الحمدلله الذي علمنا مالم نعلم ، وبعد:
كنت في مدينة دبي وزرت في في 3 - 6 شعبان 1430 هــ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ، وكانت زيارتي للمركز أول زيارة وبدون موعد سابق ولا أعرف أحداً في المركز وليس معي ما يثبت أنني صاحب رسالة ماجستير ودكتوراة ، وقلت في نفسي لعلي أتجول في المركز سريعاً وإن لم أعرف أحداً المهم الفائدة والمعرفة وإن كانت قليلة .
دخلت مركز جمعة الماجد ، وتوجهت مباشرة بعد السؤال عن قسم المخطوطات والوثائق ، ولما وصلت سألت عن بعض المخطوطات والوثائق ثم قلت : أنا زائر من الرياض وأريد التعرف على المركز ، فقيل لي اذهب للدكتور أنس صلاح الدين صبري وذهبت إليه وقلت أنا زائر من الرياض وصاحب رسالة دكتوراة في الحديث وأريد التعرف على المركزوالإستفاد ة منه في رسالتي، ومباشرة قام الدكتور الفاضل بكرم الزيارة وطاف بي على جميع معالم هذا المركز العظيم .
ومما تعجبت منه في هذا المركز مايلي :
1- الأخلاق الفاضلة واحترام الزائر والسعي الشديد لرضاه وخروجه مستفيداً .
2- لايخفي المركز على الزائر بعض المعالم ويطلعه على البعض بل يشاهد الزائر كل مايريد .
3- الخدمة السريعة للزائر وللمستفيدين مما يثير الدهشة والتعجب .
4- لايفرق المركز بين الزائرين فيطلع البعض ويخفي على البعض الآخر ، بل كل الزائرين على السواء المهم أن يخرج كل زائر بالفائدة .
5- صدق المركز ودقته في المواعيد وذلك مع المستفيدين فكل مستفيد سيأخذ ماطلبه في الوقت المحدد له من المركز .
6- شفافية المركز وصدقه مع المستفيد فلا يستعمل الحيل والمواعيد الكاذبة والبذل المتصنع .
7- لايساوم المركز مع المستفيد الذي لديه مخطوطات ووثائق حتى إذا لم يرغب المستفيد ببذل ماعنده للمركز ولو بالتصوير ، قام بالتعنت ووضع الصعوبات وكل مانع ليرغم المستفيد ببذل ماعنده ، بل المركز يفيد كل مستفيد فلا مساومه ولا مطالبة .
9- ليس لأصحاب المركز مطامع في الشهرة والتزلف والمركزية والمصلحة الدنيويةمن جهة المركز والتي تكون على حساب المستفيدين ، بل المركز يبرأ من هذه الصفات الذميمة التي تؤثر على المستفيدين .
10 - أصحاب المركز من العاملين فيه لم يطمعوا ويتسارعو ا كالمسعورين لإخفاء كنوز المركز من المخطوطات والوثائق عن المستفيدين وقصر تحقيقها عليهم وما ذاك إلا لمطامع دنيوية ونيل شهرة رمزية وطلب ألقاب تاريخية ، وتزلفات دنية . وعلى براءة المركز من هذا الخلق المشين لابد أن يخرج من هذا المركز كوادر علمية وتاريخية .
11- أصحاب المركز والعاملين فيه يشبهون خلية النحل ، بخلاف بعض المؤسسات العلميةالتي تعنى بحفظ المخطوطات والوثائق حيث تجد الكثير من العاملين فيها بين قارئ لجريدة وآخر يتناول وجبة إفطاره وآخر على الهاتف والإنترنت يقلب صفحات الساحات . فإذا جائهم المستفيد وضعوا له كل العقد والصعوبات ليهرب منهم بل من المؤسسه فيرجعوا لما هم عليه . هنيئاً مريئاً !!! .
12- المركز صورته واحدة لاتتغير ، فلا يظهر للناس في الجرائد والندوات وغيرها من المواطن أنه يتعطش لمساعدة كل باحث ومستفيد ، وهو في الواقع على خلاف هذا .
13- يهتم المركز بكل ملاحظة وشكوى يذكرها المستفيد والباحث ويسعى بتعجيل كل مافيه فائدة للباحث والمستفيد ، وهذا بخلاف بعض المؤسسات العلمية فلا يعطون اهتماماً بملاحظات وشكاوى الباحثين والمستفيدين .
14- المركز يعطي أهمية زائدة واختصاص لكل باحث أعطى المركز بعض المخطوطات والوثائق ، بخلاف بعض المؤسسات العلمية حيث إذا أهداها الباحث ماعنده من المخطوطات والوثائق قامت بعد التمتع بما ملكته منه بمعاملته كالباحث الجديد التي لاتعرفه من قبل .
15- مركز جمعة الماجد يعطي الباحث الموهوب والغيور على تراث أمته الثقة وزيادة الهمة والترقي ، بخلاف بعض المؤسسات العلمية الأخرى التي تسعى لكسر جناح الباحث وإضعاف همته وحجب المعرفة عنه ، وما ذاك إلا لمصالح دنيوية وكسب أخلاق ردية .
هذا وقد اطلعت في المركز عل وثائق العلامة محمد بهجة البيطار ، وعلى المكتبات الشخصية للعلماء والأدباء ، وكذا اطلعت على خزائن المخطوطات والتي كانت ترسل هدية للملوك والأمراء ، وكذا اطلعت على ترميم المخطوطات ، والصور التاريخية للعلماء والأمراء ، وتعجبت من تنوع المخطوطات والوثائق ، والدقة المتناهية في خدمة الباحث من جهة المخطوطات وتواجدها في العالم وغير ذلك مما يفيد الباحث ، حتى قلت للدكتور الفاضل المحدث أنس صلاح الدين صبري لقد أقمتم الحجة على الباحث ، وكذا رأيت مايبذله المركز من المحاضرات والندوات والرحلات ، والعجيب أن المركز لست مساحته كبيرة مع أن الشيخ جمعة الماجد اشترى له أرضاً تتميز بسعتها ، ولم سألت لماذا لاينتقل المركز للمكان الآخر قيل لي الشيخ جمعة يريد أن يكون المركز قريباً منه وتحت نظره ليسهل عليه ملاحظة المركز ، وكأن الشيخ جمعة الماجد يشبه المركز بولد له يخاف أن ينقله بعيداً عنه ثم تقل رعايته له هذه الهمم العالية .
ثم طلبت من المركز جميع أعداد مجلتهم وهي ( أخبار المركز ) وكذا طلبت بعض مايهمني من إصدارات المركز ، وكذا طلبت تصوير بعض الوثائق مما يهم رسالتي الدكتوراة ، وجميع ماطلبت وفره المركز . وختاماً طلبت مقابلة الشيخ الفاضل جمعة الماجد ولكن قيل لي إنه مسافر وكم تمنيت مقابلة هذا الجبل الشامخ والغيور على تراث أمته ، ولم خرجت من المركز ورايت صورتهالمتواضعة
وكأنها تحكي االماضي وتنطق بتعب جمع تراث الأمة وحفظه من الضياع .
وختاماً أتقدم بالشكر للشيخ الفاضل الذي بذل كل مايستطيع لحفظ تراث الأمة وخدمة كل باحث الشهم الجبل الكريم جمعة الماجد أطال الله عمره على طاعته وزاده من فضله وأحسن خاتمته .
وكذا الشكر للدكتور محمد ياسر عمرو ، وللدكتور أنس صلاح الدين صبري ، وللفاضلة شيخة المطيري ، وللفاضلة سناء العيسى ، وكل عامل في المركز لهم الشكر .
هذا وأوصي كل محب لتراث أمته إذا وصل إلى دبي أن لايفوت عليه زيارة المركز ، حيث سيجد فيه نقلة تاريخية مصحوبة بأخلاق فاضلة من أصحابه .
حفظ الله مركز جمعة الماجد من كل سوء ، وزاده في حفظ تراث الأمة .
كتبه محبكم رياض بن عبدالمحسن بن سعيد .
المحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، كلية أصول الدين ، قسم السنة وعلومها .
8شعبان 1430هـ الرياض
__________________