قال الإمام ابن القيم رحمه الله عن المحبه
(المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عملها شمّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروّح العابدون، وهي قوت القلوب، وغداء الأرواح، وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات، والنور الدي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الدي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللدة التي من لم يظفر بها، فعيشه كله هموم وآلام، تالله لقد دهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إد لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب )
فإلى من أراد أن يرقى من منزلة المحب لله ، أقدم لك هده الأسباب العشرة التي دكرها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم (مدارج السالكين)مع شرح مختصر لها .
السبب الأول :
قراءة القرآن بتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الدي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه
قال الحسن بن علي: (إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار)
السبب الثاني :
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة.
قال تعالى في الحديث القدسي:(( لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)) فمن أحبه الله رزقه محبته وطاعته والحظوة عنده. والنوافل المتقرب بها إلى الله تعالى أنواع : وهي الزيادات على أنواع الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة.
السبب الثالث :
دوام دكره على حال، باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الدكر.
قال رسول الله (( إن الله_ عزوجل_ يقول:أنا مع عبدي ما دكرني وتحركت به شفتاه)) صحيح ابن ماجه للألباني.
السبب الرابع :
إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
يقول ابن القيم في شرح هده العبارة: (إيثار رضى الله على رضى غيره، وإن عظمت فيه المحن، وثقلت فيه المؤن، وضعف عنه الطول والبدن)
ودلك كله لا يكون إلا بثلاثة أمور:
1ـ قهر هوى النفس
2ـ مخالفة هوى النفس
3ـ مجاهدة الشيطان وأوليائه
السبب الخامس :
مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هده المعرفه، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، أحبه لا محالة.
قال ابن القيم رحمه الله:( لا يوصف بالمعرفة إلا من كان عالما بالله وبالطريق الموصل إلى الله،وبآفاتها وقواطعها، وله حال مع الله تشهد له بالمعرفة. فالعارف هو من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، ثم صدق الله في معاملته، ثم أخلص له في قصده ونيته)
السبب السادس :
مشاهدة بره وإحسانه، وآلائه ونعمه الباطنه والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
قال تعالى:( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)
السبب السابع :
وهو من أعجبها: انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن المعنى غير الأسماء والعبارات.
قال تعالى:وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا
قال ابن القيم:( الحق أن الخشوع معنى يلتئم من التعظيم وامحبة والدل والإنكسار).
السبب الثامن :
الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم دلك بالإستغفار والتوبه.
قال تعالى:تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون
يقول الحسن البصري رحمه الله:( لم أجد من العبادة شيئا أشد من الصلاة في جوف الليل فقيل له: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوها؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره)
السبب التاسع :
مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر، ولاتتكلم إلا إدا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
قال رسول الله (( قال الله عزوجل: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، ووجبت محبتي للمتجالسين فيّ، ووجبت محبتي للمتزاورين فيّ )) صححه الألباني
السبب العاشر :
مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عزوجل.
فالقلب إدا فسد فلن يجد المرء فائدة فيما يصلحه من شؤون دنياه ولن يجد نفعا أوكسبا في أخراه
قال تعالىيوم لا ينفع مال ولا بنونإلا من أتى الله بقلب سليم
فمن هده الأسباب العشرة : وصل المحبون إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب. وملاك دلك كله أمران: استعداد الروح لهدا الشأن، وانفتاح عين البصيرة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أختكن في الله الجديده و التي إنضمت إليكن من بضعة أيام
حليمه الهاشمي