الاعتكاف، سُنّة مهجورة...هذه أحكامها.. يا باغي الخير أقبل.
الحمد لله الذّي أعظم على عباده المِنَّة، بِمَا دفع عنهم كيد الشّيطان وفَنَّه، ورَدَّ أَمَله وخيَّب ظنَّه..
إذ جعل الصوم حِصناً لأوليائه وجُنّة، وفتح لهم به أبواب الجنّة.
والحمد له، إذ أعظم للصائم أجره، وفتح له أبواب الخير ودَلَّه...
أمّا بعد:
فإنّ من أبواب الخير التّي مَنَّ الله بها على عباده:
هذه العشر الأواخر، فيها يضاعف الأجر..
شرع فيها الله عز وجلّ الاعتكاف.
والاعتكاف:
اللُبث في المكان لغةً، وفي المسجد اصطلاحاً وشريعةً.
وهو مستحب ومندوب إليه.
قال ابن العربي:
وهو: "من أفضل القُربَات، وأجلّ الرغائب".
ويستحب في رمضان أكثر من غيره، وبخاصة في العشر الأواخر منه، إذ كان ذلك آخر اعتكافه .
ولمن أراد أن يتعلّم أحكامه، فالاعتكاف -كما قال ابن رشد في بداية المجتهد-
بالجملة يشتمل على خمسة أبواب:
على عمل مخصوص/ وفي موضع مخصوص/ وفي زمن مخصوص / و شروط مخصوصة/ وتروك مخصوصة.