تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 49

الموضوع: بروك البعير كيف يكون؟

  1. #1

    افتراضي بروك البعير كيف يكون؟

    بروك البعير كيف يكون؟
    ثبت عن النبي ^ أنه نهى أن يسجد المصلي كما يبرك البعير، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً. صحح ذلك جمع من العلماء، منهم العلامة الألباني، والحويني، وغيرهما.
    وصحح الشيخ عبد الله السعد منه ما ثبت عن أبي هريرة  موقوفاً: «لا يبركنّ أحدكم بُروك الجمل الشارد».
    فنظرنا كيف يكون بروك البعير، فجمعنا لأخواننا هذه الثلة من أقوال الأئمة وأهل العلم في كيفية بروك الجمل ، نسأل الله تعالى أن ينفع بها.
    أخرج الطحاوي في «شرح معاني الآثار» 1/256 : عن عَلْقَمَةَ والأَسْوَدِ قَالا: حَفِظْنَا عن عُمَرَ في صلاته أنّه خَرَّ بَعْدَ رُكُوعِهِ على رُكْبَتَيْهِ كما يَخِرُّ الْبَعِيرُ، وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قبل يَدَيْهِ ».
    ـ وقال السرقسطي في الدلائل 3/992 : « هذا في السجود، يقول : لا يرمِ بنفسه معاً كما يفعل البعير الشارد غير المطمئن المواتر ولكن لينحطَّ مطمئناً يضع يديه ثم ركبتيه ».
    ـ وقال ابن حزم في «المحلى» ( 4 / 129 ) : «وركبتا البعير هي في ذراعيه» .
    ـ وقال الإمام الطحاوي في «مشكل الآثار» 1/169: « فقال قائل : هذا كلام مستحيل، لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير . والبعير ينزل على يديه ، ثم أتبع ذلك بأن قال : «ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه» ، فكان ما في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله ، قد أمره به في آخره.
    فتأملنا ما قال مِن ذلك ، فوجدناه محالاً ، ووجدنا ما رُويَ عن رسول الله ^ في هذا الحديث مستقيماً لا إحالة فيه. وذلك أن البعير ركبتاه في يديه ، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك، لأن رُكَبَهم في أرجلهم، لا في أيديهم. فنهى رسول الله ^ في هذا الحديث ـ المصليَ أن يَخرَّ على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يَخرُّ لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه .
    فبان بحمد لله ونعمته أنَّ الذي في هذا الحديث عن رسول الله ^ كلام صحيح لا تضاد فيه ولا استحالة فيه. والله نسأله التوفيق» اهـ .
    ـ وقال الأزهري في «تهذيب اللغة» ( 10 / 216 ) : «وركبة البعير في يده . وركبتا البعير المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك ، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان».
    ـ وقال ابن سيدة في «المحكم والمحيط الأعظم» ( 7 / 16 ) : «وكل ذي أربع ركبتاه في يديه ، وعرقوباه في رجليه».
    ـ قال ابن منظور في «لسان العرب» (مج3/ج19 /1714 ـ 1715) : «وركبة البعير في يده. وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: ركب. و ركبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. وكل ذي أربع ركبتاه في يديه وعرقوباه في رجليه».
    وبمثله في «تاج العروس» 2/527 ـ الكويت.
    ـ وفي «المشارق» للقاضي عياض 1/85 : «وقوله: (فبَرَك عمر) بتخفيف الراء: من برك (على ركبتيه) هنا من البروك: أي جثى على ركبتيه كبروك البعير».
    ـ قال العلامة الدميري في «الحيوان» ج2/ص355 : «وكلُّ شيء من ذوات الأربع فركبتاه في يديه، وركبتا الإنسانِ في رجليه».
    وقال في موضع آخر: ج7/ص242: «والزّرافة طويلةُ الرِّجْلين منحنية إلى مآخيرها، وليس لرجلَيْها ركبتان وإنما الرُّكبتانِ ليديها، وكذلك البهائم كلُّها، وعَسَاهُ إنما أرادَ الثفِنات، والإنسانُ ركْبتاه في رجليه».
    ـ وقال التُّورِبِشْتِي ُّ: كَيْفَ نهى عن بُرُوكِ الْبَعِيرِ ثُمَّ أَمَرَ بِوَضْعِ الْيَدَيْنِ قبل الرُّكْبَتَيْنِ وَالْبَعِيرُ يَضَعُ الْيَدَيْنِ قبل الرِّجْلَيْنِ وَالْجَوَابُ: أَنَّ الرُّكْبَةَ مِنَ الانسان في الرِّجْلَيْنِ وَمِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ في الْيَدَيْنِ.
    نقله القاري في «المرقاة» 2/570 ، وعنه: المباركفوري في «تحفة الأحوذي» ج2/ص119.
    ـ قال في «عون المعبود» 3/70 : القول بأن الركبة من ذوات الأربع في اليدين يدل على صحته قول سراقة: ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين... في حديث هجرة النبي ^ . رواه البخاري.
    ومن ههنا ظهر أن القول بأن الركبة في ذوات الأربع في اليدين ليس كلاماً لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة كما قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد. اهـ
    قلت:
    ـ وقد ذهب الإمام ابن القيم رحمه الله في «الزاد» 1/224 ـ 226 ، وفي حاشيته على سنن أبي داود 3/74 ـ 75 ، إلى نفي أن تكون ركبتا البعير في يديه، فهو نافٍ، وقد أثبتنا أن العرب تجعل ركبتي البعير في يديه لا في رجليه، والمثبت معه مزيد علم على النافي، فلا حاجة إلى إصرار بعض الأفاضل على الاستدلال بكلام الإمام ابن القيم مع وجود ما يثبت خلاف كلامه.
    نعم، ابن القيم حبيبنا، والحقُّ أحبّ إلينا منه، ومنه ومن أمثاله استفدنا الإنصاف، رحمه الله تعالى.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    جزاك الله خيرا، وبارك فيك.

    وقد أشار إلى كثير مما ذكرتَ الشيخ أبو إسحاق الحويني في ( نهي الصحبة )

    وكتاب الدميري اسمه ( حياة الحيوان ) تمييزا له عن ( الحيوان ) للجاحظ.

    وممن تعقب ابن القيم في كلامه هذا: الشيخ أحمد شاكر، والشيخ الألباني، والشيخ الحويني.
    رحم الله الجميع
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    بارك الله فيك أخانا الكريم أبا عبد الرحمن
    وهذا الاختيار هو ما ترتاح اليه النفس والله أعلم، وأود أن أضيف الى استدلالاتك النقلية القيمة خاطرا طرأ لي من تأملي في المسألة، في هيئة البعير وهي تبرك. فالذي يظهر لي أن الانسان اذا ما نزل لسجوده على ركبتيه أولا كان أقرب شبها لهيئة البعير وهي تبرك منه اذا قدم يديه أولا في النزول. فعند التأمل في هيئة البعير وهي تبرك، تراها تكون رأسها قائمة في حال نزولها وثنيها لمفاصل رجلها ويدها، وهذا يشبه صورة الذي ينزل بركبتيه أولا في السجود، من حيث انه ينزل على ركبتيه ورأسه قائمة حتى اذا ما ستوى عليهما قاعدا، هبط برأسه ويديه الى الأرض بعد ذلك، في حين لو أنه أرسل يديه أولا الى الأرض لبدأ لزاما بحني قامته وظهره، وارسال جبهته ورأسه مع يديه الى الأرض أولا، ثم يأتي بعد ثنيه لركبتيه ونزولهما على الأرض. لا أقول أن رأسه تنزل أولا قبل ركبتيه فهذا شديد التعذر ولا يكون في العادة، وانما تتحرك رأسه الى أسفل مع كتفيه ارسالا ليديه الى الأرض، حتى اذا لمست يداه الأرض ارتكن عليهما ثم نزل بركبتيه ثم واصل انزال رأسه حتى تمس جبهته الأرض.. فالذي خالف صورة برك البعير في ذلك الوضع - أعني تقديمه ليديه في ارسالهما الى الأرض قبل ركبتيه - أن رأسه كانت أول ما هوى منه (ولعل ذلك يكون من حكم وصفه تعالى للسجود في القرءان بأنه يخر به العبد الى الذقن) فكأن جميع الجسد يتحرك في سبيل ارسال الجبهة والذقن الى الأرض، فيناسب أن يكون بداية ذلك ارسال الرأس لا الركبتين، ولا يكون ذلك الا بالبداءة باليدين في النزول، والله تعالى أعلم.
    وكثيرا ما ينزل الواحد منهم على ركبتيه نزولا شديدا يسمع له صوت ارتطام يحضر الى الذهن صورة نزول الدابة وهي تبرك وارتطام بطنها بالأرض، ومما يلاحظ أن ذلك النوزل الشديد على الركبة من شأنه أن يؤلمها وربما يؤذيها على المدى البعيد، والله ما كان ليكلف الانسان بأمر فيه ضرره وأذيته! وحقيقة ألحظ أنه تكون صورة نزولهم - أعني الذين يقدمون الركبة - لا توحي بالخشوع والخضوع والتعبد بقدر ما توحي بالتلكؤ والكسل والدعة، فكأنما هو يريد أن يقغد ويستقر أولا ثم يحني هامته ورأسه الى الأرض بعد ذلك، وهذا يورث التباطؤ في الهبوط ويشعر بمخالفة صفة السجود السريع التي يستشعرها المرء من قوله تعالى: ((خَرُّوا سُجَّداً)) وقوله ((يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً )) وقوله ((َيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)) وغيره.
    والله تعالى أعلى وأعلم.

  4. #4

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    جزاك الله خيراً ونفع بك، وهذا كلام طيب يُستأنَس به، لكنه غير ملزم للمخالف، وإن كان يزيدني ثقة بأن النهي عن بروك البعير يقتضي النهي عن النزول بالركبة، والله أعلم وأحكم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    جزاكم الله خيرا

    أعجبني مذهب آخر في المسألة أراه موافقا للنصوص ومقاصدها _أقصد نصوص الصلاة_ فإنه من تتبعها ودقق فيها النظر فهم منها هذا الفهم الذي لا يعطاه إلا من وفقه الله
    وهو ماذكره الشيخ عبد الكريم الخضير رضي الله عنه وحفظه مفصلا لكلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله في محاضرة له بعنوان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
    حاصله أن المراد من الحديث الحث على الطمأنينة والسكينة والنهي عن ضدها فبأي الهيئات نزلت محققا لهذه الصفة حصل المطلوب وهو مقصود الشارع
    فهذا معنى النهي عن مشابهة البعير في البروك فإن البعير إذا برك أحدث صوتا وضربا في الأرض وغبارا
    فإذا سجد المصلي مسرعا محدثا صوتا غير مطمئن فقد وقع في النهي سواء قدم يديه أو ركبتيه
    فالنظر هنا توجه لمقصد الشارع
    ويؤيده أن التشبيه يأتي في النصوص ولا يراد به المطابقة من كل وجه
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    كلام الشيخ الخضير للفائدة والزيادة:
    "في حديث وائل بن حجر – وهذه مسألة كثر فيها الكلام, وهي في غاية الأهمية – مسألة ماذا يقدم إذا سجد؟ هل يقدم يديه؟ أو يقدم ركبتيه؟
    جاء في حديث وائل بن حجر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه, والحديث مخرج في السنن,فقد رواه الأربعة, وصححه بعض أهل العلم, وعلى هذا إذا سجد المصلي يضع ركبتيه ثم بعد ذلك يضع يديه, وهذا مرجح عند جمع من أهل العلم, وانتصر له ابن القيم.
    لكن روى أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه), وهذا عكس الحديث السابق.
    وحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل, كما يقول الحافظ ابن حجر: فإن له شاهداً من حديث ابن عمر, صححه ابن خزيمة, وذكره البخاري معلقاً موقوفاً.
    وهذه المسألة إلى بسط, وتحتاج إلى توضيح, فعندنا حديثان متضادان في الظاهر, وإذا رأيت من يرجح تقديم الركبتين, كما في حديث وائل, فإنه يحكم على حديث أبي هريرة بأنه ضعيف لأنه مقلوب, وإذا رأيت من يرجح تقديم اليدين على الركبتين, لأنه جاء في حديث أقوى من حيث الصناعة وله شواهد, فإنه يحكم على حديث وائل بأنه ضعيف.
    ابن القيم رحمه الله تعالى قال إن حديث أبي هريرة مقلوب.
    كيف كان مقلوباً؟!!
    يقول: في الحديث (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) وإذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد شابه البعير, لأن البعير يقدم يديه في بروكه قبل ركبتيه, إذاً يكون هذا تناقض, فهو مقلوب, لأننا لو أخذناه على ظاهره صرنا متناقضين, هكذا قرر ابن القيم, وأطال رحمه الله تعالى في تقرير القلب في هذا الحديث, وأجلب على هذه المسألة بكل ما أوتي من قوة وبيان وسعة اطلاع, ليقرر أن الحديث مقلوب.
    وبعضهم يرى وينقل عن بعض كتب أهل اللغة أن ركبتي البعير في يديه, لكن افترض أن ركبتي البعير في يديه, هل ينحل الإشكال؟
    لا, لا ينحل الإشكال, لأنه إذا قدم يديه أشبه بروك البعير في الصورة.

    شيخ الإسلام رحمه الله يرى أن الصورتين كلاهما صحيحتان وجائزتان, وسواء قدم الإنسان يديه أو قدم ركبتيه سيان, فهذه ثابتة من فعله عليه الصلاة والسلام, وهذه ثابتة من أمره (وليضع يديه) فاللام لام الأمر.
    وهذه المسألة تحتاج إلى دقة فهم, هل الحديث الثاني حديث أبي هريرة مقلوب كما قال ابن القيم؟
    أقول: الحديث ليس بمقلوب, وآخره يشهد لأوله, (لا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه), هل فهمنا معنى البروك؟
    لا, لم نفهم معنى البروك لكي نفهم الحديث.
    هل طعن أحد من الأئمة المتقدمين في الحديث بأنه مقلوب؟
    لا, لم يطعن أحد فيه بأنه مقلوب, ومن تكلم فيه تكلم في إسناده, ولم يتكلم في متنه, إذاً هل خفيت هذه العلة على المتقدمين؟
    لا, لم تخفى, لأنها واضحة, فالذي أدركه ابن القيم يمكن أن يدركه آحاد الناس, فكل إنسان يرى البعير يقدم يديه قبل ركبتيه.
    لكننا لم نفهم معنى البروك. متى يقال: برك البعير؟
    يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى, فإذا برك المصلي على يديه بقوة وأثار الغبار وفرَّق الحصى وخلخل البلاط كما يفعل بعض الناس نقول: هذا برك مثل ما يبرك البعير, لكن إذا قدم يديه قبل ركبتيه ووضعهما مجرد وضع على الأرض فإنه لا يكون برك مثل بروك البعير, وامتثل قوله عليه الصلاة والسلام (وليضع يديه قبل ركبتيه).
    فالملاحظ مجرد الوضع, فإذا نزل الإنسان على الأرض بقوة, وقدم يديه قبل ركبتيه, وسُمِعَ لنزوله على الأرض صوت – لأن بعض الناس إذا نزل على الأرض فإنك تسمع البلاط يتخلخل – فهذا برك مثل ما يبرك البعير, لكن لو قدم ركبتيه بقوة على الأرض, هل يكون فعل مثل ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث وائل (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه)؟
    لا, بل نقول: هذا برك مثل ما يبرك الحمار, يقدم ركبتيه لكن بقوة, وقد نهينا عن مشابهة الحيوانات.
    أيهما أقوى حديث وائل أو حديث أبي هريرة؟
    حديث أبي هريرة أقوى (وليضع يديه قبل ركبتيه), فلنفرق بين مجرد الوضع وبين مشابهة البعير في بروكه على الأرض بقوة.
    ألا تفرِّق بين وضع المصحف على الأرض وبين رميه على الأرض وإلقاءه؟
    هناك فرق, فالأول جائز عند أهل العلم, لكن رمي المصحف على الأرض وإلقاؤه خطر عظيم, وبعض أهل العلم يفتي بكفر من يفعل هذا, إذا فعله استخفافاً, ففرق بين أن ترمي المصحف, وبين أن تضعه مجرد وضع على الأرض, وهذا جائز.
    فعلينا أن نفهم معنى الوضع, وحينئذ لا يكون هناك تعارض بين أول الحديث ولا آخره, فنحتاج إلى ترجيح بين الحديثين, والذي يقول إن حديث أبي هريرة أرجح يقول: نقدم اليدين قبل الركبتين, لكن لا نبرك مثل بروك البعير, ولا ننزل على الأرض بقوة, بل نضع اليدين قبل الركبتين, والذي يرجح حديث وائل يقول: النبي عليه الصلاة والسلام كان يضع ركبتيه مجرد وضع على الأرض قبل يديه.
    وشيخ الإسلام رحمه الله لحظ مسألة وضع ورفق وهدوء في الصلاة, وسواء قدم الإنسان يديه أو ركبتيه, المقصود أنه يضع مجرد وضع فهما سيان.
    والذي يرجح حديث أبي هريرة على حديث وائل, وهو مقتضى ما ذكره الحافظ ابن حجر هنا, يقول: أنا أقدم يديَّ قبل ركبتيَّ برفق, وأضع يديَّ على الأرض قبل ركبتيَّ, وامتثلت هذا الأمر (وليضع يديه قبل ركبتيه), ولم أشبه البعير.
    لأن التشبيه يأتي في النصوص ولا يراد به المطابقة من كل وجه, بل إذا وُجِدَت المشابهة ولو من وجه حصل التشبيه, وصح التشبيه, ولا يلزم أن تكون المشابهة من كل وجه.
    وإلاَّ فتشبيه رؤية الباري جل وعلا برؤية القمر ليلة البدر إذا قلنا من كل وجه لزم على هذا لوازم, صار الحديث مضاداً لقوله جل وعلا (ليس كمثله شيء), لكن التشبيه من وجه دون وجه, فهو تشبيه للرؤية بالرؤية, لا المرئي بالمرئي.
    وهنا التشبيه إنما هو في النزول على الأرض بقوة, فالإنسان إذا نزل على يديه بقوة على الأرض قلنا: أشبه البعير, وإذا نزل بركبتيه بقوة على الأرض قلنا: أشبه الحمار, وكلاهما ممنوع, والمصلي منهي عن مشابهة الحيوانات, ولذا يرى بعضهم التخيير بين الفعلين, ويلاحظ مسألة الوضع, فسواء قدم يديه أو قدم ركبتيه لا فرق"
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    قلت: وبذلك يظهر خطأ بعض المصلين حين يهوي بسرعة في سجود التلاوة في الصلاة بدعوى سرعة الامتثال لأمر الشارع فإنه مخل بالسكينة والطمأنينة المطلوبة حالة الهويّ والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  8. #8

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة

    لكننا لم نفهم معنى البروك. متى يقال: برك البعير؟
    يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى
    ظاهرٌ أن الشيخ بقوله ((يقال: برك البعير، إذا ...)) قد نقل من الكتب المختصة والمعاجم، لكني لم أجد مثل هذا النقل في المعاجم التي بين يدي، فهلا دللتني على مصدر لهذه العبارة؟.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة

    وبعضهم يرى وينقل عن بعض كتب أهل اللغة أن ركبتي البعير في يديه, لكن افترض أن ركبتي البعير في يديه, هل ينحل الإشكال؟
    لا, لا ينحل الإشكال, لأنه إذا قدم يديه أشبه بروك البعير في الصورة.

    ولماذا لا ينحل الإشكال!؟ لأننا نقول: إذا قدّم يديه خرج عن مشابهة البعير في الصورة. ما يمنعنا من قول ذلك!؟
    ألا ترى أنني إذا نزلت بيدي على الأرض بتؤدة وطمأنينة حصلت على الخيرين؟ امتثال الأمر بالنزول على اليد، والطمأنينة في الصلاة.وبهذا يحل الإشكال في نظري، والله أعلم وأحكم.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    ان مذهب الشيخ الخضير هو محاولة فريدة للجمع بين الحديثين، بارك الله فيه وحفظه ونفع به المسلمين، ولكنه وعلى قوته الا أن فيه نظر، وظاهر حديث أبي هريرة على نحو ما فهمه المتقدمون من أهل العلم لا يخدمه في الحقيقة. فقوله صلى الله عليه وسلم في مختتم الحديث "وليضع يديه قبل ركبتيه"، يفهم منه أن الهيئة الذميمة التي تشبه بروك البعير انما هي ما يخالف ما أمر به ها هنا من وضع اليدين قبل الركبتين. ولو كان يريد ما ذهب اليه الشيخ لقال: "وليترفق في وضع يديه قبل ركبتيه" أو "ولينزل على يديه بسكينة" أو نحو ذلك مما يفيد هذا المذهب بوضوح.. لكنه يقول "وليضع يديه قبل ركبتيه" وليس في مجرد كلمة "ليضع" ما يفهم منه أن المراد هو النهي عن سرعة النزول (على نحو ما فسر به الشيخ بروك البعير)
    ونقول أنه لو اعتبرنا أن العطف لهذه العبارة على سابقتها هو عطف أمر على نهي متغايران لا من باب بيان وتفصيل العمل الصحيح بعد النهي عن الخطأ، كما في عطفه عليه السلام لمخالفة اليهود والنصارى على اعفاء اللحية وحف الشارب، فهي أوامر متتابعة لا يعلل بعضها بعضا بالضرورة أو يفسره، لو اعتبرنا ذلك لربما ساغ أن يقال بما يذهب اليه الشيخ من أن صفة بروك البعير المنهي عنها، لا علاقة لها بتقديم اليدين أو الركبتين في النزول. ولكني لم أعلم أحدا من الأئمة المتقدمين وجه هذا الحديث على هذا التوجيه، وانما فهم منه أن الأمر بتقديم اليدين على الركبتين في ذيل الحديث هو ما يخالف المصلي به هيئة بروك البعير المنهي عنها في مقدمة الحديث.. ولهذا اجتهدوا وذهبوا مذاهبهم في الجمع والترجيح بين الحديثين كما هو مبثوث في كتبهم في هذه المسألة. ولو أني علمت منهم سلفا للشيخ الخضير فيما ذهب اليه، لقدمت هذا القول على غيره، فمعلوم أنه لا يعمد الى الترجيح الا اذا استحال الجمع، ولكن من من المتقدمين قال بهذا القول ومن الذي قال عن البروك في اللغة بنحو ما قاله الشيخ حفظه الله؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن الطائي مشاهدة المشاركة

    ولماذا لا ينحل الإشكال!؟ لأننا نقول: إذا قدّم يديه خرج عن مشابهة البعير في الصورة. ما يمنعنا من قول ذلك!؟
    [/size]
    الشيخ يرى أنك إذا نزلت على يديك فقد شابهت البعير في نزوله لأنه ينزل على يديه فإن ركبتيه في يديه
    ولكن من نزل على يديه فقد خالف البعير في حقيقة النزول فإنه لم ينزل على ركبتيه كالبعير
    الحاصل أن من نزل على يديه فقد شابه البعير من وجه _وهي الصورة الظاهرة أو الهيئة_ وخالفه من وجه آخر وهو عدم النزول على الركبة
    وبهذا لا ينحل الإشكال فإن المشابهة موجودة
    لكن على المذهب الذي ذكره الشيخ ينحل الإشكال فمن جاء بالطمأنينة لم يشابه البعير الشارد عند بروكه من أي وجه من الوجوه

    فإن قلتم إن قوله (وليضع يديه قبل ركبتيه) يدل على النهي عن وجه واحد من المشابهة وهو الهوي بالركبتين كما أشار إليه الفاضل أبو الفداء
    قيل هذا لا يستقيم على مذهب من يضعب الحديث إلا قوله لا يبركن أحدكم كما يبرك البعير الشارد

    ألا ترى أنني إذا نزلت بيدي على الأرض بتؤدة وطمأنينة حصلت على الخيرين؟ امتثال الأمر بالنزول على اليد، والطمأنينة في الصلاة.وبهذا يحل الإشكال في نظري، والله أعلم وأحكم.
    ولمخالفك أن يدعي ذلك فيقول أنا أنزل على ركبتي بتؤدة وطمأنينة وقد حصلت على الخيرين لفعل عمر وحديث وائل مع ضعفه ولأن المراد من الحديث الحث على الطمأنينة والنهي عن ضدها
    وأنتم لا ترون النزول على الركبة وبذلك يبطل دليلك لأن مخالفك استدل به نفسه على مذهبه الذي تنكره

    لذلك أرى أن على المذهب الذي ذكره الشيخ ينحل الإشكال والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    ظاهرٌ أن الشيخ بقوله ((يقال: برك البعير، إذا ...)) قد نقل من الكتب المختصة والمعاجم، لكني لم أجد مثل هذا النقل في المعاجم التي بين يدي، فهلا دللتني على مصدر لهذه العبارة؟.
    لعله فهم ذلك من قوله (البعير الشارد)
    فالمنهي عنه بروك معين أو موصوف بصفة إما كاشفة وإما مقيدة وهو بروك البعير الشارد
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    ولو أني علمت منهم سلفا للشيخ الخضير فيما ذهب اليه، لقدمت هذا القول على غيره، فمعلوم أنه لا يعمد الى الترجيح الا اذا استحال الجمع، ولكن من من المتقدمين قال بهذا القول ومن الذي قال عن البروك في اللغة بنحو ما قاله الشيخ حفظه الله؟
    للمصلي هنا ثلاث حالات لا غير:
    الأول أن يقدم يديه على ركبتيه دائما ومطلقا
    الثاني عكسه
    الثالث أن يقدم يديه تارة وركبتيه تارة أخرى
    وبكل قال السلف
    أما الأول والثاني فمعلوم
    وأما الثالث فهو رواية عن مالك رواها عنه ابن عبد الحكم ذكرها ابن حبيب كما في شرح ابن بطال

    ومقتضى المذهب الذي ذكره الشيخ هو ثالث مذاهب السلف وإن اختلف وجه الاستدلال
    لكن المؤدى واحد والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    بارك الله فيكم.. ولكن كيف استدل مالك فيما تنقلون عنه على مذهبه هذا؟ وكيف كان توجيهه لمسألة بروك البعير فيما ذهب اليه؟ فلو كان الأمر مقتصرا على النظر في كيفية جمع حديث رؤية وائل للنبي ينزل بركبتيه أولا، الى حديث أمر النبي بالنزول على اليدين أولا، من غير أن يكون في أي من الحديثين نهي عن مشابهة بروك البعير، لقلنا أن الجمع يحتمل أن يكون على وجه مما يذهب اليه الفقهاء عادة عند تعارض أمره مع فعله عليه السلام. ولكن وجود النهي عن البروك كما يبرك البعير في مقدم حديث الأمر بتقديم اليدين لا يؤدي بالمتأمل فيه الا الى جعل احدى الهيئتين (تقديم اليدين وتقديم الركبة) هي المتوجه اليها النهي والتشبيه بتلك الهيئة، والأخرى هي المقصودة بالأمر، والله أعلم
    وأما ما بنى عليه الشيخ الخضير كلامه فهو تأول للنهي عن بروك البعير بحمله على أن المراد هو النهي عن سرعة النزول والارتطام بالأرض، وهذا هو الذي لا أحسب أنه قد سبقه اليه أحد من السلف، ولا أظنه هو المذهب الثالث الذي ذكرتم، ولا أعلم أحدا من أهل اللغة قال بأن مطلق لفظة البروك يدل عليه!

  14. #14

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    الحاصل أن من نزل على يديه فقد شابه البعير من وجه _وهي الصورة الظاهرة أو الهيئة_ وخالفه من وجه آخر وهو عدم النزول على الركبة
    وبهذا لا ينحل الإشكال فإن المشابهة موجودة
    من قال من العرب إن الرجل إذا نزل على يديه شابه البعير في الصورة الظاهرة أو الهيئة!؟
    نعم قال العرب: إن الرجل إذا نزل على ركبتيه فقد شابه البعير في بروكه، قال ذلك رجلان من العرب الأقحاح مخبرَينِ ناقلَينِ غيرَ مجتهدَينِ، وهما علقمة والأسود، إذ قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبيته كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه.
    ثم إن الشيخ الخضير حفظه الله تعالى قال: ((يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى ))، فأين تقييده ببروك البعير الشارد.
    ثم هب أنه أراد الشارد، فمن أين نقله بقوله: يقال: برك البعير إذا .... !؟
    ثم أعيد فأقول: مَنْ منَ العرب فسَّرَ بروكَ البعير الشارد بأنه ينزل على الأرض بقوة .... !؟
    دعنا نرجع إلى أهل اللغة وعلماء العربية، وهم يفسرون قوله: ((لا يبركن أحدٌ بروك البعير الشارد)). قال السرقسطي: يقول: لا يرمِ بنفسه معاً كما يفعل البعير الشارد غير المطمئن المواتر، ولكن لينحط مطمئناً يضع يديه ثم ركبتيه.
    وقال الطحاوي في شرح المشكل: ((وذلك أن البعير ركبتاه في يديه ، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك، لأن رُكَبَهم في أرجلهم، لا في أيديهم. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المصليَ أن يَخرَّ على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يَخرُّ لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه .
    فبان بحمد لله ونعمته أنَّ الذي في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام صحيح لا تضاد فيه ولا استحالة فيه)).
    لذا فقول أخينا الشيخ أمجد
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    فإن المشابهة موجودة
    إن كان يراها مشابَهةً ـ برأيه أو برأي من فضيلة الشيخ الخضير حفظه الله ـ فلن نقبلها حتى يأتينا بدليل من كلام العرب أنهم يجعلون النازل على يديه مشابهاً في الصورة أو الهيئة للبعير.
    وقد أحلتُ على مليء في أن العرب إذا رأت الرجل ينزل على رجليه قالت: شابه البعير في بروكه.
    فأحلني على مليء، فتح الله عليك ونفع بك.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    أيها الإخوة الأحباب، الخطب يسير، والإبل في بلاد العرب بطولها وعرضها، من الخليج إلى بحر الظلمات، ما على أحدنا إلا أن ينظر إلى البعير وهو يبرك، إن لم يكن قد رآه قبل، ليعلم كيف يبرك البعير،

    والله تعالى أعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  16. #16

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    الأمر يسير بإذن الله تعالى , فمن يرى صحة حديث أبي هريرة فليضع يديه قبل ركبتيه , ومن كان يرى ضعف الحديث ونظر للآثار الأخرى في المسئلة ورجح النزول بالركبتين فليفعل .
    وبالمناسبة فالشيخ عبدالله السعد _ حفظه الله _ يرى النزول بالركبتين _ على ما أذكر _ بعكس ما قد يفهم من مقدمة المقال .
    هذا وقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال : ينحط أحدهم من قيامه للسجود ويضع يديه على الأرض قبل ركبتيه , وإذا نهض من سجوده أو بعدما يفرغ من التشهد يرفع ركبتيه من الأرض قبل يديه , وهذا خطأ وخلاف ما جاء عن الفقهاء , وإنما ينبغي له إذا انحط من قيامه للسجود أن يضع ركبتيه على الأرض ثم يديه ثم جبهته , وإذا نهض رفع رأسه ثم يديه ثم ركبتيه , بذلك جاء الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    انتهى كلام الإمام _ رحمه الله ورضي عنه _ وهذا هو مقدم المذهب عند الحنابلة .
    ولا يخفى أن الغرض من الموضوع هو الكلام على صفة البروك , ولكن حيث إن الأخوة تكلموا عن المسألة وراجحها , فهناك بحثين نفيسين للشيخين عبدالله السعد وحمزو المليباري حول صحة حديث أبي هريرة .
    والله أعلم .

  17. #17

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    لقد افدتني في هذا الكلام كثيرا

  18. #18

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    الكلام في الحديثين المشار إليهما طويل الذيول بين مصحح ومضعف.
    والمراد في الموضوع النظرُ إلى الناحية اللغوية في البروك، كيف يكون.
    ولو وضعنا الخلاف في الحكم على الحديثين جانباً، وجعلنا بين أعيننا الاتفاق على مخالفة البعير في بروكه ـ وهذا ما جعلني أثبت تصحيح الشيخ السعد لحديث النهي عن بروك البعير الشارد ـ فبأي حكم سنخرج؟
    إن من مقاصد الشريعة في الصلاة مخالفة الحيوانات في هيئاتها، فجاء النهي عن إقعاءٍ كإقعاء الكلب، ونقر كنقر الغراب، وغير ذلك.
    فلو أراد المصلي أن يسجد فلا سبيل له إلا بأن يسجد على حالين:
    الأول: يسجد على يديه.
    الثاني: يسجد على ركبتيه.
    فَنَظَر في كلام العرب، إذا سجد على يديه أو ركبتيه، فبأيهما سيكون مشابهاً للبعير، وبأيهما سيخرج من حال المشابهة؟
    وأذكّر بأن من أقوى استدلالات الأفاضل الذين يسجدون على ركبهم، فعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وقد قيل فيه ما مرَّ بأنه كان يسجد على ركبتيه كما يبرك البعير، فكيف أوافقه على ذلك، إذ لعله كان معذوراً لمرض أو حاجة.
    السؤال هين، والجواب عنه كذلك: كيف أسجد بحيث لا أشابه البعير في بروكه؟
    الجواب: علماء العربية يقولون: إذا سجدتَ على ركبتيك شابهتَ البعير في بروكه.
    أرجو الحفاظ على الموضوع في مادته اللغوية فحسب.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن الطائي مشاهدة المشاركة

    السؤال هين، والجواب عنه كذلك: كيف أسجد بحيث لا أشابه البعير في بروكه؟
    الجواب: علماء العربية يقولون: إذا سجدتَ على ركبتيك شابهتَ البعير في بروكه.
    أرجو الحفاظ على الموضوع في مادته اللغوية فحسب.
    فكل من رأى رجلا ينزل على ركبتيه، ورأى بعيرا يبرك، وجد الشبه البين الذي تفضلت بذكره، على لسان أهل اللغة،
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: بروك البعير كيف يكون؟


    شكر الله للمشايخ الفضلاء هذه المباحثات العلمية

    سمعت الشيخ العلامة محمداً العثيمين -رحمه الله- يقول كلاماً وجيهاً عن هذه المسألة
    فقد ذكر رحمه الله أنَّ النهي هو عن بروكٍ كبروك البعير، وليس عن البروك على ما يبرك عليه البعير
    فالمنهيُّ عنه مشابهة البعير في صورة البروك
    وهذا القدر محلُّ اتفاق بين روايات النهي

    ومعلوم أنَّ البعيرَ إذا بركَ فإنه يبدأ بمقدمته قبل مؤخرته، فمن بركَ بمثل هذه الصورة
    فقد شابه البعيرَ في صورة البروك، وهذا يؤكد خطأ رواية: (وليضع يديه قبل ركبتيه) لأنها مخالفةٌ
    لصدر الحديث من هذا الوجه
    وفي كلام الإمام ابن القيِّم رحمه الله ما يفيد في هذا

    وهذه المسألة لم أحقق القولَ فيها، لكن وقع في قلبي هذا الترجيح الذي سمعته من الشيخ رحمه الله
    ولعل الأحباب يفيدون برأيهم تأييداً أو معارضة

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •