أبحث عن شيوخ الخطيب, إبنا بشران علي وعبدالملك ؟
جازاكم الله كل خير
أبحث عن شيوخ الخطيب, إبنا بشران علي وعبدالملك ؟
جازاكم الله كل خير
أخي الفاضل
إن كنت تبحث عن أعيانهما فلا تتعب نفسك فقد توفيا منذ دهر بعيد. (ابتسامة)
وأما إن كنت تبحث عن ترجمتهما ، فعبد الملك ترجم له الخطيب نفسه في تاريخ بغداد (12/188 - 189/ تحقيق بشار عواد).
وراجع: سير اعلام النبلاء (17/450) وانظر هامش التوثيق هناك.
واما علي بن محمد بن بشران ، أبو الحسين . فقد ترجم له الخطيب في تاريخه (13/580/ تحقيق بشار عواد)، وراجع ترجمته في السير (17/311).
أضحك الله سنك (ابتسامة) و بارك الله فيك
ومن يعرف أبا عبد الله محمد بن علي بن أحمد المقرئ؟ يروي عنه كثيرا في جل كتبه وهو من تلاميذ الحاكم
ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد ت بشار" (4/ 162): "1358 - محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان أبو العلاء الواسطي أصله من فم الصلح، ونشأ بواسط، وحفظ بها القرآن، وقرأ على شيوخها في وقته.
وكتب بها أيضا الحديث من أبي محمد ابن السقاء وغيره، ثم قدم بغداد فسمع من ابن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي القاسم الآبندوني، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وطبقتهم.
ورحل إلى الكوفة فسمع من أبي الحسن بن أبي السري، وغيره من أصحاب مطين.
ورحل إلى الدينور، فكتب عن أبي علي بن حبش، وقرأ عليه القرآن بقراءات جماعة.
ثم رجع إلى بغداد فاستوطنها، وقبلت شهادته عند الحكام، ورد إليه القضاء بالحريم من شرقي بغداد، وبالكوفة، وبغيرها من سقي الفرات.
وكان قد جمع الكثير من الحديث، وخرج أبوابا وتراجم وشيوخا، كتبت عنه منها منتخبا.
وكان أهل العلم بالقراءات ممن أدركناه يقدحون فيه ويطعنون عليه فيما يرويه، ويذكرون أنه روى عن ابن حبش رواية لم تكن عنده، وزعم أنه قرأ بها عليه.
وسمعت أبا يعلي محمد بن الحسين السراج، وكان أحد من يرجع إليه في شأن القراءات وعلم رواياتها، يذكره ذكرا غير جميل.
وحدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي، قال: كان عبد السلام البصري قد قرأ على أبي علي الفارسي معاني القرآن عن أبي إسحاق الزجاج، ووقعت إلي النسخة فلم أجد لأبي العلاء فيها سماعا إلا في المجلس الأول، فذكر ذلك لأبي العلاء فقال: أنا قرأت الكتاب كله على أبي المجلس الأول، فذكر ذلك لأبي العلاء فقال: أنا قرأت الكتاب كله على أبي علي من نسخة أخرى.
قال أبو الفضل: ولم يقرأ كتاب المعاني على أبي علي الفارسي غير دفعة واحدة، وسمعه الناس منه مع عبد السلام البصري ورأيت لأبي العلاء أصولا عتقا سماعه فيها صحيح وأصولا مضطربة، وسمعته يذكر أن عنده تاريخ شباب العصفري، فسألته إخراج أصله به لأقرأه عليه فوعدني بذلك.
ثم اجتمعت مع أبي عبد الله الصوري فتجارينا ذكره، فقال لي: لا ترد أصله بتاريخ شباب فإنه لا يصلح لك.
قلت: وكيف ذاك؟ فذكر أن أبا العلاء اخرج إليه الكتاب فراه قد سمع فيه لنفسه تسميعا طريا؛ مشاهدته تدل على فساده.
(904) -[4: 163] وذاكرت أبا العلاء يوما بحديث كتبته عن أبي نعيم الحافظ عن أبي محمد ابن السقاء، فقال: قد سمعت هذا الحديث من ابن السقاء وكتبه عني أبو عبد الله بن بكير وكتاب ابن بكير عندي، فسألته إخراجه إلي فوعدني بذلك.
ثم أخرجه إلي بعد أيام، وإذا جزء كبير بخط ابن بكير قد كتب فيه عن جماعة من الشيوخ، وقد علق عن أبي العلاء فيه الحديث، ونظرت في الجزء فإذا ضرب طري على تسميع من بعض أولئك الشيوخ، ظننت أن أبا العلاء كان قد ألحق ذلك التسميع لنفسه، ثم لما أراد إخراج الجزء إلي خشي أن أستنكر التسميع لطراوته فضرب عليه.
ورأيت ل ه أشياء سماعه فيها مفسود، إما محكوك بالسكين، أو مصلح بالقلم.
ثم قرأت عليه حديثا من المسلسلات فقال: هذا الحديث عندي بعلو من طريق غير هذا، فسألته إخراجه فأخرجه إلي في رقعة بخطه، وقرأه علي من لفظه فقال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ، وهو أخذ بيدي، قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، وهو آخذ بيدي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني مالك، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني نافع، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني ابن عباس، وهو آخذ بيدي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي: " من أخذ بيد مكروب أخذ الله بيده ".
فلما قرأه علي استنكرته، وأظهرت التعجب منه وقلت له: هذا الحديث من هذا الطريق غريب جدا، وأراه باطلا.
فذكر أن له به أصلا نقله منه إلى الرقعة، وأن الأصل قريب إليه لا يتعذر إخراجه عليه، واعتل بأن له شغلا يمنعه عن إخراجه في ذلك الوقت: فسألته أن يخرجه بعد فراغه من شغله، فأجاب إلى أنه يفعل ذلك، وانصرفت من عنده، فالتقيت ببعض من كان يختص به، فذكرت له القصة، وقلت: هذا حديث موضوع على أبي يعلى الموصلي، وكنت قد سمعته من غير أبي العلاء بنزول، وقلت: ما أظن القاضي إلا قد وقع إليه نازلا من الطريق الموضوع، فركبه وألزقه في روايته فحدث به عن عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقاء.
فلما كان بعد أسبوع اجتمعت معه، فقال لي: قد طلبت أصل كتابي بالحديث، وتعبت في طلبه فلم أجده وهو مختلط بين كتبي، فسألته أن يعيد طلبه إياه.
فقال أنا أفعل.
ومكثت مدة أقتضيه به، وهو يحتج بأنه ليس يجده، ثم قال لي: أيش قدر هذا الحديث؟ وكم عندي مثله يروى عني؟ فما سمعني غيره.
وسئل أبو العلاء بعد إنكاريه عليه أن يحدث به فامتنع ولم يروه لأحد بعدي، والله أعلم
(905) -[4: 164] حدثني القاضي أبو العلاء بعد هذه القصة التي شرحتها بمدة طويلة من أصل كتابه وهو آخذ بيدي، قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الجعفري، وهو آخذ بيدي قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن الحسين الفقيه الشافعي الصوفي، وهو آخذ بيدي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عاصم المعروف بابن المقرئ، بأصبهان، وهو آخذ بيدي، قال: حدثنا أبو يعلى الموصلي، وهو آخذ بيدي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني مالك، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني نافع، وهو آخذ بيدي، قال: حدثني ابن عباس، وهو آخذ بيدي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهو آخذ بيدي: " من أخذ بيد مكروب أخذ الله بيده ".
فلما حدثني أبو العلاء بهذا الحديث، قال لي: كنت سمعت من أبي محمد بن السقاء.
حديث أبي يعلى الموصلي، عن أبي الربيع الزهراني كله، ثم كتبت هذا الحديث عن الجعفري فظننته في جملة ما سمعته من ابن السقاء عن أبي يعلى فرويته عنه.
فأعلمت أبا العلاء أنه حديث موضوع لا أصل له.
فقال: لا يروي عني غير حديث الجعفري هذا.
ورأيت بخط أبي العلاء عن بعض الشيوخ المعروفين حديثا استنكرته، وكان متنه طويلا موضوعا مركبا على إسناد واضح صحيح عن رجال ثقات أئمة في الحديث، فذاكرت به أبا عبد الله الصوري، فقال لي: قد رأيت هذا الحديث في كتاب أبي العلاء واستنكرته فعرضته على حمزة بن محمد بن طاهر، فقال لي: اطلب من القاضي أصلا به فإنه لا يقدر على ذلك.
وكانت مذاكرتي به الصوري بعد مدة من وفاة حمزة رحمه الله
(906) -[4: 165] أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي من كتابه في سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة، قال: أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي الشاعر، قال: بفائدة ابن بكير، قال: حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر، قال: حدثني خالد بن يزيد الشاعر، قال: حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر، قال: حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر، قال: حدثني الفرزدق الشاعر، قال: حدثني عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر، قال: حدثني أبي حسان بن ثابت الشاعر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهج المشركين وجبريل معك " وقال لي: " إن من الشعر حكمة ".
أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين والغرباء مع تعجبي منه؛ فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وطرائف، وكان موطنه وراء نهر جيحون، وحدث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي، ولم ألحق بخراسان من سمع منه، ولا علمت أنه قدم بغداد.
فلما حدثني عنه أبو العلاء جوزت أن يكون ورد إلينا حاجا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع معه أبو العلاء منه، ولم يتسع له المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه وتظهر عندنا رواياته.
فلما كان في سنة تسع وعشرين وأربع مائة وقع إلي جزء 26 بخط أبي عبد الله بن بكير قد كان جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه، فوجدت في جملتها بخط ابن بكير: حدثني الحسن ب ن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي، قال: أخبرني عبد الله بن موسى السلامي الشاعر مشافهة، قال: حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه.
وكان في الجزء حديث آخر عن ابن طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة، فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا، وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع أبي العلاء، وقال له: أيها القاضي لا ترو عن عبد الله بن موسى السلامي، فإن هذا الشيخ حدث بنواحي بخارى ولم يرد بغداد.
فقال أبو العلاء: ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه مات أبو العلاء في ليلة الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة، ودفن يوم الثلاثاء في داره وصليت عليه.
وحدثني من سمعه يقول: ولدت لعشر خلون من صفر سنة تسع وأربعين وثلاث مائة".
وينظر "تاريخ الإسلام" (9/510)، و"معرفة القراء الكبار" (ص: 218)، و"طبقات القراء" (2/199) لابن الجزري.