وسبب الخلاف بين السخاوي و السيوطي ان الثاني ادعى الإحتهادالمطلق في كتابه ( حسن المناظرة ) والاول ممن يرعى انقطاع الإجتهاد كما ذكر في هذا الكتاب .
ولا يقدح ماقاله السخاوي في ماقاله السيوطي ولا ماقاله فيه لأن المعاصرة توجب المنافرة والاتحاد في الصفة يغير من كل المتعاصرين طبعه .
وقد ورد أن عدو من يعمل بعمله وذلك لشدة حرص الإنسان على الانفراد وفسحة أمله .
ولقد أنصف الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في تقويم الشيخين حيث قال ( الحق ان السيوطي صاحب فنون وإمام في كثير منها وهو أحفظ للمتون من السخاوي وابصر باستنباط الاحكام الشرعية وله الباع الطويل في اللغة العربية و التفسير بالمأثور وجمع المتون والاطلاع على كثير من المؤلفات التي لم يطلع عليها علماء عصره وقد وقع في بعض مؤلفاته الحديثية بعض التسامح و التناقض .
أما السخاوي فهو في علم الحديث وعلوم الإسناد وما يتعلق بالرجال و العلل و التاريخ إمام لا يشاركه فيها أحد .
ويعتبر صاحب فن واحد ولذا يرجح قوله قوله في الحديث وعلومه على السيوطي ومؤلفاته في ذلك مرجع المحقيقين وهو وارث شيخه ابن حجر .
المصدر .
فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للحافظ السخاوي .
(1/91)
دراسة وتحقيق .
د/ عبد الكريم الخضير .
د/ فهيد بن عبد الله آل فهيد .
مكتبة المنهاج للنشر و التوزيع .
المملكة العربية السعودية الطبعة الاولى : 1426ه