الحلقة الثانية:
أول 25 بيتًا من المطبوع (التحقيق):
إخوتي الأحباب، لن أصنف الأخطاء أو أجمع أشباهها إلى نظائرها، ولكني سأتخذ وحدة موضوعية لها وهي البيت، سأتحدث عن كل بيت على حدته، مستعينًا بالله تعالى:
[وقد أرفقت لكم صورة الصفحة التي أتناولها بالنقد من المطبوع ومقابلها من المخطوط، مع ملاحظة أن الأرقام أول الفقرات الآتية هي لرقم البيت في المنظومة الأولى: ((جمع الأصول))]
001- البيت الأول ضبطت فيه كلمة ((الحمد)) في قوله : ((إلى مستحق الحمد في النظم أولا)) هكذا: ((الْحَمْدْ))، كيف تقرأ هذه؟؟ ولعلها خطأ مطبعي.
002- وَتَمَّتُ حَمْدِي بِالصَّلَوةِ عَلَى الرَّضَا ــــ
كذا والصواب: ((وَتَمَّمْتُ حَمْدِي بِالصَّلاَةِ عَلَى الرِّضَا))؛ وخط الناظم وضبطه واضحان جدًّا!! أما ((الصلاة)) فالأولى رسمها بالرسم المشهور حديثًا؛ لأن كتابتها بالواو لا أثر لها في النطق، وإنما هي لبيان أصل الألف، ولا يخفى أن رسم المصحف لا ينقاس عليه، وإن كان الناظم كتبها بالرسم القديم، فالأولى اتباع الرسم الحديث والإشارة إلى ذلك في المقدمة. وركزت على أن لا تأثير للواو في النطق، احترازًا عما يكون فيه تأثير؛ ككتابة الألفات الممالة ياء، كـ"ترضيها".
وعمومًا فمسائل الرسم ربما كانت أوسع من غيرها.
لكن أن يضبط المؤلف كتابه ضبطًا صحيحًا فأمسخه أنا المحققُ وأحذف من حروفه وأغير من تشكيلاته بطريقة تجعل الكلام العربي عجميًّا؟! وأقول: ((تحقيق ودراسة))!!!
هذا وربك شر ما سمعت به
أذن وما كتبت به الأوراق
وما سيأتي أعظم!!
005- وبعد هداك الله فاسمع قصيدة ــــ سمت فعلت قَدْرا حرَا [.......]
وكتب فوق المعكوفين رقم حاشية وفي الأسفل: ((بياض في النسخة الخطية)).
والصواب أن البياض بعد قوله: ((قدرا حرا أن تفـ.....))، فأين ذهبت ((أن)) والتاء والفاء؟؟ ألم يستطع المحقق قراءتها؟؟
وإذا عرفت ذلك ظهر لك بكل بداهة أن الناظم يريد بيته هكذا:
وَبَعْدُ هَدَاكَ اللهُ فَاسْمَعْ قَصِيدَةً ــــ سَمَتْ فَعَلَتْ قَدْرًا حَرًا أَنْ تُفَـ[ـضَّلاَ]
وقد ضبط الناظم ((حَرًا)) بفتح الحاء وتنوين الراء، وضبط ما بعدها هكذا: ((أَنْ تُفَـ.... )) وهو ضبط واضح جدًّا، وراجع مشكورًا الصور المرفقة، وقارن بين ضبط المصنف وضبط (المحقق).
006- لِعَشْرِ قِرَاءَاتِ الأَئِمَّةِ ضُمِّنَتْ ــــ حِجَازٍ وَشَام مَعْ عِرَاقٍ أوُ[......]
كذا ضبط المحقق البيت خاصة الكلمات الثلاث الأخيرة فيما قدر على قراءته منه، وكتب عند المعقوفين في الحاشية أنه بياض بالأصل. [لم يكرر المحقق الحاشية وإنما أعطى كل البياضات رقمًا واحدًا وذكر الحاشية مرة واحدة توفيرًا للجهد].
وبنظرة سريعة على البديه في المخطوط تجد البيت كاملاً، ولم يضبط المؤلف واو ((أو)) التي ضبطها المحقق بالضم!!
والبيت كاملاً صحيحًا هو:
لِعَشْرِ قِرَاءَاتِ الأَئِمَّةِ ضُمِّنَتْ ــــ حِجَازٍ وَشَامٍ مَعْ عِرَاقٍ أُولِي عُلاَ
ويغلب على ظني أن المحقق ظن أن لكلمة ((علا)) بقية ولم يعرف ما هي، فضرب عنها الذكر صفحًا وقال: ((بياض))، ومعرفة العروض هنا، والتمرس بأساليب منظومات القراءات- خاصة الشاطبية وهي أشهرها، وقد عارضها المصنف هنا- تحل المشكلة إن كان ثمة مشكلة.
والعجيب أنه في البيت التالي لم يظهر من كلمة ((معولا)) إلا الميم والعين، فأكملها المحقق!!!!!! ولكن دون أن يشير.
008- وَلَكِنَّنِي آتِي بِكُلِّ رِوَايَةٍ ــــ بِهِ وَطَرِيقٌ مُوجَزًا لاَ مُطَوِّلاَ
هكذا ضبطت الكلمتان: ((وَطَرِيقٌ مُوجَزًا))، وقد ضبطها الناظم بخطه واضحًا: ((وَطَرِيقٍ مُوجِزًا)) بجر ((طريقٍ)) عطفًا على ((روايةٍ)) وكسرِ جيمِ ((موجِزًا)) اسمَ فاعلٍ، وهي حال من ضمير الناظم رحمه الله.
009- بفَضْلِ زِيَّادَاتٍ إنْ كَانَ شَيْخُنَا ــــ أَبُو الْعِزِّ خَوْفَ الطُّولِ فِي الْحِفْظِ أهملا
كذا ضبطت كلمة ((زِيَّادَاتٍ))، بتشديد الياء، وفي هذا الموضع في الأصل أثر تآكل أو رطوبة أو ترميم سيئ من أول تاء كلمة ((زيادات)) حتى كاف كلمة ((كان))، ويظهر ما يشبه ألفًا قصيرة لا يظهر أسفلها وبعدها ما يشبه النون فعلاً، لكن لا تصلح كلمة ((إن)) في هذا الموضع؛ لفساد المعنى من جهة، وعدم استقامتها عروضيًّا من جهة أخرى، فإن قيل: لعل الناظم أخطأ عروضيًّا، قيل: من يتتبع قراءة نظمه رحمه الله يدرك إلمامه الكبير باللغة والنحو والعروض. والأصل أن يكون غير مخطئ إلا لأدلة قوية، والكلمة غير واضحة، أفنخطئه بشيء غير واضح؟
010- هَتَكْتُ سُتُورَ الْمُشْكِلاَتِ لِتَنْظُرُوا ــــ عَرُوسَ بَيَانٍ بِالْفَصَاحَةِ تُخْتَلاَ
هكذا أثبت التحقيق آخر كلمة، والكلمة غير ظاهرة كلها في النسخة، يظهر منها فقط: التاء الأولى والثانية، وحاء غير منقوطة، وذِكْر العروس هنا- مع الوزن والقافية- يقتضي أحد شيئين: إما ((تحتلى)) بالحاء المهملة، يقال: ((احْتَلى فلانٌ لنَفقَةِ امْرأَتِه ومَهْرها؛ وهو أن يَتَمَحَّلَ لها ويَحْتالَ؛ أُخِذَ من الحُلْوانِ؛ ويقالُ: "احْتَلِ فتزوَّجْ" بكسْرِ اللامِ)) "تاج العروس" (ح ل و)، وهو في "التهذيب" أيضًا، وربما كان لها معنى غير ذلك.
والثاني أن تكون: ((تجتلى)) بالجيم، أي: تظهر، وهي من ألفاظ الشاطبية.
أما ((تختلى)) فمعناها: تقطع، ومنه في حرمِ مكة: ((لا يختلى خلاها)): لا يقطع، والخلى: الرطب من النبات أو الحشيش.
ولا مدخل لها فيما أعلم في هذا البيت ومعناه الجميلِ.
011- تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى ــــ كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا
انظر إلى قوله: ((كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا)) وقل بربك: كيف تقرأ هذا الكلام؟ كيف تنطقه؟ لا أقول لك: ما معناه؟ أهذا كلام عربي؟
تنوين الجر بعده ألف كألف تنوين النصب! وما معنى ((وَجَندْ)) وما ضبط نونها؟؟ وهل هي متفقة مع وزن النظم؟
أخي الحبيب راجع نسخة المخطوط، وانظر فيها لترى ما مسخه التحقيق من اللفظ والمعنى في هذا البيت الفصيح، وإلا فاسمح لي أن أصف لك ما بالمخطوط:
ضبط الناظم رحمه الله راء ((نهار)) بتنوين الجر، ولكنه نسي أن يأخذ بعدها مسافة (بمسطرة الكي بورد) وكتب بعده مباشرة ألفًا وجعل الهمزة قبلها من أعلى حتى ليخيل للناظر أنها فوق الراء وليست كذلك، ثم بعد الهمزة واو وبعدها- بلا مسافة أيضًا- كاف ثعبانية (تشبه الثعبان وليست تلك التي هي كاللام وفيها شرطة نازلة من أعلى) ولكن رأس ثعبانها- لعله- أكلته أفعى الترميم أو الرطوبة، فلم يظهر إلا فتحة على الكاف الذاهب ثلثها (وهو رأس الثعبان) وفتحة على الحرف الذي بعد الكاف وهو الباء وهو واضح جدًّا والنقطة من أسفل، ثم الدال ساكنة، ثم راء منونة بالجر- والتنوين واضح جدًّا- والراء واضحة كلها إلا أن بجوارها دائرة من التآكل متمشية مع الراء آخذة نسبة قليلة جدًّا من حافاتها الداخلية.
لعلك عرفت الكلمة! إنها: ((كبدر)) التي خسفها التحقيق وجعلها ((وجند أن)).
قارن إذن:
الأصل:
تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى..... كَشَمْسِ نَهَارٍ أوْ كَبَدْرٍ تَكَمَّلا
المسخ:
تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى..... كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا
وواضح أن ألفاظها بله معانيها لمّا تَلُحْ. وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
012- وَأَبْيَاتُهَا جَمْعُ الأُصُولِ ......ــــ مَنْقُوْل الأئمة كَالْحَلا
(النقاط من وضع التحقيق)
لن أعلق، ولكني سأنقل البيت الأصل بضبط الناظم، وقارنه مع المسخ السابق:
و[سمـ]ـيتهَا جَمْعَ الأُصُوْل فأشرقَتْ ــــ بمشـ[ـهو]رِ مَنْقُوْلِ الأئمَّة كالحُلا
والسين والميم غير واضحتين، ويستظهرهما من له أدنى خبرة بتحقيق المنظومات! أما كلمة ((فأشرقت)) التي وضع مكانها التحقيق نقاطًا فواضحة أيضًا إلا قليلاً لا يؤثر في قراءتها لمن له أدنى خبرة بقراءة المخطوطات، وأما ((بمشهور)) فانطمست الهاء والواو لما سبق ذكره من التآكل أو عيب الترميم ولم يثبت التحقيق منها شيئا ولا أشار إلى أنها غير واضحة له. وضبط الناظم ((كالحُلا)) بالضم، ولا يجوز مخالفة ضبطه إلا لخطأ محض وسبب قوي.
014- وَظُنَّ بِهَا خَيْرًا وَكُنْ مُتَبَصِّرًا ــــ وَلاَ تشر علي طَعْنًا وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ
هذا المسخ، فأين الأصل؟ ها هو، قرّ به عينًا:
وَظُنَّ بِهَا خَيْرًا وَكُنْ مُتَبَصِّرًا ــــ وَلاَ تُسْرِعًا طَعْنًا وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ
ولا بد هنا من إشارتين: الأولى: إلى سعة علم الناظم بالعربية والعروض، وانظر إلى قوله: ((تُسْرِعًا))، وقد أسرع التحقيق ولم يتأمل قراءة هذه الكلمة، وقد ضبطها الناظم كما رأيت، ولكن حبر الراء خفيف، وعلامة الإهمال على السين واضحة جدًّا، وهو يكاد يلتزم بوضع علامات الإهمال على الحروف المهملة، وتنوين العين واضح جدًّا جدًّا، ولكن التحقيق طعن في عقل الناظم وعلمه، كيف يشكل عين ((علي)) بالتنوين!!
الثانية: قد رسم الناظم كاف ((كن)) الأولى عادية والثانية ثعبانية، وقد ذهب أيضًا رأسها، ولكنها بحمد الله سلمت من المسخ!
020- فابن كثير قدْ بدأتُ لِمَلَّةٍ ــــ فَأَسْنَدْتُ عَنْهُ أَحْمَداَّ ثُمَّ قُنْبُلاَ
021- مع إِسْمَعِيلُ عَنْهُ بِطَيْبَةٍ ــــ وَقَالُونُ وَالثَّانِي أبُو جَعْفَرٍ تَلاَ
قبل أن أسألك: هل فهمت من البيتين السابقين شيئًا؟ أنبه على أني تركت الأبيات من 15-19 لا لعدم أخطائها، لكن لقلة المسخ بها.
هنا بدأ الناظم، في ذكر أسماء القراء ورواتهم، فيقول- بحسب المسخ-: قد بدأت بابن كثير لِمَلَّةٍ (لا أدري ما معناها، ولعله لِمَلَلِهِ من ابن كثير أو من النظم أو من أي شيء آخر؛ فـ(مَلَّة) واحدة الملل، أو لعل لها معنى آخر)، وجعلت راوييه المسنِدين عنه أَحْمَداَّ (هل تستطيع قراءة الألف التي بدل التنوين مشددة وعليها فتحة؟!)، ثم قنبلاً مع إِسْمَعِيلُ، والتحقيق مغرمٌ بالتزام رسم المصنف في مثل هذا، وقد اتفق كل المحققين على كتابته الآن بالطريقة الحديثة!!
مع إِسْمَعِيلُ (لم لم تجر بـ(مع)؟! نعم لأن (إِسْمَعِيلُ) ممنوع من الجر) بطيبة، يعني أن إسماعيل يروي عن ابن كثير وإِسْمَعِيلُ هذا بطيبة، ومعه أيضًا قالون يروي عن ابن كثير؛ لأن قالون معطوف على إِسْمَعِيلُ. ثم انتقل إلى الراوي الثاني وهو أبو جعفر، وقول الناظم: ((والثاني أبو جعفر...)) هو دليل قاطع على صحة هذه المعاني التي نفهمها من المسخ!!!! لأن ابن كثير هو الأول وهو الذي ابتدأ به الناظم ليخلص منه لمللِهِ!
ولكن انظر معي سلمك الله في النسخة الخطية، ماذا ترى؟ سترى الآتي:
[بِإِبْنِ] كَثِيرٍ قَدْ بَدَأْتُ لِمَكَّةٍ ــــ فَأَسْنَدْتُ عَنْهُ أَحْمَدًا ثُمَّ قُنْبُلاَ
[وَنَافِـ]ـعُ إِسْمَاعِيلُ عَنْهُ بِطَيْبَةٍ ــــ وَقَالُونُ وَالثَّانِي أبُو جَعْفَرٍ تَلاَ
فقد علل الناظم بدأه بابن كثير- وليس بنافع كما فعل الشاطبي- لمكان مكة، أو يقصد أنه قارئ لمكة يعني بها. وقوله: ((لمكة)) واضح جدًّا خطًّا وضبطًا، إلا أن الناظم رحمه الله رسم الكاف ألفية ولم يصل بها الشرطة المائلة وصلاً تامًّا، وقد ضبطها بالشكل الكامل. ومن سمع عن القراء أو قرأ الشاطبية:
وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ ــــ هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ كَاثِرُ القَوْمِ مُعْتَلَى
عرف أن الناظم يقصد مكة، وعرف أيضًا أن قالون لا يروي عن ابن كثير!!
ولم يتضح قوله: ((بابن)) لما تقدم مرارًا من سوء النسخة في هذه المواضع.
وكذلك لم يظهر من نافع إلا أكثر العين؛ يقول الناظم في روضة التقرير:
عَنْ نَافِعٍ جَاءَ إِسْمَاعِيلُنَا وَلَهُمْ ــــ وَرْشٌ وَلاَ شَكَّ في قَالُونَ فَاعْتَقِدَا
يعني أن إسماعيل عن نافع عند العراقيين، يقابل ورشًا عن نافع عند الشاميين، وأما قالون فهو عند الفريقين.
ولو رجعت لما نقلته من كلام شيخ المحققين تجده ذكر في أدوات المحقق وما ينبغي أن يكون عليه:
أن يكون متخصصًا في العلم موضوع التحقيق، وأن يكون متمرسًا بأسلوب المؤلف، وبخط الناسخ (وهما هنا واحد)،،، إلخ.
والكارثة أن هذه الأمور التي وقع فيه المسخ ليست عويصة وليست من دقائق علم القراءات!! فالله المستعان.
023- من عَبْدَ اللهِ وَهُوَ ابْنُ عَامِرٍ ــــ دِمَشق بِإِسْنَادِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَقْبَلاَ
024- [...] وللرّملَي عَنْهُ طَرائِقُ ــــ أُبَيِّنُهَا نَظْمًا وَبِالْبَصْرَةِ انْجَلاَ
025- أَبُو عَمْرِهِمْ يَحْيَى لَهُ وَشُجَاعُهُ ــــ وَيَعْقُوبُ وَجَامَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ
البيت الأول مسخه في أنه كتب كلمة ((من)) هكذا وليست في الأصل، والذي في الأصل كلمة غير واضحة، على آخرها- وهو نون في الغالب- ضمة وعلى ما قبل النون فتحة، وضبط الناظم ((عبد)) بالجر، وهنا التحقيق أثبت ((من)) من أين لا أدري، وضبط ((عبد)) بالضم؟؟ أي مسخ هذا!!!!
والبيت الثاني ليس فيه مسخ، لكنه فتح لام ((الرملي))، ولم ينون ((طرائق))، وكتب ((انجلى)) بالألف.
وأتيت به لارتباطه بالبيت الثالث ولأبين شيئًا، وهو أن الكلمة غير الواضحة لا تحتاج عناءً كبيرًا لاكتشافها، حيث يظهر منها قاف منونة بالكسر، وأنا أستظهرها: ((بِطُرْقٍ))، والمعنى أن إسناد ابن ذكوان عند العراقيين أقبل بطرق وللرملي عنه أيضًا طرائق سيبينها الناظم، والدليل على ذلك قوله في الروضة:
وَنَجْلُ ذَكْوَانَ عنه عِنْدَنَا وَلَهُمْ ــــ لَكِنْ لَهُ طُرُقٌ شَتَّى لَنَا وُجِدَا
تَأْتِيكَ نَظْمًا ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
ولكن يشكل على البيتين عمومًا عدم ذكر هشام وهو راوٍ عن ابن عامر عند العراقيين أيضًا. ولم أتمكن بعد من بحث ذلك.
أما البيت الثالث: ففيه مسخ وطامة:
وهو قول المسخ: ((وَيَعْقُوبُ وَجَامَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ)). إنّ من يثبت هذا في نظم لم يسمع قطُّ براوٍ اسمه روح، ولم يقرأ في عمره مخطوطًا!!
وفي الأصل بخط واضح وضبط كامل:
((وَيَعْقُوْبُ رَوْحًا مَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ))
وقد وضع الناظم علامة الإهمال تحت حاء روح!!!!
وإلى لقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى