَّ بِإِمَارَةٍ ، وَلاَ إِمَارَةَ إِلاَّ بِطَاعَةٍ ، فَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى الْفَقْهِ كَانَ حَيَاةً لَهُ وَلَهُمْ ، وَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ كَانَ هَلاَكاً لَهُ وَلَهُمْ.[12]

    و كثير من الاوامر الربانية تأتى بصيغة الجمع {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}
    و كان اول ما ابتدأ به النبي هو الاخاء بين المهاجرين و الانصار

    أن العمل الجماعي يعطي قوة أضافية للشركة كعصير الليمون الذي يتكون من
    · ليمون
    · ماء
    · سكر
    لكن عندما يتكامل يعطى مذاقا رائعا

    يقول كريم عبد الجبار[13] :"يمكن لخمسه لاعبين يعملون معا في الملعب تحقيق اكثر مما يمكن لخمسة موهوبين يلعبون بمفردهم تحقيقه"
    دعنى أسئل سؤالا . اين تجد شركة تعمل كل افرادها بدون مرتب ؟؟؟و لا يرغبون في الحصول على راحه و كل منهم يساعد الاخر في جو يسوده الحب و الاحترام ؟؟
    هل تعتقد باستحاله هذا ؟؟ الحقيقه انه موجود في الاف النوادي و فرق الكشافة و الجوالة حولنا .
    أن هناك صفات موجوده في الفرق الرياضية استوردها لشركتك حتى تزدهر :
    · تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة
    الكل للفرد و الفرد للكل
    في أحد غزوات المسلمين ضد الفرس لما لقى الفُرسْ نفرت خيل المسلمين من الفيلة، فعمد رجل ايجابي منهم فصنع فيلا من طين وأنَّس به فرسه حتى ألفه ، فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل ، فحمل على الفيل الذى كان يقدمها فقيل له : إنه قاتلك ، فقال :"لا ضير أن أقتل ويفتح للمسلمين"

    · الروح المعنوية و الافتخار بوجودي في هذه الشركة


    عاد جيش المسلمين من موقعة مؤتة و كَانَ فِي ذَلِكَ الْبَعْثِ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَدَخَلَتْ امْرَأَتُهُ عَلَى أُمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَتْ أُمّ سَلَمَةَ مَا لِي لَا أَرَى سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ ؟ آشْتَكَى شَيْئًا ؟ قَالَتْ امْرَأَتُهُ لَا وَاَللّهِ وَلَكِنّهُ لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ إذَا خَرَجَ صَاحُوا بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ « يَا فُرّارُ أَفَرَرْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ؟ » . حَتّى قَعَدَ فِي الْبَيْتِ . فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمّ سَلَمَةَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَلْ هُمْ الْكُرّارُ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَلْيَخْرُجْ فَخَرَج [14]

    سعد الدين الشاذلي: وانتصار العاشر من رمضان.. انتصار ماحق يعني ساحق، والأدهى من ذلك إنهم شافوا كل التوقيتات اللي اتقالت لهم هيحصل كذا وهيحصل كذا، حصل بالظبط كأنما نقرأ في كتاب مفتوح، فده علاوة على رفع الروح المعنوية خلق ثقة جبارة بين إيه، بين الضباط والجنود الأصاغر والقادة بتاعتهم كل فيما يتعلق به وأنا عندي صورة بأعتز بيها جداً اللي هي الصورة بتاعة يوم 8 أكتوبر دول والظباط والعساكر مساكيني من كل ناحية، ويقولولي "التوجيه 41" "التوجيه 41" اللي هم عبروا بيه، اللي هو فيه التفاصيل تفاصيل التفاصيل، اللي هم عبروا به ونجحوا. فطبعاً كانت فرحة عارمة، [15]




    · الاحساس بأننا عائلة واحده
    و مما يساعد على هذا وجود لقاءات خارج الشركة بعيدا عن العمل مثل "أقامه مباريات رياضيه " "حفلة على النيل" و توثيق هذه اللقاءات بالتصوير الفيديو
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ».[16]
    يقول مالكوم اكس في الرسالة كان قد ارسلها إلي زوجته من جدة 20 نيسان / ابريل 1964
    لم اشهد في حياتي ضيافة كريمة وروحاً غامرة بالأخوة الحقة كاللتين شهدتهما من أناس من شتي اللوان والأعراق في هذه الأرض العريقة المقدسة ، وطن إبراهيم و محمد وكل أنبياءالكتب المقدسة الآخرين . فقدكنت خلال الاسبوع الماضي مفتوناً وعاجزاً عن التعبير عما رايته من كرم يعرضه الناس من حولي علي إختلاف ألوانهم كان هناك عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم،وكانوا من شتي الألوام من الشقر ذوي العيون الزرق ، إلي الأفارقة السود البشرة . ولكنهم كانوا جميعاً يمارسون الطقوس الروحية ذاتها ، وكانوا يكشفون عن روح منالوحدة و الأخوة التي قادتني خبرتي في أميركا إلي الإعتقاد باستحالة وجودها بينالبيض وغر البيض . إن أميركا لفي حاجة إلي فهم الإسلام ، لأن هذا هو الدينالوحيد الذي يمحو مشكلة العرق من مجتمعها . أثناء رحلاتي في العالم الإسلاميالتقيت وتحدثت ، بل واكلت مع أناس كانوا سيعتبرون "بيضاً" في أميركا . ولكن دين الإسلام في قلوبهم أزال "البياض " من عقولهم ، فراحوا يمارسون أخوة حقيقية و صادقةمع الناس الآخرين ايا يكن لونهم [...] أن الإسلام الحقيقي يزيل العنصرية ،لأن الناس ( من شتي الألوان و الأعراق ) الذين قبلوا مبادئه الدينية ويعبدون إلها واحد هوالله عز وجل يقبلون أيضاً وتلقائياً واحدهم الآخر بوصفهم إخوة و أخوات بغض النظر عن اختلافهم في المظهر . قد تصعقين حين تسمعين كلامي هذا ،ولكنني كنت علي الدوام رجلاً يحاول مواجهة الحقائق ،وتقبل واقع الحياة كما تكشف عنه المعارف و الخبرات الجديدة . ولقد علمتني تجربة الحج هذه الشئ الكثير، وكل ساعة أقضيها في الأرض المقدسة تفتح عيني أكثر فأكثر . وإذا تمكن الإسلام من غرس روح الأخوة الحقة في قلوب " البيض" الذين قابلتهم هنا في أرض الأنبياء ، فمن المؤكد أن باستطاعته أ ن يمحو سرطان العنصرية من قلوب الأميركيين البيض


    · الاستقرار و التلاحم
    من أكبر المشاكل في مجال العمل "دوران العمل" و هو انتقال الموظفين من شركه لأخرى مما يؤثر على التلاحم بين افراد الشركة


    · الشركة ثقة
    و أذكر أننا كنا نوقع عقد مع أحد الشركات و في اثناء النقاش قال أحدنا :"أن لم يكن هناك ثقة فلن تكون هناك شركة "
    قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا يُبَلِّغُني أحد عن أحد من أصحابي شيئا ، فإني أُحِبُّ أن أخرجَ إِليهم وأنا سليمُ الصدر».[17]
    قال عبد الله : فأُتِيَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بمال ، فقسمه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فانتهيتُ إِلى رجلين جالسين، وهما يقولان : والله ، ما أراد محمد بقسمته التي قسمها وجه الله ، ولا الدَّارَ الآخرة ، فثَبَتُّ حتى سمعتُها ، فأتيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُهُ ، فاحمَّر وجهُه، فقال : دَعْني عنك، فقد أُوذي موسى بأكثر من هذا فَصَبر.
    وفي رواية قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « لا يبَلِّغني أحد عن أحد شيئا ».



    و من اسباب انهيار فريق العمل : الجدل و كثرة الخلاف
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الْجَدَلَ ». ثُمَّ قَرَأَ (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ).[18]
    { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ }


    و قد توعد رسول الله من يخالف النظام و يخالف امر الامام { أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار }[19]

    [1] القصيدة الاصليه اسامه بن منقذ و هو شاعر راسل الصليبين

    [2] السبيل الى القيادة لمونتجمرى و هو أخر كتاب الفه و صدر عام 1962 و لسنا نعتز بهذه الشهادات و نلهث ورائها و لكن الحق ما شهدت به الاعداء و نجد من ابناء جلدتنا من لا يقتنع الا بقولهم

    [3] مغازي الواقدي

    [4] البخاري

    [5] البخاري

    [6] فتاوي بن تيمية

    [7] صحيح مسلم

    [8] الترمذي

    [9] الترمذي

    [10] الامام احمد

    [11] السلسلة الصحيحة

    (1) مسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة.

    [12] سنن الدارمي

    [13] اللاعب الأفضل في تاريخ الدوري الأمريكي (NBA) لكره السله مسجلا أكثر من 38 ألف نقطة

    [14] مغازي الواقدي

    [15] شاهد على العصر

    [16] مسلم

    [17] الترمذي و ابو داود

    [18] مسند الامام احمد و سنن الترمذي

    [19] البخاري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 2

    القيادة

    قال الامام بن تيمية وَأَمَّا لَفْظُ " الزَّعِيمِ " فَإِنَّهُ مِثْلُ لَفْظِ الْكَفِيلِ وَالْقَبِيلِ وَالضَّمِينِ قَالَ تَعَالَى :
    { وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ } فَمَنْ تَكَفَّلَ بِأَمْرِ طَائِفَةٍ فَإِنَّهُ يُقَالُ هُوَ زَعِيمٌ ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ تَكَفَّلَ بِخَيْرِ كَانَ مَحْمُودًا عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ شَرًّا كَانَ مَذْمُومًا عَلَى ذَلِكَ . [1]

    قال الله في القائد المسلم {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) }الانبياء

    و في القائد الاخر {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُ مْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) }القصص

    تعريف القيادة :
    لها تعريفات عده اختار منها «عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم»

    «عملية تحريك : لها مدخلات و مخرجات , المدخلات هي الامكانيات المتاحة و المخرجات تحقيق الهدف
    مجموعة من الناس : القيادة تعنى الاستعانة بالاخرين و تنفيذ العمل من خلالهم
    باتجاه محدد : لابد من وجود هدف
    ومخطط : القيادة لها نظرية مستقبلية و خطة للوصول للهدف المناسب للامكانيات المتاحة
    وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم: القائد يحفز الاتباع على تحقيق الهدف

    و عناصر القيادة

    · وجود مجموعة من الافراد
    · وجود هدف
    · وجود القائد




    أهمية القائد
    قال شيخ الإسلام :" فإذا كان قد أوجب في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات أن يولي أحدهم كان ذلك تنبيها على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك"[2]
    يقول الاستاذ محب الدين الخطيب " مثل ذوي الطموح في الأمم كمثل العزم النوراني الشفاف المنبث في مواكب الأيام يدفعها نحو مشاعلها المتألقة في الآفاق، أو كالقوة البخارية التي تحرك مراجلَ مراكبِ الأنام؛ لتبلغ بها غاياتها المنشودة.
    وكما أن قيمة المواكب تقاس بمبلغ ما فيها من نور العزائم، وقيمة المراكب تقاس بقوة البخار المحرك لمراجلها _ فكذلك الأمم ما زالت، ولن تزال تقدر بأقدار أفرادها الممتازين، ورجالها البعيدة مرامي أنظارهم، الذين ندعوهم بذوي الطموح."
    عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
    تحية من ألبسته منك نعمةً إذا زار عن شحط بلادك سلما
    وما كان قيس موته موت واحد ولكنه بنيان قوم تهدما

    يقول الاستاذ احمد امين:"إذا كانت جماهير الناس يعملون للأجر، ويقوِّمون العمل بالمال؛ فإن أُعطوا كثيراً عملوا كثيراً، وإن أُعطوا قليلاً عملوا قليلاً، ويفاضلون بين عمل وعمل بقدر ما يدر من ربح _ فإن هؤلاء العظماء يعملون؛ لأنهم يلذُّهم العمل، ويقوِّمون العمل بمقدار ما يحقق من خير لأمتهم، وللإنسانية أجمع، يدأبون في العمل، ويعرِّضون حياتهم للخطر في سبيل مرض يكتشفونه وداء يعالجونه به، أو في سبيل تحرير العقول من أغلالها، أو تحرير العقيدة مما أفسدها، أو يحاربون الظلمة والطغاة؛ لتحقيق العدل في الأمة أو العالم، يحتملون في ذلك العذاب ألواناً؛ لأن عشقهم للحق غلب حبهم للذات، وهيامهم بـ (نحن) أضعف حبهم لـ (أنا)."

    و انظر الى ما حدث عقب موقعة أحد َلَمّا انْقَضَتْ الْحَرْبُ أَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى الْجَبَلِ فَنَادَى : أَفِيكُمْ مُحَمّدٌ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ فَقَالَ أَفِيكُمْ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ . فَقَالَ أَفِيكُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ وَلَمْ يَسْأَلْ إلّا عَنْ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ لِعِلْمِهِ وَعِلْمِ قَوْمِهِ أَنّ قِوَامَ الْإِسْلَامِ بِهِمْ فَقَالَ أَمّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُمْ فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ يَا عَدُوّ اللّهِ إنّ الّذِينَ ذَكَرْتهمْ أَحْيَاءٌ وَقَدْ أَبْقَى اللّهُ لَكَ مَا يَسُوءُك [3]

    و أنظر الى حرص الدولة اللقيطة عى قتل الرموز مثل الشيخ احمد ياسين و الرنتيسي و المهندس احمد عياش و مئات القادة
    و حرصها على قتل الضباط المصريين الاسري في حرب 1967 و قال احدهم اننا بقتلنا ضابط مصري سنكلف المصريين تدريبات سنين لانجاب قائد مثله اما العسكري فاي شاب يصلح ان يكون عسكري


    و من علامات القائد المسلم
    ان هدفه و غايته ليس المنصب و انما خدمة البلاد و العباد منتظرا الاجر و الثناء من الله ,
    عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال : « طوبى لعبد آخذ بعِنان فرسه في سبيل الله ، أشْعَثَ رأسُه ، مُغْبَرَّة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقَة كان في الساقة ، إن استأذَن لم يُؤذَن له ، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّع » [4]

    و القياده سنه ثابته لا يجوز تركها كبر العدد او صغر
    قال رسول الله "إذا كنتم ثلاثةً فى سفرٍ فليؤمَّكم أحدُكم وأحقُّكم بالإمامةِ أقرؤُكم "[5]
    و الحديث التالي يجعل القيادة اذا كنتما اثنين
    ذَكَرَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْكِتَابِ حَدِيثَ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ : { أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَأَسْرَى مِنْ تَحْتِ اللَّيْلِ - أَيْ سَارَ - فَتَقَطَّعَ النَّاسُ - أَيْ تَفَرَّقُوا - فِي غَلَبَةِ النَّوْمِ فَمَالَتْ رَاحِلَتَا أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِهِمَا إلَى شَجَرَةٍ فَجَعَلَتَا تُصِيبَانِ مِنْهَا وَهُمَا نَائِمَانِ ، فَاسْتَيْقَظَا وَقَدْ مَضَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابُهُ وَنَزَلُوا ، فَلَمَّا كَانَا بِحَيْثُ يَسْمَعُهُمَا النَّبِيُّ نَادَاهُمَا : أَلَا هَلْ أَمَّرْتُمَا ؟ قَالَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
    فَقَالَ : أَلَا رَشَّدْتُمَا - أَيْ أَصَبْتُمَا الصَّوَابَ } - وَكَذَلِكَ الْمُسَافِرُونَ إذَا خَافُوا اللُّصُوصَ فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَمِيرًا لِيُطِيعُوهُ وَيَصْدُرُوا عَنْ رَأْيِهِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَى الْقِتَالِ ، فَأَمَّا إذَا لَمْ يَخَافُوا ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ لَا يُؤَمِّرُوا أَحَدًا . [6]

    و من علامات الساعة أن يتولى القيادة الشخص غير الكفء
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ » . قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ »[7]

    القيادة هي تنفيذ المهمة بمعاونة الاخرين , فعليك أن تعلم أنت لن تفعل شئ بدون مساعديك و بدون بث الحماس و الأمل فيهم و اقناعهم بالهدف و تدريبهم


    قال الأفوه الأزدي أحد شعراء الجاهلية وحكمائها :
    البيت لا يبنى إلا على عمد *** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
    فإن تجمع أوتاد وأعمدة*** يوما فقد بلغوا الأمر الذي كادوأ
    لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة اذا جهالهم سادوا
    تهدى الامور باهل الراي ما صلحت ** فان تولت فبالاشرار تنقاد
    اذا تولى سراة الناس امرهم *** نمى على ذاك امر القوم فازدادوا


    وحده القياده
    "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)"
    { لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد ملوما محسورا } ( الإسراء:22 )

    روى ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " [8]
    لأن الفتنه المترتبه على وجود خليفتين عظيمة جدا و شديدة الخطورة و ما ارسل رسول الله قائدين لجيش و يخطأ من يقول ان رسول الله ارسل الجيش في مؤتة و له ثلاث قادة بل الصحيح انهم متعاقبين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن قتل عبدالله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم ".[9]

    ما هى مزايا القائد او المدير ؟؟؟؟
    · أعلى الناس أجراً.
    · يتمتعون بالاحترام و الامان الوظيفي.
    · يتقدمون بسرعة في السلم الوظيفي .
    · يتحكمون في مجريات الامور.

    ما هى مهام القائد او المدير ؟؟؟؟
    · توزيع المهام على الاشخاص المناسبين لتنفيد سياسة الشركة او المؤسسة
    · وضع خطة عمل
    · تدريب أعضاء الفريق
    · اثارة حماس اعضاء الفريق
    أعلم أن الحماس معدى و اذا كنت متحمس للعمل و تجد المتعة به فسيجد الاخرون المتعه في العمل معك
    · تنسيق الجهود
    · متابعة و تقويم الفريق

    قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: « كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَتَخَلَّفُ في المسير ، فيُزْجِي الضعيف ، ويُرْدِفُ ، ويدعو لهم ».[10] و كان عمر بن الخطاب يفعل هذا



    المدير
    القائد
    العمليات
    تخطيط , تنظيم , توجية , رقابة
    تحديد الاتجاة,
    حشد القوى في هذا الاتجاة ,
    تحريض فريق العمل
    مجال عمله
    الحاضر
    المستقبل , صاحب نظرة مستقبلية






    قد تقول :"أننى لست في منصب قيادى يؤهلنى لأتخاذ القرارات "
    و الرد لا تنتظر أن توهب لك القيادة بل تدرب و تعلم كيف تتحمل المسؤوليه فهناك موظف من أول يوم يتحمل المسؤوليه و مدير له نصف قرن في المكان يميل الى التفويض المطلق او استشارة رئيس الشركة في كل أمر . لا تقل للمدفأه :"أعطيني دفئا و سوف أعطيك حطباً"
    و يمكنك أن تتدرب على القياده من خلال التطوع في النادى و النشاطات التطوعية مثل الجوالة
    و لا تنس تعرف القيادة الاسلامي الذي لا يشترط ان تكون مديرا لشركة او منصب في الدولة حتى تكون قائدا « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »[11]

    سؤال هل القادة يولدون أم يصنعون؟؟
    أن القيادة هي مهارات مكتسبه اذا ما تحققت في المرء أصبح قائدا.
    و دليلي قول رسول الله للأشج بني عبد قيس: « إن فيك لخصلتين يحبهما الله عز وجل ورسوله » قال : وما هما ؟ قال : « الحلم ، والأناة» ، قال : أشيء استفدته ، أم شيء جبلت عليه ؟ قال : « بل شيء جبلت عليه » فقال : الحمد لله الذي جبلني على ما أحب
    و قوله :"لا تغضب " فلو كانت جبليه ما أمر رجل بما ليس في يديه
    و قولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ"[12]

    ادرس شخصية احد القيادات التى انبهرت بها و ما هي الصفات التى أهلته ليقود, و أكتسب هذه الصفات



    ما هي صفات القائد ؟؟ [13]
    1. ثقة اعضاء الفريق في قائدهم
    أول صفة من صفات القائد الثقة
    انظر الى ثقة الصحابة بالقائد الاعلى و خاصة في الغزوات
    ففي غزوة بدر تم عقد مجلس فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن،ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن،ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله، امض لما أراك الله،فنحن معك،والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [ المائدة : 24] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِمَاد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له به .
    وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي قادة الأنصار؛ لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن ثقل المعركة سيدور على كواهلهم، مع أن نصوص العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج ديارهم، فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة : ( أشيروا علىّ أيها الناس ) وإنما يريد الأنصار، وفطن إلى ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ .
    فقال : والله، ولكأنك تريدنا يا رسول الله ؟
    قال : ( أجل ) .
    قال : فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدَّق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تَقَرَّ به عينك، فسِرْ بنا على بركة الله .
    وفي رواية أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم : فاظعن حيث شئت، وصِلْ حَبْل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فهو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غِمْدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك .
    فَسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال : ( سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكإني الآن أنظر إلى مصارع القوم ) .[14]
    يقول مالكوم اكس :"الزعيم الحقيقي يكسب ثقة اتباعة و يستحقها"

    كيف تتكون الثقة ؟؟؟؟
    تتكون الثقة من وجود سوابق ظهر فيها صواب قول القائد ففي حديث عدي لما شاهد بعينيه تحقق وعدين تيقن من تحقق الثالثة
    قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: « بينما أنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ، إِذ أتاهُ رجل. فشكا إِليه الفاقة ، ثم أتاهُ آخر فشكا إِليه قَطْع السبيل فقال (يا عدى بن حاتم أسلم تسلم فلعلك إنما يمنعك من الإسلام أنك ترى بمن حولى خصاصة وأنك ترى الناس علينا إلبا)[15] يا عدي ، هل رأيت الحِيرَةَ ؟ قلت: لم أرها ، وقد أنبئت عنها ،قال: إن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الظَّعينة ترحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة. لا تخاف أحدا إِلا الله تعالى.
    قلت: فيما بيني وبين نفسي : فأين دُعَّارُ طَيِّء الذين سعَّروا في البلاد ؟ - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، قلت: كِسرى بن هُرْمُز ؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الرجل يُخرج مِلء كَفِّه من ذهب أو فضة يطلب من يَقْبَلُهُ، فلا يجد أحدا يقبله منه ، ولَيَلْقِيَنَّ الله أحدُكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه حجاب ، ولا تَرْجمان يُترجم له. فليقولن : ألم أبعث إِليك رسولا فيُبلغك ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ألم أعطك مالا وأُفْضِلْ عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه ، فلا يرى إِلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إِلا جهنمي. قال عدي : فسمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : اتقوا النار ، ولو بشق تَمرة، فمن لم يجد شِقَّ تمرة فبكلمة طيبة.
    قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إِلا الله. وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز. ولئن طالَت بكم حياة لَتَرَوُنَّ ما قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- يُخرج ». [16]

    و عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه ، وفي القوم سراقة بن مالك بن جعشم قال : فألقى إليه سواري كسرى بن هرمز ، فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه فلما رآهما في يدي سراقة قال : الحمد لله سواري كسرى بن هرمز في يد سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج . وذكر الحديث . قال الشافعي رحمه الله : وإنما ألبسهما سراقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة ونظر إلى ذراعيه : « كأني بك قد لبست سواري كسرى » . قال الشافعي : وقال عمر رضي الله عنه حين أعطاه سواري كسرى : البسهما ، ففعل فقال : قل : الله أكبر . قال : الله أكبر . قال : قل : الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة بن جعشم أعرابيا من بني مدلج[17]

    وأخرج أحمد والبزار والطبراني وأبو نعيم عن أبي بكرة قال لما كتب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إلى كسرى كتب كسرى إلى عامله باليمن باذان أن بلغني أنه خرج من قبلك رجل يزعم أنه نبي فقل له فليكفف عن ذلك أو لأبعثن إليه من يقتله وقومه فوجه باذان إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال له هذا فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( لو كان هذا الشيء فعلته من قبلي لكففت عنه ولكن الله بعثني فأقام الرسول عنده فقال له النبي {صلى الله عليه وسلم} إن ربي قد أهلك كسرى فلا كسرى بعد اليوم وقد قتل قيصر فلا قيصر بعد اليوم فكتب قوله في الساعة التي حدثه واليوم والشهر الذي حدثه ثم رجع إلى باذان فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد مات
    واخرج الديلمي عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لرسولي كسرى عظيم فارس لما بعثهما إليه ( إن ربي قد قتل ربكما الليلة قتله إبنه سلطه الله عليه فقولا لصاحبكما إن تسلم أعطك ما تحت يدك وإن لا تفعل يعن الله عليك )
    فاسلم باذان
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى يتحدث الناس بذلك فارتد ناس فمن كان آمنوا به و صدقوه و سمعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق[18]

    او حدوث حدث
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) }


    و تتكون من ثقة القائد بنفسه و الحق الذي معه
    انظر الى رسول الله حين يكلمه عمه في أن يترك ما يدعو اليه {يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ـ حتى يظهره الله أو أهلك فيه ـ ما تركته}

    و يوم حنين كانت المفاجأة شديدة ففر الجيش فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَفِرَّ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا ، وَالنَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « أَنَا النَّبِىُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ » .[19]

    و تتكون من استقامة القائد (ستأتى بأذن الله)

    [1] فتاوى بن تيمية

    [2] الفتاوى

    [3] زاد الميعاد

    [4] البخاري

    [5] أخرجه ابن حبان (5/504 ، رقم 2132) . وأورده أيضًا : ابن عدى (3/425 ترجمة 847 سويد بن عبد العزيز)

    [6] شرح السير الكبير

    [7] صحيح البخاري

    [8] صحيح مسلم

    [9] سيرة بن كثير

    [10] أخرجه أَبو داود

    [11] البخاري

    [12] صححه الالباني مرفوعا و اوقفه كثيرون على بن مسعود

    [13] و قد توسعت في ذكر صفات القائد للفائده

    [14] الرحيق المختوم

    [15] مسند احمد

    [16] البخاري

    [17] دلائل النبوة

    [18] صحيح رواه الحاكم في المستدرك و قال الذهبي صحيح

    [19] البخاري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 3


    1. الرحمة و الرفق بمن معه
    {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي نَ (159)}

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم من ولي من أمر أمتي أمرا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي أمرا فشق عليهم فاشقق عليه )[1]

    أوصى أبو بكر رضي الله تعالى عنه يزيد بن أبي سفيان: إني قد وليتك لأبلوك وأجربك وأخرجك من فئ أهلك، فإن أحسنت زدتك، وإن أسأت عزلتك فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي يرى من ظاهرك، وإن أولى الناس بالناس أشدهم تولياً له وأقرب الناس من الله أشدهم تقرباً إليه بعمله، وقد وليتك عمل خالد بن الوليد فإياك وعبية الجاهلية، فإن الله يبغضها ويبغض أهلها، وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه، وإذا وعظتهم فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً، فأصلح نفسك يصلح الناس لك،


    2. الاستقامة
    و هى الا يكذب و لا يخدع و لا يغش , اذا سقط القائد في احد هذه الحفر سقطت الثقة من قلوب اتباعه

    و لا تكفي الاستقامة بغير قوة بقول الرسول لابو ذر « يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّى أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّى أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِى لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ ».[2]

    ابو ذر الذي قال عنه رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِى ذَرٍّ »

    قال أبو سفيان بن حرب ، أنه كان بالشام في المدة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين كفار قريش . قال أبو سفيان فوجدنا قيصر ببعض الشام فانطلقوا بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم ، فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي . قال أبو سفيان : فقلت : أنا أقربهم إليه نسبا . فقال : ما قرابته بينك وبينه . قال : قلت : هو ابن عمي ، وليس يومئذ من بني عبد مناف غيري . قال قيصر : ادنه مني ، ثم أمر بأصحابي يجعلوا خلف ظهري عند كتفي ، ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا الرجل عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي . فإن كذب فكذبوه . قال أبو سفيان : فوالله لولا الحياء يومئذ بأن يأثر أصحابي علي الكذب لحدثته عنه حين سألني ولكن استحييت أن يأثروا علي الكذب فصدقته عنه .[3]




    3. الايجابية
    القائد ايجابي و يحرص على وجود ايجابيين حوله
    لا يرى مشكلة الا و يبادر بحلها
    قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: « كان فزع بالمدينة ، فاستعار النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فرسا من أبي طلحة ، يقال له : المندوب ، فركب ، فلما رجع ، قال : ما رأينا من شيء ، وإن وجدناه لبحرا ».
    وفي رواية قال : « كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس وَجْها ، وكان أجودَ الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهلُ المدينة ذات ليلة ، فانطلق نَاس مِن قِبَلِ الصَّوْتِ ، فتلقاهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- راجعا ، وقد سبقهم إِلى الصوت - وفي رواية : وقد استبرأ الخبر - وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي ، في عُنُقِهِ السَّيفُ ، وهو يقول : لن ترَاعوا. قال : وجدناه بحرا - أو إنه لبحر - قال : وكان فرسه يُبَطَّأُ ».
    وفي أخرى مختصرا قال : « استقبلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على فرس عُرْي ، ما عليه سَرْج، في عنقه سيف ». أخرجه البخاري ، ومسلم.

    4. الذكاء الاجتماعي

    كل ما تريده سوف تحققه بمساعده الاخرين
    أحرص على معاملة الموظفين كما تحب أن يعاملوك و عامل كل موظف كبر ام صغر في السلم الوظيفي كانه يساوى مليون جنية و أجعله يشعر و كأنه صاحب الشركة لا موظف لسان حاله و هو ذاهب للعمل {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}ويقول اثناء العمل {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} و ينتظر ساعة الخروج {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)}

    لا تهمل المشاكل الاسرية للموظفين و تعامل معهم كأخ لهم لا كالات أنتاج و أحرص على عدم تأخير المرتب فلكل موظف التزامات مما سيؤثر على حالته النفسية
    قال رسول الله{ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بى ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره}[4]
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ».[5]


    قال معاوية لضرار الصدائي: صف لي عليأَ، فقال: اعفني. قال: لتصفنه لي، قال: أما إذا لا بد من وصفه؛ كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس إلى الليل ووحشته، وكان عزيز العبرة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، ويبينا إذا استبناه ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا، لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظُم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله. وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غرُي غيري، إلي تعرضت أو إليَّ تشوقت؛ هيهات قد باينتك [6]ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمرك قصير وخطرك كثير.. آه آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق، فبكى معاوية، وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك،.

    يقول سعد الدين الشاذلي:
    يعني مثلاً أنا في قياداتي اللي فاتت كلها كنت دايماً أحب أكون على اتصال مباشر بالضباط والجنود، وكانت القيادات بتاعتي تسمح لي بهذا. يعني أنا لما كنت قائد كتيبة،كنت بأشوف الضباط والجنود يوماتي، وأنكلم معاهم. لما أصبحت مثلاً قائد لواء أوقائد القوات الخاصة، أستطيع إن أنا أشوفهم كل أسبوع، يعني بحيث ما يمرش أسبوع من غير ما أشوف الضابط والعسكري، كل ضابط وعسكري، أتكلم معاه. ولما رحت منطقة البحر الأحمر -الألف كيلو- دي كنت باخد .. آخدها من الشمال في الجنوب تاخد مني 15 يوم!! يعني بأفوت على كل ضابط وعسكري مرة كل شهر.
    و15 يوم اللي هم بتوع القمرة دي اللي إسرائيل بيهجموا فيها أقعدهم في غرفة العمليات علشان أحاورهم بقى.
    عشان أتابع، فكنت بأشوف الضباط والجنود كل شهر. طب، لما جيت أنا رئيس الأركان، والقوات منتشرة من الإسكندرية...إلى أسوان، ومن هنا لمرسى مطروح لكذا لكذا لكذا، كيف يمكنني أن أنا أربط شخصيتي وأفكاري مع الضباط والجنود؟ ابتكرت يرضه حاجة جديدة.
    قلت: أنا أعمل مؤتمر شهري أدعو فيه مستويين أقل مني أنا بيني وبين العسكري سبع قيادات..
    وكل واحد منهم بيوصل الأوامر للي تحت منه، إذا حصل أي خلل في إيه؟ في حلقة من الحلقات دي، هتبقى النتيجة مش جيدة. فأنا عايز أسيطر على الحلقة دي كلها بحيث الاتصال بيني وبين الجندي يبقى شبه مباشر.
    فابتديت قلت: أعمل إيه؟ المؤتمر الشهري إن أنا بأدعو فيه قيادتين أقل، القيادتين الأقل إيه؟ اللي هي: قيادات القوات الكبيرة، القوات الجوية، والدفاع الجوي، والبحرية وإلى آخره. المستوى الأقل منه في القيادة وييجي قائد الجيوش البرية، الجيش الثاني، الجيش الثالث، منطقة البحر الأحمر، وييجي قادة الفرق، يبقى أنا حققت مستويين أقل مني بأشوفهم مرة كل شهر، وكل واحد منهم يحكي لي على مشكلته، وأحلها له وإحنا قاعدين.
    أنا رئاسة الأركان بتاعتي فيها عدد ضخم من الضباط، إنما على قمتهم 40 لواء، كل واحد في تخصص معين، فبألم الـ .. 40 لواء دول مع القيادات التانيين اللي هي المستويين دول بيكونوا حوالي 40- 50، يبقى بنكون حوالي 90 أو 100 واحد.
    ده بيشتكي الحل بتاعه عند التاني.
    وده بيشتكي الحل التاني عنده قائد فرقة، لما ييجوا مثلاً بتوع .. يقول لك: القادة الميدانيين ما بيستخدموش المعدات استخدام صح، وبيرموا الحاجات على الصيانة وكذا وكذا وكذا، والتانيين يقول لك: الروتين كذا كذا كذا. فأنا راجل أصبحت على قمة الجهازين، فبأوفق بينهم فعملت نوع من التمازج والتزاوج بحيث إن أصبح القادة الميدانيين أخذوا .. ياخدوا ثقة في...
    أحمد منصور [مقاطعاً]:
    ودي لعبت دور في الإعداد للحرب؟
    سعد الدين الشاذلي:
    طبعاً .. طبعاً.
    أحمد منصور:
    لعبت دور في إزالة المشاكل الموجودة بين القيادات وبين الأسلحة.

    سعد الدين الشاذلي:
    وإذا كانت هناك مشكلة من المشاكل العويصة اللي ما تقدرش تتحل في الوقت، فأروح مشكل لجنة مشتركة من الطرفين، وعلى أساس أن تعرض عليَّ قبل المؤتمر التاني، فتيجي محلولة في الدور .. اللقاء الآخر.
    أحمد منصور:
    هذا على مستوى الإعداد فيما يتعلق بالأفراد...
    سعد الدين الشاذلي [مقاطعاً]:
    ده لسه .. ده لسه، ده أنا بعد كده هوك علشان خدت ثلاثة مستويات منهم بالتوجيهات، وصلت إلى قائد سرية.
    أحمد منصور [مقاطعاً]:
    يعني ربطتَ نفسك وأنتَ في قمة الهرم.
    سعد الدين الشاذلي:
    بالعسكري .. بالعسكري.
    أحمد منصور:
    أنت بتعتبر إنك أول رئيس أركان يقوم بهذا الأمر؟
    سعد الدين الشاذلي:
    صح، ولا أحد يستطيع أن يقول: أنه عمله قبلي، أو حتى استمر عليه من بعدي، أو حتى استمر .. للأسف حتى استمر عليه من بعدي غير موجود.
    أحمد منصور:
    ما تحليك العسكري لهذا الأمر في عملية الإعداد؟ لعب دور كبير؟
    سعد الدين الشاذلي:
    طبعاً .. طبعاً، لأنه من ضمن التوجيهات اللي بأقول عليها دي التوجيه41 اللي هو الفرقة المشاة في عبور مانع مائي. هذا التوجيه .. اسم التوجيه إلى صفحتين ثلاثة، ده حوالي 750 صفحة، ويشمل واجب قائد الفرقة، اعتباراً من قائد الفرقة إلى أحدث عسكري .. يعمل إيه من ساعة ما نقوله الحرب الساعة كذا، يوم كذا. يصبح بينفذ طابور تكتيكي دوله، يعني بخطة موضوعة.
    أحمد منصور:
    ده كان جاهز قبل الحرب بأد إيه؟
    سعد الدين الشاذلي:
    كان جاهز قبل الحرب بأد إيه؟ يعني تقدر تقول .. نقول: إنه جُهِّز في حوالي شهر مارس 1973م، وإنما أخذ إعداده ييجي 4، 5 أشهر، يعني بدأت فيه من بدري، ولكن كل ما فتح أبص تلاقي إيه؟ بتتفتح حاجات.
    أحمد منصور:
    تقدر تقول: إنك في الفترة دي، إن الجو النفسي في الجيش أعدت أو تم إعادة الثقة للجندي الذي هزم في حرب 1967م؟
    سعد الدين الشاذلي:
    طبعاً.
    أحمد منصور:
    أصبح هذا الجندي وهذا الضابط يتوقع أنه يمكنه أن يدخل معركة وينتصر؟
    سعد الدين الشاذلي:
    ده كان واثقاً، يعني لأن هذه الثقة كانت منبعثه من عندي فكانت بتنعكس على الجنود. أنا كنت داخل الحرب وأنا أعلم تماماً أننا لا بد وأن ننتصر، لابد أن ننتصر وسننتصر. وانتصرنا بإذن الله، بالعكس ده أنا كنت مقدر خسائر أكثر مما حدث، يعني في تقديري على إن الخسائر بتاعة العبور قد تصل إلى 1500 قتيل...






    5. يحسن معاملة اتباعة

    قال ابو بكر الصديق لعمرو بن العاص: أرفق بجندك في مسيرك، وتعهدهم بنفسك، وإذا انتهيت إلى فلسطين فعسكر هناك حتى تلحقك الجيوش، وإياك والوهن، ولا تقل رمي بي في نحر العدو فقد رأيت نصر الله إيانا ونحن قليل، وأكرم وجوه من معك تستنزل نصائحهم، وتستخرج ما عندهم.


    6. حرص على وحدة الصف

    قال جابر - رضي الله عنه - :: غَزَوْنا مع رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم ، وقَدْ ثَابِ معه ناسٌ من المهاجرين حتى كَثُرُوا ،وكان مِن المهاجرينَ رجلٌ لَعَّابٌ ، فَكَسَعَ أنصاريّا ، فَغَضِبَ الأْنصَاريُّ غَضّبا شديدا ، حتى تَدَاعَوْا ،وقال الأنصاريُّ : يَالِ الأنْصَارِ ، وقال المهاجِريُّ : يالَ المهاجرينَ ، فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال : مَا بَال دَعْوَى الجاهلية ؟ ثم قال : مَا شَأْنُهُمْ ؟ فأُخبر بكَسْعَةِ المهاجِريِّ الأنْصارِيِّ ، قال : فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعُوها ، فإنها خبيثةٌ ، وقال عبدُ اللّه بنُ أُبَىِِّ بنِ سلولٍ : أَقَدْ تَدَاعَوْا علينا ؟ لئن رََجَعْنَا إلى المدينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأذَلَّ ، قال عمر : ألاَ نَقْتُلُ يا نبي اللّهِ هذا الخبيثَ ؟ - لعبدِ اللّهَ - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : « لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كان يَقْتُلُ أصحابَهُ ».
    وفي رواية نحوه ، إلا أَنه قال : فَأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَألهُ القَوَدَ ؟ فقال : دعُوها ، فإنها مُنتْنَةٌ... الحديث ، هذه رواية البخاري ، ومسلم.

    قال الحسن البصري - رحمه الله -:اسْتَقْبَلَ واللهِ الحسنُ بنُ عليّ مُعاوِيةَ بِكَتَائِبَ أَمْثالِ الجبالِ ، فقال عَمْرو بنُ العاصِ لِمُعَاويةَ : إِنِّي لأرى كتَائِبَ لا تُولِّي حتى تَقْتُلَ أقْرَانَهَا ، فقال [له] معاويةُ - وكان واللهِ خَيْرَ الرجلين - : أَي عمرو : « أَرأيتَ إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، مَنْ لي بأُمورِ الناسِ ؟ مَنْ لي بِنسَائِهِمْ ؟ مَنْ لي بِضَيعَتِهم ؟ » فَبَعَثَ إليه رَجُلينِ من قريشٍ من بني عبد شَمس : عبدَ الرحمن بن سَمُرة ، وعبدَ الله بن عامر ، فقال: اذْهَبا إلى الرَّجلِ فَاعرِضَا عليه ، وقولا لَهُ ، واطلُبا إِليه ، فَأَتَيَاهُ ، فَدَخلا عليه ، وتَكَلَّمَا ، وقالا له ، وطَلَبا إليه ، فقال لهم الحسنُ بن عليٍّ : إنَّا بَنُو عبدِ المطلب قَد أَصَبْنا من هذا المال، وإِنَّ هذه الأمَّةَ قد عاثَت في دِمائِهِا ، قالا: فإنه يَعْرِضُ عليك كذا وكذا ، ويَطْلُبُ إليكَ ويسألُكَ ؟ قال : فَمَن لي بهذا ؟ . قالا : نحن لك به ، فما سَأَلَهُما شيئا إلا قالا : نَحْنُ لك به ، فَصَالَحَهُ ، قال الحسن : ولقد سمعتُ أبا بَكْرَةَ يقول : رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبَرِ والحسنُ بنُ عليٍّ إلى جَنْبِهِ ، وهو يُقْبِلُ على الناس مَرَّة ، وعليه أخرى ، ويقول : « إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ ، ولعَلَّ اللهَ أَنْ يُصلِحَ به بَيْنَ فِئتَينِ عَظِيمَتَينِ من المسلمين» [7]


    [1] مسلم

    [2] مسلم

    [3] النسائي

    [4] البخاري

    [5] رواة بن ماجة و هو حسن لغيره

    [6] طلقتك

    [7] البخاري

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 4



    1. علو الهمه
    أن الاسلام يعلمنا علو الهمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس الأعلى في الجنة )
    ((إن الله - تعالى - يحبُّ معاليَ الأمور وأشرافَها، ويكره سفسافها)[1]


    و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : تعهدنا ائتنا [2] فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما حاجتك ؟ فقال : ناقة برحلها و بحر لبنها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه : ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله ؟ فقال : إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا ؟ قال فقال له علماء بني إسرائيل : إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى : أيكم يدري أين قبر يوسف ؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال : دلينا على قبر يوسف قالت : لا و الله حتى تعطيني حكمي فقال لها : ما حكمك ؟ قالت : حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له : اعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم : انضبوا هذا الماء فلما انضبوا قالت لهم : احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار [3]
    فتامل كيف غضب رسول الله من الاعرابي حين هبطت همته الى الدنيا , و عجب الا يكون كعجوز بني اسرائيل التى طلبت مرافقة الانبياء في الجنة
    و قال رسول الله ضاربا لنا نموذج في علو الهمه : إذا سمعتم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ ثم صلُّوا علىَّ فإنَّه مَنْ صلى علىَّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشرًا ثم سلوا اللهَ لى الوسيلةَ فإنِّها منزلةٌ فى الجنةِ لا تنبغى إلا لعبدٍ من عبادِ اللهِ وأرجو أنْ أكونَ أنا هو فمن سأل لى الوسيلةَ حلتْ عليه الشفاعةُ[4]

    2. يمتلك رؤية مستقبلية للاحداث
    هناك ادارة تنتظر وقوع المشكلة لاتخاذ اجراءات حل المشكلة و هناك ادارة تملك نظرة مستقبلية لتلافي المشكلة و معرفة المشكلة قبل حدوثها

    مثلما حدث في غزوة الاحزاب كانت هناك جبهتين الجبهه الاولى بقيادة الرسول و الجبهه الاخرى اليهود و قريش و غطفان
    " لم تكن المدينة غافلة عما يجري ضدها في مكه و يبن مضارب البدو في نجد , فقد كانت استخبارتها العسكرية على غاية من التيقظ و النشاط
    فقد كان رجالها يتتبعون حركات الوفد اليهودي منذ فصل من خيبر في اتجاة مكه , و كانت على علم تام بكل ما يجري بين الوفد اليهودي و بين قريش اولا ثم غطفان ثانيا
    فكان رجال هذه الاستخبارات يبعثون بمعلوماتهم الخطيرة عن مفاوضات الاحزاب اولا باول
    فظل المسلمون على غاية من الحذر و الترقب ينتظرون النتائج النهائية للمساعي التى كان يقوم بها وفد خيبر لدى تلك القبائل العربية المعادية للمسلمين
    و بمجرد حصول الوفد اليهودي على موافقة قريش و غطفان على انشاء الاتحاد العسكري الثلاثي المؤلف من اليهود و غطفان و قريش تلقت المدينة من رجال استخبارتها هذا النبأ الخطير , كما تلقت المدينة بعد ذلك من رجال استخبارات جيشها ما يجب أن تحصل عليه من معلومات دقيقة عن مبلغ قوة جيوش الاحزاب و عدد جنوده و اسماء قادته و متى سيكون ميعاد تحركه نحو المدينة
    و فور حصول المدينة على هذه المعلومات عن العدو شرع الرسول في اتخاذ الاجراءات الفورية الدفاعية اللازمة و دعا الى اجتماع عاجل حضره كبار قاده الجيش من المهاجرين و الانصار [5]" و تم اقرار خطة سلمان بحفر الخندق و استمر العمل به ليلا و نهارا
    على الجانب الاخر فقد فوجئوا بالخندق مفاجأة كامله
    "فقد وقف قادة الاحزاب حائرين أمام هذه المكيدة الكبيرة "الخندق" هذه المكيدة التى ما كان العرب يكيدونها و لا يعرفون عنها شيئا في تاريخهم الطويل"[6]
    و قبل الهجرة ارسل جزء من المهاجرين الى الحبشة و ارسل مصعب بن عمير الى المدينة في نظرة مستقبلية للاحداث

    و حين عرض عليه اهلاك اهل الطائف قال {بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً. }[7]
    و في قصة سيدنا يوسف رؤية مستقبلية للاحداث و معالجة المشكلة قبل حدوثها بسبع سنوات حيث اشار على الملك بادخار ما ينتج من الزراعة في سنوات الرخاء الا ما يكفي للاكل تحسبا لسنوات عجاف
    {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) }

    يقول محمد علي كلاي
    The man who has no imagination has no wings
    الذي لا يحلم ليست لديه اجنحه
    و يقول محمد علي كلاي
    "الابطال لايصنعون في صالات التدريب , الابطال يصنعون من اشياء عميقة في داخلهم هى الارادة و الحلم و الرؤية "

    القائد الحق هو الذي لدية رؤية مستقبلية واضحة و يستطيع نقلها للأخرون
    قال خباب بن الأرت - رضي الله عنه - : « شَكَوْنا إِلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسِّد بُرْدة له في ظل الكعبة ، فقلنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا؟ ألا تَدْعو [الله] لنا؟ فقال: قد كان مَنْ قبلكم يُؤخَذُ الرجل ، فيُحْفَر له في الأرض، فَيُجْعَلُ فيها، ثم يُؤْتَى بالمنشار، فيوضَعُ على رأْسه ، فيُجْعَلُ نصفين ، ويُمْشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يَصدُّه ذلك عن دينه ، والله لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى يَسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إِلى حَضْرَمَوْتَ ، لا يخاف إِلا اللهَ والذئبَ على غنمه ، ولكنَّكم تستعجلون».[8]
    قال عَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ - رضى الله عنه - كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَهُ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَةَ ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكَ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ ، وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ [9]

    قَالَ عُمَرُ : لاَ إِسْلاَمَ إِلاَّ بِجَمَاعَةٍ ، وَلاَ جَمَاعَةَ إِلاَّ بِإِمَارَةٍ ، وَلاَ إِمَارَةَ إِلاَّ بِطَاعَةٍ ، فَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى الْفَقْهِ كَانَ حَيَاةً لَهُ وَلَهُمْ ، وَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ كَانَ هَلاَكاً لَهُ وَلَهُمْ.[10]



    3. القوة
    {إنَّ خيرَ من استأجرتَ القويُّ الأمين [11]}
    و يطلب سيدنا سليمان ان يتقدم احد من حوله لمهمه فيقوم عفريت من الجن و يقدم مصوغات تعيينه و تكون اول صفة القوة و يتقدم أخر استطاع ان يقدم عرض أفضل اكثر قوة و كفاءه { قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }

    و المقصود بها الكفاءه و الفعالية في العمل الموكل اليه
    يقول أبو بكر لعمر (يوم سقيفة بنى ساعدة ): أنت أقوى مني ، فقال عمر : أنت أفضل مني ، فقالاها الثانية ، فلما كانت الثالثة قال له عمر : إن قوتي لك مع فضلك ، قال : فبايعوا أبا بكر[12]
    و هى من شروط القيادة
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)}
    و قد يكون هناك من هو اعلم في امور الدين و العمل يحتاج لرجل ذو قوة و مقدرة (حسابية , قانونية , طبية ) فيقدم الرجل صاحب القوة ما دام صاحب دين
    ففي غزوة مؤتة قتل قادة الجيش فأخذ الراية ثابت بن أقرم الأنصاري ، فدفعها إلى خالد بن الوليد ، فقال : لم تدفعها إلي ؟ قال : أنت أعلم بالقتال مني »
    و ثابت بن اقرم من البدريين و سيدنا خالد لم يمض على اسلامه الا اربعه اشهر


    و مما يزيد من القوة الاستغفار
    { يَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ } سورة هود.
    و شكر النعمة {فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) }
    {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) }
    قال ابن تيمية: والقوة في كل عمل بحسبها، فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب، والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه القرآن والسنة وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام.


    4. الثقافة و العلم
    {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) }
    { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) }
    {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) }
    قال ابن عباس، قوله( أُولِي الأيْدِي ): أولي القوّة والعبادة، والأبْصَارِ: الفقه في الدين.[13]
    قال رسول الله "إذا كنتم ثلاثةً فى سفرٍ فليؤمَّكم أحدُكم وأحقُّكم بالإمامةِ أقرؤُكم "[14]

    قال عمر : تفقهوا قبل أن تسودوا. [15]
    و هى حكمه بليغة ( تسودوا ) تصبحوا سادة ورؤساء لأنهم ربما استنكفوا عن الفقه والعلم عندئذ

    قَالَ عَدِىُّ بْنُ حَاتِمٍ َدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِى « يَا عَدِىُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ ». ثَلاَثاً قَالَ قُلْتُ إِنِّى عَلَى دِينٍ. قَالَ « أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ ». فَقُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِى مِنِّى. قَالَ « نَعَمْ أَلَسْتَ مِنَ الرَّكُوسِيَّةِ وَأَنْتَ تَأْكُلُ مِرْبَاعَ قَوْمِكَ ». قُلْتُ بَلَى. قَالَ « فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ لَكَ فِى دِينِكَ ». قَالَ فَلَمْ يَعْدُ أَنْ قَالَهَا فَتَوَاضَعْتُ لَهَا فَقَالَ « أَمَا إِنِّى أَعْلَمُ مَا الَّذِى يَمْنَعُكَ مِنَ الإِسْلاَمِ تَقُولُ إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ وَمَنْ لاَ قُوَّةَ لَهُ وَقَدْ رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ أَتَعْرِفُ الْحِيرَةَ ». قُلْتُ لَمْ أَرَهَا وَقَدْ سَمِعْتُ بِهَا قَالَ « فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِى غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ وَلَيَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ». قَالَ قُلْتُ ِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ. قَالَ « نَعَمْ كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ وَلَيُبْذَلَنَّ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ». قَالَ عَدِىُّ بْنُ حَاتِمٍ فَهَذِهِ الظَّعِينَةُ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ فَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِى غَيْرِ جِوَارٍ وَلَقَدْ كُنْتُ فِيمَنْ فَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَالَهَا.[16]

    قال عمر لابي بكر في موقعة ذات السلاسل و كان القائد عمرو بن العاص ؟ لم لم يدع عمرو الناس أن يوقدوا نارا ، ألا ترى إلى هذا الذي منع الناس منافعهم ، قال : فقال أبو بكر : دعه قائما ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا لعلمه بالحرب. [17]

    و يتضح هذا مما حدث في هذه الموقعة
    عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في غزوة ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه فقال لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره [18]

    القادة الناجحون يقرأون بمتوسط خمسون كتابا سنويا
    و ارشح لك كتاب
    · فن صناعة الرموز للدكتور محمد فتحي
    · عون الرب في العناية بفن الحرب ل عمرو سليم
    · الشجرة الطيبة ل عمرو سليم
    سير و تراجم القادة { وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}



    [1] "صحيح الجامع"؛ للألباني

    [2] كان رسول الله يكأفئ كل من أحسن معه

    [3] هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه

    [4] مسلم

    [5]موسوعة الغزوات الكبرى

    [6] موسوعة الغزوات الكبرى

    [7] مسلم

    [8] البخاري

    [9] البخاري

    [10] سنن الدارمي

    [11] قال الامام بن تيمية فَصْلٌ اجْتِمَاعُ الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ ؛ وَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَشْكُو إلَيْك جَلَدَ الْفَاجِرِ وَعَجْزَ الثِّقَةِ . فَالْوَاجِبُ فِي كُلِّ وِلَايَةِ الْأَصْلَحُ بِحَسْبِهَا . فَإِذَا تَعَيَّنَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ أَمَانَةً وَالْآخَرُ أَعْظَمُ قُوَّةً ؛ قُدِّمَ أَنْفَعُهُمَا لِتِلْكَ الْوِلَايَةِ : وَأَقَلُّهُمَا ضَرَرًا فِيهَا ؛ فَيُقَدَّمُ فِي إمَارَةِ الْحُرُوبِ الرَّجُلُ الْقَوِيُّ الشُّجَاعُ - وَإِنْ كَانَ فِيهِ فُجُورٌ - عَلَى الرَّجُلِ الضَّعِيفِ الْعَاجِزِ وَإِنْ كَانَ أَمِينًا ؛ كَمَا سُئِلَ الْإِمَامُ أَحْمَد : عَنْ الرَّجُلَيْنِ يَكُونَانِ أَمِيرَيْنِ فِي الْغَزْوِ وَأَحَدُهُمَا قَوِيٌّ فَاجِرٌ وَالْآخَرُ صَالِحٌ ضَعِيفٌ مَعَ أَيِّهِمَا يُغْزَى ؟ فَقَالَ : إمَّا الْفَاجِرُ الْقَوِيُّ فَقَوْلُهُ لِلْمُسْلِمِينَ وَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ ؛ وَأَمَّا الصَّالِحُ الضَّعِيفُ فَصَلَاحُهُ لِنَفْسِهِ وَضَعْفُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَيُغْزَى مَعَ الْقَوِيِّ الْفَاجِرِ . وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ . وَرُوِيَ بِأَقْوَامِ لَا خَلَاقَ لَهُمْ } . وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَاجِرًا كَانَ أَوْلَى بِإِمَارَةِ الْحَرْبِ مِمَّنْ هُوَ أَصْلَحُ مِنْهُ فِي الدِّينِ إذَا لَمْ يَسُدَّ مَسَدَّهُ . وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمِلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْحَرْبِ مُنْذُ أَسْلَمَ وَقَالَ : { إنَّ خَالِدَ سَيْفٌ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ } . مَعَ أَنَّهُ أَحْيَانًا قَدْ كَانَ يَعْمَلُ مَا يُنْكِرُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إنَّهُ - مَرَّةً - قَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : { اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْك مِمَّا فَعَلَ خَالِدٌ } لَمَّا أَرْسَلَهُ إلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَقَتَّلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ بِنَوْعِ شُبْهَةٍ وَلَمْ يَكُنْ يَجُوزُ ذَلِكَ وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ حَتَّى وَدَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَمِنَ أَمْوَالَهُمْ ؛ وَمَعَ هَذَا فَمَا زَالَ يُقَدِّمُهُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَصْلَحَ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ غَيْرِهِ وَفِعْلُ مَا فَعَلَ بِنَوْعِ تَأْوِيلٍ . كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَصْلَحَ مِنْهُ فِي الْأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ ؛ وَمَعَ هَذَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يَا أَبَا ذَرٍّ إنِّي أَرَاك ضَعِيفًا وَإِنِّي أُحِبُّ لَك مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي : لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . نَهَى أَبَا ذَرٍّ عَنْ الْإِمَارَةِ وَالْوِلَايَةِ لِأَنَّهُ رَآهُ ضَعِيفًا مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى : { مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ } . وَأَمَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً عَمْرَو بْنَ العاص فِي غَزْوَةِ " ذَاتِ السَّلَاسِلِ - اسْتِعْطَافًا لِأَقَارِبِهِ الَّذِينَ بَعَثَهُ إلَيْهِمْ - عَلَى مَنْ هُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ . وَأَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ؛ لِأَجْلِ طَلَبِ ثَأْرِ أَبِيهِ . كَذَلِكَ كَانَ يَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ لِمَصْلَحَةِ رَاجِحَةٍ مَعَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ يَكُونُ مَعَ الْأَمِيرِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ . وَهَكَذَا أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا زَالَ يَسْتَعْمِلُ خَالِدًا فِي حَرْبِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَفِي فُتُوحِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَبَدَتْ مِنْهُ هَفَوَاتٌ كَانَ لَهُ فِيهَا تَأْوِيلٌ وَقَدْ ذُكِرَ لَهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ لَهُ فِيهَا هَوًى فَلَمْ يَعْزِلْهُ مِنْ أَجْلِهَا ؛ بَلْ عَاتَبَهُ عَلَيْهَا ؛ لِرُجْحَانِ الْمَصْلَحَةِ عَلَى الْمَفْسَدَةِ فِي بَقَائِهِ وَأَنَّ غَيْرَهُ لَمْ يَكُنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ؛ لِأَنَّ الْمُتَوَلِّيَ الْكَبِيرَ إذَا كَانَ خُلُقُهُ يَمِيلُ إلَى اللِّينِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خُلُقُ نَائِبِهِ يَمِيلُ إلَى الشِّدَّةِ ؛ وَإِذَا كَانَ خُلُقُهُ يَمِيلُ إلَى الشِّدَّةِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خُلُقُ نَائِبِهِ يَمِيلُ إلَى اللِّينِ ؛ لِيَعْتَدِلَ الْأَمْرُ . وَلِهَذَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُؤْثِرُ اسْتِنَابَةَ خَالِدٍ ؛ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُؤْثِرُ عَزْلَ خَالِدٍ وَاسْتِنَابَةَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَنَّ خَالِدًا كَانَ شَدِيدًا كَعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبَا عُبَيْدَةَ كَانَ لَيِّنًا كَأَبِي بَكْرٍ ؛ وَكَانَ الْأَصْلَحُ لِكُلِّ مِنْهُمَا أَنْ يُوَلِّيَ مَنْ وَلَّاهُ ؛ لِيَكُونَ أَمْرُهُ مُعْتَدِلًا وَيَكُونَ بِذَلِكَ مِنْ خُلَفَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُوَ مُعْتَدِلٌ ؛ حَقًّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ أَنَا نَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ } وَقَالَ : { أَنَا الضَّحُوكُ الْقَتَّالُ } . وَأُمَّتُهُ وَسَطٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ : { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا } وَقَالَ تَعَالَى : { أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ } . وَلِهَذَا لَمَّا تَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَارَا كَامِلَيْنِ فِي الْوِلَايَةِ وَاعْتَدَلَ مِنْهُمَا مَا كَانَ يُنْسَبَانِ فِيهِ إلَى أَحَدِ الطَّرَفَيْنِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لِينِ أَحَدِهَا وَشِدَّةِ الْآخَرِ حَتَّى قَالَ فِيهِمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { اقْتَدُوا بالذين مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ } . وَظَهَرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مِنْ شَجَاعَةِ الْقَلْبِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَغَيْرِهِمْ : مَا بَرَزَ بِهِ عَلَى عُمَرَ وَسَائِرِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ . وَإِذَا كَانَتْ الْحَاجَةُ فِي الْوِلَايَةِ إلَى الْأَمَانَةِ أَشَدَّ قُدِّمَ الْأَمِينُ : مِثْلُ حِفْظِ الْأَمْوَالِ وَنَحْوِهَا ؛ فَأَمَّا اسْتِخْرَاجُهَا وَحِفْظُهَا فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنْ قُوَّةٍ وَأَمَانَةٍ فَيُوَلَّى عَلَيْهَا شَادٌّ قَوِيٌّ يَسْتَخْرِجُهَا بِقُوَّتِهِ وَكَاتِبٌ أَمِينٌ يَحْفَظُهَا بِخِبْرَتِهِ وَأَمَانَتِهِ . وَكَذَلِكَ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ إذَا أَمَرَ الْأَمِيرُ بِمُشَاوَرَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ جَمَعَ بَيْنَ الْمَصْلَحَتَيْ نِ ؛ وَهَكَذَا فِي سَائِرِ الْوِلَايَاتِ إذَا لَمْ تَتِمَّ الْمَصْلَحَةُ بِرَجُلِ وَاحِدٍ جَمَعَ بَيْنَ عَدَدٍ ؛ فَلَا بُدَّ مِنْ تَرْجِيحِ الْأَصْلَحِ أَوْ تَعَدُّدِ الْمَوْلَى إذَا لَمْ تَقَعْ الْكِفَايَةُ بِوَاحِدِ تَامٍّ . وَيُقَدَّمُ فِي وِلَايَةِ الْقَضَاءِ : الْأَعْلَمُ الْأَوْرَعُ الْأَكْفَأُ ؛ فَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا أَعْلَمَ وَالْآخَرُ أَوْرَعَ ؛ قُدِّمَ - فِيمَا قَدْ يَظْهَرُ حُكْمُهُ وَيُخَافُ فِيهِ الْهَوَى - الْأَوْرَعُ ؛ وَفِيمَا يَدُقُّ حُكْمُهُ وَيُخَافُ فِيهِ الِاشْتِبَاهُ : الْأَعْلَمُ . فَفِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ وَيُحِبُّ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ } . وَيُقَدَّمَانِ عَلَى الْأَكْفَأِ إنْ كَانَ الْقَاضِي مُؤَيَّدًا تَأْيِيدًا تَامًّا مِنْ جِهَةِ وَالِي الْحَرْبِ أَوْ الْعَامَّةِ . وَيُقَدِّمُ الْأَكْفَأَ . إنْ كَانَ الْقَضَاءُ يَحْتَاجُ إلَى قُوَّةٍ وَإِعَانَةٍ لِلْقَاضِي أَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِهِ إلَى مَزِيدِ الْعِلْمِ وَالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّ الْقَاضِيَ الْمُطْلَقَ يَحْتَاجُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا عَادِلًا قَادِرًا . بَلْ كَذَلِكَ كُلُّ وَالٍ لِلْمُسْلِمِينَ فَأَيُّ صِفَةٍ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ نَقَصَتْ ظَهَرَ الْخَلَلُ بِسَبَبِهِ وَالْكَفَاءَةُ : إمَّا بِقَهْرِ وَرَهْبَةٍ ؛ وَإِمَّا بِإِحْسَانِ وَرَغْبَةٍ وَفِي الْحَقِيقَةِ فَلَا بُدَّ مِنْهُمَا . وَسُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : إذَا لَمْ يُوجَدْ مَنْ يُوَلَّى الْقَضَاءُ ؛ إلَّا عَالِمٌ فَاسِقٌ أَوْ جَاهِلٌ دَيِّنٌ ؛ فَأَيُّهُمَا يُقَدَّمُ ؟ فَقَالَ : إنْ كَانَتْ الْحَاجَةُ إلَى الدَّيِّنِ أَكْثَرَ لِغَلَبَةِ الْفَسَادِ قُدِّمَ الدَّيِّنُ . وَإِنْ كَانَتْ الْحَاجَةُ إلَى الْعِلْمِ أَكْثَرَ لِخَفَاءِ الْحُكُومَاتِ قُدِّمَ الْعَالِمُ . وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ يُقَدِّمُونَ ذَا الدِّينِ ؛ فَإِنَّ الْأَئِمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ فِي الْمُتَوَلِّي مِنْ أَنْ يَكُونَ عَدْلًا أَهْلًا لِلشَّهَادَةِ ؛ وَاخْتَلَفُوا فِي اشْتِرَاطِ الْعِلْمِ : هَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُجْتَهِدًا أَوْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُقَلِّدًا أَوْ الْوَاجِبُ تَوْلِيَةُ الْأَمْثَلِ فَالْأَمْثَلِ كَيْفَمَا تَيَسَّرَ ؟ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ . وَبُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . وَمَعَ أَنَّهُ يَجُوزُ تَوْلِيَةُ غَيْرِ الْأَهْلِ لِلضَّرُورَةِ إذَا كَانَ أَصْلَحَ الْمَوْجُودِ فَيَجِبُ مَعَ ذَلِكَ السَّعْيُ فِي إصْلَاحِ الْأَحْوَالِ حَقًّا يَكْمُلُ فِي النَّاسِ مَا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ مِنْ أُمُورِ الْوِلَايَاتِ وَالْإِمَارَاتِ وَنَحْوِهَا ؛ كَمَا يَجِبُ عَلَى الْمُعْسِرِ السَّعْيُ فِي وَفَاءِ دَيْنِهِ وَإِنْ كَانَ فِي الْحَالِ لَا يُطْلَبُ مِنْهُ إلَّا مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَكَمَا يَجِبُ الِاسْتِعْدَادُ لِلْجِهَادِ بِإِعْدَادِ الْقُوَّةِ وَرِبَاطِ الْخَيْلِ فِي وَقْتِ سُقُوطِهِ لِلْعَجْزِ فَإِنَّ مَا لَا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ بِخِلَافِ الِاسْتِطَاعَةِ فِي الْحَجِّ وَنَحْوِهَا فَإِنَّهُ لَا يَجِبُ تَحْصِيلُهَا لِأَنَّ الْوُجُوبَ هُنَا لَا يَتِمُّ إلَّا بِهَا .
    فَصْلٌ وَأَهَمُّ مَا فِي هَذَا الْبَابِ مَعْرِفَةُ الْأَصْلَحِ وَذَلِكَ إنَّمَا يَتِمُّ بِمَعْرِفَةِ مَقْصُودِ الْوِلَايَةِ وَمَعْرِفَةِ طَرِيقِ الْمَقْصُودِ ؛ فَإِذَا عُرِفَتْ الْمَقَاصِدُ وَالْوَسَائِلُ تَمَّ الْأَمْرُ . فَلِهَذَا لَمَّا غَلَبَ عَلَى أَكْثَرِ الْمُلُوكِ قَصْدُ الدُّنْيَا ؛ دُونَ الدِّينِ ؛ قَدَّمُوا فِي وِلَايَتِهِمْ مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى تِلْكَ الْمَقَاصِدِ وَكَانَ مَنْ يَطْلُبُ رِئَاسَةَ نَفْسِهِ يُؤْثِرُ تَقْدِيمَ مَنْ يُقِيمُ رِئَاسَتَهُ ؛ وَقَدْ كَانَتْ السُّنَّةُ أَنَّ الَّذِي يُصَلِّي بِالْمُسْلِمِين َ الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ وَيَخْطُبُ بِهِمْ : هُمْ أُمَرَاءُ الْحَرْبِ الَّذِينَ هُمْ نُوَّابُ ذِي السُّلْطَانِ عَلَى الْأَجْنَادِ ؛ وَلِهَذَا لَمَّا قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ قَدَّمَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى حَرْبٍ كَانَ هُوَ الَّذِي يُؤَمِّرُهُ لِلصَّلَاةِ بِأَصْحَابِهِ وَكَذَلِكَ إذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا نَائِبًا عَلَى مَدِينَةٍ كَمَا اسْتَعْمَلَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ عَلَى مَكَّةَ وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي العاص عَلَى الطَّائِفِ وَعَلِيًّا وَمُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى عَلَى الْيَمَنِ وَعَمْرَو بْنَ حَزْمٍ عَلَى نَجْرَانَ : كَانَ نَائِبُهُ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِهِمْ وَيُقِيمُ فِيهِمْ الْحُدُودَ وَغَيْرَهَا مِمَّا يَفْعَلُهُ أَمِيرُ الْحَرْبِ وَكَذَلِكَ خُلَفَاؤُهُ بَعْدَهُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْمُلُوكِ الْأُمَوِيِّينَ وَبَعْضِ الْعَبَّاسِيِّي نَ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ أَهَمَّ أَمْرِ الدِّينِ الصَّلَاةُ وَالْجِهَادُ ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ أَكْثَرُ الْأَحَادِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ وَالْجِهَادِ وَكَانَ إذَا عَادَ مَرِيضًا يَقُولُ : { اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَك يَشْهَدُ لَك صَلَاةً وَيَنْكَأُ لَك عَدُوًّا } . { وَلَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا إلَى الْيَمَنِ قَالَ : يَا مُعَاذُ إنَّ أَهَمَّ أَمْرِك عِنْدِي الصَّلَاةُ } . وَكَذَلِكَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكْتُبُ إلَى عُمَّالِهِ : " إنَّ أَهَمَّ أُمُورِكُمْ عِنْدِي الصَّلَاةُ ؛ فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا وَحَفِظَهَا حَفِظَ دِينَهُ وَمَنْ ضَيَّعَهَا كَانَ لِمَا سِوَاهَا مِنْ عَمَلِهِ أَشَدَّ إضَاعَةٍ " { . وَذَلِكَ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : } الصَّلَاةُ عِمَادُ الدِّينِ { . فَإِذَا أَقَامَ الْمُتَوَلِّي عِمَادَ الدِّينِ : فَالصَّلَاةُ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَهِيَ الَّتِي تُعِينُ النَّاسَ عَلَى مَا سِوَاهَا مِنْ الطَّاعَاتِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } وَقَالَ لِنَبِيِّهِ : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ } { مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ } { إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } . فَالْمَقْصُودُ الْوَاجِبُ بِالْوِلَايَاتِ : إصْلَاحُ دِينِ الْخَلْقِ الَّذِي مَتَى فَاتَهُمْ خَسِرُوا خُسْرَانًا مُبِينًا وَلَمْ يَنْفَعْهُمْ مَا نَعِمُوا بِهِ فِي الدُّنْيَا ؛ وَإِصْلَاحُ مَا لَا يَقُومُ الدِّينُ إلَّا بِهِ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُمْ . وَهُوَ نَوْعَانِ : قَسْمُ الْمَالِ بَيْنَ مُسْتَحِقِّيهِ ؛ وَعُقُوبَاتُ الْمُعْتَدِينَ فَمَنْ لَمْ يَعْتَدِ أَصْلَحَ لَهُ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ وَلِهَذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ : " إنَّمَا بَعَثْت عُمَّالِي إلَيْكُمْ لِيُعَلِّمُوكُم ْ كِتَابَ رَبِّكُمْ وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَيَقْسِمُوا بَيْنَكُمْ فَيْأَكُمْ " } . فَلَمَّا تَغَيَّرَتْ الرَّعِيَّةُ مِنْ وَجْهِ وَالرُّعَاةِ مِنْ وَجْهٍ ؛ تَنَاقَضَتْ الْأُمُورُ . فَإِذَا اجْتَهَدَ الرَّاعِي فِي إصْلَاحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ فَقَدْ رُوِيَ : { يَوْمٌ مِنْ إمَامٍ عَادِلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً } وَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَحَبُّ الْخَلْقِ إلَى اللَّهِ إمَامٌ عَادِلٌ وَأَبْغَضُهُمْ إلَيْهِ إمَامٌ جَائِرٌ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ : إمَامٌ عَادِلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ إذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إلَيْهِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ : إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةِ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ } . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ : ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٍ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَرَجُلٌ غَنِيٌّ عَفِيفٌ مُتَصَدِّقٌ } . وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { السَّاعِي عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى - لَمَّا أَمَرَ بِالْجِهَادِ - : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ } { وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ . فَالْمَقْصُودُ أَنْ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَأَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَكَلِمَةُ اللَّهِ : اسْمٌ جَامِعٌ لِكَلِمَاتِهِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا كِتَابُهُ وَهَكَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } فَالْمَقْصُودُ مِنْ إرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ أَنْ يَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ فِي حُقُوقِ اللَّهِ وَحُقُوقِ خَلْقِهِ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : { وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ } . فَمَنْ عَدَلَ عَنْ الْكِتَابِ قُوِّمَ بِالْحَدِيدِ ؛ وَلِهَذَا كَانَ قِوَامُ الدِّينِ بِالْمُصْحَفِ وَالسَّيْفِ . وَقَدْ رُوِيَ { عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا - يَعْنِي السَّيْفَ - مَنْ عَدَلَ عَنْ هَذَا - يَعْنِي الْمُصْحَفَ } - فَإِذَا كَانَ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ فَإِنَّهُ يَتَوَسَّلُ إلَيْهِ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ وَيَنْظُرُ إلَى الرَّجُلَيْنِ أَيُّهُمَا كَانَ أَقْرَبَ إلَى الْمَقْصُودِ وَلِيَ ؛ فَإِذَا كَانَتْ الْوِلَايَةُ مَثَلًا - إمَامَةَ صَلَاةٍ فَقَطْ ؛ قُدِّمَ مَنْ قَدَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ : { يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يَجْلِسُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إلَّا بِإِذْنِهِ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ فَإِذَا تَكَافَأَ رَجُلَانِ ؛ وَخَفِيَ أَصْلَحُهُمَا أُقْرِعَ بَيْنَهُمَا كَمَا أَقْرَعَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ لَمَّا تَشَاجَرُوا عَلَى الْأَذَانِ ؛ مُتَابَعَةً لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أَنْ يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا } . فَإِذَا كَانَ التَّقْدِيمُ بِأَمْرِ اللَّهِ إذَا ظَهَرَ وَبِفِعْلِهِ - وَهُوَ مَا يُرَجِّحُهُ بِالْقُرْعَةِ إذَا خَفِيَ الْأَمْرُ - كَانَ الْمُتَوَلِّي قَدْ أَدَّى الْأَمَانَاتِ فِي الْوِلَايَاتِ إلَى أَهْلِهَا .


    [12] مصنف بن ابي شيبة

    [13] تفسير الطبير

    [14] أخرجه ابن حبان (5/504 ، رقم 2132) . وأورده أيضًا : ابن عدى (3/425 ترجمة 847 سويد بن عبد العزيز)

    [15] صحيح البخاري

    [16] مسند احمد

    [17] مصنف بن ابي شيبة

    [18] موارد الظمآن

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 5

    مع باقي صفات القائد

    1. الامانة

    كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة فقال له المملوك مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة قال حملنى على ذلك الجوع من أين جئت بهذا قال مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني قال إن كدت أن تهلكني فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج فقيل له إن هذه لا تخرج إلا بالماء فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها فقيل له يرحمك الله كل هذا من أجل هذه اللقمة قال لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة[1]

    2. الحكمة
    { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}
    و هي وضع الشئ في موضعة
    فانسحاب سيدنا خالد من مؤتة عبقرية حربية يستحق عليها اعلى النياشين
    عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ ، فَقَالَ « أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ - حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ »[2]
    يقول بن عباس قال لي عمر إنه والله يا ابن عباس ما يصلح لهذا الأمر إلا القوي في غير عنف اللين في غير ضعف الجواد في غير سرف الممسك في غير بخل قال يقول ابن عباس فوالله ما أعرفه غير عمر[3]

    قال معاوية: " لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرةً ما انقطعت. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنت إذا مدّوها خلّيتها وإذا خلّوها مددتهم " .

    عن قبيصة بن جابر: قد صحبت عمرو بن العاص، فما رأيت رجلا أبين أو أنصع رأيا، ولا أكرم جليسا منه، ولا أشبه سريرة بعلانية منه[4]


    3. التوازن بين الطاقات الاربع
    القائد يوازن بين طاقة العقل و طاقة الروح و طاقة الجسد و طاقة العاطفة





    4. القدوة
    {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) }


    القائد قائد لاتباعه ان سار على الحق ساروا و ان زاغ زاغوا
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسالته إلى هرقل : ( فإن أبيت فإن عليك إثم الأريسيين)[5]

    القائد ملزم بتطبيق القرارات على نفسه اولا و يتقدم الصفوف
    عن على قال : كنا إذا حمى البأس ولقى القوم القوم اتقينا برسول الله [6] - صلى الله عليه وسلم - فما يكون منا أحد أقرب إلى العدو منه [7]


    قال أبو طلحة - رضي الله عنه - :« شَكَوْنا إِلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجوعَ، ورفعنا ثِيَابَنا عن حَجَرٍ حَجَرٍ إلى بُطونِنا ، فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حَجَرَيْنِ».[8]
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلاَثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ زَمِيلَىْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَقَالاَ نَحْنُ نَمْشِى عَنْكَ. فَقَالَ « مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّى وَلاَ أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمَا »[9]
    و انظر الى القائد كيف يبدأ بتطبيق القانون و التشريع على نفسه و اهل بيته
    قال سليمان بن عمرو بن الأحوص - رحمه الله -: حدَّثني أبي : أنه شهدَ حجَّةً الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذَكَّرَ ووعظ ، ثم قال : « أيُّ يوم أحرَمُ ؟ أي يوم أحرَمُ ؟ أي يوم أحرمُ ؟ » قال : فقال الناسُ : يومُ الحج الأكبر يا رسول الله ، قال : « فإنَّ دماءَكم وأموالَم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحرمةِ يومم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه ، ولا يجني والد على ولده ، ولا يَجني ولَدٌ على والده ألا إن المسلم أخو المسلم ، فليس يحلُّ لمسلمٍ من أخيه شيء إلا ما أحلَّ من نفسهِ. ألا وإنَّ كلَّ ربًا في الجاهلية موضوعٌ ، لكْم رُؤوسُ أموالكِم لا تَظلِمُون ولا تُظْلَمون ، غير رِبا العبَّاس ، فإنَّه موضوعٌ كله ، ألا وإن كلَّ دَمٍ كان في الجاهلية موضوعٌ ، وأوَّلُ دمٍ أضعُ من دم الجاهلية : دمُ الحارث بن عبد المطلب ».
    فالقيادة تكليف لا تشريف و القائد الحق هو الذي يتحمل العناء
    و صحب "عبد الله المروزي " أبوعلي الرباطي فقال: على أن تكون أنت الأمير أو أنا فقال: بل أنت فلم يزل يحمل الزاد لنفسه ولأبي علي على ظهره، فأمطرت السماء ذات ليلة فقام عبد الله طول الليل على رأس رفيقه وفي يده كساء يمنع عنه المطر فكلما قال له عبد الله لا تفعل يقول له: ألم تقل إن الإمارة مسلمة لي حتى قال أبو علي: وددت أني مت ولم أقل له أنت الأمير.[10]

    و جاء في فتح المدائن [وشرع سعد فخمسه وامر سلمان الفارسي فقسم الاربعة الاخماس بين الغانمين فحصل لكل واحد من الفرسان اثنتي عشرة الفا وكانوا كلهم فرسانا ومع بعضهم جنائب واستوهب سعد اربعة اخماس البساط ولبس كسرى من المسلمين ليبعثه الى عمر واالمسلمين بالمدينة لينظروا اليه ويتعجبوا منه فطيبوا له ذلك واذنوا فيه فبعثه سعد الى عمر مع الخمس فروينا ان عمر لما نظر الى ذلك قال ان قوما ادوا هذا لامناء فقال له علي بن ابي طالب انك عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت ثم قسم عمر ذلك في المسلمين فاصاب عليا قطعة من البساط فباعها بعشرين الفا] [11]


    5. مبادر
    هناك قيادة تأتى الى الاجتماع و يسئل من حوله :"ما هو موضوع الجلسة ؟؟" "ما الذي تم ؟؟" "ماذا سنفعل ؟؟"




    6. العزم
    { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي نَ (159)}
    في غزوة أحد اراد النبي ان يجعل الحرب بينه و بين الكفار حرب مدن و اراد الشباب ان يحابوا خارج المدينة و استقر الرأى على الحرب خارج المدينة
    فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة وعظ الناس وذكرهم، وأمرهم بالجد والجهاد، ثم انصرف من خطبته وصلاته، فدعا بلامته فلبسها، ثم أذن في الناس بالخروج.
    فلما رأى ذلك رجال من ذوى الرأى قالوا: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمكث بالمدينة وهو أعلم بالله وما يريد ويأتيه الوحى من السماء.
    فقالوا: يا رسول الله امكث كما أمرتنا.
    فقال: ما ينبغى لنبى إذا أخذ لامة الحرب وأذن بالخروج إلى العدو أن يرجع حتى يقاتل، وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم
    إلا الخروج، فعليكم بتقوى الله والصبر عند البأس إذا لقيتم العدو وانظروا ماذا أمركم الله به فافعلوا.[12]


    7. واسع الصدر

    قال رسول الله عليه وسلم : ( ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته )



    8. تحمل الاخطاء


    القائد الحق هو من يتحمل الاخطاء حتى الصادره من اتباعة و لا يوبخهم و يكتفى بلفت أنظارهم و عليك أن تكون قادرا على تحمل أخطاء المرؤسين اذا كنت ترغب في تطوير مبادرتهم و خبراتهم و الاعتراف بالخطأ دليل على النضج و القوة

    الا ترى الى رسول الله لم يعاتب الذين تراجعوا يوم أحد {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}
    بل ثبت و نظم صفوفهم ثم طارد بهم الكفار
    و لم يعنف من اكرهوه على الحرب خارج المدينة
    و يوم حنين لم يلم الفارين من سهام الكفار

    و بعد حنين دخل عليه سعد بن عبادة رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم»، أي غضبوا «لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي [13]
    فانظر الى سعد بن عباده لم يتبرأ من قومه بل تحمل أخطائهم بشجاعة تعلمها من أستاذه فالصندوق الممتلئ بالجواهر لا تجد للاحجار به مكان


    و تحمل "سيد جلال"[14] بشجاعة نادرة أخطاء مرؤوسيه و كتب في ورقه بيضاء أنه يتحمل كل أخطاء مرؤسية و انهم قد نفذوا اوامره الشفوية

    9. يثق بنفسه


    واجب عملي :
    · تحدث مع نفسك و انظر اليها كشخصية ناجحة , لديها كل مقومات النجاح
    · و تجنب المقارنات بينك و بين الاخرين فكل انسان له مجاله الذي يبدع به
    · أبدأ في تحمل المسؤوليات





    10. يقود من مكان المعركة او العمل
    القائد لا يجلس خلف مكتبه العاجي و يتابع العمل من خلال عيون مرؤسية و يراقب من خلال التقارير و لا يراه المحظوظون من الموظفين الا بين سيارته و مكتبه
    بل تراه بين العمال يلتمس مواضع الخلل ليقومها






    11. يعلم قدرات من حوله و يجيد الاستفادة منها
    تأمل الجواهر التى حولك
    أن الاشخاص الذين تعمل معهم هم كنوز و داخل كل منهم موهبة دفينة , حاول أكتشافها و أستغلالها و لن تعدم بشخص ميزة او موهبة [15]
    يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبوعبيدة"
    و لما جئ للنبي بزيد بن ثابت أمره الرسول بتعلم لغة يهود و لم يأمر بهذا أحد من الصحابه لما لمس فيه من قوة الحفظ فأتقنها في سبعه عشر يوما و لو أمر أحد من الصحابة الاخرين لربما لبث فيها أعواما
    و أسلم "نعيم بن مسعود" يوم الخندق فقال له "خزل عنا يا نعيم"
    و أسلم عمرو بن العاص فأرسله رسول الله على رأس سرية "ذات السلاسل"
    عن عمرو بن العاص قال : ما عدل بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبخالد بن الوليد أحدا من أصحابه فى حربه منذ أسلمنا
    و ارسل "دحية الكلبي" و كان حسن الصورة سفيرا للملوك
    و جعل "حسان بن ثابت" هو شاعر الاسلام
    و لما اراد بناء منبر بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى فُلاَنَةَ - امْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ - « أَنْ مُرِى غُلاَمَكِ النَّجَّارَ ، يَعْمَلُ لِى أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ » . فَأَمَرَتْهُ يَعْمَلُهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ ثُمَّ جَاءَ بِهَا ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهَا ، فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ .[16]
    قال مالك بن أنس: « بلغني أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- صلَّى بالناس صلاة يُجهر فيها ، فأسقط آية ، فقال : يا فلان ، هل أسقطتُ في هذه السورة من شيء ؟ قال : لا أدري ، ثم سأل آخر ، حتى سأل اثنين أو ثلاثا ، كلُّهم يقول : لا أدري ، فقال هل فيكم أُبي ؟ قالوا : نعم يا رسولَ الله ، قال : فهو لها إذا ، ثم قال : يا أُبيُّ، هل أسقطتُ في هذه السورة من شيء ؟ قال : نعم ، آية كذا ، قال : ما منعك أن تفتحها عليَّ ؟ قال : ظننتُ أنها نُسِخَت أو رفعَتْ ، ثم قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : ما بال أقوامِ يتلَى عليهم كتاب الله فما يدرون ما يُتْلى منه مما تُرِك ، هكذا خرجتْ عظمةُ الله من قلوب بني إسرائيل ، فشهدتْ أَبدانُهم ، وغابتْ قُلُوبُهم ، ولا يَقْبَلُ الله من عبد عملا ، حتى يشهدَ بقلبه مع بدنه

    و يأتى صحابي كريم قال عنه الرسول« مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِى ذَرٍّ »يطلب ان يستعمله رسول الله فيقول له « يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّى أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّى أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِى لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ ».[17]
    و يوم حنين فر من هول المفأجاة من فر و لكن رسول الله يعرف ان العباس له صوت جهوري يسمع البعيد فيستخدمه و يعلم ان من سينصرونة هم الانصار . فهل هناك عبقرية قيادية تقترب من هذه العبقرية المحمدية ؟؟؟ كيف و قد هياه الله ليكون قدوة لنا
    قال العباس : إني لمع رسول الله صلى الله عليه و سلم - وكنت امرءا جسيما شديد الصوت - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم - حين رأى ما رأى من الناس - : إلي أيها الناس أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب فلم أر الناس يلوون على شئ فقال : أي عباس اهتف بأصحاب السمرة فناديت : يا أصحاب السمرة ! يا أصحاب سورة البقرة ! فكان الرجل يريد أن يرد بعيره فلا يقدر فيأخذ سلاحه ويقتحم عن بعيره ويخلي سبيله ويؤم الصوت فأتوا من كل ناحية : لبيك لبيك حتى إذا اجتمع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا فكانت الدعوة أولا : يا للأنصار يا للأنصار ثم خلصت الدعوة : يا لبني الحارث بن الخزرج وكانوا صبرا عند الحرب

    واستمد خالد أبا بكر قبل خروجه من اليمامة فأمده بالقعقاع بن عمرو التميمي واستمده عياض قبل تحركه فأمده أبو بكر بعبد بن عوف الحميري وقيل لأبي بكر أتمد خالدا برجل قد أرفض عنه الناس فقال "لا يهزم جيش فيه مثل القعقاع وسيحشر من بينه وبين أهل العراق" [18]
    دعونا نقف وقفة جيش يطلب مددا لان الجيش الذي امامةاضعافا مضاعفة و يستمد القائد الاعلي فيمده برجل ؟؟؟ العجيب ان هذا الرجل كان السبب في النصر "بعد الله سبحانه و تعالى" و سبب نجاة خالد بن الوليد من الموت مما يدلنا على معرفة الصديق بمعادن الرجال

    وأرسل هرمز أصحابه ليغدروا بخالد ثم خرج فنادى رجل أين خالد وقد عهد إلى فرسانه عهده فلما برز خالد نزل هرمز ودعاه إلى البراز فبرز خالد يمشي إليه فالتقيا فاختلفا ضربتين واحتضنه خالد وحملت حامية هرمز وغدرت فاستلحموا خالدا فما شغله ذلك عن قتله
    وحمل القعقاع بن عمرو واستلحم حماة هرمز فأتاهم وخالد يماصعهم فانهزم أهل فارس وركب المسلمون أكتافهم إلى الليل وجمع خالد الرثاث والسلاسل فكان وقر بعير ألف رطل فسميت ذات السلاسل[19]



    و خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فقال: من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبى بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما.
    نظر عمر إلى عمرو بن العاص، فقال: ما ينبغي لابي عبد الله أن يمشي على الارض إلا أمير[20]

    ابو ذر الذي قال عنه رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-

    ودخل شاعر بدوي أسمه علي بن الجهم على المتوكل
    أنت كالكلب في الحفاظ عَلَى العهد وكالتيس في قراع الخطوب
    أنت كالدلو لا عدمتك دلوا من كبار الدلا كثير الذنوب
    فقالوا هذا الخليفة -أمير المؤمنين- تشبهه بالكلب والتيس! فَقَالَ لهم الخليفة: دعوه، فهذا الشاعر لا يريد إلا المدح، ولا يقصد إلا الثناء، ولم يقصد إلا الجائزة من الخليفة، لكنه بدوي مسكين يعرف التيس ويرعى الغنم، ويعرف أن الكلب هو الذي يحميها من الذئب والوفاء عند هذا البدوي متمثل في الكلب، والقوة عنده في التيس الذي يناطح الصخور والحجارة فهذا الذي يعرفه.
    و أمر به فانتقل من الصحراء الى جسر تمر من عليه الجواري فجاء بعد فتره و قَالَ:
    عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
    أعدن لي الشوق القديم و ام أكن سلوت و لكن زدن جمرا على جمر

    فأنظر و تأمل الى الخليفة كيف أكتشف قوة الشعر من الكلام الذي ظاهرة الهجاء و أنتف بهذا الشاعر العبقري الذي كاد شعره في المره الثانية أن يذوب رقه

    [البصير الصادق يضرب في كل غنيمة بسهم و يعاشر كل طائفه على أحسن ما فيها] [21]
    ان البريق و اللمعان و الشفافية كلها صفات للثلج و الماس فإما أن تذوب كالثلج او تصمد كالماس.


    12. يمدح و يشجع علنا و يلوم سرا او بدون ذكر اسماء

    يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبوعبيدة"
    و يقول "أَسْلَمَ الناس وآمن عمرو بن العاصى "[22]
    و عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ فَتَفَرَّقُوا ، فَنَظَرْتُ إِلَى سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ قَدْ أَخَذَ سَيْفَهُ مُحْتَبِيًا ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا صَنَعَ سَالِمٌ دَعَوْتُ بِسَيْفِي فَاحْتَبَيْتُ بِهِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلا يَكُونُ فَزَعُكُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ ، مَا هَذَا ؟ أَلا فَعَلْتُمْ كَمَا فَعَلَ الرَّجُلانِ الْمُؤْمِنَانِ[23]

    و أقبلَ صهيبٌ مهاجرا من مكّةَ، فاتَّبعه رجالٌ من قريشٍ ، فنزل عن راحلته ، وانتَثلَ ما في كنانَتِهِ ، وقال : واللَّهِ، لا تَصِلُونَ إِليَّ أَو أَرميَ بكلِّ سهمٍ معي ، ثم أضرِبُ بسيفي ما بقي في يديَّ ، وإن شئتم دَللتُكم على مالٍ دفنتُهُ بمكَةَ ، وخَلَّيْتُم سبيلي ، ففعلوا» ، فلما قدمَ المدينةَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نزلتْ : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله... } الآية ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «رَبِحَ البيعُ أَبا يحيى» ، وتلا عليه الآية





    لا تغفل مكافأة من يعتقد لك الوفاء ويناضل عنك الأعداء فمن حرمته مكافأة مثله زهد في معاودة فعله [24]
    و كان رسول الله لا يصرح بأسم من ارتكب الخطأ
    قالت السيدة عائشة : « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : » ما بال أقوام يقولون كذا وكذا[25]
    و قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها -: صَنَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فرَخَّصَ فيه ، فتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ ، فبَلَغَ ذلك رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَخَطَبَ ، فَحَمِدَ الله [وأثْنَى عليه ] ، ثمَّ قال: « ما بالُ أقْوَامٍ يَتَنَزَّهونَ عن الشيء أصْنَعُهُ ، فوَاللهِ إنِّي لأعْلَمُهُم بِاللهِ ، وأشَدُّهُم لهُ خَشْيَةً ».[26]


    قال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : « قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : ما بالُ أقوام يرفعونَ أبصارهم إلى السماء في الصلاة ، فاشتدَّ قوله في ذلك ، حتى قال: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلك ، أو لتُخطَفَنَّ أبصارُهم »[27]

    و لما بلغه مقاله من الانصار طلب من سعد بن عباده أن يجمعهم في سقيفة فلما اجتمعوا له أتى سعد إليه فقال: «اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي فقال لهم: أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا لا إلا ابن أخت لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابن أخت القوم منهم» وفي رواية: «قال: من كان ههنا من غير الأنصار فليرجع إلى رحله» [28]
    و أسر الى حذيفه بن اليمان بأسماء المنافقين قال النبي صلى الله عليه وسلم "فانى مسر اليك سر الا تحدثن به احدا ابدا انى نهيت ان اصلى على فلان وفلان" رهط ذوى عدد من المنافقين [29]

    و حين يذكر الخطأ من صالح عالم يسبقه بمدح
    يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام جالساً بين أصحابه، فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: "هذا أوان يُختلس العلم من الناس، حتى لا يقدرون منه على شيء". فقال زياد بن لبيد: يا رسول الله، كيف يُختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لَنقرأنَّه ولنُقرِأنَّه أبناءنا ونساءنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثكلتك أمك يا زياد، إنْ كنتُ لأعدُّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوارة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا تغني عنهم"؟ [30]

    أن الناس لا يحبون ان يجدوا انفسهم مخطئين و مدافعين عن انفسهم لذلك الفت انتباههم بصورة غير مباشرة الى الخطأ


    تأثير المدح
    و للمدح تأثير عجيب على النفس و القائد الناجح هو الذي يبحث عن ما يستحق المدح و يحاول ضبط موظفية و هم يعملون جيدا لكي يمدحهم فيزداد انتاجهم , دعونا نفكر في اسباب الاستجابة السريعة للمدح؟؟
    أن للأنسان حاجات يحتاجها للحياة لا تقتصر على المأكل و المشرب لكنه بحاجة لأن يحيا وسط جماعة و الشعور بذاته كفرد مستقل متميز في نفس الوقت و المدح يحقق له و يشبه حاجته للتفرد و التميزو عندما تصطاد السمك لا تضع الطعم الذي تحبه (موز - مشمش) بل الذي يحبه السمك و نحن صيادي قلوب و دعونا نتعلم .

    قَالَ أَبِى هُرَيْرَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ فِى الشَّفَاعَةِ قَالَ « لَقَدْ ظَنَنْتُ لَتَكُونَنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَنِى مِمَّا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ شَفَاعَتِى لِمَنْ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصاً يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ ».[31] فكان ابو هريرة اشد الصحابة حرصا على العلم
    عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَوْ رَأَيْتُنِي الْبَارِحَةَ ، وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ، قَالَ : قُلْتُ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِي لَحَبَّرْتُهَا لَكَ تَحْبِيرًا.[32]
    قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : «إني لأعرفُ أصواتَ رُفقةِ الأشْعَرييِّنَ بالقُرآن ، حين يدخلونَ باللَّيْلِ ، وأعرِفُ منازِلَهم من أصواتِهِمْ بالقُرآن بالليل ، وإن كنتُ لم أرَ مَنَازِلَهم حين نَزَلوا بالنَّهارِ ، ومنهم حَكيم إذا لقي الخيلَ - أو قال : العَدُوَّ - قال لهم : إن أصحابي يَأمُرُونَكم أن تَنْظُروهم »[33]
    و للمدح تأثير عجيب و لهذا لم يكن يتركه رسول الله ففي عمره القضاء خرجَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ، فتَبِعَته ابْنَةُ حمزةَ تنادي: يا عمُّ ، يا عم ، فتناولها عليّ ، فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة : دونكِ بنتَ عَمِّكِ ، فحملتها ، فاختصم فيها عليّ وزيد وجعفر، قال عليّ : أنا أخذتُها وهي بنتُ عمّي ، وقال جعفر : بنتُ عمّي ، وخالتُها تحتي، وقال زيد: بنتُ أخي، فقضى بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لخالتها ، وقال : الخالةُ بمنزلة الأم،(و حتى يجبر قلوب الصحابه ) وقال لعليّ : أنتَ مِنِّي ، وأنا منك، وقال لجعفر : أشبهتَ خَلْقي وخُلُقِي ، وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا.[34]
    و كلمه المدح قد تكون اقوى من مكافأة مادية او علاوة
    فعن عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - « أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُتِي بمال - أو سَبيْ - فقسمه ، فأعطى رِجالا ، وترك رِجالا ، فَبَلَغَهُ أن الذي ترك عَتَبُوا ، فحمِدَ الله ، ثم أثنى عليه ، ثم قال : أما بعدُ ، فوالله إني لأعطي [ الرَّجل] ، وأدَعُ الرجل، والذي أدَعُ أحبُّ إليَّ مِنَ الذي أُعطي ، ولكنِّي أُعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزَعِ والهَلَع ، وأكِلُ أقواما إلى ما جعل الله في قُلُوبِهمْ من الغِنَي والخير ، منهم : عمرو بن تغلب)، فوالله ما أحِب أن لي بكلمةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حُمْرَ النَّعَم » [35]
    و روى البخاري عن عدي بن حاتم الطائي - رضي الله عنه - قال : "وفدت في وفد على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجعل يدعو رجلاً رجلاً ويُسميهم، فقلت:أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال بلى!! أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ عذروا، وعرفت إذ أنكروا، فقال عدي: فلا أبالي إذاً"



    تحذير و يحذر من مدح الرجل بما ليس فيه و اعلم انه لن يخلو رجل من صفه حسنه مهما بلغ من سوءه فكن صيادا لما يستحق المدح كما ان هناك صيادين لما يستحق الخصم
    عن مالك بن دينار قال مر عيسى بن مريم مع الحواريين على جيفة كلب فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا فقال عيسى ما أشد بياض أسنانه يعظهم [36]

    ما الفرق بين التقدير و التملق؟
    التقدير حقيقي و نابع من القلب و لهذا يؤثر
    و التملق زائف و صاحبه متسلق و لا يؤثر الا في النفوس الضعيفة

    خدعوها بقولهم حسناء……و الغواني [37] يغرهن الثناء
    ا تراها تناست اسمي لما……كثرت في غرامها الأسماء
    جاذبتني ثوب العصا و قالت……أنتم الناس أيها الشعراء
    فاتقوا الله في خداع العذارى……فالعذ ارى قلوبهن هواء.




    [1] حلية الاولياء

    [2] البخاري

    [3] منهاج السيرة النبوية

    [4] سير اعلام النبلاء

    [5] البخاري و مسلم

    [6] ان من اسباب اقتدائنا برسول الله ان الله امرنا بهذا و انه بشر اذ لو كان لملك لقلنا : أنه يتحمل ما لا يتحمله بشر

    [7] الطيالسى ، وابن أبى شيبة ، وأحمد ، وأبو عبيدة فى الغريب ، والنسائى ، وأبو يعلى ، والحاكم ، وابن جرير وصححه ، والحارث ، والبيهقى فى الدلائل

    [8] الترمذي

    [9] مسند الامام احمد وابن هشام 2/ 389 وحسنه الألباني في تحقيق فقه السيرة 167

    [10] احياء علوم الدين

    [11] البداية و النهاية

    [12] السيرة النبوية لابن كثير

    [13] السيرة الحلبية

    [14] تجد ترجمته في أخر الكتاب

    [15] حتى شارون الدموي له ميزيتين الاولى انه كان يضرب و يقتل بدون تجميل لسياسته مما كشف للعالم حقارته و الثانية الخنزير شكله يضحك

    [16] البخاري

    [17] مسلم

    [18] الاكتفاء بما تضمنتة من مغازي

    [19] الاكتفاء بما تضمنتة من مغازي

    [20] سير اعلام النبلاء

    [21] منهاج السالكين

    [22] احمد

    [23] الاحاد و المثاني

    [24] الامثال للثعالبي

    [25] دلائل النبوة

    [26] البخاري و مسلم

    [27] البخاري

    [28] السيرة الحلبية

    [29] السنن الكبرى للبيهقي

    [30] الترمذي

    [31] مسند الامام احمد

    [32] مسند البزار

    [33] البخاري و مسلم

    [34] البخاري و مسلم

    [35] البخاري

    [36] حليه الاولياء

    [37] الغانية : هى من استغنت بجمالها عن الزينة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 6

    تكملة لصفات القائد

    1. حفظ الجميل

    انظر الى رسول الله حين يعود الى بلده "مكة" احب البلاد الى الله و احب البلاد الى كل مسلم و لكنه يحفظ الجميل للانصار و يعود معهم الى المدينة
    «لمَّا أَفاءَ الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- يوم حُنَيْن قسم في الناس في المؤلفةِ قُلوبُهُم ولم يُعط الأنصارَ شيئا ، فكأنهم وَجَدوا ، إِذْ لم يُصِبهم ما أصابَ الناس، فخطبهم ، فقال : يا معشر الأنصار ، أَلم أجِدكم ضُلالا فهداكم الله بي ؟ وكنتم مُتفَرِّقين ، فَألَّفَكم الله بي ؟ وعالة فأغْنَاكُم الله بي ؟ كلما قال شيئا ، قالوا: الله ورسولُهُ أَمَنُّ ، قال : ما يمنعكم أن تجيبوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قالوا : الله ورسولُهُ أَمَنُّ ، قال : لو شئتم قلتُم : جئتنا كذا وكذا ، أَلا تَرضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ إِلى رحالكم ؟ لولا الهجرةُ لكنت امْرَءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشِعبا لسلكت وَاديَ الأنصَارِ وشِعْبَها ، الأنصار شِعار ، والناس دِثار ، إِنكم سَتَلْقَونَ بعدي أَثَرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ».[1]

    وعن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
    "ألا إن لكل نبي تركة وصنيعة، وإن تركتي وصنيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم".[2]

    بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار شيء فهم به فدخل عليه أنس بن مالك فقال له سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : استوصوا بالأنصار خيرا أو قال معروفا اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم فالقي مصعب نفسه عن سريره وألزق خده بالبساط وقال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم على الرأس والعين فتركه [3]


    2. يلتمس الاعذار
    { لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَ كَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) }
    القائد يتقبل الاعذار و لا يفتش خلفها و يعلم ان خلف كل فعل دافع ايجابي , و يتفهم الضعف البشري و ان البشر يأخدون قراراتهم بناء على عواطف و ليس بناء على حسابات عقلية
    و كان رسول الله يقبل الاعذار و يلتمسها و لا يفتش خلفها حتى قال عنه المنافقون هو أذن

    { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) }
    يقول تعالى: ومن المنافقين قوم يُؤذون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالكلام فيه ويقولون: { هُوَ أُذُنٌ } أي: من قال له شيئا صدقه، ومن حدثه فينا صدقه، فإذا جئنا وحلفنا له صدقنا. روي معناه عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. قال الله تعالى: { قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ } أي: هو أذن خير، يعرف الصادق من الكاذب، { يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ } أي: ويصدق المؤمنين، { وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ } أي: وهو حجة على الكافرين؛ ولهذا قال: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
    وكان زياد بن ابيه يبعث إلى الجماعة من الخوارج فيقول: أأحسب الذي يمنعكم من إتياني إلا الرجلة فيقولون: أجل، فيحملهم ويقول: اغشوني الآن واسمروا عندي. فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز، فال: قاتل الله زياداً! جمع لهم كما تجمع الذرة ، وحاطهم كما تحوط الأم البرة، وأصلح العراق بأهل العراق، وترك أهل الشام بشأمهم ، وجبى العراق مائة ألف ألف وثمانية عشر ألف ألف.
    قال أبو العباس: وبلغ زياداً عن رجل يكنى أبا الخير، من أهل البأس والنجدة، أنه يرى رأي الخوارج، فدعاه فولاه جندي سابور وما يليا، ورزقه أربعة آلاف درهم في كل شهر، وجعل عمالته في كل سنة مائة ألف، فكان أبو الخير يقول: ما رأيت شيئاً خيراً من لزوم الطاعة والتقلب بين أظهر الجماعة! فلم يزل والياً حتى أنكر منه زياد شيئاً فتنمر لزياد فحبسه، فلم يخرج من حبسه حتى مات.






    3. يتفقد اتباعه
    {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّه ُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}


    عَنْ أَبِى بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ فِى مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ « هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ». قَالُوا نَعَمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا. ثُمَّ قَالَ « هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ». قَالُوا نَعَمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا.
    ثُمَّ قَالَ « هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ». قَالُوا لاَ. قَالَ « لَكِنِّى أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ ». فَطُلِبَ فِى الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَأَتَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ « قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ ». قَالَ فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلاَّ سَاعِدَا النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِى قَبْرِهِ. وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلاً.[4]
    و في غزوة تبوك َقَالَ وَهُوَ جَالِسٌ فِى الْقَوْمِ بِتَبُوكَ « مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ». قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى سَلِمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِى عِطْفَيْهِ. فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِئْسَ مَا قُلْتَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ رَأَى رَجُلاً مُبَيِّضًا يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ ». فَإِذَا هُو أَبُو خَيْثَمَةَ الأَنْصَارِىُّ وَهُوَ الَّذِى تَصَدَّقَ بِصَاعِ التَّمْرِ حِينَ لَمَزَهُ الْمُنَافِقُونَ .[5]

    4. يستمع و لا يقاطع
    قَالَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْن َهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ فَقَالَ عُمَرُ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ قَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ ثُمَّ قَالَ أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَ نَعَمْ أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ[6]

    قال رسول الله عليه وسلم : ( ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته )[7]

    و كان الحبيب يستمع الى الناس و لا يصدر حكما الا بعد الاستماع الى جميع الاطراف
    عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في غزوة ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه فقال لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره [8]
    عن أبي قيس ، أن عمرو بن العاص ، كان على سرية ، قال : احتلمت في ليلة باردة ، وذلك في غزوة ذات السلاسل ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا عمرو ، صليت بأصحابك ؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول : ولا تقتلوا أنفسكم الآية فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا [9]
    بل و كان يستمع و لا ينصت حتى لهذيان رؤوس الكفر فلما اتى عتبة رسول الله فقال يا محمد أنت خير أم عبد الله فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت خير أم عبد المطلب فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك قد عبدوا الآلهة التي عبت وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك أما والله ما رأينا سخطة أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى طار فيهم أن في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا ما ينتظر الأمثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريش رجلا وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش فنزوجك عشرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت قال نعم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } حتى بلغ { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } فقال عتبة حسبك [10]

    و أوصى أبو بكر رضي الله تعالى يزيد بن أبي سفيان: واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار، وتنكشف عنك الأستار،

    و أمر عمر بحرق باب أمير له حين بلغه ان هذا الباب يمنع الناس من الوصول اليه
    فقد بنى سعد بن ابي وقاص بيتا وكانت الاسواق تكون في موضعه بين يديه فكانت غوغاؤهم تمنع سعدا الحديث فلما بنى ادعى الناس عليه ما لم يقل وقالوا ( قال سعد" سكن عني الصويت")
    وبلغ عمر ذلك وأن الناس يسمونه قصر سعد فدعا محمد بن مسلمة فسرحه إلى الكوفة وقال اعمد إلى القصر حتى تحرق بابه ثم ارجع عودك على بدئك فخرج حتى قدم الكوفة فاشترى حطبا ثم أتى به القصر فأحرق الباب وأتى سعد فأخبر الخبر فقال هذا رسول أرسل لهذا من الشأم وبعث لينظر من هو فإذا هو محمد بن مسلمة فأرسل إليه رسولا بأن ادخل فأبى فخرج إليه سعد فأراده على الدخول والنزول فأبى وعرض عليه نفقة فلم يأخذ ودفع كتاب عمر إلى سعد :" بلغني أنك بنيت قصرا اتخذته حصنا ويسمى قصر سعد وجعلت بينك وبين الناس بابا فليس بقصرك ولكنه قصر الخبال انزل منه منزلا مما يلي بيوت الاموال واغلقه ولا تجعل على القصر بابا يمنع الناس من دخوله" وتنفيهم به عن حقوقهم ليوافقوا مجلسك ومخرجك من دارك إذا خرجت فحلف له سعد ما قال الذي قالوا ورجع محمد بن مسلمة من فوره حتى إذا دنا من المدينة فنى زاده فتبلغ بلحاء من لحاء الشجر فقدم على عمر وقد سبق فأخبره خبره كله فقال فهلا قبلت من سعد فقال لو أردت ذلك كتبت لي به أو أذنت لي فيه فقال عمر إن أكمل الرجال رأيا من إذا لم يكن عنده عهد من صاحبه عمل بالحزم أو قال به ولم ينكل وأخبره بيمين سعد وقوله فصدق سعدا وقال هو أصدق ممن روى عليه[11]



    · الفائدة من الاستماع للمستقبل
    الاستفادة من اراء الجميع
    بركة الشورى
    معرفة ما يحدث و الاطلاع عليه
    معرفة وجه نظر أخرى
    يساعدك على النفاذ الى عقول الاخرين
    يمتص غضب الاخرين


    · الفائدة من الاستماع للمرسل

    الاحساس بالثقة بالنفس
    تبنى القرار الصادر

    · الفائدة من الاستماع لفريق العمل

    القضاء على السلبية
    الابداع
    القضاء على التحزب
    الاستفادة من جميع الاراء




    5. يخبر اصحابة بسبب الفعل

    و للنظر الى الحديثين التاليين
    عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في غزوة ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه فقال لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره [12]
    وعن أبي قيس ، أن عمرو بن العاص ، كان على سرية (ذات السلاسل) ، قال : احتلمت في ليلة باردة ، وذلك في غزوة ذات السلاسل ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا عمرو ، صليت بأصحابك ؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول : ولا تقتلوا أنفسكم الآية فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا [13]
    ففي الحديثين و كلاهما في نفس الموقعة كان عمرو بن العاص محقا و على صواب لكنه لم يخبر اصحابة بسبب الفعل , فحدث لهم ضيق صدر و اتبعوه مرغمين

    6. دراية بالاحداث الجارية و الظروف المحيطة
    و يتضح هذا في الامر بالسفر للحبشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أصْحَمَة النجاشى ملك الحبشة ملك عادل، لا يظلم عنده أحد، فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن .[14]
    و متابعه للحرب بين الفرس و الروم
    " الم.غلبت الروم في أدنى الارض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون.في بضع سنين، لله الامر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ".
    عن ابن عباس قال: كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لانهم أهل كتاب، وكان المشركين يحبون أن تظهر فارس على الروم لانهم أهل أوثان، فذكر ذلك المسلمون لابي بكر، فذكره أبو بكر للنبى صلى الله عليه وسلم فقال: " أما أنهم سيظهرون " فذكر أبو بكر ذلك للمشركين فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، إن ظهروا كان لك كذا وكذا، وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا.
    فذكر ذلك أبو بكر للنبى صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا جعلته أداة ".
    قال: دون العشر.
    فظهرت الروم بعد ذلك. [15]

    7. يستفيد مما حوله
    استفاد رسول الله من تجارب سلمان في بلاد الفرس و حفر الخندق
    كما استفاد عمر من الدواوين التى ماكانت تعرفها العرب

    8. مبتكر
    مثلما ابتكر رسول الله نظام الصفوف في بدر و ماكانت العرب تعرف الا الكر و الفر

    9. مطاع
    طاعة حذيفة بن اليمان اوامر الرسول رغم الخزف و البرد
    إذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى أتى على وما على جنة
    من العدو ولا من البرد إلا مرط لامرأتي ما يجاوز ركبتي، قال: فأتاني وأنا جاث على ركبتي فقال:
    من هذا
    ؟ فقلت: حذيفة.
    فقال:
    حذيفة
    ! فتقاصرت للارض فقلت: بلى يا رسول الله.
    كراهية أن أقوم.
    فقمت فقال:
    إنه كائن في القوم خبر فأتني بخبر القوم
    .
    قال: وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا.
    قال: فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته " قال: فوالله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوفى إلا خرج من جوفى فما أجد فيه شيئا ! قال: فلما وليت قال
    : يا حذيفة لا تحدثن في القوم شيئا حتى تأتيني.
    قال: فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت ضوء نار لهم توقد، وإذا رجل أدهم ضخم يقول بيديه على النار ويمسح خاصرته ويقول: الرحيل الرحيل.
    ولم أكن أعرف أبا سفيان قبل ذلك، فانتزعت سهما من كنانتي أبيض الريش فأضعه في كبد قوسى لارميه به في ضوء النار، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحدثن فيهم شيئا حتى تأتيني.

    ( قدم الأشعث بن قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانين أو ستين راكباً من كندة فدخلوا عليه مسجده وقد رجلوا جممهم ، واكتحلوا ولبسوا جباب الحبرات مكثفة بالحرير
    ( فلما دخلوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    أو لم تسلموا ؟ قالوا : بلى ، قال : فما هذا الحرير في أعناقكم ؟) وماذا كان الجواب ؟ هل استمهلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيارة ثانية ، وأن لا يعودوا في ألبستهم القادمة إليه ؟ كان الجواب : (فشقوه ونزعوه وألقوه).

    3- أخبرنا معمر عن أيوب قال : بلغني أن ابن رواحة سمع النبي صلى الله عليه وسلم "على المنبر" وهو بالطريق يقول : اجلسوا ، فجلس في الطريق ، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ما شأنك ؟ قال : سمعتك تقول : اجلسوا ، فجلست ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : زادك الله طاعة.


    10. يستشعر المسؤولية

    روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية عن بيت بعلها وولدها وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"
    قال قال رسول الله عليه وسلم : ( إنكم ستحرصون على الأمارة وستكون ندامة يوم القيامة، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة)[16]

    يقول عمر عندما تولى الخلافة {فو الله ما أستطيع أن أصلي وما أستطيع أن أرقد، وإني لأفتح السورة فما أدري في أولها أنا أو في آخرها من همّي بالناس منذ جاءني هذا الخبر.}
    و في اخر عمره عن سعيد بن المسيب : أن عمر لما أفاض من منى أناخ بالأبطح فكوم كومة من بطحاء فطرح عليها طرف ثوبه ثم استلقى عليها ورفع يديه إلى السماء وقال : اللهم كبر سنى ، وضعفت قوتى ، وانتشرت رعيتى فاقبضنى إليك غير مضيع ولا مفرط [17]

    وعن ابن عمر قال قدمت رفقة من التجار فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن هل لك أن تحرسهم الليلة من السرق فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لامه اتقي الله واحسني إلى صبيك ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها مثل ذلك ثم عاد إلى مكانه فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه فأتى أمه فقال لها ويحك اني لاراك أم سوء ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة قالت يا عبد الله قد ابر متني منذ الليلة اني اريغه عن الفطام فيأبى قال ولم قالت لان عمر لا يفرض إلا للفطم قال وكم له قالت كذا وكذا شهرا قال ويحك لا تعجيله فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء فلما سلم قال يا بؤسا لعمر كم قتل من أولاد المسلمين
    ثم أمر مناديا فنادى إن لا تعجلوا صبيانكم على الفطام فأنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك إلى الآفاق أن يفرض لكل مولود في الإسلام.[18]

    قال رجاء : فلما تفرقوا(بعد مباعتهم سليمان بن عبد الملك) جاءني عمر بن عبد العزيز فقال : أخشى أن يكون هذا أسند إلي شيئاً من هذا الأمر ، فأنشدك الله وحرمتي و مودتي إلا أعلمتني إن كان ذلك حتى استعفيه الآن قبل أن تأتي حال لا أقدر فيها على ما أقدر عليه ! قال رجاء : لا و الله ما أنا بمخبرك حرفاً ؛ قال : فذهب عمر غضبان

    قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز : دخلت يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعً خده على يده ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : مالك ؟ فقال : ويحك يا فاطمة ، قد وليت من هذه الأمة ما وليت ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهود ، و اليتيم المكسور ، والأرملة الوحيدة و المظلوم المقهور ، والغريب و الأسير ، والشيخ الكبير ، وذي العيال الكثير والمال القليل ، وأشباههم في أقطار الأرض و أطراف البلاد ، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة ، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت

    11. العدل
    {إنَ اللهَ يأمركُم أن تؤدوا الامنتِ إلى أهلهَا وإذا حكمتُم بينَ الناسِ أن تحكُمُوا بالعدلِ... (58) } ( النساء)
    {... وَلا يجرِ منكُم شنئانُ قوم على ألا تعدلُوا اعدِلوا هوَ أقربُ للتقوى... (8)} ( المائدة)
    {يأيها الذينَ ءامنوا كونوا قومينَ بالقسطِ شهداءَ للهِ ولو على أنفسكُم أو الولدينِ والاقربينَ إن يكُن غنيّاً أو فقيراً وأولى بهمَا... (135) } ( النساء)
    قال شيخ الإسلام :" إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة ، ويقال : الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام ...وذلك لأن العدل نظام كل شيء"[19]
    عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِى خُطْبَتِهِ « وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِى قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ ».[20]
    عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    "ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يوم القيامة يده إلى عنقه،فكه بره،أو أوثقه إثمه،أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة".[21]
    وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "ما من أمير عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه،حتى يطلقه الحق أو يوثقه،ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله تبارك وتعالى وهو أجذم".[22]
    وعن رجل عن سعد بن عبادة قال: سمعته غير مرة ولا مرتين يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل".[23]

    وعن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسق من تمر لرجل من بني ساعدة فأتاه يقتضيه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأنصار أن يقضيه فقضاه تمراً دون تمره فأبى أن يقبله فقال: أترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ومن أحق بالعدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فاكتحلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدموعه ثم قال: "صدق. من أحق بالعدل مني؟! لا قدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها ولا يتعته". ثم قال: "يا خولة غدّيه وادهنيه واقضيه فإنه ليس من غريم يخرج من عند غريمه راضياً إلا صلت عليه دواب الأرض ونون البحار وليس من عبد يلوي غريمه وهو يجد إلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثماً". [24]

    وعن عبد الله بن أبي سفيان قال: جاء يهودي يتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم تمراً فأغلظ للنبي صلى الله عليه وسلم فهم به أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "ما قدس الله - أو يرحم الله - أمة لا يأخذون للضعيف منهم حقه غير متعتع". ثم أرسل إلى خولة بنت حكيم فاستقرضها تمراً فقضاه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذلك يفعل عباد الله الموفون أما إنه قد كان عندنا تمر ولكنه قد كان غبِراً".[25]

    قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" إن شئتم أنبأتكم عن الأمارة، أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة، إلا من عدل" [26]

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ يَوْمَ جُمُعَةٍ فَقَالَ إِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَأَحْضِرُوا صَدَقَاتِ الإِبِلِ تُقْسَمُ وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا أَحَدٌ إِلاَّ بِإِذْنٍ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا خُذْ هَذَا الْخِطَامَ لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُنَا جَمَلاً فَأَبَى الرَّجُلُ فَوَجَدَ أَبَا بَكْر وَعُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَدْ دَخَلُوا إِلَى الإِبِلِ فَدَخَلَ مَعَهُمَا فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ مَا أَدْخَلَكَ عَلَيْنَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْهُ الْخِطَامَ فَضَرَبَهُ فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ قَسْمِ الإِبِلِ دَعَا بِالرَّجُلِ فَأَعْطَاهُ الْخِطَامَ وَقَالَ اسْتَقِدْ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَاللَّهِ لاَ يَسْتَقِيدُ لاَ تَجْعَلْهَا سُنَّةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَمَنْ لِى مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : أَرْضِهِ. فَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ غُلاَمَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِرَاحِلَتِهِ وَرَحْلِهَا وَقَطِيفَةٍ وَخَمْسَةِ دَنَانِيرَ فَأَرْضَاهُ بِهَا.[27]
    وروى الطبراني أن عمرو بن العاص قال لابنه : سلطان عادل خير من مطر وابل وسلطان غشوم خير من فتنة تدوم وزلة الرجل عظم يجبر وزلة اللسان لا تبقى ولا تذر يا بني : استراح من لا عقل له

    12. الصدق
    القائد لا يكذب فهو القدوة لمرؤسيه

    قال صفوان بن سليم رضي الله عنه : « قلنا : يا رسول الله أيكونُ المؤمن جبانا ؟ قال : نعم ، قيل : أيكون بخيلا ؟ قال نعم ، قيل : أيكون المؤمن كذَّابا ؟ قال : لا [28]


    13. الوفاء بالعهد


    انظر الى المثل الاعلى في الوفاء عند الصديق حين يخطب رسول الله ابنته و كان هناك كلمه او شبهه كلمه مع رجل كافر
    جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون - رضي الله تعالى عنها - الى بيت ابي بكر تخطب ابنته الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فأتيت أم رومان، فقلت: يا أم رومان، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت: وما ذاك ؟ قلت: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر عائشة، قالت: وددت، انتظري أبا بكر، فإن أبا بكر آت، قالت: فجاء أبو بكر، فذكرت ذلك له فقال: ..... انتظري، قالت: وقام أبو بكر، فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، والله، وما أخلف أبو بكر وعدا قط، قالت: فأتى أبو بكر المطعم بن عدي وعنده امرأته أم أهني، فقال: ما تقول في أم هذه الجارية ؟ فأقبل على امرأته، فقال: ما تقولين ؟ قالت: فأقبلت على أبي بكر، فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الصبي إليك تصبئه، وتدخله في دينك والذي أنت عليه، فأقبل أبو بكر عليه، فقال: ما تقول أنت ؟ قال: إنه أقول ما تسمع.فقام أبو بكر ليس في نفسه شئ من الوعد[29]

    [1] البخاري و مسلم

    [2] رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.

    [3] تعليق شعيب الأرنؤوط : المرفوع منه صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان ومؤمل

    [4] مسلم

    [5] مسلم

    [6] البخاري

    [7] صححه الالباني

    [8] موارد الظمان

    [9] الاوسط

    [10] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد
    خلاصة الدرجة: فيه الأجلح الكندي وبقية رجاله ثقات


    [11] تاريخ الطبري

    [12] موارد الظمان

    [13] الاوسط

    [14] الرحيق المختوم

    [15] السيرة النبوية لابن كثير

    [16] البخاري

    [17] الموطأ

    [18] صفة الصفوة

    [19] الحسبه

    [20] مسلم

    [21] رواه أحمد والطبراني وفيه يزيد بن أبي مالك وثقه ابن حبان وغيره،وبقية رجاله ثقات.

    [22] رواه أحمد وابنه.

    [23] رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه رجل لم يسم،وبقية أحد إسنادي أحمد رجالها رجال الصحيح.

    [24] رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه حبان بن علي وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون.

    [25] رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

    [26] حسنه الالباني

    [27] سنن البيهقي

    [28] المؤطأ

    [29] سبل الخير و الرشاد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 7

    تكملة لصفات القائد

    1. يحافظ على السر


    أوصى أبو بكر رضي الله تعالى عنه يزيد بن أبي سفيان: وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل لبثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به، ولا تريثهم فيروا خللك، ويعلموا علمك، وأنزلهم في ثروة عسكرك، وامنع من قبلك من محادثتهم، وكن أنت المتولي لكلامهم، ولا تجعل سرك كعلانيتك، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة، ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتي من قبل نفسك،


    2. التواضع

    قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: « أتيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في المسجد ، فقال القوم : هذا عدي [بن حاتم] ، وكنتُ جئتُ بغير أمان ، ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي ، وقد كان بلغني أنه قال : إني لأرجو أن يجعل الله يدَه في يدي ، قال : فقام بي ، فلقينا امرأة معها صبيّ ، فقالا : إنَّ لنا إليك حاجة ، فقام معهما ، حتى قضى حاجتهما[1]

    كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الاشعري أما بعد فان للناس نفرة من سلطانهم ، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك ، فأقم الحدود ولو ساعة من النهار ، وإذا حضر أمران أحدهما لله ، والآخر للدنيا فآثر نصيبك من الله فان الدنيا تنفد والآخرة تبقى وأخف الفساق واجعلهم يدا يدا ورجلا ورجلا عد مريض المسلمين واحضر جنائزهم ، وافتح بابك وباشر أمورهم بنفسك ، فانما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملا ، وقد بلغني أنه نشأ لك ولاهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك ، ليس للمسلمين مثلها ، فاياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بواد خصب ، فلم يكن لها هم إلا التسمن وإنما حتفها في السمن ، واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته ، وأشقى الناس من شقيت به رعيته.[2]





    و دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فسلم عليه بلفظ:" أيها الأجير" فلما استنكر الجالسون ذلك، قال: إنما أنت أجير، استأجره رب هذه الغنم لرعايتها، فإن أنت هنأت جرباها وداويت مرضاها وحبست أولاها على أخراها، وفَّاك سيدها أجرها،وإن أنت لم تهنأ جرباها ولم تداو مرضاها ولم تحبس أولاها على أخراها عاقبك سيدها"[3]
    وقال عمر رضي الله عنه: دلوني على أحد استعمله، قالوا: كيف تريده ؟ قال: إذا كان في القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم، وإذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم، قالوا: ما نعلمه إلا الربيع بن زياد الحارثي قال: صدقتم هو لها.[4]



    3. مساعدة الاخرين

    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (خير الناس أنفعهم للناس)[5]
    قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: « أتيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في المسجد ، فقال القوم : هذا عدي [بن حاتم] ، وكنتُ جئتُ بغير أمان ، ولا كتاب، فلما دُفعتُ إليه أخذ بيدي ، وقد كان بلغني أنه قال : إني لأرجو أن يجعل الله يدَه في يدي ، قال : فقام بي ، فلقينا امرأة معها صبيّ ، فقالا : إنَّ لنا إليك حاجة ، فقام معهما ، حتى قضى حاجتهما[6]

    عن فيض بن اسحق قال: كنت عند الفضيل بن عياضٍ رضي الله عنه إذ جاءه رجلٌ فسأله حاجةً فألح بالسؤال عليه، فقلت له: لا تؤذ الشيخ. فقال لي الفضيل: اسكت يافيض، أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعمةٌ من الله عليكم، فاحذروا أن تملّوا النعم فتتحوّل. ألا تحمد ربّك أن جعلك موضعاً تسأل، ولم يجعلك موضعاً تسأل ؟ ![7]
    يقول محمد علي كلاي :"
    Service to others is the rent you pay for your room here on earth
    خدمتك للاخرين هو الايجار الذي تدفعه مقابل سكنك في الدنيا. "

    من يفعل الخير لا يعدم جوائزه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

    4.حل المشاكل
    المدير او القائد يقوم بادراك المشكلة و حلها
    تعريف المشكلة : عقبة تعترض سير عمل المشروع
    حل المشكلة (القرار) : رأى يتم اختيارة من عده بدائل متاحة من اجل حل مشكلة معينة او تحقيق هدف معين
    و هى الطريقة الحقيية لاختبار القادة فالبحر الهادئ لا يصنع بحارا ماهرا
    و افضل من يحل المشاكل هو الرسول محمد و انظر الى قول برناردشو الأديب الإنكليزي المشهور يقول: ما أحوج العالم إلى رجل كمحمد يحل مشاكله وهو يشرب فنجاناً من القهوة

    ادراك المشكلة
    · تغذية عكسية
    · مقارنة مع اهداف الخطة
    · المقارنة مع مجموعات سابقة مشابهه
    · معلومات موثوقة

    و الانسان امام المشكلة ثلاث اصناف

    · ينفي وجود المشكلة
    كالنعامة التى تضع رأسها اسفل و لا تواجه المشكلة
    · يرى المشكلة و يحاول حلها
    و هو القائد الحق
    { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}
    ·يرى المشكلة كارثة ضخمة و ييأس من حلها
    { إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}


    خطوات حل مشكلة :

    · تجميع المعلومات و التثبت من المشكلة
    و مثال هذا غدر بني قرظة و اشتراكهم مع الاحزاب فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى المسلمين بعث سعد بن معاذ، وهو يومئذ سيد الاوس، وسعد بن عبادة وهو يومئذ سيد الخزرج، ومعهما عبدالله بن رواحة وخوات بن جبير قال: انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحق ما بلغنا عنهم، فإن كان حقا فالحنوا لى لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد المسلمين وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس.
    قال: فخرجوا حتى أتوهم.
    قال موسى بن عقبة، فدخلوا معهم حصنهم فدعوهم إلى الموادعة وتجديد الحلف فقالوا: الآن وقد كسر جناحنا وأخرجهم، يريدون بنى النضير.
    ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل سعد بن عبادة يشاتمهم فأغضبوه فقال له سعد بن معاذ: إنا والله ما جئنا لهذا، ولما بيننا أكبر من المشاتمة.
    ثم ناداهم سعد بن معاذ فقال: إنكم قد علمتم الذى بيننا وبينكم يا بنى قريظة، وأنا خائف عليكم مثل يوم بنى النضير أو أمر منه.
    فقالوا: أكلت أير أبيك.
    فقال: غير هذا من القول كان أجمل بكم وأحسن.
    وقال ابن إسحاق: نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد.
    فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه، وكان رجلا فيه حدة، فقال له سعد ابن عبادة: دع عنك مشاتمتهم، لما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.
    ثم أقبل السعدان ومن معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم قالوا: عضل والقارة.
    أي كغدرهم بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين.[8]

    و قول سيدنا سليمان للهدهد { قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)}

    · رؤية المشكلة من وجهات نظر مختلفة
    و يستعان على هذا بالشورى كما حدث في اسرى بدر فقال سيدنا ابو بكر رأي و قال سيدنا عمر رأي أخر
    و اذكر انه كانت هناك مشكلة في شبكة الحواسيب بالشركة ناتجة عن خطأ مسؤول الشبكة و نقص خبرته و رغم هذا يبحثون عنه لحل المشكلة فقلت لهم :"لن نستطيع حل المشكلة بنفس العقلية التى أوجدت المشكلة "
    · محاولة صياغتها بصيغة مختلفة مثل الخريطة الذهنية
    · تقسيم المشكلة الكبيرة الى مشكلات صغيرة


    · اتخاذ القرار الحاسم
    قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا رَجَعَ مِنَ الأَحْزَابِ « لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِى بَنِى قُرَيْظَةَ »[9]
    · التنفيذ

    ذهب الصحابة على الرغم من جراحهم و الامهم الى بني قريظة في نفس اليوم

    · لا تيأس و كرر المحاولات
    نماذج لحل المشاكل
    · في رواية ابن اسحاق للبناء الكعبة قال: ثم أن القبائل جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغ البناء موضع الركن فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوزوا وتحالفوا وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة، فسموا لعقة الدم. فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا فزعم (إذ يروي أن المشير على قريش مهشم بن المغيرة، ويكنى أبا حذيفة) بعض أهل الرواية: أن أبا أمية بن المغيرة عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان عامئذ أسن قريش كلها، قال: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا. فكان أول داخل عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد. فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال -صلى الله عليه وسلم- هلمّ إليّ ثوباً، فأتي به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال: لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعاً ففعلوا. حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده ثم بني عليه.


    5. الشجاعة
    { يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)}
    {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) }

    و الشجاعة نوعان : شجاعة ادبية و شجاعة في القتال و كلاهما توافرت في اعلى درجاتها في رسول الله
    ففي الشجاعة القتالية حسبنا حديث اسد المعارك على بن ابي طالب قال : كنا إذا حمى البأس ولقى القوم القوم اتقينا برسول الله [10] - صلى الله عليه وسلم - فما يكون منا أحد أقرب إلى العدو منه [11]
    و الشجاعة الادبية حسبنا وقوفه وحده امام قريش

    و القائد بحاجة ان يكون شجاع فلا ينافق و يقول لكل من يقابله :"أنت محق "
    و ليس معنى الشجاعة الا يشعر بالخوف
    قال هشام بن عبدالملك لأخيه مسلمة -المسمى ليث الوغى -:
    يا أبا سعيد ! هل دخلك ذعر قط في حرب أو عدو؟
    قال له مسلمة : ما سلمت في ذلك من ذعر ينبِّه على حيلة، ولم يغشني فيها ذعر سلبني رأي.
    قال هشام: هذه هي البسالة.




    6. الجود و الكرم

    قال أنس بن مالك رضي الله عنه -: « ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئا إلا أعطاه ، ولقد جاءه رجل فأعطاه غَنما بين جبَلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلِمُوا ، فإن محمدا يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر ، وإن كان الرجلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيد إلا الدنيا ، فما يلبثُ إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها ». [12]

    عن صفوان بن أمية قال : لقد أعطانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وإنه لمن أبغض الناس إلى فما زال يعطينى حتى إنه لأحب الخلق إلى[13]

    مرض قيس بن سعد بن عبادة فاستبطأ إخوانه فقيل له إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين فقال أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة ثم أمر مناديا فنادى من كان عليه لقيس بن سعد حق فهو منه بريء قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة من زاره[14]



    7. يستمتع بالعمل









    8. الحفاظ على المال العام و الزهد فيه
    { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) }
    يقول الفاروق رَفَعْتُ بَصَرِى فِى بَيْتِ رسول الله ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاَثَةٍ . فَقُلْتُ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا ، وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا . فَقَالَ « أَوَفِى شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا »
    ودخل أحدهم على عمر يعوده فإذا عليه قميص وسخ فقيل لفاطمة بنت عبد الملك زوج عمر بن عبد العزيز ،اغسلي قميص أمير المؤمنين ،قالت : نفعل إن شاء الله ، ثم عاد فإذا القميص على حاله فقال : يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين ؟ فإن الناس يعودونه ، فقالت : والله ما له قميصٌ غيره
    ودخل رجل على ملك الروم فرآه حزيناً فقال : ما شأن الملك ؟فقال : وما تدري ما حدث ؟ قال : ما حدث ؟ قال : مات الرجل الصالح ، قال من ، قال : عمر بن عبد العزيز ، ثم قال ملك الروم : لأحسب أنه لو كان أحد يحييى الموتى بعد عيسى بن مريم ، لأحياهم عمر بن عبد العزيز ، ثم قال : إني لست أعجب من الراهب أن أغلق بابه ورفض الدنيا ، وترهب وتعبد ، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب

    9. السرية
    { وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)} الكهف
    {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) }يوسف
    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) [15] ، (من سره أن يسلم فليلزم الصمت) [16].
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كلَّ ذي نعمةٍ محسود)[17]
    و جاء في مسند الامام احمد [عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بِالأَجْرَاسِ أَنْ تُقْطَعَ مِنْ أَعْنَاقِ الإِبِلِ يَوْمَ بَدْرٍ.]
    قال (صلى الله عليه وسلم): " استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان " [18]
    [ومن الأمثلة العلمية في ذلك اختيار اختيار دار الارقم بن ابي الارقم مقرا فقد كانت بعيدة عن اعين كفار قريش و مجالسهم كما أن لموقعها أسفل جبل الصفا، ميزة أخرى تضاف إلى الميزات الآنفة، فلو كانت في أعلاه، لأصبحت مكشوفة وسهلت مراقبتها ثم إن الدار ليس فيها موضع، يمكن أن يستغله أعداء الدعوة، فيطلعوا من خلاله على ما يدور بداخلها، وهذا مما يجعل ما بداخلها بعيدًا عن أعين الأعداء.. يضاف إلى ذلك، أن صاحبها الصحابي ( الأرقم )، لا يمكن أن يبوح بسر إعطائه هذه الدار للمؤمنين، هذا بخلاف ما إذا كانت الدار لكافر.
    ـ كما أن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه، ولم يعلن إسلامه بعد، فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه بداره.. أضف إلى ذلك أنه كان فتى عند إسلامه، فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عمره، ويوم تفكر قريش في البحث عن مركز التجمع الإسلامي، لا يتوقع أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، بل يتجه نظرها وتفكيرها إلى كبار الصحابة رضي الله عنهم.. هذا إلى جانب أن الأرقم من بني مخزوم، التي كانت تحمل لواء الحرب ضد بني هاشم، فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه، لصعب أن يكون اللقاء في داره، لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو .
    ويلاحظ أن هذه الدار كانت محاطة بالكتمان التام، ولم يرد ­فيما اطلعنا عليه­ أن قريشًا داهمت ذات يوم هذا المقر السري، بل أقصى ما توصلت إليه هو شكها أن يكون اللقاء في دارٍ عند الصفا.. ومما يدل على ذلك، أن قياديًا مثل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما أراد إعلان إسلامه، لم يعرف مكان النبي صلى الله عليه و سلم، فلو كانت تلك الدار معلومة لدى قريش، لما سأل عنها، بل لذهب إليها مباشرة.. وهذا يظهر مدى حرص الصحابة رضي الله عنهم على إخفاء خبر هذه الدار، فلم يبوحوا بها إلى أحد سوى المسلمين فقط.
    ـ ولعل تنظيم الدخول والخروج، من العوامل الهامة، التي ساعدت على الاحتفاظ بسرية المقر، فعملية الخروج والدخول إذا لم تنظم، تعتبر من أخطر الجوانب الأمنية، التي يؤدي إغفالها إلى كشف ومعرفة المقر.. وهذا التنظيم الدقيق، يظهر لنا من خلال موقفين:
    الأول ، لسيدنا علي مع سيدنا أبي ذر، رضي الله عنهما. فعندما أراد سيدنا عليّ أخذ سيدنا أبي ذر إلى دار الأرقم، لمقابلة الرسول صلى الله عليه و سلم، اتفق معه على مصطلح معين في حالة وجود مراقبة، أو متابعة من قِبَل الأعداء، فقال له: ( إن رأيت أحدًا أخافه عليك، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي )، وفي لفظ: ( كأني أريق الماء، فامض أنت ) . وبناء على هذا النص، يتجلى الاهتمام بعملية الذهاب إلى المقر، فهو يدل على أن عليًا بن أبي طالب، رضي الله عنه، كان يراقب الأعداء أثناء ذهابه إلى المقر، فإذا رأى من يراقبـه غيَّر وجهتـه، وأمـر أبا ذر ­هنا­ أن يغير وجهته، بقوله: ( فامض أنت).
    والموقف الثاني ، لأم جميل مع سيدنا أبي بكر رضي الله عنهما. فعندما أخذت أم جميل وأم الخير سيدنا أبا بكر رضي الله عنه، إلى دار الأرقم، قال ابن كثير: ( فأمهلتا ­أي أم جميل وأم الخير­ حتى إذا هدأت الرِّجْلُ، وسكن الناس، خرجتا به، يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه و سلم) .
    هذا السلوك، يعتبر قمة الاحتياط، لعملية الذهاب، ففي هذا الوقت، عندما تهدأ الأرجل، ويسكن الناس، تقل أو تنعدم المراقبة، وبالتالي يكون الذهاب إلى المقر محاطًا بالاحتياطات شبه التامة.
    ومن جوانب الحماية التي روعيت في دار الأرقم، تصميم الباب الذي ترك فيه شقوق ­أي فتحات­ يمكن من خلالها مشاهدة مَن بالخارج، ومعرفة هويته، ومن ثم يتم التصرف، وفقًا لذلك، ويظهر لنا ذلك في قصة إسلام سيدنا عمر رضي الله عنه، حين طرق الباب، فقبل أن يُفتح له، نظر أحد الصحابة من خلل الباب، فتأكد من هوية الطارق، بأنه عمر، جاء متقلدًا سيفه ، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه و سلم.. فوجود هذه الفتحات، ييسر معرفة الطارق.. ولكن هناك أمر لابد من مراعاته، هو أهمية تغطية هذه الفتحات من الداخل أو تصميمها بطريقة تمنع مَن بالخارج من رؤية الذي بالداخل، مثل ما تعارف الناس على تسميته اليوم ( بالعين السحرية ) .. وذلك حتى لا تكون هذه الفتحات ثغرات، يطلع من خلالها أعداء الدعوة على ما يدور بداخل المقر.
    ومن جوانب الحيطة أيضًا، التصرف السليم إبان حالات الطوارئ، وهو شيء ضروري وهام، ويعد مكملاً للالتزام بالمنهج الأمني، فإذا ظهر طارئ، بالرغم من الاحتياطات، يأتي هنا دور التصرف السليم لدرء هذا الطارئ، فما قام به النبي صلى الله عليه و سلم تجاه سيدنا عمر، حينما دخل دار الأرقم بن أبي الأرقم، يعد تصرفًا مهمًا ودقيقًا، يتناسب والموقف.. فساعة دخول سيدنا عمر رضي الله عنه، قام إليه النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائل سيفه، وقال: (
    ما أنت بمنته يا عمر، حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزله الله بالوليد؟
    ) .
    والحكمة من هذا التصرف، تظهر من أخذ النبي صلى الله عليه و سلم بمجامع ثوبه، وحمائل سيفه، ليمنعه من استخدام سلاحه، وفي ذات الوقت يسهل ردعه، إذا أبدى أي مقاومة، أضف إلى ذلك أسلوب الترهيب. ]
    [19]


    ومن الأمثلة العلمية في ذلك ايضا أنه صلى الله عليه وسلم لما أراد تأديب بني لحيان، الذين غدروا بدعاة المسلمين - وكان هؤلاء الدعاة ستة من كبار الصحابة - أظهر أنه يريد الشام. وتحرك فعلا بقواته شمالا، فلما اطمأن إلى انتشار أخبار تحركه إلى الشمال باتجاه الشام، عاد راجعا باتجاه مكة مسرعا في حركته حتى بلغ منازل بني لحيان.

    وقد ابتكر الرسول صلى الله عليه وسلم "الرسالة المكتومة"[20] مراعاة للسِّرِّية والأمن، وحرمان أعداء المسلمين من الحصول على المعلومات التي تفيدهم عن تحركات المسلمين وأهدافهم، فقد بعث صلوات الله وسلامه عليه سَرِيَّة من المهاجرين، قوامها اثنا عشر رجلا بقيادة عبد الله بن جحش الأسدي في مهمة استطلاعية في شهر رجب من السنة الثانية للهجرة، وسلمه رسالة "مكتومة" تحتوي على تفاصيل المهمة من حيث الهدف منها ومكانها وغير ذلك من التعليمات، وأمره ألا يفتحها إلا بعد أن يسير يومين.
    .

    وهذا ما أكده أستاذنا محمود شيت خطاب بقوله : ( لقد أمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) حماية قواته في كافة غزواته ، وبذل جهده لمنع العدو من الحصول على المعلومات ، وبذلك طبق مبدأ الأمن .. ودوريات الاستطلاع والطلائع التي كان يؤمنها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مسير الاقتراب وعند العودة من غزواته كان لغرض حماية قواته من مباغتة العدو لها ، كما حرص الرسول (صلى الله عليه وسلم) على المعلومات عن أعدائه بشتى الوسائل ، فقد حرص أيضاً على منع العدو من الحصول على المعلومات عن المسلمين بشتى الوسائل أيضاً ، والحق أن المتتبع لحياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) يعجب أشد الإعجاب بمعرفته الفائقة والسريعة بكل المعلومات الاستخبارية التي تهمه كقائد وتؤثر على المصلحة العامة للمسلمين ) .


    10. المرؤة
    قالت خديجة للحبيب محمد : إنك لتصل الرحم وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.[21]
    ولما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة ، فقال: أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر: أخرجنى قومي فأريد أن أسيح في الارض فأعبد ربى.
    فقال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج مثله، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلدك.

    [1] البخاري

    [2] كنز العمال

    [3] الحلية

    [4] كنز العمال

    [5] حسن رواة البيهقي و الطبراني

    [6] البخاري

    [7] لباب الاداب

    [8] السيرة لابن كثير

    [9] البخاري

    [10] ان من اسباب اقتدائنا برسول الله ان الله امرنا بهذا و انه بشر اذ لو كان لملك لقلنا : أنه يتحمل ما لا يتحمله بشر

    [11] الطيالسى ، وابن أبى شيبة ، وأحمد ، وأبو عبيدة فى الغريب ، والنسائى ، وأبو يعلى ، والحاكم ، وابن جرير وصححه ، والحارث ، والبيهقى فى الدلائل

    [12] مسلم

    [13] ابن جرير فى تهذيبه ، وأبو يعلى ، وابن منده ، وابن عساكر

    [14] احياء علوم الدين

    [15]متفق عليه

    [16]رواه البيهقي في شعب الإيمان

    [17] أخرجه السيوطي في الجامع الكبير، والطبراني في الكبير، وأبو نعييم في الحلية.


    [18]رواه الطبراني

    [19]في السيرة النبوية قراءة لجوانب الحذر و الحماية

    [20]يدعي الالمان أنهم أول من ابتكر الرساله المكتومة و لكن حقيقة ابتكار هذا الاسلوب أوضح من أن يمارى فيه , و هي أن الرسول كان أول من أبتكر هذا الاسلوب قبل أربعة عشر قرنا . الرسول القائد بقلم اللواء الركن محمود شيت خطاب

    [21] السيرة النبوية

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 8

    مهام القائد

    1. التخطيط
    تعريف التخطيط :"أرتكاب الاخطاء على الورق" و لابد للتخطيط من وضوح الهدف
    أن قضاء سبع ساعات في التخطيط أفضل من قضاء اسبوع بدون تخطيط




    و المتأمل للسيرة النبوية يجد التخطيط في كل خطوة من خطوات الدعوة
    تأمل في تخطيط النبي للهجرة و كيف أخفى موضوع الهجرة حتى عن سيدنا ابو بكر وكان أبو بكر حين استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقال له: لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا، قد طمع بأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يعنى نفسه.[1]
    عن عائشة أم المؤمنين، أنها قالت: كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت أبى بكر أحد طرفي النهار إما بكرة، وإما عشية.
    حتى إذا كان اليوم الذى أذن الله فيه رسول الله صلى عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهرى قومه أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها.
    قالت: فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة إلا لامر حدث.
    قالت: فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إلا أنا وأختى أسماء بنت أبى بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخرج عنى من عندك " قال: يا رسول الله إنما هما ابنتاى، وما ذاك فداك أبى وأمى ؟ قال: إن الله قد أذن لى في الخروج والهجرة.
    قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله ؟ قال: الصحبة.

    فاستأجرا عبدالله بن أرقط رجلا من بنى الديل بن بكر، وكانت أمه من بنى سهم بن عمرو، وكان مشركا، يدلهما على الطريق، ودفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.

    و تأمل في مسار الرحلة النبوية و كيف لم يسر في طريق المسافر الى المدينة و كيف أن غار ثور يقع عكس الاتجاه الذي يؤدى الى المدينة


    قال ابن إسحاق: ولم يعلم، فيما بلغني، بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا على بن أبى طالب وأبو بكر الصديق وآل أبى بكر.

    قال ابن إسحاق: ثم عمدا إلى غار بثور، جبل بأسفل مكة، فدخلاه.
    وأمر أبو بكر الصديق ابنه عبدالله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر.
    وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره، ثم يريحها عليهما إذا أمسى في الغار.
    فكان عبدالله بن أبى بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر.
    وكان عامر بن فهيرة يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبى بكر فاحتلبا وذبحا، فإذا غدا عبدالله بن أبى بكر من عندهما إلى مكة أتبع عامر ابن فهيرة أثره بالغنم يعفى عليه.[2]

    سُئل أحد الحكماء : ممن تعلمت الحكمة ؟! قال: من الرجل الضرير !؟
    لأنَّه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه .

    و التخطيط يكون بناء على معلومات مؤكدة , و اذا كانت المعلومات فاسدة كان التخطيط فاسد و كذلك التنفيذ فلا يستقيم الظل و العود اعوج
    يقول الله في من يقتل ابنه خوفا من حدث غير مؤكد و هو الفقر
    {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) }

    و التخطيط يشمل :-
    تحديد الاهداف
    توقع النتائج


    2. الشورى
    في عصرنا الحالي و في ظل تنوع المجالات و تشعبها , لو كانت الشورى مستحبة لأصبحت في حقنا فرض , فكيف و هى فرض؟؟

    { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي نَ } (آل عمران: 159).
    يقول الإمام النووي رحمه الله : "وتغنى هذه الآية عن كل شيء ، فإنه إذا أمرا لله سبحانه وتعالى في كتابه نصاً جليا نبيه صلى الله عليه وسلم بالمشاورة مع إنه أكمل الخلق فما الظن بغيره ؟ "
    {والذينَ استجابوا لربهم وأقاموا الصلوةَ وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقونَ} (38) (الشورى)

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (لابو الهيثم لما استضافه): هل لك خادم ؟ قال : لا ، قال : فإِذا أَتانا سَبْيٌ فائتِنا ، فأُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : اخْتَرْ منهما، فقال : يا نبي الله ، اخْتَرْ لي ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إن المُسْتَشَارَ مُؤتَمَنٌ ، خُذْ هذا ، فإني رَأَيتُه يُصلي ، واستَوصِ به معروفا ، فانطلق أبو الهيثم إِلى امرأته ، فأخبرها بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقالت امرأته : ما أنت بِبَالِغٍ فيه ما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلا أن تَعْتِقَه ، قال : فهو عتيق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إن الله لم يبعث نَبيّا ولا خليفة إِلا وله بِطَانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تأْلُوهُ خَبَالا ، ومن يُوقَ بطانةَ الشَّرِّ فقد وُقيَ».[3]
    عن عبد الرحمن بن غنم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى بنى قريظة قال له أبو بكر وعمر يا رسول الله إن الناس يزيدهم حرصا على الإسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا فانظر إلى الحلة التى أهداها لك سعد بن عبادة فالبسها ليرى المشركون اليوم عليك زيا حسنا قال أفعل وأيم الله لو أنكما تتفقان لى على أمر واحد ما عصيتكما فى مشورة أبدا ولقد ضرب لى ربى لكما مثلا لقد ضرب مثلكما فى الملائكة كمثل جبريل وميكائيل فأما ابن الخطاب فمثله فى الملائكة مثل جبريل إن الله لم يدمر أمة قط إلا بجبريل ومثله فى الأنبياء مثل نوح إذ قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ومثل ابن أبى قحافة فى الملائكة كمثل ميكائيل إذ يستغفر لمن فى الأرض ومثله فى الأنبياء كمثل إبراهيم إذ قال فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم ولو أنكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما ولكن شأنكما فى المشورة شتى كمثل جبريل وميكائيل ونوح وإبراهيم [4]
    رأي الجماعة لا تشقى البلاد به ... رغم الخلاف، ورأي الفرد يشقيها

    "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار "
    و قالوا " ما شقي عبد بمشورة ولا سعد من استغنى برأي"
    عن سمرة بن جندب قال : قال عمر : الرجال ثلاثة : رجل عفيف هين لين ذو رأى ومشورة ، فإذا نزل به أمر ائتمر رأيه ، وصدر الأمور مصادرها ، ورجل لا رأى له ، إذا أنزل به أمر أتى ذا الرأى والمشورة فنزل عند رأيه ، ورجل حائر باتر ، لا يتم رشدا ولا يطيع مرشدا [5]

    وقد قيل: الناس ثلاثة:
    رجل كامل -أي الكمال النسبي- وهو الذي له عقل ويستشير، ونصف رجل: وهو الذي له عقل ولا يستشير، والثالث: لا شيء، وهو الذي لا عقل له ولا يستشير .
    قال على رضى الله عنه نعم الموازنة المشاورة وبئس الاستعداد الاستبداد قال حكيم اجعل سرك الى واحد ومشورتك الى ألف وقيل ان من بدأ بالاستخارة واثنى بالاستشارة لحقيق ان لا يضل رأيه
    إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه
    وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور لبيبا ولا تعصه
    كان الإمام الزهري يقول للفتيان والشباب: "لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان، فاستشارهم، يبتغي حدة عقولهم"[6]

    قال الحسن البصري : ما تشاور قوم قط بينهم إلا هداهم الله لأفضل ما يحضرهم ، وفي لفظ : إلا عزم الله لهم بالرشد أو بالذي ينفع . [7]


    وقال بعض العقلاء : ما أخطأت قط !! إذا حزبني أمر شاورت قومي فعملت الذي يرون فإن أصبت فهم المصيبون وان أخطأت فهم المخطئون . [8]
    وقال البخاري: كان الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم "يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره" . [9]
    وقال ابن العربي : الشورى ألفة للجماعة ، ومسار للعقول ، وسبب إلى الصواب ، وما تشاور قوم إلا هدوا . [10]


    و كان رسول الله أكثر الناس شورى
    ففي يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشيروا على أيها الناس "[11] وَسَارَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى نَزَلَ عَشِيّا أَدْنَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ بَدْرٍ ، فَقَالَ أَشِيرُوا عَلَيّ فِي الْمَنْزِلِ فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا عَالِمٌ بِهَا وَبِقُلُبِهَا ، إنْ رَأَيْتَ أَنْ نَسِيرَ إلَى قُلُبٍ قَدْ عَرَفْنَاهَا ، فَهِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ عَذْبَةٌ فَنَنْزِلَ عَلَيْهَا وَنَسْبِقَ الْقَوْمَ إلَيْهَا وَنُغَوّرَ مَا سِوَاهَا مِنْ الْمِيَاهِ .[12]
    و قَالَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ يَا نَبِيّ اللّهِ أَلَا نَبْنِي لَك عَرِيشًا تَكُونُ فِيهِ نُعِدّ عِنْدَك رَكَائِبَك ، ثُمّ نَلْقَى عَدُوّنَا ، فَإِنْ أَعَزّنَا اللّهُ وَأَظْهَرَنَا عَلَى عَدُوّنَا ، كَانَ ذَلِكَ مَا أَحْبَبْنَا ، وَإِنْ كَانَتْ الْأُخْرَى ، جَلَسَتْ عَلَى رَكَائِبِك ، فَلَحِقَتْ بِمَنْ وَرَاءَنَا ، فَقَدْ تَخَلّفَ عَنْك أَقْوَامٌ يَا نَبِيّ اللّهِ مَا نَحْنُ بِأَشَدّ لَك حُبّا مِنْهُمْ وَلَوْ ظَنّوا أَنّك تَلْقَى حَرْبًا مَا تَخَلّفُوا عَنْك ، يَمْنَعُك اللّهُ بِهِمْ يُنَاصِحُونَكَ وَيُجَاهِدُونَ مَعَك : فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَيْرًا ، وَدَعَا لَهُ بِخَيْرِ . ثُمّ بُنِيَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَرِيشٌ فَكَانَ فِيهِ . [13]
    و في أحد شاورهم وقال فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدْعُوهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا ، فَإِنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرّ مُقَامٍ وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا[14]
    و في غزوة الاحزاب استشارهم فاشار سلمان الفارسي بحفر الخندق
    و في عمره الحديبية لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قريشاً تريد منعه عن البيت قال: أشيروا عليّ أيها الناس، أتريدون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه؟
    و أخذ بمشورة السيدة ام سلمة :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا.
    قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك.
    فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.[15]
    و تعلم منه صحابته ففي غزوه مؤته بلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضم إليهم من لخم وجذام والقين وبهراء وبلى مائة ألف منهم عليهم رجل من بلى يقال له مالك بن رافلة.
    فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا فاما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا بأمره فنمضى له قال فشجع الناس عبدالله بن رواحة وقال يا قوم والله إن الذى تكرهون للتى خرجتم لها تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولاقوة ولا كثرة وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به فانطلقوا فانما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة.[16]

    عن ميمون بن مهران قال : كان أبو بكر إذا ورد عليه خصم نظر فى كتاب الله فإن وجد فيه ما يقضى به قضى به بينهم وإن لم يجد فى كتاب الله نظر هل كانت من النبى - صلى الله عليه وسلم - فيه سنة فإن علمها قضى بها فإن لم يعلم خرج فسأل المسلمين فقال أتانى كذا وكذا فنظرت فى كتاب الله وفى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أجد فى ذلك شيئا فهل تعلمون أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قضى فى ذلك بقضاء فربما قام إليه الرهط فقالوا نعم قضى فيه بكذا وكذا فيأخذ بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول عند ذلك الحمد لله الذى جعل فينا من يحفظ عن نبينا وإن أعياه ذلك دعا رءوس المسلمين وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على الأمر قضى به وإن عمر بن الخطاب كان يفعل ذلك فإن أعياه أن يجد فى القرآن والسنة نظر هل كان لأبى بكر فيه قضاء فإن وجد أبا بكر قد قضى فيه بقضاء قضى به وإلا دعا رءوس المسلمين وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمعوا على أمر قضى بينهم[17]
    قال على بن ابي طالب :"ما فعل عثمان الذي فعل في المصاحف الا عن ملأ منا "[18]

    نموذج للمستبد :

    لما فتح الله على رسوله مكة مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض، فأشفقوا: أي خافوا أن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: قد فرغ لنا، فلا ناهية: أي لا مانع له دوننا، والرأي أن يغزونا، فحشدوا وبغوا وقالوا: والله إن محمداً لاقى قوماً لا يحسنون القتال، فأجمعت هوازن أمرها.ا هـ. أي جمعوا، وكان جماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصيري: أي بالصاد المهملة رضي الله تعالى عنه، فإنه أسلم بعد ذلك فاجتمع إليه من القبائل جموع كثيرة فيهم بنو سعد بن بكر وهم الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسترضعاً فيهم وحضر معهم دريد بن الصمة، وكان شجاعاً مجرّباً لكنه كبر أي لأنه بلغ مائة وعشرين سنة، وقيل مائة وخمسين، وقيل مائة وسبعين: أي وقيل قارب المائتين قاله ابن الجوزي، وقد عمي وصار لا ينتفع إلا برأيه ومعرفته بالحرب: أي لأنه كان صاحب رأي وتدبير ومعرفة بالحروب، وكان قائد ثقيف ورئيسهم كنانة بن عبد ياليل رضي الله تعالى عنه، فإنه أسلم بعد ذلك، وقيل قارب بن الأسود وكان سن مالك بن عوف إذ ذاك ثلاثين سنة، فأمر الناس بأخذ أموالهم ونسائهم وأبنائهم معهم، فلما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس وفيهم دريد بن الصمة، فقال دريد للناس: بأي واد أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال: نعم محل الخيل. وفي لفظ: مجال الخيل بالجيم لا حزن ضرس. والحزن: بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاي وبالنون: ما غلظ من الأرض. والضرس بكسر الضاد المعجمة وإسكان الراء وبالسين المهملة: ما صلب من الأرض، ولا سهل دهس. والسهل: ضدّ الحزن. والدهس بفتح الدال المهملة والهاء وبالسين المهملة: اللين كثير التراب، ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير بضم النون: أي صوتها، وبكاء الصغير، ويعار الشاء. واليعار بضم المثناة تحت وبالعين المهملة المخففة والراء: صوت الشاء: أي وخوار البقر أي صوتها، قالوا: ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم.
    قال ابن مالك: أي وكان توافق معه على أن لا يخالفه، فإنه قال له إنك تقاتل رجلاً كريماً قد أوطأ العرب، وخافته العجم، وأجلى يهود الحجاز، أي غالبهم، إما قتلاً، وإما خروجاً عن ذل وصغار، فقال له: لا نخالفنك في أمر تراه، فقيل له: هذا مالك، فقال: يا مالك أما إنك قد أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء، وخوار البقر؟ قال: سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم، قال: ولم؟ قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم، فأنقض به. قال أبو ذر: أي زجره كما تزجر الدابة، وهو أن يلصق اللسان بالحنك الأعلى ويصوت به، وهو معنى قول الأصل: أي صوّت بلسانه في فيه، ثم قال له: راعي. وفي لفظ: رويعي ضأن، والله ماله وللحرب، ثم أشار عليه برد الذرية والأموال وقال: هل يردّ المنهزم شيء؟ إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، ثم قال: ما فعلت كعب وكلب؟ قالوا: لم يشهدها منهم أحد، قال: غاب الحد والجد، الأول بفتح الحاء المهملة والثاني بالمعجمة مكسورة ضد الهزل، وبفتحها الحظ، لو كان يوم علا ورفعة ما غابا، ثم أشار عليه بأمور لم يقبلها مالك منه وقال: والله لا أطيعك، إنك قد كبرت وضعف رأيك، فقال دريد لهوازن: قد شرط يعني مالكاً أن لا يخالفني فقد خالفني، فأنا أرجع إلى أهلي فمنعوه، وقال مالك: والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري، وكره أن يكون لدريد فيها رأي أو ذكر، قالوا: أطعناك: أي ثم جعل النساء فوق الإبل وراء المقاتلة صفوفاً، ثم جعلوا الإبل صفوفاً والبقر والغنم وراء ذلك لئلا يفروا. وفي لفظ: صفت الخيل ثم الرجالة المقاتلة، ثم صفت النساء على الإبل، ثم صفت الغنم، ثم صفت النعم [19]



    و كثير من المديرين يجذبون اليهم من يميل رأيهم الى راى المدير , و يوافقونهم بلا مناقشة و كان الاسهل أن يحضروا ببغاءا او شريط تسجيل و يضمونه لمجلس الادارة
    و من المؤسف ان الرئيس السادات رحمه الله استشار جميع القادة في مجلس الحرب في مسئلة الثغرة الا سيادة الفريق الشاذلي لعلمه انه يخالفه في الرأى

    لقد كان هناك من أهل الحلم من يتظاهر برأى خاطئ ليرى من يوافقه من جلسائه فينحيه عنه
    عن الربيع بن زياد الحارثى : أنه وفد إلى عمر بن الخطاب فأعجبته هيئته ونحوه فشكى عمر طعاما غليظا أكله فقال الربيع : يا أمير المؤمنين إن أحق الناس بطعام لين ومركب لين وملبس لين لأنت ، فرفع عمر جريدة معه فضرب بها رأسه وقال أما والله ما أراك أردت بها الله وما أردت بها إلا مقاربتى ، إن كنت لأحسب أن فيك ويحك هل تدرى ما مثلى ومثل هؤلاء قال : وما مثلك ومثلهم قال : مثل قوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم فقالوا له : أنفق علينا ، فهل يحل له أن يستأثر منها بشىء قال : لا يا أمير المؤمنين قال : فكذلك مثلى ومثلهم [20]

    الا ترى الصحابه كيف يشير كل منهم على الحبيب محمد كل برأيه , فيشير ابو بكر بالعفو , و يشير عمر بالعقوبه .
    و يعترض سعد بن معاذ و سعد بن عباده بأدب بعد السؤال في الصلح مع غطفان له:" يا رسول الله أمرا نحبه فنصنعه أم شيئا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به أم شيئا تصنعه لنا " فلما تبين لهم أنه شئ صنعه النبي لهم طلبوا منه الا يتم الصلح
    و لا يذوب شخصية أحد في شخصية القائد او المدير الا كان في هذا نكسه و خساره



    و الشورى تكون مع تقريب احد العلم و الفضل
    أمرعمر بن الخطاب ابو عبيدة بن مسعود أن يستشير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يستشير سليط بن قيس فإنه رجل باشر الحروب[21]

    مزايا الشورى

    1. أحساس أعضاء الفريق ان القرار قراراهم
    2. التوصل لأفضل الاراء
    3. تحمل المسؤولية مشاركة
    4. اعداد قادة بأمكانهم اتخاذ القرار







    5. التنظيم
    كل شخص في المنظومة يعلم ما له و ما عليه و ما هو المطلوب منه و ما هو السلم الاداري
    و حين يفوض احد المهام يوضح "من القائد" و ما هى المهام المطلوبة على الا يتعدد القاده في نفس الوقت
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن قتل عبدالله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم ".[22]


    [1] السيرة النبوية ل بن كثير

    [2] سيرة بن كثير

    [3] الترمذي

    [4] كنز العمال

    [5] ابن أبى شيبة ، وابن أبى الدنيا فى كتاب الأشراف ، والخرائطى فى مكارم الأخلاق ، والبيهقى فى شعب الإيمان

    [6] جامع بيان العلم لابن عبدالبر

    [7] فتح الباري 13/340، وقال ابن حجر: أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي حاتم بسند قوي.

    [8] تفسير القرطبي 16/37.

    [9] الصحيح ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب(28).

    [10] أحكام القرآن 4/1868.

    [11] السيرة النبوية

    [12] زاد المعاد

    [13] الروض الانف

    [14] سيرة بن هشام

    [15] السيرة النبوية لابن كثير

    [16] عيون الاثر

    [17] الدارمي و البيهقي

    [18] فتح الباري

    [19] السية الحلبية

    [20] بن سعد

    [21] البداية و النهاية

    [22] سيرة بن كثير

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 9

    تكملة مهام القائد

    1. التفويض
    {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)}
    { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }
    قال الامام بن تيمية . وَإِذَا كَانَتْ الْآيَةُ قَدْ أَوْجَبَتْ أَدَاءَ الْأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وَالْحُكْمَ بِالْعَدْلِ : فَهَذَانِ جِمَاعُ السِّيَاسَةِ الْعَادِلَةِ وَالْوِلَايَةِ الصَّالِحَةِ .
    فَصْلٌ أَمَّا أَدَاءُ الْأَمَانَاتِ فَفِيهِ نَوْعَانِ . أَحَدُهُمَا الْوِلَايَاتُ : وَهُوَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ . فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ وَتَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ مِنْ بَنِي شَيْبَةَ طَلَبَهَا مِنْهُ الْعَبَّاسُ . لِيَجْمَعَ لَهُ بَيْنَ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَسِدَانَةِ الْبَيْتِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ فَدَفَعَ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ إلَى بَنِي شَيْبَةَ . فَيَجِبُ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ أَنْ يُوَلِّيَ عَلَى كُلِّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ أَصْلَحَ مَنْ يَجِدُهُ لِذَلِكَ الْعَمَلِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَوَلَّى رَجُلًا وَهُوَ يَجِدُ مَنْ هُوَ أَصْلَحُ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } . وَفِي رِوَايَةٍ : { مَنْ وَلَّى رَجُلًا عَلَى عِصَابَةٍ وَهُوَ يَجِدُ فِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَخَانَ الْمُؤْمِنِينَ } رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ . وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ : لِابْنِ عُمَرَ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَوَلَّى رَجُلًا لِمَوَدَّةِ أَوْ قَرَابَةٍ بَيْنَهُمَا فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُسْلِمِين َ " . وَهَذَا وَاجِبٌ عَلَيْهِ . فَيَجِبُ عَلَيْهِ الْبَحْثُ عَنْ الْمُسْتَحِقِّي نَ لِلْوِلَايَاتِ مِنْ نُوَّابِهِ عَلَى الْأَمْصَارِ ؛ مِنْ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ هُمْ نُوَّابُ ذِي السُّلْطَانِ وَالْقُضَاةِ وَنَحْوِهِمْ وَمِنْ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ وَمُقَدِّمِي الْعَسَاكِرِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ وَوُلَاةِ الْأَمْوَالِ : مِنْ الْوُزَرَاءِ وَالْكُتَّابِ وَالشَّادِينَ وَالسُّعَاةِ عَلَى الْخَرَاجِ وَالصَّدَقَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَمْوَالِ الَّتِي لِلْمُسْلِمِينَ . وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَنْ يَسْتَنِيبَ وَيَسْتَعْمِلَ أَصْلَحَ مَنْ يَجِدُهُ ؛ وَيَنْتَهِي ذَلِكَ إلَى أَئِمَّةِ الصَّلَاةِ وَالْمُؤَذِّنِي نَ وَالْمُقْرِئِين َ وَالْمُعَلِّمِي نَ وَأُمَرَاءِ الْحَاجِّ وَالْبَرَدِ وَالْعُيُونِ الَّذِينَ هُمْ الْقُصَّادُ وَخُزَّانِ الْأَمْوَالِ وَحُرَّاسِ الْحُصُونِ وَالْحَدَّادِين َ الَّذِينَ هُمْ الْبَوَّابُونَ عَلَى الْحُصُونِ وَالْمَدَائِنِ وَنُقَبَاءِ الْعَسَاكِرِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ وَعَرْفَاءِ الْقَبَائِلِ وَالْأَسْوَاقِ وَرُؤَسَاءِ الْقُرَى الَّذِينَ هُمْ " الدَّهَاقِينُ " . فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَغَيْرِهِمْ أَنْ يَسْتَعْمِلَ فِيمَا تَحْتَ يَدِهِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ أَصْلَحَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَلَا يُقَدِّمُ الرَّجُلَ لِكَوْنِهِ طَلَبَ الْوِلَايَةَ أَوْ سَبَقَ فِي الطَّلَبِ ؛ بَلْ يَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لِلْمَنْعِ ؛ فَإِنَّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّ قَوْمًا دَخَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ وِلَايَةً ؛ فَقَالَ : إنَّا لَا نُوَلِّي أَمْرَنَا هَذَا مَنْ طَلَبَهُ } . { وَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّك إنْ أُعْطِيتهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْت عَلَيْهَا ؛ وَإِنْ أُعْطِيتهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْت إلَيْهَا } أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَنْ طَلَبَ الْقَضَاءَ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ وُكِلَ إلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يَطْلُبْ الْقَضَاءَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ ؛ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ } . رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنُ . فَإِنْ عَدَلَ عَنْ الْأَحَقِّ الْأَصْلَحِ إلَى غَيْرِهِ لِأَجْلِ قَرَابَةٍ بَيْنَهُمَا أَوْ وَلَاءِ عَتَاقَةٍ أَوْ صَدَاقَةٍ أَوْ مُرَافَقَةٍ فِي بَلَدٍ أَوْ مَذْهَبٍ أَوْ طَرِيقَةٍ أَوْ جِنْسٍ : كَالْعَرَبِيَّة ِ وَالْفَارِسِيَّ ةِ وَالتُّرْكِيَّة ِ وَالرُّومِيَّةِ ؛ أَوْ لَرِشْوَةٍ يَأْخُذُهَا مِنْهُ مِنْ مَالٍ أَوْ مَنْفَعَةٍ ؛ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ أَوْ لِضَغَنِ فِي قَلْبِهِ عَلَى الْأَحَقِّ أَوْ عَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا ؛ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِين َ وَدَخَلَ فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ فِي قَوْله تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ثُمَّ قَالَ : { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } . فَإِنَّ الرَّجُلَ لِحُبِّهِ لِوَلَدِهِ أَوْ لِعَتِيقِهِ قَدْ يُؤْثِرُهُ فِي بَعْضِ الْوِلَايَاتِ أَوْ يُعْطِيهِ مَا لَا يَسْتَحِقُّهُ ؛ فَيَكُونُ قَدْ خَانَ أَمَانَتَهُ ؛ وَكَذَلِكَ قَدْ يُؤْثِرُهُ زِيَادَةً فِي مَالِهِ أَوْ حِفْظِهِ ؛ بِأَخْذِ مَا لَا يَسْتَحِقُّهُ أَوْ مُحَابَاةِ مَنْ يُدَاهِنُهُ فِي بَعْضِ الْوِلَايَاتِ . فَيَكُونُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَخَانَ أَمَانَتَهُ . ثُمَّ إنَّ الْمُؤَدِّيَ لِلْأَمَانَةِ مَعَ مُخَالَفَةِ هَوَاهُ يُثَبِّتُهُ اللَّهُ فَيَحْفَظُهُ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بَعْدَهُ وَالْمُطِيعُ لِهَوَاهُ يُعَاقِبُهُ اللَّهُ بِنَقِيضِ قَصْدِهِ فَيُذِلُّ أَهْلَهُ وَيُذْهِبُ مَالَهُ . وَفِي ذَلِكَ الْحِكَايَةُ الْمَشْهُورَةُ ؛ أَنَّ بَعْضَ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ سَأَلَ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ أَنْ يُحَدِّثَهُ عَمَّا أَدْرَكَ فَقَالَ : أَدْرَكْت عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؛ قِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقْفَرْت أَفْوَاهَ بَنِيك مِنْ هَذَا الْمَالِ وَتَرَكْتهمْ فُقَرَاءَ لَا شَيْءَ لَهُمْ - وَكَانَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ - فَقَالَ : أَدْخِلُوهُمْ عَلَيَّ ؛ فَأَدْخَلُوهُمْ ؛ وَهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا لَيْسَ فِيهِمْ بَالِغٌ فَلَمَّا رَآهُمْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : يَا بَنِيَّ وَاَللَّهِ مَا مَنَعْتُكُمْ حَقًّا هُوَ لَكُمْ وَلَمْ أَكُنْ بِاَلَّذِي آخُذُ أَمْوَالَ النَّاسِ فَأَدْفَعَهَا إلَيْكُمْ ؛ وَإِنَّمَا أَنْتُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ : إمَّا صَالِحٌ فَاَللَّهُ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ؛ وَإِمَّا غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا أُخَلِّفُ لَهُ مَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ قُومُوا عَنِّي . قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْت بَعْضَ بَنِيهِ حَمَلَ عَلَى مِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ يَعْنِي أَعْطَاهَا لَمِنْ يَغْزُو عَلَيْهَا . قُلْت : هَذَا وَقَدْ كَانَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَقْصَى الْمَشْرِقِ بِلَادِ التُّرْكِ إلَى أَقْصَى الْمَغْرِبِ بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ وَغَيْرِهَا وَمِنْ جَزَائِرِ قُبْرُصَ وَثُغُورِ الشَّامِ وَالْعَوَاصِمِ كطرسوس وَنَحْوِهَا إلَى أَقْصَى الْيَمَنِ . وَإِنَّمَا أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٌ مِنْ أَوْلَادِهِ مِنْ تَرِكَتِهِ شَيْئًا يَسِيرًا يُقَالُ : أَقَلُّ مِنْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا - قَالَ وَحَضَرْت بَعْضَ الْخُلَفَاءِ وَقَدْ اقْتَسَمَ تَرِكَتَهُ بَنُوهُ فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِتّمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ ؛ وَلَقَدْ رَأَيْت بَعْضَهُمْ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ - أَيْ يَسْأَلُهُمْ بِكَفِّهِ - وَفِي هَذَا الْبَابِ مِنْ الْحِكَايَاتِ وَالْوَقَائِعِ الْمُشَاهَدَةِ فِي الزَّمَانِ وَالْمَسْمُوعَة ِ عَمَّا قَبْلَهُ ؛ مَا فِيهِ عِبْرَةٌ لِكُلِّ ذِي لُبٍّ . وَقَدْ دَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ الْوِلَايَةِ أَمَانَةٌ يَجِبُ أَدَاؤُهَا فِي مَوَاضِعَ : مِثْلَ مَا تَقَدَّمَ وَمِثْلَ { قَوْلِهِ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْإِمَارَةِ : إنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا إضَاعَتُهَا ؟ قَالَ : إذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ } . وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَعْنَى هَذَا ؛ فَإِنَّ وَصِيَّ الْيَتِيمِ وَنَاظِرَ الْوَقْفِ وَوَكِيلَ الرَّجُلِ فِي مَالِهِ ؛ عَلَيْهِ أَنْ يَتَصَرَّفَ لَهُ بِالْأَصْلَحِ فَالْأَصْلَحِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } . وَلَمْ يَقُلْ إلَّا بِاَلَّتِي هِيَ حَسَنَةٌ . وَذَلِكَ لِأَنَّ الْوَالِيَ رَاعٍ عَلَى النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ رَاعِي الْغَنَمِ ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ؛ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ ؛ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْوَلَدُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ؛ وَالْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ؛ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ } . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَا مِنْ رَاعٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهَا إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَدَخَلَ أَبُو مُسْلِمٍ الخولاني عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَجِيرُ ؛ فَقَالُوا : قُلْ السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَمِيرُ . فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَجِيرُ . فَقَالُوا : قُلْ : السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَمِيرُ . فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَجِيرُ . فَقَالُوا قُلْ السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَمِيرُ . فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا الْأَجِيرُ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : دَعُوا أَبَا مُسْلِمٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ . فَقَالَ : إنَّمَا أَنْتَ أَجِيرٌ اسْتَأْجَرَك رَبُّ هَذِهِ الْغَنَمِ لِرِعَايَتِهَا ؛ فَإِنْ أَنْتَ هَنَأْت جَرْبَاهَا وَدَاوَيْت مَرْضَاهَا وَحَبَسْت أُولَاهَا عَلَى أُخْرَاهَا : وَفَاك سَيِّدُهَا أَجْرَك وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَهْنَأْ جَرْبَاهَا وَلَمْ تداو مَرْضَاهَا ؛ وَلَمْ تَحْبِسْ أُولَاهَا عَلَى أُخْرَاهَا عَاقَبَك سَيِّدُهَا . وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي الِاعْتِبَارِ ؛ فَإِنَّ الْخَلْقَ عِبَادُ اللَّهِ وَالْوُلَاةُ نُوَّابُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَهُمْ وُكَلَاءُ الْعِبَادِ عَلَى نُفُوسِهِمْ ؛ بِمَنْزِلَةِ أَحَدِ الشَّرِيكَيْنِ مَعَ الْآخَرِ ؛ فَفِيهِمْ مَعْنَى الْوِلَايَةِ وَالْوِكَالَةِ ؛ ثُمَّ الْوَلِيُّ وَالْوَكِيلُ متى اسْتَنَابَ فِي أُمُورِهِ رَجُلًا وَتَرَكَ مَنْ هُوَ أَصْلَحَ لِلتِّجَارَةِ أَوْ الْعَقَارِ مِنْهُ وَبَاعَ السِّلْعَةَ بِثَمَنِ وَهُوَ يَجِدُ مَنْ يَشْتَرِيهَا بِخَيْرِ مِنْ ذَلِكَ الثَّمَنِ ؛ فَقَدْ خَانَ صَاحِبَهُ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ بَيْنَ مَنْ حَابَاهُ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ أَوْ قَرَابَةٌ فَإِنَّ صَاحِبَهُ يُبْغِضُهُ وَيَذُمُّهُ وَيَرَى أَنَّهُ قَدْ خَانَهُ وَدَاهَنَ قَرِيبَهُ أَوْ صَدِيقَهُ . فَصْلٌ إذَا عُرِفَ هَذَا فَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ إلَّا أَصْلَحَ الْمَوْجُودِ وَقَدْ لَا يَكُونُ فِي مَوْجُودِهِ مَنْ هُوَ أَصْلَحُ لِتِلْكَ الْوِلَايَةِ فَيَخْتَارُ الْأَمْثَلَ فَالْأَمْثَلَ فِي كُلِّ مَنْصِبٍ بِحَسْبِهِ وَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بَعْدَ الِاجْتِهَادِ التَّامِّ وَأَخَذَهُ لِلْوِلَايَةِ بِحَقِّهَا فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَقَامَ بِالْوَاجِبِ فِي هَذَا وَصَارَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ أَئِمَّةِ الْعَدْلِ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ ؛ وَإِنْ اخْتَلَّ بَعْضُ الْأُمُورِ بِسَبَبِ مِنْ غَيْرِهِ إذَا لَمْ يُمْكِنْ إلَّا ذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } وَيَقُولُ : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا } وَقَالَ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ } وَقَالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ } فَمَنْ أَدَّى الْوَاجِبَ الْمَقْدُورَ عَلَيْهِ فَقَدْ اهْتَدَى : وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ } أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ؛ لَكِنْ إنْ كَانَ مِنْهُ عَجْزٌ بِلَا حَاجَةٍ إلَيْهِ أَوْ خِيَانَةٍ عُوقِبَ عَلَى ذَلِكَ . وَيَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ الْأَصْلَحَ فِي كُلِّ مَنْصِبٍ فَإِنَّ الْوِلَايَةَ لَهَا رُكْنَانِ : الْقُوَّةُ وَالْأَمَانَةُ . كَمَا قَالَ تَعَالَى : { إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } وَقَالَ صَاحِبُ مِصْرَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إنَّك الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ جِبْرِيلَ : { إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } { ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ } { مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } . وَالْقُوَّةُ فِي كُلِّ وِلَايَةٍ بِحَسْبِهَا ؛ فَالْقُوَّةُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ تَرْجِعُ إلَى شَجَاعَةِ الْقَلْبِ وَإِلَى الْخِبْرَةِ بِالْحُرُوبِ وَالْمُخَادَعَة ِ فِيهَا ؛ فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ وَإِلَى الْقُدْرَةِ عَلَى أَنْوَاعِ الْقِتَالِ : مِنْ رَمْيٍ وَطَعْنٍ وَضَرْبٍ وَرُكُوبٍ وَكَرٍّ وَفَرٍّ وَنَحْوِ ذَلِكَ ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { ارْمُوا وَارْكَبُوا وَإِنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا وَمَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَلَيْسَ مِنَّا } وَفِي رِوَايَةٍ : { فَهِيَ نِعْمَةٌ جَحَدَهَا } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَالْقُوَّةُ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ تَرْجِعُ إلَى الْعِلْمِ بِالْعَدْلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِلَى الْقُدْرَةِ عَلَى تَنْفِيذِ الْأَحْكَامِ . وَالْأَمَانَةُ تَرْجِعُ إلَى خَشْيَةِ اللَّهِ وَأَلَّا يَشْتَرِيَ بِآيَاتِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا وَتَرَكَ خَشْيَةَ النَّاسِ ؛ وَهَذِهِ الْخِصَالُ الثَّلَاثُ الَّتِي أَخَذَهَا اللَّهُ عَلَى كُلِّ مَنْ حَكَمَ عَلَى النَّاسِ ؛ فِي قَوْله تَعَالَى { فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } . وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ : قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ . فَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِخِلَافِهِ فَهُوَ فِي النَّارِ . وَرَجُلٌ قَضَى بَيْنَ النَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ . وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ } رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ . وَالْقَاضِي اسْمٌ لِكُلِّ مَنْ قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ وَحَكَمَ بَيْنَهُمَا سَوَاءٌ كَانَ خَلِيفَةً أَوْ سُلْطَانًا أَوْ نَائِبًا أَوْ وَالِيًا ؛ أَوْ كَانَ مَنْصُوبًا لِيَقْضِيَ بِالشَّرْعِ أَوْ نَائِبًا لَهُ حَتَّى مَنْ يَحْكُمُ بَيْنَ الصِّبْيَانِ فِي الْخُطُوطِ . إذَا تَخَايَرُوا . هَكَذَا ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ظَاهِرٌ .[1]
    أن القائد حريص على أيجاد قاده يحملون الراية من بعده و لهذا نجده يفوض المهام الى من يلتمس فيهم النجابه , و يرشدهم و يوجههم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعه العقبه الثانية : " أخرجوا إلى منكم اثنى عشر نقيبا، يكونون على قومهم بما فيهم ".
    فأخرجوا منهم اثنى عشر نقيبا، تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس.[2]
    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي.[3]
    قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ آتِيَهُ بِمُدْيَةٍ وَهِىَ الشَّفْرَةُ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَرْسَلَ بِهَا فَأُرْهِفَتْ ثُمَّ أَعْطَانِيهَا وَقَالَ « اغْدُو عَلَىَّ بِهَا ». فَفَعَلْتُ فَخَرَجَ بِأَصْحَابِهِ إِلَى أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ وَفِيهَا زُقَاقُ خَمْرٍ قَدْ جُلِبَتْ مِنَ الشَّامِ فَأَخَذَ الْمُدْيَةَ مِنِّى فَشُقَّ مَا كَانَ مِنْ تِلْكَ الزِّقَاقِ بِحَضْرَتِهِ ثُمَّ أَعْطَنِيهَا وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَنْ يَمْضُوا مَعِى (تعين قائد و تفويضه) وَأَنْ يُعَاوِنُونِى وَأَمَرَنِى أَنْ آتِىَ الأَسْوَاقَ كُلَّهَا فَلاَ أَجِدُ فِيهَا زِقَّ خَمْرٍ إِلاَّ شَقَقْتُهُ(مهمه محدده) فَفَعَلْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ فِى أَسْوَاقِهَا زِقًّا إِلاَّ شَقَقْتُهُ.[4]
    حض علي بن ابي طالب أصحابه على الجهاد، فسكتوا ملياً، فقال: مالكم أمخرسون أنتم ؟ قال قوم منهم: يا أمير المؤمنين إن سرت سرنا معك. فقال عليه السلام: مالكم لا سددتم لرشد، ولا هديتم لقصد، أفي مثل هذا ينبغي أن أخرج.؟ إنما يخرج في مثل هذا رجل ممن أرضاه من شجعانكم وذوي بأسكم، ولا لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين، ثم اخرج في كتيبة اتبع أخرى أتقلقل تقلقل القدح في الجفير الفارغ، وإنما أنا قطب الرحى تدور علي وأنا مكاني، فإذا فارقته استحار مدارها، واضطرب ثفالها، هذا لعمر الله الرأي السوء.[5]
    و درب الرسول 216 قائدا عسكريا يشار لهم بالبنان
    و كان يختار من لدية المؤهلات القيادية
    و هو القائل {ومن ولى واليًا من المسلمين شيئًا من أمور المسلمين وهو يعلم أن فى المسلمين من هو خير للمسلمين منه وأعلم بكتاب الله وسنة رسوله ( فقد خان الله ورسوله وخان جماعة المسلمين ومن ولى شيئًا من أمور المؤمنين لم ينظر الله له فى شىء من أموره حتى يقوم بأمورهم ويقضى حوائجهم}[6]
    و عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حِينَ بَعَثَنِى إِلَى الشَّامِ يَا يَزِيدُ إِنَّ لَكَ قَرَابَةً عَسَيْتَ أَنْ تُؤْثِرَهُمْ بِالإِمَارَةِ وَذَلِكَ أَكْبَرُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَداً مُحَابَاةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ وَمَنْ أَعْطَى أَحَداً حِمَى اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَكَ فِى حِمَى اللَّهِ شَيْئاً بِغَيْرِ حَقِّهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ». أَوْ قَالَ « تَبَرَّأَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ »[7]
    و لا ننسى قول الرسول لابو ذر (( يا أبا ذر إنك ضعيف- مواجهة ومصارحة - إنك ضعيف وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خري وندامة ، إلا من أخذها بحقها ووفى الذي عليه فيها ))


    و كان يصوب لمن يفوض اليهم أمرا من الامور و يعلمهم
    أقبل رجل من الأنصار ومعه ناضحان له وقد جنحت الشمس ومعاذ يصلي المغرب فدخل معه الصلاة فاستفتح معاذ البقرة أو النساء فلما رأى الرجل ذلك صلى ثم خرج قال فبلغه ان معاذا نال منه قال حجاج ينال منه قال فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال أفتان أنت يا معاذ أفتان أنت يا معاذ فلولا قرأت سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها فصلى وراءك الكبير وذو الحاجة والضعيف[8]
    « أَنَّ رَجُلا خَطِبَ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: مَنْ يُطِع الله ورسولَه فقد رشَد، ومن يَعْصِهما فقد غَوَى ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : بئس الخطيب أنت ، قل: وَمَنْ يَعْصِ الله ورسوله ». [9]
    كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز: إني شيخ كبير رقيق، كلفتني أن أقضي بين الناس - وكان على الخراج والقضاء بالجزيرة - فكتب إليه: إني لم أكلفك ما يُعنِّيك، اِجب الطيبَ من الخراج، واقض بما استبان لك، فإذا لَبِّس عليك شيءٌ، فارفعه إلي، فإن الناس لو كان إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه، لم يقم دين ولا دنيا.[10]
    و خرج عمرو بن العاص إلى بَطْرِيقٍ عُنة فى نفر من أصحابه فقال له البطريق : مرحبا بك وأجلسه معه على سريره وحادثه وأطال ، ثم كلمه بكلام كثير وحاجه عمرو ودعاه إلى الإسلام ، فلما سمع البطريق كلامه وبيانه وآدابه قال بالرومية : يا معشر الروم أطيعونى اليوم واعصونى الدهر ، هذا أمير القوم ألا ترون كلما كلمته كلمة أجابنى عن نفسه لا يقول : أشاور أصحابى ، وأذكر لهم ما عرضت على فليس إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا : فتختلف العرب بيننا وبين أمرهم ، فقال من حوله من الروم ليس هذا برأى ، وكان قد دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الروم ، فألقى إلى عمرو ما قال الملك ، وخرج عمرو من عنده فلما خرج من الباب كبر وقال : لا أعود لمثل هذا أبدا ، وأعظم القوم ذلك وحمدوا الله على مارزقوا من السلامة ، وكتب عمرو بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر الحمد لله على إحسانه إلينا وإياك والتغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين فى هذا وشبهه بحسب العلج منهم أن يتكلم من مكان سواء بينك وبينه فتأمن غائلته ويكون أكسر له فلما قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر رحم عليه ، ثم قال : ما الأب البر لولده بأبر من عمر بن الخطاب لرعيته [11]


    و خير ادارة المدير الذي يفوض و يقول لمرؤوسية :"لا تأتى الا بالمشاكل التى تعجز عن حلها و لا تأتى بمشكلة الا و قد درستها جيدا و بحثت عن حلول فأحدد لك بالخبرة أنسب الحلول "
    هذه هي القيادة الصحيحة لا القيادة التى تتولى كل أمر و يتدخل لحل كل مشكلة .
    و الا فما معنى تفويض الامر الى شخص يعود الى كل خمس دقائق لينقل المشاكل للمدير لحلها

    و ارسل عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة الى سعد بن ابي وقاص فخرج إليه سعد فأراده على الدخول والنزول فأبى وعرض عليه نفقة فلم يأخذ ودفع كتاب عمر إلى سعد ..... ورجع محمد بن مسلمة من فوره حتى إذا دنا من المدينة فنى زاده فتبلغ بلحاء من لحاء الشجر فقدم على عمر وقد سنق فأخبره خبره كله فقال فهلا قبلت من سعد فقال لو أردت ذلك كتبت لي به أو أذنت لي فيه فقال عمر إن أكمل الرجال رأيا من إذا لم يكن عنده عهد من صاحبه عمل بالحزم أو قال به [12] يلمح الى خطأ انتظار الاوامر في كل أمر من القائد
    اشت الروم وغزوا المسلمين براً وبحراً فاستعمل معاوية على الصائفة [13] عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فلما كتب له عهده قال‏:‏ ما أنت صانع بعهدي قال‏:‏ أتخذه إماماً لا أعصيه
    قال‏:‏ اردد علي عهدي‏.‏
    ثم بعث إلى سفيان بن عوف الغامدي فكتب له عهده ثم قال له‏:‏ ما أنت صانع بعهدي قال‏:‏ أتخذه إماماً أمام الحزم فإن خالفه خالفته‏.‏
    فقال معاوية‏:‏ هذا الذي لا يكفكف من عجلة ولا يدفع في ظهره من خور ولا يضرب على الأمور ضرب الجمل الثفال‏.‏[14]

    ارسل عمر بن عبدالعزيز بكتابة إلى عروة بن محمد - وكان عاملا على اليمن-:" أما بعد، فإني أكتب إليك آمرك أن ترد على المسلمين مظالمهم، فتراجعني، ولا تعرف بعد المسافة ما بيني وبينك، ولا تعرف أحداث الموت، حتى لو كتبت إليك أن اردد على مسلم مظلمة شاة، لكتبت : أرددها عفراء أو سوداء!، فانظر أن ترد على المسلمين مظالمهم، ولا تراجعني"[15]

    كتب عمر بن عبد العزيز ل عدي بن أرطاة و قد ارسل يسئلة في أمر شرعي :"أما بعد، فإنك لا تزال تعني إلي رجلا - أي تتعبه- من المسلمين في الحر والبرد، تسألني عن السنَة، كأنك إنما تعظمني بذلك، وايم الله لحسبك بالحسن- أي البصري- ، فإذا أتاك كتابي هذا فسل الحسن لي ولك وللمسلمين..."[16]

    قال على بن أبي طالب: «ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارًا ولا تولهم محاباة وأثرة، فإنها جماع شعب الجور واليانة، وتوخَّ منهم أهل التجربة والحياء، أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام المتقدمة، فإنهم أكرم أخلاقًا وأصح أعراضًا، وأقل في المطامع إشرافًا، وأبلغ في عواقب الأمور نظرًا، ثم أسبغ عليهم الأرزاق, فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك, ثم تفقد أعمالهم، وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم، فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية، وتحفظ من الأعوان، فإنْ أحد منهم بسط يده إلى الخيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك, اكتفيت بذلك شاهدًا، فبسطت عليه العقوبة في بدنه، وأخذته بما أصاب من عمله، ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانة، وقلدته عار التهمة». [17]
    وهذه التربية بالعقاب والثواب تحدث عنها القرآن الكريم وتتضح معالمها جلية في قصة ذي القرنين في قوله تعالى:" قَالَأَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ` وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" [الكهف: 87، 88].
    { إن هذا القرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما} (الإسراء:10,9)
    { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
    و المدير الفاشل هو الذي يخاف من وجود الكفاءات حوله
    و القائد الناجح هو الذي يبحث عنهم و يجذبهم اليه و يدربهم و يفوض المهام اليهم
    و تأمل إن شئت في قول سيدنا موسى :
    {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) }
    و التفويض في الاسلام ليس اسميا بل حقيقه
    و تأمل في فعل الصديق امير المؤمنين حين يستأذن اسامه بن زيد (أحد قواده) في ترك عمر بن الخطاب (جندي في جيش اسامة) و لم يأخذه بغير اذن :"أن رأيت ان تعيننى بعمر فأفعل"

    و التفويض يكون في السلطات و ليس في المسؤولية
    قال عمر بن الخطاب " أيما عامل لي ظلم أحدا فبلغتني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته"[18]
    و قال سيدنا عثمان " أما بعد، فإني آخذ عمالي بموافاتي كل موسم، وقد رفع إلي أهل المدينة أن أقواما يشتمون ويضربون فمن ادعى شيئا من ذلك فليواف الموسم يأخذ حقه حيث كان مني أو من عمالي، وتصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين"


    و يعزل و يعاقب ان ثبت عليه التقصير او خطأ يخل بعمله
    روى أن النعمان بن عدى بن نضلة كان عاملا لعمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال:
    من مبلغ الحسناء أن حليلها * * بميسان يسقى في زجاج وحنتم
    إذا شئت غنتني دهاقين قرية * * ورقاصة تجذو على كل منسم
    فإن كنت ندمانى فبالا كبر أسقني * * ولا تسقنى بالاصغر المتثلم
    لعل أمير المؤمنين يسوءه * * تنادمنا بالجوسق المتهدم
    فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه بالقدوم عليه.
    وقال: إى والله إنى ليسوءني ذلك.
    فقال: يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا مما قلت، وإنما كانت فضلة من القول، وقد قال الله تعالى: " والشعرا يتبعهم الغاوون.
    ألم تر أنهم في كل واد يهيمون.
    وأنهم يقولون ما لا يفعلون " فقال له عمر: أما عذرك فقد درأ عنك الحد، ولكن لا تعمل لى عملا أبدا وقد قلت ما قلت.

    قال أبو فراس [ الربيع بن زياد] رحمه الله : خَطَبنا عمرُ بنُ الخطاب - رضي الله عنه - ، فقال في خُطْبَتِهِ : « إني لم أبعَثْ عُمَّالي ليضربوا أبشَارَكُم، ولا لِيَأْخُذُوا أمْوالكُمْ ، فَمن فُعِلَ بِهِ ذَلك فَليَرْفَعْهُ إِليَّ ، أُقِصُّهُ منه »، فقال عمرو بنُ العاص : « لو أنَّ رَجُلا أَدَّبَ بعضَ رَعِيتَّهِ ، أتُقِصُّهِ منه ؟ » قال : « إي والَّذي نَفْسي بيده ، إلا أُقِصُّهُ ، وقد رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ»[19]




    2. توزيع الاعمال و تحديدها بدقة

    قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذِ بنِ جبل - حين بعثه إِلى اليمن - : « إِنَّكَ ستأتي قوما أهلَ كتاب، فَإِذا جئتَهم فَادْعُهم إِلى أَن يَشهدوا أَن لا إِلهَ إِلا الله ، وَأَنَّ مُحمدا رسولُ الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخْبِرْهم أنَّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كُلِّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فَرَضَ عليهم صدقة تُؤخَذُ من أغنيائهم فتردُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإِيَّاكَ وكرائمَ أموالهم، واتَّقِ دعوةَ المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حِجَاب».[20]


    و عن جابر بن عبد اللّه - رضي الله عنهما - : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين رجعَ مِنْ عُمْرَةِ الجعْرانَةِ بَعَثَ أَبَا بكرٍ عَلى الحجِّ ، فأَقْبَلْنا معه ، حتى إذا كُنَّا بالعَرْجِ ، ثَوَّبَ بالصبح ، ثم استوى ليُكَبِّر ، فسمع الرَّعوَةَ خَلْفَ ظهره ، فَوقفَ عن التَّكْبِير ، فقال : هذه رَغوَةُ ناقَةِ رسُول اللّهِ صلى الله عليه وسلم الْجَدْعاء ، لقد بَدَا لرُسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم في الحجِّ ، فَلَعَلَّهُ [أن] يَكُونَ رسُول اللّه صلى الله عليه وسلم ، فَنُصَلِّيَ مَعَهُ ، فإذَا عليٌّ عَلَيْها ، فقال أبو بكرٍ : أمِيرٌ، أمْ رَسُولٌ ؟ قال : لا ، بل رُسولٌ، أرْسَلَنِي رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم ب «براءة »، أقْرَؤُها على النَّاس في مَواقِف الحجِّ[21]

    و بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ ، قَالَ وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلاَفٍ قَالَ وَالْيَمَنُ مِخْلاَفَانِ ثُمَّ قَالَ « يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا ، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا » . فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِى أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ [22]



    3. التحفيز
    { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}الانفال 65
    {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)}النساء

    القائد يحفز اتباعه على العمل الجاد و المبادرة و طرح الافكار الجديدة بوسائل التحفيز المتنوعه (الترقية – المال – الاجازه – كلمه تشجيع .........) بحسب معرفته بطبيعه من حوله
    روى البخاري عن عدي بن حاتم الطائي - رضي الله عنه - قال: « أتيت عمرَ بن الخطاب في أُناس من قومِي ، فجعل يَفْرِضُ للرجل من طَيِّء في ألفين ، ويُعْرِضُ عنِّي،قال: فاستقبلته فأعرض عنِّي ، ثم أتيتُه من حِيال وجهه ، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين ، أتعرفني ؟ قال:فضحك ، ثم قال: نَعَمْ ، والله إنِّي لأعرفك، آمنتَ إذ كفروا،وأقبلتَ إذ أدبروا ، ووفيتَ إذ غَدَروا، وإنَّ أولَ صدقة بَيَّضَتْ وجهَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ووجوه أصحابه صدقةُ طيء،جئتَ بها إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، ثم أخذ يعتذر ، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجْحَفَتْ بهم الفاقةُ ، وهم سادةُ عشائرهم،لما ينوبهم من الحقوق ، فقال عديّ: فلا أُبالي إذا».

    و يوم بدر قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : قوموا إِلى جنة عَرْضُها السموات والأرض ، قال: يقول عُمَيْر بن الحُمام الأنصاري : يا رسولَ الله ، جنة عرضها السموات والأرض ؟ قال : نعم ، قال : بخ بخ يا رسولَ الله ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسولَ الله ، إِلا رَجَاءَ أن أكونَ من أهلها، قال : فَإِنَّكَ من أهلها قال : فاخترج تَمَرَات من قَرَنِهِ ، فجعل يأكلُ منهن، ثم قال : لئن أنا حَييتُ حتى آكُل تمراتي هذه إِنَّها لحياة طويلة ، قال : فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل»[23]
    و قال لسعد بن ابي وقاص يوم أحد :"ارم سعد فداك أبى وأمى"[24] فماذا كانت نتيجة هذا التحفيز
    قال الزهري : « إن السهام التي رمى بها سعد يومئذ كانت ألف سهم » . [25]
    و يوم الخندق حين طرح سيدنا سلمان فكره حفر الخندق فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : سَلْمَانُ مِنَّا، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: سَلْمَانُ مِنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ" .
    و يوم حنين فر المسلمون فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عباس ناد في الناس يا أصحاب السمرة ، يا أصحاب سورة البقرة » ، قال سفيان : يذكرهم البيعة التي بايعوه تحت الشجرة ، والشجرة سمرة بايعوه تحتها على أن لا يفروا ، قال العباس : فناديت فخلصت الدعوة إلى الأنصار إلى بني الحارث بن الخزرج ، فأقبلوا ولهم حنين كحنين الإبل ، فقالوا : لبيك يا رسول الله ، وسعديك ، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبلوا ، قال : « هيه عطفة البقرة على أولادها ، الآن حمي الوطيس »
    و يجوز للقائد في ظروف معينه أن يحفز بجوائز قبل العمل
    فعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد وأصحابه حوله ، فقال : « من يأخذ هذا السيف ؟ » فبسطوا أيديهم ، يقول : هذا أنا ، ويقول : هذا أنا ، فقال : « من يأخذه بحقه ؟ » فأحجم القوم قيل وما حقه قال أن لا يقتل فيه مسلما ولا تفر به عن كافر ، فقال سماك أبو دجانة : أنا آخذه بحقه ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففلق به يومئذ هام المشركين [26]
    : قال على بن أبي طالب: «ولا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيدًا لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريبًا لأهل الإساءة على الإساءة، وألزم كلاً منهم ما ألزم نفسه, واعلم أنه ليس بشيء أدعى إلى حسن ظن راعٍ برعيته من إحسانه إليهم وتخفيفه المؤونات عليهم، وترك استكراهه إياهم على ما ليس قِبَلهم, فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك، فإن حسن الظن يقطع عنك نصبًا طويلاً, وإن أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده»( نهج البلاغة، ص (61)),

    الخطأ في تطبيق التحفيز حين يكأفأ القائد من يتفقون معه في الرأي و يعاقب من يخالفه فتجد أن الجميع يؤيد رأى القائد بغض النظر عن الصواب و الخطأ على حساب المؤسسة و سترحل الكفائات

    أنظر الى رسول الله كيف لم يعاقب عمر بن الخطاب حين خالفه في أمر أسرى بدر و في صلح الحديبية
    فقال عمر رضى الله عنه: فأتيت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله حقا ؟ قال: بلى.
    قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى.
    قلت: فلم نعطي الدنية ؟ في ديننا إذن ؟.
    قال: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري.
    قلت: أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال: " بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام " ؟ قال: قلت: لا.
    قال: " فإنك آتيه ومطوف به ".
    قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا.
    قال: بلى.
    قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل.
    قال: بلى.
    قال: قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن.
    قال: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق.
    قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام.
    فقلت: لا.
    قال: فإنك آتيه ومطوف به.
    قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا.[27]

    و ان مما يحفز العاملين على الابداع و المبادرة هو مكافأه المبادر صاحب الاقتراح الفعال امام الجميع و تكريمه , فيتربى داخلهم شعور ان صناديق الاقتراح ليست للزينة



    [1] الفتاوي

    [2] السيرة النبوية ل بن كثير

    [3] السيرة النبوية ل بن كثير

    [4] مسند الامام احمد

    [5] التذكرة الحمدونية

    [6] أخرجه الطبرانى (11/114 ، رقم 11216) ، قال الهيثمى (4/205) : فيه حنش وهو متروك وزعم أبو محصن أنه شيخ صدق . والخطيب (6/76) ، وابن عساكر (43/13) .

    [7] مسند الامام احمد

    [8] مسند الامام أحمد بن حنبل , تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين

    [9] مسلم

    [10] سير اعلام النبلاء

    [11] كنز العمال

    [12] تاريخ الطبري

    [13]الغزو بالصيف

    [14]العقد الفريد

    [15] طبقات بن سعد

    [16] حلية الاولياء

    [17] شرح نهج البلاغة، ص (616)

    [18] طبقات بن سعد

    [19] ابو داود

    [20] البخاري و مسلم

    [21] النسائي

    [22] البخاري

    [23] مسلم

    [24] البخاري و مسلم

    [25] هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه

    [26] المستدرك و فى بعض روايات هذا الحديث ان كبار الصحابه كأبو بكر و عمر و على و الزبير قاموا فلم يعطهم السيف

    [27] السيرة النبوية ل بن كثير

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي القائد 10


    1. اتخاذ القرار
    كثير من مديري الاقسام لا يتخذون قرارا , فهم يخافون من أتخاذ القرار و لا يتحملون مسؤوليته , و لا يعلمون أن أتخاذ القرار يتم بصفة يومية "هل أفطر في البيت ام في العمل" "هل اركب ميكروباص ام تاكسي"
    فلماذا يرضى أحدهم أن يكون "بوسطجي" بين الموظفين و المدير ؟؟ لاغيا الصلاحيات التى لديه لخوفه من اتخاذ القرار الخاطئ؟
    و أسلم احد الامريكان و كان قد قدم لطلب لعمل في أحد الشركات فقال له بعض المسلمين و هو ذاهب لمقابلة :"غير هيئتك و احلق لحيتك و لا تقل أنك مسلم" خوفا عليه انه اذا رفض يفتن.
    فقال في يقين :"أنى أسلمت لله و قد يترتب على هذا ابتلاء " فلما ذهب للمقابلة قالوا :"ما هى مؤهلاتك " قال :"اولا لي شروط حتى أعمل عندكم , لقد كنت نصرانيا فاسلمت , و اشترط أن يكون هناك وقت للصلاه" فقالوا :"لقد كنا نبحث عن شخصية تستطيع اتخاذ قرارات حاسمه و نرى أنك متوفر فيك شروطنا , لقد عينت في منصب مدير"
    يقول عثمان احمد عثمان «لا أحب أبدا المواقف المترددة .. وأميل إلي الحسم السريع للأمور دون إغراق في التمحيص .. والتدقيق والدراسة»



    2. التعيين

    {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) } القصص
    {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}
    من مهام المدير توظيف الموظفين و على المدير ان يبحث في من سيعينه على صفات اهمها :-

    · القوه
    عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله: ألا تستعملني؟ قال: "إنك ضعيف وإنها أمانة. وإنها يوم القيامة لخزي وندامة. إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها".
    · الامانة
    · التواصل مع زملائه و رؤساءه و مرؤوسية


    عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ ، فَطَعَنُوا فِى إِمَارَتِهِ ، فَقَالَ « إِنْ تَطْعَنُوا فِى إِمَارَتِهِ ، فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِى إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَىَّ ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَىَّ بَعْدَهُ » .[1]
    وفي حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران:" لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين، قال: فاستشرف له الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه"[2]
    و ارسل سيدنا ابو بكر جيشا و اخبر قائده انه في فتره اختبار
    عن الحارث بن الفضيل قال : لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبى سفيان دعاه فقال له يا يزيد إنك شاب تذكر بخير قد رؤى منك وذلك شىء خلوت به فى نفسك وقد أردت أن أبلوك وأستخرجك من أهلك فانظر كيف أنت وكيف ولايتك وأخبرك فإن أحسنت زدتك وإن أسأت عزلتك[3]
    تحدث عمر رضي الله عنه مع الناس يوما فقال مبينا اهمية متابعة المرؤوسين : "أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم، ثم أمرته بالعدل، كنت قضيت ما عليّ"، قالوا: "نعم"، فقال: "لا حتى أنظر عمله، أعمل بما أمرته أم لا؟… أيما عامل لي ظلم أحدا بلغتني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته"، وقد ظلم أحد الولاة رجلا من الرعية في أرضه فشكاه إلى عمر فبعث إليه يقول: "أنصف فلانا من نفسك، وإلا فأقبل، والسلام"، فسارع الوالي بردّ الأرض إلى صاحبها، وفي خطاب له إلى أحد الولاة يقول: "إفتح لهم بابك، وباشر أمورهم بنفسك، فإنما أنت رجل منهم، غير أن الله جعلك أثقل منهم حملا".



    عن أبي خزيمة بن ثابت قال : كان عمر إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الأنصار وغيرهم يقول : إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ولكني استعملتك عليهم لتقسم بينهم بالعدل وتقيم فيهم الصلاة واشترط عليه أن لا يأكل نقيا ولا يلبس رقيقا ولا يركب برذونا ولا يغلق بابه دون حوائج الناس[4]

    و قال معاوية توضيحا لسياسة عمر : والله إن لي في الإسلام قدما، ولغيري كان أحسن قدما مني، ولكنه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه مني، ولقد رأى ذلك عمر ابن الخطاب، فلو كان غيري أقوى مني لم يكن لي عند عمر هوادة ولا لغيري، ولم أحدث من الحدث ما ينبغي لي أن أعتزل عملي، ولو رأى ذلك أمير المؤمنين وجماعة المسلمين لكتب بخط يده فاعتزلت عمله
    ( من استعمل رجلاً على عصابة ، وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه ؛ فقد خان الله ورسوله ، وخان جماعة المسلمين ) .[5]
    و ندب عمر الناس لقتال الفرس ثلاثة ايام فلم يقم احد فلما كان اليوم الرابع كان أول من انتدب من المسلمين أبو عبيد بن مسعود الثقفي ثم تتابع الناس في الاجابة، أمر عمر طائفة من أهل المدينة وأمر على الجميع أبا عبيد)، هذا ولم يكن صحابيا، فقيل لعمر: هلا أمرت عليهم رجلا من الصحابة ؟ فقال: إنما أومر أول من استجاب، إنكم إنما سبقتم الناس بنصرة هذا الدين، وإن هذا هو الذي استجاب قبلكم.[6]

    و ليس من مصوغات التعيين القرابة
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله"[7]

    وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عامله على خراسان:" إنه بلغني أنك استعملت عبدالله بن الأهتم وإن الله لم يبارك لعبدالله بن الأهتم في العمل، فاعزله، وإنه على ذلك لذو قرابة لأمير المؤمنين. وبلغني أنك استعملت عمارة، ولا حاجة لي بعمارة، ولا ضرب عماره، ولا برجل قد صبغ يده في دماء المسلمين، فاعزله"


    و يتم تحديد المرتب المناسب
    قال صلى الله عليه وسلم:" من كان لنا عاملا ، فلم يكن له زوجة، فليكتسب له زوجه، فإن لم يكن له خادم، فليكتسب له خادما، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا، ومن اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق"[8]
    كتب عمر بن عبدالعزيز كتابا إلى عماله:" نرى أن لا يتجر إمام، ولا يحل لعامل تجارة في سلطانه الذي هو عليه، فإن الأمير متى يتجر، يستأثر ويصيب أمورا فيها عنت، وإن حرص أن لا يفعل"

    و اصعب قرار يتخذة المدير هو قرار فصل موظف
    عند حدوث خطأ كبير ابلغة على انفراد بخطورة الخطر و أطلب منه عدم تكرارة

    قال أبو مسعود البدري كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي ( اعلم أبا مسعود ) فلم أفهم الصوت من الغضب قال فلما دنا مني إذ هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو يقول ( اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود ) قال فألقيت السوط من يدي فقال ( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا[9]
    و في رواية فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال ( أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار ) [10]


    فقد كتب عمر بن عبدالعزيز لأحد عماله:" لقد كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما عدلت وإما اعتزلت".

    الاستراتيجية المتبعة في ابلاغة بقرار الفصل :-
    تحدث معه منفردا في مكتبك
    أبدأ اولا بذكر صفاته الحسنه (الحضور مبكرا – الامانة -......) و هذا من المسؤولية الاجتماعية الا نحطم فردا منتجا للمجتمع
    اذكر انك قد انذرته قبل هذا

    كن صريحا في ابلاغة القرار
    اختم بانه قد ينتج و يبدع في مكان أخر
    اذا كان الفصل ليس لسبب يسيئ العامل يتم توضيح هذا امام الزملاء
    لما عزل عمر شرحبيل واستعمل معاوية قال له شرحبيل أعن سخطة عزلتني يا أمير المؤمنين قال لا إنك لكما أحب ولكن أريد رجلا أقوى من رجل قال نعم فاعذرني في الناس لا تدركني هجنة فقام في الناس فقال أيها الناس أنى والله ما عزلت شرحبيل عن سخطة ولكني أردت رجلا أقوى من رجل[11]



    3. التنفيذ (من خلال الاخرين)


    القائد ينفذ ما تم تخطيطه من خلال الاخرين و هو ما يسمى في الادارة الحديثة فصل التخطيط عن التنفيذ
    اذا كانت القرارت لا تنفذ فهى حبر لا ورق
    و الفاشلون قسمين :قسم يخطط و لا ينفذ و قسم ينفذ بلا تخطيط
    و الاتباع يتبعون القائد قهرا او حبا
    و الذين يتبعون القائد قهرا خوفا من بطشه او الخصم من المرتب لن تجدهم وقت الشدة
    و الذين يتبعون القائد حبا يظلون معه في احلك المواقف و انظر الى حبيب بن عدي يقول لَهُ أَبُو سُفْيَانَ و هو سيصلب أَيَسُرّك أَنّ مُحَمّدًا عِنْدَنَا تُضْرَبُ عُنُقُهُ وَإِنّك فِي أَهْلِكُ فَقَالَ لَا وَاَللّهِ مَا يَسُرّنِي أَنّي فِي أَهْلِي وَأَنّ مُحَمّدًا فِي مَكَانِهِ الّذِي هُوَ فِيهِ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ .[12]
    او كالانصار يوم حنين
    قال العباس - وكنت رجلا صيتا - فقلت باعلى صوتي: أين الانصار، أين أصحاب السمرة، أين أصحاب سورة البقرة، قال: والله لكانما عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها.[13]


    و يكون التنفيذ عن طريق اعطاء التعليمات للموظفين و له عده طرق

    · الامر
    و لا نلجأ اليه الا مضطرين ك "ادارة الازمات" حيث لا يوجد وقت لعقد مجلس للشورى و يمتاز بالسرعة و عيبه عدم تبني العاملون معك للمشروع و يحتاج الى وجود رصيد من الثقة

    ففي حديث غزوة ذات السلاسل على سبيل المثال
    عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في غزوة ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه فقال لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره [14]
    فهم قد اتبعو امره لكن بضيق نفس , و لو كان استشارهم او وضح سبب الامر لكان افضل


    · الاقناع
    و هو ان تقنع المرؤوس بفائدة تنفيذ الامر
    · التعريض
    قَالَ سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ غُلامًا شَابًّا أَعْزَبَ، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَي الْبِئْرِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ))، قَالَ سَالِمٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَنَامُ مِن اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلا

    · الشورى و الحوار
    كما حدث في اختيار موقع غزوة بدر و اسري بدر و الخروج يوم احد
    و هو افضل الاساليب حيث يجعل من يعملون معك يتحمسون للامر و يعتبرونه من بنات افكارهم و يتبنونه
    وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا! فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ: ((ادْنُهْ)) فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: ((أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِم ْ)) قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ)) ، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟))، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ)) قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ))، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.[15]
    فانظر لو كان امره النبي و زجره لكان امتثل و لكن مكرها و عاد الى المعصية عند اول امتحان

    4. الرقابة
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }(الأنفال27)
    كل عمل لابد من رقابة عليه لمعرفة الخلل و علاجة , و لا تجزع من وجود الخطأ فأى عمل لابد من وجود أخطاء به , و لكن تختلف كمية الاخطاء , و قبل بداية العمل يكون هناك توقع لنسبة الاخطاء (تأخير في مواعيد التسليم – سعر العملة .....) و يتم المقارنة بين الاخطاء المتوقعه و الاخطاء الحقيقية :-
    اذا كانت نسبة الخطأ اكبر من المتوقع هناك خلل
    اذا كانت نسبة الخطأ قريبة من المتوقع فهذا هو المطلوب
    اذا لم يكن هناك أخطاء فلايوجد او عمل او هناك مشكلة في الرقابة


    و الرقابه في الاسلام لا تقتصر على مراقبه الرئيس لمرؤسه بل هناك ايضا رقابه ذاتيه و رقابه نصح و ارشاد لاعضاء المجتمع

    · مراقبه الرئيس لمرؤسه لتقويم المسار
    {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41.
    وصدق عمر رضي الله عنه في قوله:" لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن"[16]
    عن أبي حميد قال « استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم رجلا على الصدقة . فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي ، قال فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " ما بال الرجل نستعمله على العمالة مما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي ! فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر هل يهدى إليه شيء أم لا ؟ والذي نفس محمد بيده لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله وهو يحمله يوم القيامة ، إن كان بعيرا له رغاء ، وإن كان بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر - ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال : اللهم هل بلغت " قالها ثلاثا » .[17]


    قَالَ الأَحْدَبِ عَنِ الْمَعْرُورِ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ إِنِّى سَابَبْتُ رَجُلاً ، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ ، فَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُم ْ فَأَعِينُوهُمْ »[18]

    قال أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْحُرَقَةِ ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . فَكَفَّ الأَنْصَارِىُّ ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِى حَتَّى قَتَلْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ » قُلْتُ كَانَ مُتَعَوِّذًا . فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّى لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ .[19]
    وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنْ الْغَضَبِ، فَقَالَ: ((بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ بِهَذَا هَلَكَت الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ))، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ تَخَلَّفْتُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَتَخَلُّفِي عَنْهُ.[20]

    و روت عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟)) قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ))، وَقَالَ: ((إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ)) [21]

    وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِن الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا وَجَعَلَتْ مَكَانَهَا خَلُوقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا))[22]

    قال عمر: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولاً فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني أما عمالهم فلا يرفعونها إلي، وأما هم فلا يصلون إلي، فأسير إلى الشام فأقيم شهرين، وبالجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرين شهرين، وبالكوفة شهرين، وبالبصرة شهرين، والله لنعم الحول هذا

    كتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه في مسيره بالجيش لقتال الروم قال:" وأكثر حرسك وبددهم في عسكرك، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك،فمن وجدته غفل عن محرسه فأدبه وعاقبه في غير إفراط، وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنها أيسرهما لقربها من النهار ولا تجاف عن عقوبة المستحق فتستجرح الناس، ولا تلحن في العقوبة، ولا تسرع إليها وأنت تجد لها مدفعاً، ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسده ولا تجسسه فتفضحهم، ولا تكشف الناس عن أسرارهم، واكتف بعلانيتهم ولا تجالس العيابين، وجالس أهل الصدق والوفاء[23]


    و كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: بلغني أنك تأذن للناس جما غفيرا، فإذا جاءك كتابي هذا فأذن لأهل الشرف وأهل القرآن والتقوى والدين فإذا أخذوا مجالسهم فأذن للعامة"
    و كان محمد بن مسلمة صاحب العمال أيام عمر بن الخطاب ، فكان عمر إذا شكي إليه عامل أرسل محمدا يكشف الحال[24]

    و بنى سعد بن ابي وقاص بيتا وكانت الاسواق تكون في موضعه بين يديه فكانت غوغاؤهم تمنع سعدا الحديث فلما بنى ادعى الناس عليه ما لم يقل وقالوا
    قال سعد" سكن عني الصويت"
    وبلغ عمر ذلك وأن الناس يسمونه قصر سعد فدعا محمد بن مسلمة فسرحه إلى الكوفة وقال اعمد إلى القصر حتى تحرق بابه ثم ارجع عودك على بدئك فخرج حتى قدم الكوفة فاشترى حطبا ثم أتى به القصر فأحرق الباب وأتى سعد فأخبر الخبر فقال هذا رسول أرسل لهذا من الشأم وبعث لينظر من هو فإذا هو محمد بن مسلمة فأرسل إليه رسولا بأن ادخل فأبى فخرج إليه سعد فأراده على الدخول والنزول فأبى وعرض عليه نفقة فلم يأخذ ودفع كتاب عمر إلى سعد :" بلغني أنك بنيت قصرا اتخذته حصنا ويسمى قصر سعد وجعلت بينك وبين الناس بابا فليس بقصرك ولكنه قصر الخبال انزل منه منزلا مما يلي بيوت الاموال واغلقه ولا تجعل على القصر بابا يمنع الناس من دخوله" وتنفيهم به عن حقوقهم ليوافقوا مجلسك ومخرجك من دارك إذا خرجت فحلف له سعد ما قال الذي قالوا ورجع محمد بن مسلمة من فوره حتى إذا دنا من المدينة فنى زاده فتبلغ بلحاء من لحاء الشجر فقدم على عمر وقد سبق فأخبره خبره كله .....وأخبره بيمين سعد وقوله فصدق سعدا وقال هو أصدق ممن روى عليه[25]
    و قال عمر بن العزيز لوالي المدينة:" إذا جاءك كتابي هذا فأرق القلم، وأجمع الخط واجمع الحوائج الكثيرة في الصحيفة الواحدة، فإنه لا حاجة للمسلمين في فضل قول أضر ببيت مالهم والسلام عليك"
    و كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان والي المدينة أما بعد فقد قرأت كتابك إلى سليمان تذكر فيه أنه كان يقطع لمن كان قبلك من أمراء المدينة من الشمع كذا وكذا يستضيئون به في مخرجهم فابتليت بجوابك فيه "ولعمري"لقد عهدتك يا ابن أم حزم وأنت تخرج من بيتك في الليلة الشاتية المظلمة بغير مصباح "ولعمري "لأنت يومتئذ خير منك اليوم ولقد كان في فتائل أهلك ما يغنيك والسلام


    · رقابه ذاتيه
    رقابة ذاتية على انفسنا تاتى من قيمة الخوف من الله و رجاء جنته
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
    قال تعالى:" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" (ق :18). وقال تعالى:" إن الله كان عليكم رقيبا" (النساء:1)، وفي حديث أبي برزة الأسلمي مرفوعا:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه". [26]

    و سئل جبريل: ما الإحسان؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"[27]


    · و رقابه نصح و ارشاد لاعضاء المجتمع
    { وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)}التوبه
    { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)}المائده
    {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110
    قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا [28]
    و هذه الرقابة تشمل حتى القائد اذا اخطأ
    فقد أتى عمر بن الخطاب مشربة بني حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر : كيف تراني يا محمد ؟ فقال : أراك والله كما أحب وكما تحب من يحب لك الخير أراك قويا على جمع المال : عفيفا عنه عدلا في قسمه ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاب فقال عمر : هاه وقال : لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاب ؟ فقال : الحمد الله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني[29]
    ويأثر عن معاوية بن أبي سفيان أنه صعد المنبر يوم الجمعة فقال عند خطبته إنما المال مالنا والفيء فيئنا فمن شاء أعطيناه ومن شئنا منعناه فلم يجبه أحد فلما كان الجمعة الثانية قال مثل ذلك فلم يجبه أحد فلما كان الجمعة الثالثة قال مثل مقالته فقام إليه رجل ممن حضر المسجد فقال كلا إنما المال مالنا والفيء فيئنا فمن حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله بأسيافنا فنزل معاوية فأرسل إلى الرجل فأدخله فقال القوم هلك الرجل ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير فقال معاوية للناس إن هذا الرجل أحياني أحياه الله سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول سيكون أئمة من بعدي يقولون ولا يرد عليهم يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة وإني تكلمت أول جمعة فلم يرد علي أحد فخشيت أن أكون منهم ثم تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد علي أحد فقلت في نفسي إني من القوم ثم تكلمت في الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فرد علي فأحياني أحياه الله[30]
    مر حماد بن زيد عندما كان صغيرا هو وأبوه على جدار فيه تبن فأخذ حماد عود تبن، فنهره أبوه وقال: لماذا؟ فقال حماد: يا أبتاه إنه عود تبن، فقال الأب: لو أخذ كل مارٍّ عود تبن هل يبقى في الجدار شيء؟[31]
    و أمر السلطان سليم بقتل مائة وخمسين رجلاً من حفاظ الخزائن؛ فبلغ هذا النبأ الأستاذ علاء الدين الجمالي، وكان متولياً أمر الفتوى، فذهب إلى السلطان وقال له: وظيفة أرباب التقوى أن يحافظوا على آخرة السلطان، وهؤلاء الرجال لا يجوز قتلهم شرعاً؛ فعليك بالعفو عنهم، فغضب السلطان سليم، وقال له: إنك تتعرض لأمر السلطنة، وليس ذلك من وظيفتك، فقال الأستاذ علاء الدين: لا بل أتعرض لأمر آخرتك، وإنه من وظيفتي؛ فإن عفوت فلك النجاة، وإلا فعليك عقاب عظيم؛ فانكسرت سَوْرَةُ غضبِ السلطان، وعفا عن الجميع.

    وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الموسم بمكافأة لمن يرشده الى خطأ : أما بعد فإني أشهد الله وأبرأ إليه في الشهر الحرام والبلد الحرام ويوم الحج الأكبر أني بريء من ظلم من ظلمكم، وعدوان من اعتدى عليكم، أن أكون أمرت بذلك أو رضيته أو تعمدته، إلا أن يكون وهماً مني، أو أمراً خفي علي لم أتعمده، وأرجو أن يكون ذلك موضوعاً عني مغفوراً لي إذا علم مني الحرص والاجتهاد0 ألا وإنه لا إذن على مظلوم دوني، وأنا معول كل مظلوم، ألا وأي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو ذميم0 ألا وإنه لا دولة بين أغنيائكم ولا أثرة على فقرائكم في شيء من فيئكم، ألا وأيما وارد ورد في أمر يصلح الله به خاصاً أو عاماً من هذا الدين فله بين مائة دينار إلى ثلاثمائة دينار على قدر ما نوى من الحسنة وتجشم من المشقة0رحم الله امرءاً لم يتعاظمه سفر يحيي الله به حقاً لمن وراءه0لولا أن أشغلكم عن مناسككم لرسمت لكم أموراً من الحق أحياها الله، وأموراً من الباطل أماتها الله عنكم، وكان الله هو المتوحد بذلك فلا تحمدوا غيره، فإنه لو وكلني إلى نفسي كنت كغيري،[32]


    و الرقابة يرتبط بها الكشف عن الاخطاء و معالجتها
    أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - قال : « كنتُ أضرب غلاما لي بالسوط ، فسمعتُ صوتا من خلفي : اعْلَم أبا مسعود ، فلم أفهم الصوتَ من الغضب، قال : فلما دنا مني ، إِذا هو رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو يقول : اعلم أبا مسعود ، اعلم أبا مسعود ، قال: فألقيت السوط من يدي ، فقال : اعلم أبا مسعود أن الله أَقْدَرُ عليك منك على هذا الغلام ، قال: فقلت: لا أَضرب مملوكا بعده أبدا ».
    وفي رواية : « فسقط من يدي السَّوطُ من هيبته ».
    وفي أُخرى : « فقلتُ : يا رسول الله ، هو حُرّ لوجه الله تعالى ، فقال : أَمَا لو لم تفعل لَلَفَحَتْكَ النار - أو لَمَسَّتْكَ النارُ ».
    وفي أُخرى : « أنه كان يضرب غلاما له ، فجعل يقول : أعوذ بالله ، فجعل يضربُه ، فقال : أعوذُ برسول الله ، فتركه ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : [واللهِ] لَلَّهُ أقدر عليكَ منك عليه، قال: فأعْتَقْتُه ».[33]

    [1] البخاري

    [2] البخاري و مسلم و اللفظ لمسلم

    [3] كنز العمال

    [4] كنز العمال

    [5] السلسلة الضعيفة

    [6] البداية و النهاية

    [7] السياسة الشرعية

    [8] صحيح الجامع

    [9] مسلم

    [10] مسلم

    [11] تاريخ الطبري

    [12] زاد المعاد

    [13] سبل الهدي و الرشاد

    [14] موارد الظمان

    [15] مسلم

    [16] تاريخ بغداد

    [17] رواه البخاري الهبة 5 / 220 رقم 2597 والأيمان والنذور 11 / 524 رقم 6636 والحيل 12 / 348 رقم 6979 والأحكام 13 / 164 رقم 7174 ، 7197 ومسلم الإمارة 3 / 1463 رقم 1832 .
    الغلول : هي الخيانة .
    قال الحافظ في الفتح 12 / 349 .
    بين الرسول صلى الله عليه وسلم للعامل - أن الحقوق التي عمل لأجلها هي السبب في الإهداء له وأنه لو قام في منزله لم يهد له شيء فلا ينبغي له أن يستحلها بمجرد كونها وصلت إليه على طريق الهدية فإن ذاك إنما يكون حيث يتمحض الحق له .

    [18] صحيح البخاري

    [19] صحيح البخاري

    [20] بن ماجة

    [21] البخاري

    [22] النسائي

    [23] الكامل

    [24] أسد الغابة

    [25] تاريخ الطبري

    [26] الترمذي

    [27] البخاري و مسلم

    [28] البخاري

    [29] كنز العمال

    [30] الطبراني

    [31] سير اعلام النبلاء

    [32] التذكرة الحمدانية

    [33] مسلم و ابو داود و الترمذي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •