الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعد :


لا يشك مسلم أن افضل الأمة بعد نبيها هم صحابته الكرام رضي الله عنهم ، وإذا تقرر ذلك في عقل كل مسلم فنقول : إن منهجهم هو المنهج الحق الذي يجب على كل مسلم اتباعه ، والمتبعون لهذا المنهج القويم هم منهم وإن تباعدت الديار والأزمان ، وأن من خالف منهجهم فليس منهم وإن قربت الديار وعاش بين أظهرهم ، فهم خير القرون وهم السلف الصالح ، وهم أهل النجاة ، رضي الله عنهم أجمعين
قال تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29)[الفتح آية: (29)]
وقال تعالى : (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115)[النساء آية: (115)]
وسبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة
وقال تعالى : (وَالسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ (100)[التوبة آية: (100)]
ومن السنة :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) [ متفق عليه ] (البخاري (2652) ومسلم (2533) )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ـ
وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة هي باتباع المرسلين فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك هم أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك .
فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة فإنهم يشاركون سائر الأمة فيما عندهم من أمور الرسالة ويمتازون عنهم بما اختصوا به من العلم الموروث عن الرسول مما يجهله غيرهم أو يكذب به . أ ـ هـ( مجموع فتاوى ابن تيمية (4/26))
فأهل الفرقة الناجية هم العلماء على مختلف اختصاصهم ومن وافقهم سلفي العقيدة دون من يلتبس منهم ببدعة من بدع الفرق الضالة
وهذا قول العلماء قديمًا وحديثًا ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتاب (شرف أصحاب الحديث ) للخطيب البغدادي ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ، وقد جمعت ذلك في كتابنا ( الجماعة ومفهومها الشرعي عند السلف ) فليراجع
مع الوضع في الاعتبار أن كل مخلوق يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فما اجتمع عليه الصحابة فهو الحق ، وما اختلف فيه الصحابة فيسعنا فيه الاختلاف ، ولابد من الرجوع إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النس اء: من الآية59)
وكتبه
أبوحسام الدين الطرفاوي