الموضوع: نفح الطيب في محبة الحبيب

أخواتي الغاليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أفرغت منها بعض المقتطفات عسى الله أن ينفع بها
وهذا جزء منها

والباقي سيتبع إن شاء الله تعالى


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قد قال ما قال القرآن في أخلاقه ماذا عساي أن أقول فيه من المدح..

فحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن السوار ما أحاط بالمعصم..

ولعلها أن تكون غيثا على جدب وفراتا على ظمأ يزداد بها المهتدي هدى والبعيد قربا وأسأل الله العظيم الأمن من مكائد الشيطان.

محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل إيماني وواجب شرعي وبغضه ناقض إيماني وفساد عقائدي.

قال صلى الله عليه وسلم في مسلم:

"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين".

والله ما محبته كلمات تقال ولا قصصا تثار..
إنها عمل قلبي من أجَّل أعمال القلوب وعاطفة يجدها المحب في قلبه تدفع لاتباعه وإن تفاوتت لقوة الإيمان وضعفه..
إنها رابطة من أوثق الروابط وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله : (فليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله وكل محبوب سواه فمحبته تابعة له ) ,فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب لأجل الله ويطاع لإجل الله.

روى البخاري من حديث ابن هشام قال: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر, فقال عمر:
بحسب الطبع يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي, فأقسم النبي وهو الصادق المصدوق:
لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ,فقال عمر:
فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي, فقال صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر)).

نعم ..حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليك من نفسك, وذلك مرتقى عالٍ لا يصل إليه القلب إلا بمجاهدة طويلة وترويض للنفس ويقظة مستمرة, فما تعسر مطلباً أنت طالبه في الله.

ولقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في ذلك وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بهذه القصص الرائعة والأمثلة النبيلة..

ففي الحديبية يرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأتِ ومن معه لقتال إنما جاؤا عُمارا, ولما رجع عثمان قال له المسلمون: هنيئا أبا عبد الله لقد اشتفيت من الطواف بالبيت.

فقال :بئس ما ظننتم بي والله لو مكثت بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية ما طفت بها حتى يطوف رسول الله, ولقد دعتني قريش إلى الطواف فما طفت!

فعن الحب حدث عن البحر ...

...إنه لبحر ولكن بالمعاني انسيابه


لقد كان عثمان يستشعر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
حتى أكون أحب إليك من نفسك .

وجاء في قصة إسلام طلحة بن البراء رضي الله عنه أنه لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يدنو منه ويقول:
يا رسول الله مرني بما أحببت فوالله لا أعصي لك أمرا.

فعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((إذهب فاقتل أباك .
فانطلق على الفور.

فناداه صلى الله عليه وسلم وقال :أقبل إني لم أبعث بقطيعة رحم)), حسه الهيثمي في مجمع الزوائد.

نعم فقد بعث صلى الله عليه وسلم رحمة مهداه.

ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في عيسى "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"
فرفع يديه صلى الله عليه وسلم قائلاً :

اللهم أمتي ..اللهم أمتي ثم بكى

فقال الله يا جبريل إذهب إلى محمد فقل :إنا سنرضيك في أمتك.

جدير والله بمن كان على مثل هذه الرحمة أن تتوجه قلوب المسلمين إليه ,وقد كان

ملكت سجاياه القلوب محبة ..

.. إن الرسول إلى القلوب حبيب

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي التوحيد لا فض فوك وجزاك الله خيرا على ما عودتنا من مواضيع طيبة - لا عدمناكِ أيا ريحانة القلب ِ -
وحضرتني الأبيات التالية بعنوان محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

إن كان أحببت بعد الله مثله في بدو وحضر ومن عرب ومن عجم
فلا اشتفى ناظري من منظر حسن ٍ ولا تفوّه بالقول السديدِ فمي
زمانك بستانٌ وعهدُك أخضرُ وذكراكَ عصفور من القلب ينقر
وكنتَ فكانت في الحقولِ سنابلٌ وكانت عصافير وكان صنوبرُ
لمستَ أمانينا فصارت جداولاً وأمطرتنا حباً ولا زِلتَ تُمطِرُ
تُعاودُني ذكراكَ كلّ عشية ٍ ويورِقُ فكري حين َ فيكَ أُ فَكّرُ
وتأبى جراحي أن تضمّ شفاهها كأنّ جرح الحبّ لا يتخثّرُ
أحبك َ لا تفسيرَ عندي لصبوتي أفسِّرُ ماذا والهوى لا يُفَسَّرُ
تأخرتُ يا أعلى الرجالِ فليلنا وأضواء القناديل ِ تسهرُ

انتهت الأبيات ولكم أسأل الله أن يجمعنا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسأله أن يجعلنا ممن يحيي سنته على النهج الذي يرتضيه منا إنه سميع مجيب الدعاء

بوركتي غاليتي وزادكي المولى من فضله

لرفع.................