بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس :
يذكر هذا السائل أن إمام المسجد مبتدع ، فكيف نصلي خلفه ؟ أم نصلي فرادى ؟
فأجاب :
وصفُ الإمام بكونه مبتدعًا ، هذا يحتاج إلى تحقيق ؛ لأنا نجد من بعض الناس التساهلَ في الوصف ، فيُوصف بعض الناس بكونه مبتدعًا ولو لم يستحق هذا ، فأنا لا أستطيع أن أفتي في هذه القضية بعينها حتى أتحقق ؛ لكني أقول كامًا عامًا :
الإمام المبتدع لا يخلو من حالين :
الحال الأولى : أن تكون بدعته كفرية يكفَّر بها ، كأن يستغيث بالأولياء أو يذبح لهم ، أو نحو ذلك ، فهذه بدعة كفرية ، فلا يجوز أن يُصلَّى خلفه ، ولا تصح الصلاة خلفه .


[الحال الثانية :] أما إذا كانت البدعة ليست كفرية فلا تخرجه من الإسلام ، كبدعة إقامة المولد ونحو هذا ، ففي هذه الحال ، إذا وُجد إمام على السنة ، فالصلاة مع الإمام السني أكمل وأولى ، وينبغي أن يُفعل ذلك ، ولكن تصح الصلاة خلف الإمام المبتدع ، وقد اتفق الأئمة الأربعة على صحة الصلاة خلف أهل الأهواء إلا الخطابية ، والخطابية فرقة كفَّرهم العلماء ببدعتهم ، وإذا لم يكن ثَمَّ إمام إلا المبتدع فترك الصلاة خلفه بدعة ، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، فإذا كان عندنا في الحي في بلدنا إمام مبتدع ، ولا يوجد غيره فإنه يجب أن نصلي خلفه ، وقد صلَّى الصحابة والسلف خلف الحجَّاج وهو مبتدع ، لذلك قرَّر شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - أن ترك الصلاة خلف المبتدع ترك الجمعة والجماعة خلف المبتدع يعني بمعنى ألا تُقام فيصلي في بيته بدعة قبيحة .
أ.هـ.
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429-1430 هـ .
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 47 من هذا الجزء من شرح ثلاثة الاصول،
http://www.4shared.com/file/11528046....html[/URL

وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد ..