تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: القرآن والصيام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    أعيش في ملك الله
    المشاركات
    445

    افتراضي القرآن والصيام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنقل إيكم هذه المادة راجية الله العلي القدير أن تنفعنا جميعا ولا تنسونا من صالح دعائكم بارك الله فيكم .
    القرآن والصيام
    د. خالداللاحم

    عن عبد الله بن عمرو _رضي الله عنه_ أن رسول الله _صلى
    الله عليه وسلم_ قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان"(1).
    إن بين القرآن والصيام علاقة متينة، فمن أعظم وأهم الحكم من مشروعية صيام نهار رمضان هو تهيئة القلب لتدبر القرآن حين القيام به في الليل، والمشاهد أن كثيراً من الناس يفوتون على أنفسهم هذه المصلحة العظيمة حينما يسرفون في الطعام والشراب وقت الإفطار والعشاء.
    لقد أثبت الطب الحديث، والطب البديل أهمية الصيام لصفاء القلب وقيامه بوظائفه المادية والمعنوية.
    ولا أريد التفصيل في هذه القضية، فالمقام لا يسمح لكني أرشد إلى بعض المراجع(2)
    وإن كنت على يقين من حكمة تشريع الصيام بدون عناءالرجوع إلى تلك الكتب وصرف الوقت والجهد في قراءتها يكفينا في هذا قول الله _تعالى_: "وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة: منالآية184) إنها رسالة من رب العالمين تحمل الكثير والكثير من الإشارات والإرشادات.
    إن الله _تعالى_ يقرر لنا هذه القاعدة العظيمة: أن الصيام خير لنا،وإن من بعض خيره
    ما تم إثباته بالتجارب المخبرية ومن تجارب العلماء الذين يؤكدون على أهمية هذه العلاقة بين الصيام وبين التفكير والفهم والتدبر إن شواهدصحتها وأقوال أهل التجربة وأحوالهم من علماء المسلمين وغير المسلمين لا يتسع له كتاب، وما لم ينقل عنهم من أقوال وأحوال أكثر وأكثر، فالقليل منهم عبر عن حاله وذكرما وجد وغيرهم كثير وجد ولم يذكر.
    فإن أردت حقاً تدبر القرآن والتأثر به فعليك بهذا المفتاح العجيب ، وخاصة في رمضان إنه الصيام، الصيام الصحيح الذي يحرص فيه الصائم على تطبيق ما جاء في حديث المِقْدام بن مَعْدي كرِب قال: سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: "ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرّاً من بطنٍ، بحسب ابن آدم لقيماتٌ يقِمْن صلبَه، فإن كان لا محالة فثُلُثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه" رواه الإمام أحمد والترمذي
    والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
    وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روى أن ابن أبي ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارشايات ودكاكين الصيادلة.
    ليس معنى الصوم أن تمسك عن الطعام والشراب مدة ثم تلتهم أضعاف ما أمسكت عنه؛ هذا بكل تأكيد ليس صوماً نافعاً.
    إن الصوم الذي ينفع صاحبه هو ما يقترن معه عدم الشبع حال الإفطار، إن بعض الشباب يقول: قد صمت فما وجدت الوجاء الذي أخبر به النبي _صلى الله عليه وسلم_؟ نقول: نعم إن كنت في وقت فطرك تتقاضى من وقت صومك وتردالصاع صاعين، فهذا ليس بصوم على الحقيقة، بل هو إرهاق للبدن وتعذيب له؛ لأن الهدف من الصوم حماية الجسد عامة والقلب
    خاصة من سموم الأطعمة والأشربة، وهذا معنىقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "فإنه له وجاء" ذلك أن القلب إذا استراح من سموم الأطعمة صفا و رق.
    قال المروزي: قلت لأبي عبد الله: يجد الرجل من قلبه رقة وهوشبع قال: ما أرى، وروى ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع بإسناده عن نافع عن ابن عمرقال: "ما شبعت منذ أسلمت"، وروى بإسناده عن محمد بنواسع قال: "من قل طعمه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد"، وعن أبي سليمان الداراني قال: "إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة فلا تأكل حتى تقضيها، فإن الأكل يغير العقل"، وعن قثم العابد قال: "كان يقال: ما قل طعم امرئ قط إلا رق قلبه ونديت عيناه" ، وروى أيضاً بإسناده عن أبي عمران الجوني قال: "كان يقال: من أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه"، وعن عثمان بن زائدة قال: "كتب إليّ سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل"، وعن إبراهيم بن أدهم قال: "من ضبط بطنه ضبط دينه، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة، وإن معصية الله بعيدة من الجائع قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب، ومنه يكون الفرح والمرح والضحك"، وقال أبو سليمان الداراني: "إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورق، وإذا شبعت ورويت عمي القلب"،وقال: "مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع"، وقال الحسن بن يحيى الخشني: "من أراد أن يغزر دموعه ويرق قلبه فليأكل وليشرب في نصف بطنه". وقال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت بهذا أبا سليمان فقال: إنما جاء الحديث "ثلث طعام، وثلث شراب" وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم فربحوا سدساً، وعن الشافعي قال: ما شبعت منذ ستة عشر سنةإلا شبعة أطرحها؛ لأن الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة، وقالت عائشة _رضي الله عنها_: "أول بدعة حدثت بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: الشبع، إن القوم لما شبعت بطونهم جمحت بها نفوسهم إلى الدنيا".
    ولما قـسا قلبي وضاقـت مذاهـبي
    جعلـت الرجـا ربي لعفـوك سلمـا
    تعـاظــمني ذنبي فلمـا قرنتـه
    بعفـوك ربي صـار عفـوك أعظمـا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: القرآن والصيام

    وعليكم السلا ورحمة الله وبركاته

    أحسن الله إليك وزادك من فضله
    أي والله وليس الخبر كالمعاينة

    فكم سمعنا من إخوة يقولون أنهم لا يستشعرون التدبر الحقيقي على شبع!
    وهذه من حكم الصيام العجيبة وما أكثرها!
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •