هي رجفة



. أحمد مثقال القشعم







هي رجفةٌ محــــــــدودةٌ وارتاعا
هذا المــــــــدارُ وما عليه تداعى
يا قدرةَ اللهِ العظيــــــــم تلطّفي
واحمي العبادَ مــــــع البلادِ تباعا
إنّا الضّعافُ أمـــــامَ قدرتك التي
جلّت مواعـــــظَ تقْرعُ الأسماعا
الأقويـــــــــ ــاءُ الغافلون أمامَها
يتقزَّمــــــــ ـون ويسفلونَ طباعا
المجـــــــرمُ العاتي توارى لاطئًا
لا يستطيـــــــــع ُ تصرّفًا ودفاعا
والمالكــــــــ ـــون قنابلاً ذرّيّــــةً
كالذّرِّ صاروا في الهـوانِ ضياعا
قد أجفلــــوا فزعًا وإنّ قلوبَهـم
لتكادُ من خــــوفٍ بأن تتداعـى
يا من ظننْتَ بأنَّكَ البطلُ الفتى
وظلمتَ تبغي سلطــــةً وطماعا
ونهبتَ قوتَ البائسين فأصبحوا
تحتَ الخيــــامِ مشرَّدين جياعا
يوماً سترجعُ عاريًا في موقفٍ
ترجو الخــلاصَ ولا ترى أشياعا
ها أنتَ وحدَكَ تستجيرُ ولم تجدْ
أحدًا يعيرُكَ ملجـــــــــأً وسماعا
ذُقْ ما جنيتَ من المظالمِ راغمًا
فلقد غلبْـــتَ ثعالبًا وضباعا
كم أنَّـةٍ من صدرِ طاهـرةٍ سرت
حرَّى تكـــــــــادُ تمزّقُ الأضلاعا
كم صرخةٍ من حـــــرّةٍ مكلومةٍ
ذاقت من البلوى الأسى أنواعا
كم طفلةٍ بينَ الخيــــامِ ضحيَّةٍ
صارت لإعـلامِ اللصوصِ متاعا
كم شيبةٍ تبكي لأجــــــلِ كرامةٍ
وترومُ جدوى المتْخمين صراعا
الجارُ لا يرعى الجــوارَ ولا يرى
لأخيه حقًّا واجبًا وصواعا
وذوو البيوتِ تجاوزت أطماعُهم
حدَّ الأجــــــور وتستزيدُ طماعا
والمدَّعـــــــ ونَ العونَ في نكباتِنا
فيهم تـــــرى النّفعيَّ والجعجاعا
ملأوا المواقـــع بالتّصاوير التي
ضجّت من الدّجـل الكثير صداعا
إن قدّمــــوا خبزًا وماءً صوّروا
أو ألبسوا ثوبًا دنـا ورقاعا
والقائلـــــونَ بغيرِ فعلٍ أوصدوا
دونَ الخلائــــــقِ للنّدى مصراعا
المنكــــــراتُ تشرعنـت وتزيّنت
وغدت مكارمُنـا أذًى ونزاعا
والمسكراتُ مع الزّنى قد أشرعا
للنَّاسِ أبـــوابَ الفسادِ وساعا
هي عبرةٌ للمدركيـــــنَ مرامَهـــا
والضّارعيـــن لوجهِه استرجاعا
هي صعقـةٌ للغارقيــــــن بردغـةٍ
حتّى يذوقـوا ذلَّــــــةً وصـراعا
فمصائـبُ الكفَّارِ بالرَّدعِ انتهت
إذْ يُفْسدون جبلّــــةً وطبـاعا
ومصائـــب المتمسّكيـنَ بحبْلِه
دفعٌ ورفعٌ يسمــــــــوانِ يَفـاعا
يا ربّ عفوَكَ يا عظيــــمُ فكلُّنا
قد آبَ رغـمَ جحــودِه منصاعا