بارك الله فيك
قولي:لم يكن موجها لك ولكنه كان ضمن نقاش قديم بيني وبين الأخ المذكور له ملابساتهفهذا لقلة خبرتك بكلام المتقدمين
ونصيحتك بالترفق على العين والرأس فجزاك الله خيرا على نصحك
قولكَ:لم أقر بنفي المخالفة وليس هو في كلامي لا تصريحا ولا تلميحاومحل العجب أنك أقررت بنفي المخالفة وأنه مذهب أبي دواد في هذا الحديث , ثم تعلقت بحكايته لتفرد العلاء ,
وإنما قلت أنه مذهب أبي داود كما هو مذهب ابن خزيمة وغيرهما
قولكَ:هذا بعيد عن الصحة تماما فكلام أبي داود المتقدم ليس فيه نص منه أن العلة محصورة عند الأئمة بمجرد المخالفةمع أنه نص على أن العلة عند الأئمة هي مجرد المخالفة !
وإنما فيه حكاية أنه سأل أحمد عن سبب تعليل ابن مهدي للحديث لا غير
وليس فيه قصر العلة على مجرد المخالفة
وكلام أبي داود مزبور أعلاه فليتأمل
وإتباع أبي داود للعلة الأولى (المخالفة) بحكاية التفرد إشارة منه أنه وإن كان لا يرى أن الحديث مخالف (صحة العلة الأولى) فإنه معلول عنده بعلة أخرى وهي تفرد العلاء
ولذلك قال في موضع آخر:" أنكروه _أي أهل العلم كابن مهدي وأحمد ويحيى وغيرهم_ على العلاء".
قولك:لم أقل أن مجرد تفرد الثقة علة مطلقا ولكن في ذلك تفصيل ذكره ابن رجب في شرح العلل وغيره وتقدم النقاش حول ذلك في موضوع مستقل في المجلس فلا داعي للتكرارفإن صح لك تقرير رد حديث الثقة بمجرد التفرد - وهو باطل - لن يصح لك تنزيله على الخلاف في هذا الحديث , إلا أن تأتي بنص عن الأئمة كما نصوا على المخالفة يا سلمك الله وسددك فيما تأتي وتذر .
أما نصوص الأئمة في أن علة الحديث التفرد فهي أوضح من أن توضح
ولكن الخلل من ناحيتك في فهم المراد من قولهم الذي ذكرتُه آنفا
ولذلك العلماء كالخليلي والمنذري وابن القيم فهموا مراد الأئمة من كلامهم على حديث العلاء الفهم الصحيح
وحكوا عنهم أن العلة عندهم علتان : المخالفة والتفرد
وكلاهما مرتبط بالآخر
الأولى علة متنية
والثانية إسنادية
وأما زعمك أن الخليلي والمنذري من المتأخرين وتعجبك من استشهادي بكلامهم
فلم يكن ذلك هو حجتي الوحيدة
بل كلام الأئمة النقاد المتقدمين صريح في الإعلال بالتفرد وهذا لا ينافي الإعلال بالمخالفة بل يؤكده ويدعمه
وذكرتُ كلام الخليلي ومن تبعه تأكيدا لفهمي
ثم إن كنت تقصد بأن الخليلي والمنذري متأخران زمنا فليس هناك مانع من الاستشهاد بكلامهم
وإن كنت تقصد أنهما على غير منهج المتقدمين في النقد والتعليل
فالخليلي من أئمة النقاد المتقدمين وعلى منهجهم في نقد السنن وهذا ظاهر في كتابه الإرشاد ومعلوم عند أهل الفن والتخصص
ثم إن كلامهما مع كلام ابن القيم موافق لكلام النقاد المتقدمين ومفسر له فأين العجب؟!!