تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رمضان ...فليتنافس المتنافسون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    80

    Post رمضان ...فليتنافس المتنافسون

    رمضان… فليتنافس المتنافسون

    · هل تشكو مثلى من كثرة الذنوب والمعاصي …وغلبة الهوي واستحواذ الشيطان وطغيان الدنيا والضعف عن الخير وقلة الحسنات؟

    · هل تشعر بثقل القيود والأغلال في قلبك؟ …وتحس بقوة تدفعك للالتصاق بالأرض و الغرق في أمواج شهواتها وملذاتها؟

    · هل تشتاق إلي العودة إلي ربك تنكسر بين يديه.. تناجيه… تشكو إليه همك وغمك…تعترف بضعفك وعجزك؟
    أخي الحبيب… لقد حانت الفرصة الذهبية لتحرير الجسد من شهواته ورغباته للاستعلاء علي جواذب الأرض ...للتحليق في آفاق السماء …لفتح صفحة بيضاء نقية مع الله وطي صحائف مسودة مليئة بالذنوب والآثام عندما يظهر الهلال معلنا قدوم شهر رمضان المبارك…شهر الخيروالبركات… التنافس في الطاعات… والتسابق لحجز مقعد في الجنات

    فشهر رمضان فرصة ذهبية لقمع الشهوات الجسدية وبناء الإرادة القوية..فرصة لهدم مابناه إبليس وأعوانه في شهور طويلة..فرصة للمغفرة لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه)
    فرصة لتعلم مراقبة الله عزوجل في كل الأوقات…في أقوالك وأفعالك…في سرك وعلانيتك فتصل بذلك إلي تقوي الله عزوجل وهي الهدف الأساسي من الصيام
    ( يأيهاالذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
    أخي الحبيب… مع بزوغ هلال رمضان يبدأ السباق والتنافس.. سباق يرتفع بأرواح المتنافسين..سباق للفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار…سباق نحو الجنان .

    والآن مع بنود هذا السباق:
    1- والبداية توبة:
    ابدأ هذه الأيام بإعلان توبتك عن جميع المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها…سرها وعلانيتها.. اظهر ندمك.. ابِكى علي ذنوبك واعزم علي عدم العودة إليها..وافتح صفحة بيضاء نقية مع الله..ثق في عفو ربك..أليس هو القائل ( قل ياعبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)( الزمر53)...فماذا تنتظر بعد ذلك؟
    2- علي مائدةالقرآن:
    أخي الحبيب: كيف ستتعامل مع القرآن هذا العام؟... هل ستتعامل معه كمصدر للأجر والثواب واستجلاب البركة فقط فتحرص علي كثرة قراءته والتسابق في عدد ختماته دون تدبر لآياته أو تفكر في معانيه....نعم نحن نحتاج الي كثرة التلاوة لأن رمضان شهر القرآن .....ولكن لماذا لانتعامل مع القرآن علي حقيقته التي أنزلها الله من أجل تحقيقها وهي أنه كتاب تغيير وتقويم وهداية وشفاء ( يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين) (يونس57)
    نتعامل معه علي أنه منهج حياه ودليل رحلتنا علي هذه الأرض فنعيش معه لنعرف توجيهاته وتشريعاته لننقلها إلي أر ض الواقع فتصبح كل أقوالنا وأفعالنا وحركاتنا مستمدة من القرآن فينعكس ذلك علي معرفة الله حق المعرفة وبالتالي عبادته حق العبادة...وهذا بدوره يثمر عن همة وروح عالية تدفعنا إلي العمل للأخرة والزهد في الدنيا والمسارعة إلي الخيرات
    أخي الحبيب: لابد أن تشعر وأنت تقرأ القرآن بأنك مخاطب بالآيات وقد وجهت إليك التكليفات فتقف طويلا أمام الأية لتعرف ما تطلبه منك.. ثم تجد التأثر والانفعال عند القراءة فتفرح عند قراءة آيات التبشير بالجنان وتحزن وتبكي عند آيات التهديد والوعيد
    واعلم أن القرآن حجة لك أو عليك..فمن يقرأ القرآن وهو غافل عن آياته ومعانيه يكون قد أقام الحجة علي نفسه فتجيء تلك الآيات يوم القيامة لتشهد عليه بأنه مر عليها ولم ينتفع بها.
    أخي الحبيب: يقينا لو داومنا علي لقاء القرآن كل يوم وجعلنا شعارنا فيه ( أن أفهم ما أقرأ وأتأثر به) سنشعر بروح جديدة تدب فينا وطاقة هائلة تتولد داخلنا لترك المعاصي وفعل الطاعات فيزداد الإيمان في قلوبنا فتمتلئ بخشية الله.
    3- في ضيافة الرحمن:
    عندما تسمع صوت المؤذن معلنا الله أكبر.. قم إلي الصلاة في المسجد ولاتتكاسل لتتنزل عليك الرحمات وتحل عليك البركات:
    · نزل في الجنة لقوله عليه الصلاة والسلام ( من غدا إلي المسجد أو راح أعد الله له نزلا فىالجنة كلما غدا أو راح )
    · النور التام يوم القيامة لقوله عليه الصلاة والسلام( بشر المشائين في الُظلم إلي المساجد بالنور التام يوم القيامة). . ( الظلم= صلاة العشاء والفجر)
    · زيادة الحسنات ومحو السيئات لقوله عليه الصلاة والسلام: ( من راح إلي مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا وراجعا)
    · أن تكون في ظل عرش الرحمن يوم القيامة لقوله عليه الصلاة والسلام ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم ورجل قلبه معلق بالمساجد)
    أخي الحبيب: أبعد كل هذه الأرباح والجوائز تتكاسل عن الصلاة في المسجد؟ أيدعوك ربك في بيته ليغفر لك ويرحمك فتتعالي وتستكبر ثم تجلس فلي بيتك ترجوه؟....راجع نفسك واحرص علي أن تكون دائما في الصف الأول.. ولاتنسي صلاة التراويح لقوله عليه الصلاة والسلام ( من قام مع إمامه حتي ينصرف كتب له قيام ليلة)
    4- سنابل الخير:
    اعلم أن الإنفاق في سبيل الله من أعظم الأبواب لمضاعفة الحسنات والنجاة من النار ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) (البقرة261)
    فالصدقة أفضل وسيلة لاستثمار المال لقوله عليه الصلاة والسلام( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتي يكون مثل الجبل) (الفلوه = ولد الفرس)
    وصور الإنفاق كثيرة منها:
    · إفطار الصائمين ولو علي تمرات لقوله عليه الصلاة والسلام ( من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا).... فاحرص علي أن تأخذ معك تمر وأنت ذاهب إلي المسجد لصلاة المغرب ووزعه علي المصلين.
    · إعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين وكفالة اليتيم لقوله عليه الصلاة والسلام( أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس...وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي قلب مسلم: تقضي عنه دينا.. تكشف عنه كربة.. تطرد عنه جوع ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي شهرا).
    · المساهمة فى لوحات حائط بالمسجد توضح فضل رمضان وكيفية اغتنام أوقاته في الطاعة..أو شراء كتيبات رمضان وتوزيعها علي الأقارب والأصدقاء لينتفعوا بها .




    5- وقال ربكم ادعوني استجب لكم:
    ما أروع أن تتذلل بين يدي مولاك.. وترفع يدك في خضوع وانكسار تطلب منه ماتشاء وتبث إليه أحزانك وهمومك وتخبره بما يدور داخلك وماتريد عمله وماتفكر فيه ...أليس هو القائل( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (البقرة186)
    واعلم أن خزائن ربك ملأي لا تنفد ابدا...ألم تسمعه يقول( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)
    أخي الحبيب: هل بعد ذلك كله تترك الدعاء وتتوسل إلي عبد فقير أو مخلوق ذليل..... كيف نثق في الناس ونطلب منهم قضاء الحوائج وننسي ملك الملوك؟
    أخي الحبيب: تذلل علي عتبة ربك وكن لحوحا في دعائك فالله عزوجل يحب الملحين في الدعاء..وتيقن أنك ُمجاب..وإياك والإستعجال..وتحر ي أوقات الإجابة( الثلث الأخير من الليل.. بين الأذان والإقامة.. في السجود.. قبل الإفطار ...يوم الجمعة)
    6- أغلي اللحظات:
    هل جربت يوما أن تستيقظ لتقوم الليل والناس نيام لتخلو بربك..فتأنس بالوحدة معه.. تتلقي فيضه ونوره..ترجو مغفرته ورحمته..تخشي غضبه وعقابه.. تطمع في جنته..تسبقك الدموع والعبرات.. وتندم علي الهفوات والزلات..تجتهد في الاستغفار.
    أخي الحبيب: إذا لم تكن قد جربت هذه اللحظات..فلم لا تجربها في هذا الشهر الكريم لتشعر بلذة المناجاة وطمأنينة القلب وتتعلم الإنكسار لله....
    يقول النبي عليه الصلاة والسلام( يتنزل الله تعالي إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ وذلك كل ليله)
    أخي الحبيب: لاتدع الفرصة تفوتك ولاتترك ليلة من هذه الليالي دون قيام ولو بصلاة ركعتين.
    7- الحصن الحصين:
    اعلم أن ذكر الله يطرد الشيطان ويزيل الهم والغم.. ويورث المحبة والقرب من الله ويزيل الوحشة بين العبد وربه...فالذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟...وهو سبب لتنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام.
    وهو العبادة الوحيدة التي لم يجعل الله عزوجل حدا ينتهي إليه (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) (الجمعة10).......
    ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) (الأحزاب35)
    وذكر الله عزوجل من أيسر العبادات يمكنك أن تفعلها في أي وقت..في كل مكان (البيت.... العمل...الشارع).... .وإليك هذه البشارة النبوية( ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات)
    أخي الحبيب: احرص علي ذكر الله مع زوجتك وأولادك أو مع أقاربك وأصحابك لتفوز بالمغفرة والرضوان.
    أخي الحبيب: احذر كل مايعطلك عن مواصلة السباق..احذر كثرة الطعام والشراب فإنك إن تأكل كثيرا تنام كثيرا فيفوتك خيرا كثيرا... احذر كثرة النوم فإنها تميت القلب وتورث الغفلة...احذر المعصية في رمضان...احذر من تضييع وقتك في اللهووالغفلة ومشاهدة التلفزيون.
    أخي الحبيب: تذكر دائما أن هذا السباق لا مكان فيه للمتكاسلين والمتخاذلين والغافلين..وإنما يحتاج إلي عزيمة وصبر وإرادة وتطلع إلي الجائزة الكبري (جنةعرضها السماوات والأرض)
    وفي الختام...أسأل الله عزوجل أن يتقبل منا رمضان وأن يمنحنا فيه المغفرة والرضوان والعتق من النيران والفوز بالجنان...إنه ولي ذلك والقادر عليه .
    لقاؤنا في الجنة إن شاء الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: رمضان ...فليتنافس المتنافسون

    جزاكم الله خيرا كثيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •