السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل
أولا : المسألة المطروحة من مسائل الخلاف السائغ
وقد قال أهل العلم : (( الخلاف السائغ فيه مسامحة ، وخلاف التضاد فيه مناصحة )) ولا مانع من المناقشة العلمية الهادئة .
ثانيًا : وجدت في السنن الكبرى للبيهقي حديثًا بديعًا قد يجمع بين الحديثين فلا نقول (بضعف) حديث وائل ، ولا نقول (بشذوذ أو قلب) حديث أبي هريرة
ونص الحديث عند البيهقي : (( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل ، وليضع يديه على ركبتيه )) .
وهذه الرواية تجمع بين الحديثين فعند الخرور إلى السجود يقدم الركبتين ويضع يديه على فخذيه قريبًا من ركبتيه ؛ لئلا يشابه البعير .
ثالثًا : ركبة البعير في يديه ، وركبة الإنسان في رجليه .
رابعًا : تقديم الركبتين على اليدين هو مذهب جمهور الفقهاء أبي حنيفة والشافعي وأحمد عليهم رحمة الله تعالى
خامسًا : بروك الإنسان مختلف عن بروك البعير ، فبروك الإنسان على ركبتيه التي في رجليه ، وبروك البعير على ركبتيه التي في يديه ، وشتان بينهما ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن بروك كبروك البعير ، ولم ينهَ عن البروك عمومًا ، وقد ثبت أن عمر بن الخطاب برك على ركبتيه كما في سبب نزول خواتيم سورة البقرة الذي استدل به العلامة أبو إسحاق الحويني في كتابه (نهي الصحبة عن النزول بالركبة) فهذا البروك لا علاقة له بالبروك المنهي عنه المشابه للحيوان .
والله تعالى أعلى وأعلم
أبو عبد الله الهوريني