تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة السادسة )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة السادسة )

    روى السديُّ ، عن أبي سعد الأزدي(1) ، عن أبي الكنود ، عن خَبّاب بن الأرتّ في قوله عز وجل : (( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )) (2) قال : جاء – يعني : النبيَّ صلى الله عليه وسلم - الأقرعُ بنُ حابسٍ التميميُّ وعُيَينةُ ابن حصن الفزاري فوجدوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قاعداً مع بلال وعمار بن ياسر وصُهيب وخَبّاب بن الأرت – رضي الله عنهم – في أناسٍ من الضعفاء منَ المؤمنين ، فلما رأوهم حوله حَقَروُهم ، فأتوه فَخَلَوا به ، فقالوا : إنا نحبُ أنْ تجعل لنا منكَ مجلساً تعرف به العرب فضلنا ، فإنَّ وفودَ العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العربُ قعوداً مع هؤلاء العبيد ، أو إذا نحنُ جئناكَ فأقمهم عنا ، وإذا نحن فرغنا فأقعدهم إنْ شئتَ ، فقال : (( نعم )) فقالوا : فاكتبْ لنا عليك كتاباً ، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ، ودعا علياً ليكتب ، فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية ؛ إذ نزل جبريل - عليه السلام – : (( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ )) الآية . ثم ذكر الأقرعَ بنَ حابس وصاحبَه قال : (( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ))(3) ثم ذكره فقال: (( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )) (4) فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ، فدعانا فأتيناه وهو يقول : (( سلامٌ عليكم )) فدنونا منه حتى وضعنا رُكَبَنا على رُكْبَتَيِه ، وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجلسُ معنا ، فإذا أراد أنْ يقومَ قامَ وَتَرَكَنَا ، فأنزل الله عز وجل : (( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) يقول : لا تجالس الأشراف : (( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ))(5) أمَّا الذي أغفل قلبه فهو عيينةُ ، والأقرعُ بنُ حابس ، وأما فُرُطاً فهلاكاً(6) ، ثم ضرب مَثَلَ رجلين ومَثَلَ الحياة الدنيا قال : فكنا بعدَ ذلكَ نَقعدُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فإذا بَلَغْنَا الساعة التي كانَ يقوم فيها قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حتى يقومَ وإلا صَبَرَ حتى نقومَ (7).
    أخرجه : ابن أبي شيبة ( 33058 ) ، وابن ماجه ( 4127 ) ، والبزار ( 2129 ) و (2130 ) ، والطبري في "تفسيره " ( 10328 ) ط. الفكر و9/259-260و260 ط. عالم الكتب ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار " ( 367 ) وفي ( تحفة الأخيار) (6026) ، وابن أبي حاتم في " تفسيره" 4/1297( 7331 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 3693) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 1/146-147 و344و345 ، والمزي في " تهذيب الكمال " 8/410( 8185 ) من طريق أسباط بن نصر .
    وأخرجه : البيهقي في " دلائل النبوة " 1/352-353 ، والواحدي في "أسباب النـزول"(240) بتحقيقي وفي " تفسيره " 2/274 من طريق حكيم بن زيد .
    كلاهما : ( أسباط بن نصر ، وحكيم بن زيد ) عن السدي، بهذا الإسناد.
    قال البوصيري في " الزوائد " 4/219 ( 1641 ) : (( هذا إسناد صحيح رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده عن أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ابن نصر فذكره بإسناده ومتنه وزاد في آخره (( ولا صبر أبداً حتى نقوم )) وأصله في "صحيح مسلم" وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص ، وقد روى مسلم والنسائي والمصنِّف (8) بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص )) .
    قلت : في إسناده من تكلم فيه ، فالسُّدي صدوق يَهِمُ ورُمِيَ بالتشيع كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " (463) .
    وأبو سعد الأزدي لم يذكر فيه العلماء جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/568 ، وقال عنه الحافظ ابن حجر في " التقريب " ( 8117 ) : (( مقبول )) .
    وأبو الكنود الكوفي وهو عبد الله بن عامر أو عبد الله بن عمير . ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " 5/64 ( 503 ) ، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 5/159 ( 599 ) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/215-216 ، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/44 ، وقال عنه ابن حجر في " التقريب " ( 8328 ) : (( مقبول )) .
    ولم أجد متابعاً للسدي أو من بعده فالحديث ضعيف من جهة السند .
    وأما الحافظ ابن كثير فقد انتقده من ناحية أخرى فقال في " تفسيره " : 685 : (( وهذا حديث غريب ، فإنَّ هذه الآية مكية ، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر )) .
    فبذلك بان ضعف الحديث وعدم صحته .
    وانظر : " تحفة الأشراف " 3/47(3522) ، و " جامع المسانيد " 4/76(2436)
    وأصل الحديث أنه من حديث سعد بن أبي وقاص .
    أخرجه : عبد بن حميد (131) ، ومسلم 7/127 (2413) (45) ، وابن ماجه ( 4128 ) ، والنسائي في " الكبرى " ( 8220 ) و( 8237 ) و( 8264 ) ط. العلمية و(8163) و (8180) و (8207) ط. الرسالة وفي
    " فضائل الصحابة " ، له (116) و(133) و(160) و (162) ، وأبو يعلى (826) ، والطبري في " تفسيره " (10332) ط. الفكر و 9/262 ط. عالم الكتب ، وابن أبي حاتم في " تفسيره " 4/1298 (1331) ، وابن حبان (6573) ، والحاكم 3/319 ، وأبو نعيم في " الحلية" 1/245 ، والبيهقي في " دلائل النبوة " 1/353 ، والواحدي في " أسباب النـزول " ( 239 ) بتحقيقي من طريق المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : كنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : اطردْ هؤلاء لا يجترؤُن علينا .
    قال : وكنتُ أنا وابن مسعود ، ورجل من هذيل ، ورجلان لست أسميهما ، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أنْ يقع ، فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل : (( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )) .
    وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 3/25 وعزاه إلى الفريابي ، وأحمد ، وابن المنذر ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه .
    أقول : وقد اعتمد الدكتور خالد بن سليمان المزني في " المحرر في أسباب النـزول " : 684 على أمر آخر لتقوية هذا الحديث ، فقال : إن سبب النـزول المذكور وإن كان ضعيفاً لكن يعتضد بإجماع المفسرين على معناه ، وسياق الآيات القرآني ويكون سبب نزولها ، والله أعلم .
    وهذا القول عليه بعض المؤخذات منها :
    1. ادعى الإجماع ولم ينقل عمن نقله .
    2. لعله أراد بالإجماع ذكر أصحاب التفسير لهذه القصة في مصنفاتهم ، فإن صح هذا الأمر فيكون أشد عليه من الأول ، وهل ذكر المفسرين لأمر ما دليل على تصحيحه ؟ ولو أُصِّل هذا الأمر لُصحِحت عدد من القصص والروايات الواهية والموضوعة والتالفة كقصة ثعلبة وغيرها .
    وانظر : " تحفة الأشراف" 3/249 ( 3865 ) ، و"جامع المسانيد" 5/144(3238) .
    .............................. ..........
    ( ) قال ابن حجر في " التقريب " (8117) : (( ويقال : أبو سعيد )) .
    (2) الأنعام : 52 .
    (3) الأنعام : 53 .
    (4) الأنعام : 54 .
    (5) الكهف : 28 .
    (6) مما أثر في هذا المقام في شرح : (( فرطاً )) ما ذكره العلامة الرباني ابن قيم الجوزية في " رسالته إلى أحد إخوانه " : 3-4 ضمن مجموعة الرسائل قال : (( إن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ، ونُصحُه لكلِّ من اجتمع به ، قال الله – تعالى – إخباراً عن المسيح عليه السلام : (( وجعلني مباركاً أين ما كنت )) [ مريم : 31] أي معلماً للخير ، داعياً إلى الله ، مذكراً به ، مرغّباً في طاعته ، فهذا من بركة الرجل ، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ، ومُحِقت بركة لقائه والاجتماع به ، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به ، فإنه يضيع الوقت في الماجَرَيَات ، ويفسد القلب ، وكل آفة تدخل على العبد ، فسببها ضياعُ الوقت ، وفساد القلب ، وتعود بضياع حظه من الله ، ونقصان درجته ومنـزلته عنده ؛ ولهذا وصى بعض الشيوخ ، فقال : احذروا مخالطة من تُضيِّع مخالطته الوقت ، وتُفسد القلب ، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها ، وكان ممن قال الله فيه : (( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )) [ الكهف : 28] .
    (7) اللفظ للطبراني .
    (8) يعني بذلك ابن ماجه .
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة السادسة )

    بارك الله فيك و فى علمك يا شيخنا ماهر و جزاك الله خيرا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •