تلخيص واختصار للقاء العلمي التاسع مع الشيخ عبد الرحمان بن عبد اللطيف الرشيدان - حفظه الله -
اللقاء العلمي التاسع مع الشيخ عبد الرحمان بن عبد اللطيف الرشيدان أقامته معه المحجة العلمية السلفية
بعد البسملة والحمدلة :
(1:29) السائل : هنا بعض الأسئلة التي تتعلق بالمتون العلمية وتدريسها وتحفيظها للطلاب ، وأحبننا أن يكون اللقاء معكم يدور حول هذا الموضوع ، بما لكم من التجربة العملية الطويلة في هذا المجال .
(1:34) السائل : فهلا حدثمونا عن أهمية ملازمة الطالب للشيخ ، وما حقيقة الملازمة ، وما ثمرتها ، قبل أن نبدأ ونخوض في ما يتعلق بحفظ المتون وتدريسها ؟
بعد البسملة والحمدلة ذكر الشيخ أهمية هذه الملازمة ، وذكر أنها سنة متبعة من لدن الصحابة إلى الآن .
وذكر أن المراد بالملازمة : كثرة الحضور ، والاستفادة من الشيخ ؛ لأن طلب العلم لا يؤخذ في يوم أو يومين ، أو شهر أو شهرين ، بل يحتاج من الطالب أن يلازم شيخه لمدة حتى يأخذ أكثر ما يستطيع أن يأخذه من علم هذا الشيخ .
وذكر بعض النماذج من ملازمة بعض السلف لشيوخهم منها :
ذكر الذهبي في السير أن نعيم بن عبد الله المُـجْـمِـر جالس الصحابي أبا هريرة عشرين سنة .
كذلك ذكر الذهبي في السير أن عبد الله بن نافع جالس الإمام مالكا خمسا وثلاثين سنة .
وورد عن وهب بن جرير عن أبيه جرير بن حازم الأسدي أنه قال : جلست إلى الحسن البصري سبع سنين لم أخرم منها يوما ، أصوم وأذهب إليه !
ذكر الشيخ بعض فوائد الجلوس إلى الشيخ :
1 - أخذ الهدي والسمت .
2 - تقصير مدة الأخذ ، واختصار الطريق .
وكان بعض السلف يقول : خذها غنيمة باردة ؛ وهو قد تعب في الحصول عليها .
3 - قلة التكلف وسرعة الإدراك .
فطالب العلم لما يقرأ في الكتب فيحتاج إلى أن يدرك المسألة وتتصور له وقتا !
4 – أحرى بالصواب .
(8:37) ذكر أن الأصل في طلب العلم الأخذ عن الكبار .
5 – الرابطة بين طالب العلم ومعلمه ، فالعلم رحم بين أهله ، فطلبة العلم إذا أخذوا عن الشيوخ فإنه تكون بينهم صلة ، وتعارف ، وتزاور ..
6 – هناك آثار عن السلف تبين أن مجالسة العلماء لها تأثير على الإيمان :
قال ميمون بن مهران : وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء .
ويقول أبو الدرادء : من فقه الرجل ممشاه ومدخله مع أهل العلم .
وعدم الأخذ عن الشيوخ له هفوات وزلات :
التخبط والاضطراب .
الإعجاب بنفسه .
سبب الفرقة وقلة التعبد .
فأكثر ما تكون الفرقة والاختلاف عند من أخذ العلم عن الكتب ....
فتجد أن الذين أخذوا من الكتب ولم يأخذوا عن العلماء قليلي العبادة ، قليلي الطاعة .
(12:30) ذكر أن من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه .
(12:44) هنا نقطة أحب أن تشير إليها فضيلة الشيخ ! وهي أهمية ملازمة الشيوخ لا سيما في الأوقات التي تحدث فيها الفتن ، وتكثر فيها الآراء ، فهنا لملازمة الشيخ مزية ، فحبذا لو تلقون نظرة سريعة على ذلك .
ذكر الشيخ : أنه لا شك أن الفتنة الذي يعرف غورها ، ويسبر مداها هم العلماء الأشياخ الكبار ، أما طلبة العلم الحدثاء ؛ فإنهم يظنون أنها أمر سهل ، وربما تكلموا فيها بسرعة ، وأدلوا بدلوهم ، بينما الأشياخ الكبار يعرفون هذا ، فتجدهم لايتكلون إلا بعد فترة ، وبرهة من الزمن ، حتى يحيطوا بهذه الفتنة ، وبهذه النازلة التي نزلت ، ومن هنا نعرف خطأ بعض من يتسرع ويقول : المسألة الفلانية نازلة بالمسلمين لماذا لم يتكلم فيها فلان وفلان من الأشياخ ن وبعض الدعاة يتكلم فيها بسرعة ، وهذا هو السبب ، السبب أن أهل العلم أهل تؤدة ، أهل تأن ، لا يريدون أن يتكلموا في شيء حتى يحيطوا به ، فحيئذ يصدر قولهم عن علم ، و عن روية ، وعن معرفة .
بينما طلبة العلم الصغار تجده يسارع ، ويبدي رأيه ، ويدلي بدلوه ، ويتكلم ، وهو لم يتبين له ، والفتنة لا زالت في أولها ! ولا يدري على ماذا انطوت ، وعلى ماذا ستنتهي ، وما هي أبعادها .
فعلى طالب العلم – خاصة في أوقات الفتن ، وفي المسائل النوازل – أن يكون راجعا – بعد الله – تبارك وتعالى – إلى أشياخه ؛ فيسأل أهل العلم :
ماذا تقولون ؟
ما رأيكم في هذه النازلة ؟
هذه الفتنة التي حدثت ؟
بل يستشريهم حتى لو أراد أن يلقي محاضرة ؛ لأن العلاقة بين طالب العلم ، وبين شيخه أكثر من علاقة الابن مع أبيه ، يعني تسمى الأبوة الدينية .
يرجع إليه – يقول : يا شيخ ! أنا أريد أن ألقي محاضرة في الفتنة الفلانية ، أو في الموضوع الفلاني ؛ لأنه من النوازل ، يستشريه ؛ فقد يشير عليه الشيخ يقول : جيد ، تكلم في هذا الموضوع ، الناس بحاجة ، وربما الشيخ لكونه : أرسخ منه ، وأكبر منه سنا ، وأعلم يقول له : لا ! انتظر ! اجعلها بعد أسبوع ، بعد أسبوعين ، فيوجهه إلى ما هو أحسن وأفضل .
هذه الصلة ، وهذه الفوائد إذا كان طالب العلم يرجع إلى أشياخه خاصة في أوقات التي يكثر فيها الخوض ، وربما تكون هذه المٍألة من الأمور العامة التي لو تكلم فيها طالب العلم ربما يضل ، ويضل بها أناس ؛ فعليه التؤدة ، وعليه الرجوع إلى الأشياخ ، واستشارتهم قبل أن يتكلم ، أو يلقي موضوعا أو محاضرة في ذلك .
(16:02) فضيلة الشيخ ! نحب يعني أن نستفيد أو نعرف متى بدأتم بتدريس وتحفيظ المتون لطلاب اعللم ، وكيف كانت هذه البداية ؟
تحفيظ المتون يسرنا الله لنا قبل ثماني سنن ، وذلك لما كان مقررا على طلاب الجامعة حفظ كتاب المحرر لابن عبد الهادي أو بعض أحاديث المحرر ؛ وجدت بعض التلاميذ لديه همة في حفظ المحرر كاملا ؛ فبدأت معهم في مسجد الجربوع في مسجد الحارة .
وكان واحدا ثم جاء الثاني ، ثم جاء ثالث ، وأخذنا في هذا سنة أو دون سنة ، ولما سمع بهذا بعض الطلاب زاد عدد الطلاب ، فصرنا نسمع الطلاب بعد صلاة العشاء في المسجد النبوي .
وأصبح تحفيظ أوسع في متون مختلفة ، وأصبحت الآن الحلقة – ولله الحمد – قرابة (45) طالبا ، ويحفظون متونا شتى ، في العقيدة ، وفي الفقه ، وفي اللغة ، وفي الآداب .
(18:51) فضيلة الشيخ ! نريد منكم كلمة عن أهمية العلم ، والحرص على طلبه قبل أن نتكلم عن المتون وحفظ المتون ؟
هذا الموضوع مهم وكبير وواسع !! وللعلماء كتب فيه ... ونذكر أنفسنا ، ونذكر الإخوة ومن يسمع هذا اللقاء بأن العلم أفضل مكتسب ، وأفضل منتسب ، وأعظم ما شغلت به الأوقات والأعمار هو طلب العلم ؛ وذلك أن طلب العلم عبادة ، من أعظم العبادات .
تكلم الشيخ عن فضل العلم وذَكَـرَ بعض الآيات والأحاديث الواردة في ذلك .
وقال عند (22:58) : وقد جاء في الحديث الحسن : طلب العلم فريضة على كل مسلم .
ثم ذكر قسمي تعلم العلم : فرض العين ، وفرض الكفاية .
(24:06) فضيلة الشيخ ! ما أهمية حفظ المتون والعناية بالنسبة لطلب العلم ، ولطلاب العلم ، يعني ما منزلة حفظ المتون في طلب العلم ؟
حفظ المتون قد أشاد به أهل العلم ونص عليه من كتب في آداب الطلب ، وجعلوا حفظ المتون هو العلم ، وما عاداه فهو شيء زائد ؛ ولذلك قالوا : العالم لا يكون عالما بدون حفظ المتون .
ويقول شيخ الإسلام : من حفظ المتون حاز الفنون .
ويقول الرحبي : فاحفظ فكل حافظ إمام .
ويقول الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني :
كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علما !
وأنشد :
وليس بعلم ماحوى القطمر / ما العلم إلا ماحواه الصدر
وقال صديق حسن خان القنوجي : العلم ما ثبت في الخواطر ، لا ما أودع في الدفاتر .
في الأصل في العلم هو ما حفظ ، واستقر في الصدر ؛ ولذلك فالعالم حقا هو الذي يفتي مما حفظ ، ومما استقر في صدره وضبطه ، هذا هو العالم حقا ....
ثم نقل الشيخ الرشيدان عن الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – إشادته بالحفظ ، وأنه لم يبق معه إلا ماحفظ .
ذكر الشيخ الرشيدان : أنه لابد أن يُحفظ في كل فن متن مختصر .
(27:50) إذا كان حفظ المتون بهذه المنزلة في العلم وفي طلب العلم ؛ فما المتون التي تنصحون بالاعتناء بها وحفظها في كل فن من فنون العلم ؟
ذكر الشيخ أن لكل فن مراتب : مبتدئين ، متوسطين ، متقدين .
ذكر الشيخ أن الأصل في طالب العلم أن يبدأ بالقرآن وينشغل به .
ثم قال الشيخ : يبدأ بحفظ ( تحفة الأطفال ) وهي في واحد وستين بيتا ، وتعتبر من أخصر الكتب في علم التجويد .
أما في العقيدة فيحفظ :
القواعد الأربع ، وثلاثة الأصول ، وكتاب التوحيد ، والواجبات المتحتامات ؛ هذا في توحيد الأولهية .
في توحيد الأسماء والصفات ومجمل معتقد أهل السنة والجماعة كذلك :
العقيدة الواسطية ، ثم العقيدة الطحاوية ، ثم سلم الوصول للشيخ حافظ الحكمي .
في المصطلح يبدأ بالبيقونية ، ثم ينتقل غىل نخبة الفكر ، ثم بعد النخبة يختار إما ألفية العراقي ، إما ألفية السيوطي
قال الشيخ عند (30:35) ألفية أولى من وجه لكثرة ما يوجد عليها من شروح وحواش ، وهي مشتهرة : حفظا ، وشرحا ، وتدريسا .
ألفية السيوطي من ناحية أنها .. العدد نفسه ألف بيت ، لكنها أكثر أنواعا ؛ لأن السيوطي نظم في الألفية أنواع من المصطلح أكثر مما ذكره العراقي .
فألفية السيوطي أشمل وأوسع
وألفية العراقي أسهل وأكثر شروحا وحواشيَ ، وأكثر اشتهارا .
(31:12) عفوا يا شيخ ! ألفية العراقي أسهل في النظم أو ألفية السيوطي ؟
المشهور عند أهل العلم ألفية العراقي ، وإن كان عليها ما عليها من المؤخذات ، لكن سهولتها أوضح وأسلس من ألفية السيوطي .
اما في الحديث فيبدأ بالأربعين النووية ، ثم عمدة الأحكام ، ثم بلوغ المرام ، ثم ينتقل بعد ذلك للمحرر لابن عبد الهادي ، ثم بعد ذلك – إذا تجاوز هذا كله – يدخل في الكتب الستة ، والأولى أن يبدأ بالأحاديث المتفق عليها ، ثم بعد ذلك يبدأ بما انفرد به البخاري ، ثم ما انفرد به مسلم .
وفي أصول الفقه يبدأ بمتن الورقات للإمام الجويني .
وفي الفقه يبدأ بحفظ كتاب شروط الصلاة وأركانها وواجباتها للشيخ محمد عبد الوهاب ، ثم آداب المشي إلى الصلاة .
أما في الفرائض فالرحبية هذا هو المشهور ، وإن كان الشيخ ابن عثيمين – رحمة الله عليه – يرجح البرهانية ، ويقول : إنها أخصر ، وأوضح ، وهذا الذي كان يعتمده في دروسه .
والرحبية والبرهانية كما قلنا في مسألة ألفية العراقي والسيوطي .
الرحبية أسلس وأكثر شروحا ، وعليها شروح وحواش ، أما البرهانية غير مشهورة ، وشروحها ليست بكثيرة ؛ فلذلك بعض الناس يعزف عنها لعدم معرفته بها ، ولعدم وجود الشروح والحواشي عليها .
وهذا أمر مهم ، يعني طالب العلم إذا أراد أن يحفظ لابد أن يحفظ متنا يجد له شرحا ، حتى إذا استغلقت عليه العبارة ، ما يحفظ شيئا غريبا ما يفهمه ، إما أن يكون له شيخ يشرح له هذه العبارة الصعبة التي أغلقت عليها ، أو هناك شرح موجود ينظر فيه فيفهم العبارة حتى يسهل عليه الحفظ .
في النحو يحفظ الآجرومية ، ثم ملحة الإعراب ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى قطر الندى لابن هشام ، وإن شاء انتقل إلى الألفية لابن مالك .
أما في الآداب نونية أبي الفتح البستي التي تسمى ( عنوان الحكمم ) ، وهي منظومة في ثلاثة وستين بيتا ؛ فيها من الحكم والأخلاق الكريمة - يصلح لطالب العلم أن يكون له شيء من النظم ومحفوظات شعرية ، يستفيد منها في نفسه ، في تقويم أخلاقه وآدابه ، وتقويم لسانه ، حتى يكون اللسان ذا منطق صحيح ، وذلك بحفظ بعض أشعار العرب .
وكذلك بعد هذه النونية ينتقل إلى منظومة أبي إسحاق الإلبيري وهي منظومة مشهورة ، في النصائح والتوجيهات ، وهي أكبر ؛ لأن عدد أبياتها خمسة عشر ومئة بيت .
هذه أهم المتون التي نوصي طلبة العلم المبتدئين أن يبدأوا بها ، وأن يكون لهم نصيب منها .
ثم ذَكَرَ الشيخ ما يشتكي منه بعض طلبة العلم ، وهو أن الحفظ يكون صعبا عليه !
ثم ذَكَرَ أن الحفظ موهبة من الله .
ذم ذَكَرَ الشيخ أن من كان الحفظ صعبا عليه ؛ فإن هناك طريقة أخرى لحل هذه المشكلة وهي أن يكثر من تكرراها وتردادها لتصبح سهلة على لسانه ، يستحضر موقعها من الكتاب .
(36:22) فضيلة الشيخ ! ما الطريقة المثلى لحفظ المتن ومراجعته ، يعني بعد أن عرفنا أهمية حفظ المتون والحرص عليها ، فما هي الطريق المثلى لحفظ المتن ، أو لمراجعته وتثبيته ؟
ذكر الشيخ أن ذلك يكون بقاعدتين :
الأولى : تقليل الحفظ .
الثانية : كثرة التكرار .
وذكر الشيخ طريقة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهي : إن كان يشرح لهم منظومة ؛ فيطلب منهم أن يحفظوا كل يوم ثلاثة أبيات ، ويشرح لهم ثلاثة أبيات لا يزيد .
وإن كان يشرح لهم في الحديث فيطلب منهم أن يحفظوا كل يوم ثلاثة أحاديث لا يزيد .
وإن كانت في متن من المتون فيطلب منهم أن يحفظوا ثلاثة أسطر ولا يزيد .
وذكر الشيخ : أن تقليل الحفظ أدعى لأن يستقر ويثبت ؛ لأن كثرة العلم يزدحم في الذهن .
ومن رام العلم جملة ذهب عنه جملة .
وذكر أن هناك من حفظ ألفية العراقي ، وكان يحفظ في كل يوم نصف بيت !!
(39:18) ذكر الشيخ نقطة مهمة وخطيرة وهي الحفظ الوقتي ! إي أنه يحفظ بسرعة ، وإن جئته بعد مدة يسيرة وجدته قد نسي ما حفظ !
ذكر أن المذكور في تراجم العلماء إذا أرادوا أن يحفظوا خمسين مرة فما فوق ؛ منهم يكرر خمسين ، منهم من يكرر ستين ، ومنهم يكرر أكثر .
(40:13) ذكر أهمية المراجعة ، وهي معاهدة المحفوظ ، وذكر الشيخ أنها وصية نبوية ، أوصينا بها في تعاهد القرآن العظيم ، فقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - : بأنه أشد تفصيا وتفلتا من الصدور من الإبل في عقلها .
وذكر الشيخ أن الطالب عليه أن يراجع كل شهر ، أو كل شهرين .
ثم ذكر أهمية العالم في مسألة الحفظ ؛ لأن الطالب إذا حفظ قد يحفظ خطأ ، وقد يتكاسل في مسألة المراجعة ، وهكذا أمور كثيرة ....
(43:02) هل من كلمة أخيرة تختمون بها هذا اللقاء ؟
ذكر الشيخ أن طلب العلم – ومن ذلك حفظ المتون وهي سبب من أسباب حفظ العلم وطلبه – كما قلنا : طريق العلم طويل : وطلب العلم حهاد ، لا شهوة ، وطلبة مجاهدون !
وما دمنا علمنا أن طلب العلم جهاد ، علمنا أنه يحتاج إلى صبر .
وذلك قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسم .
طلب العلم يحتاج منا أن نصبر ، وأن نداوم ، وأن نسهر ، وأن نتعب لكي نحصل ، وقد قالوا : العلم إن أعطيته كلك أعطاك بعضه .
وهذا المشوار وهذا الطريق يحتاج منك – أيها العبد - إلى الاستعانة بالله – عز وجل - .
فطالب العلم دائما عليه أن يكون متضرعا إلى الرب – تبارك وتعالى – أن يرزقه العلم النافع والعمل الصالح ؛ لأنه ربما شغلك العلم ، لكن بعلم لا ينفع ، بعلم وبال عليك - النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : القرآن حجة لك أو عليك ، يعني تحفظ القرآن ، تقرأ القرآن وهو حجة – أحيانا – يكون عليك ، لكن ما تعمل فيه ، وقد يكون لك ، وكذلك طلب العلم وحفظ المتون .
ذَكَرَ الشيخ أنك بكونك طالب علم هذه نعمة عظيمة ؛ ينبغي أن تشكر الله عليها ، وأنه فضلك على كثير من عباده .
انتهت المادة ؛ وجزى الله الشيخ عبد الرحمان ، والذين أجروا اللقاء معه خيرا .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد .
لخصه واختصره : أشرف السلفي .
.