تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نادرة من نوادر العلامة محمد المنوني - رحمه الله - :

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي نادرة من نوادر العلامة محمد المنوني - رحمه الله - :

    بسم الله الرحمن الرحيم :



    الحمد الله ، و الصلاة و السلام على رسول الله نو على آله ،و صحبه ، و من والاه.



    هذا تقديم جليل و نفيس ، حوى فرائد الفوائد و شوارد العوائد ، حول مكانة تراث الأديب اللوذعي و الشاعر الألمعي الذي حاز من البيان العِنان ، و بلغ من الجزالة العَنان ، لسان الدبن ابن الخطيب الغرناطي (ت : 776هـ ) ، سطره –أي التقديم- عالم من علماء العصر ، و وحيد هذا الدهر ، ممن لا يأتي بهم الزمان إلا على النّدْر، و قد أربت محاسنه و مناقبه عن العدِّ والحصْر ، وهْي تفوح طيبةً عطِرةً فوْحَ النشْر ، ذاك هو : شيخ مشايخنا العلامة الدرَّاكة الفهامة المحقق المدقق محمد المنوني المكناسي - رحمه الله و تغمده بعفوه و مغفرته -.



    و الكتاب الذي قَدَّم له هو عِلقٌ من أنفس الاعلاق ، التي تتطلع إليها الآماق ، و يأوي إليها من كابد لوعة الفراق ، و تلظَّى بجذْوة الاشتياق ، و غدا دمعه من بُعْدِ الديار سِجاما يُراق ، فهفا قلبُه لأُنسِ الجليس ، و جِلْسَةِ الأنيس ، طَلَبًا للإيناس و التأنيس ، و الترويح عن قلبه و التنفيس ، فهو (نُفاضة الجراب ،و عُلالة الإغتراب) [1]، أراد أن يعُلَّ به نفسَه ، و يُذهبَ وعثاءَ السفَرِ و بأْسَه ، كما جعله للفوائد و النوادر جراب ، دونها لما زار مُدْنَ المغرب و جاب ، و لذَّ له المقام بها و طاب ، و على عادته المعروفة ، و هي لمن خَبَر كتبَه مألوفة ، تضمينه للقصائد المرصوفة ، و التي أتت كجوارٍ عن الشيْن مصروفة ، تزيح كَلَفَ الصَّبِّ و خوْفَه ، كتابٌ كأنما الشمس قَبَّلتْ طروسَه ، أو أضحتْ عروسَه ، و أسبغت عليه البلاغة من الحُلل ، ما يغري بالمُقَل ، و يورث هائمه الخبَل ، إن لم يعُلُّ منه بعد نَهَل ، أو يسشتفي به لبُرءِ العِلل ، فالبيان منه قد بان ، و البديع به ازدان ، و أضحت للحروف به معان ، فعُذرا على تقديمي للتقديم ، فإنما هو قلب هيم فاستهيم، و أسأل العفو و الغفران من العزيز الرحيم.







    تقديم العلامة محمد المنوني – رحمه الله - :




    من مَطالع العصر الحديث ، بدأ المغرب يتفتح – أكثر – على تراث لسان الدين ابن الخطيب ، فصارت أوضاعه الأدبية حسب المقري ، هي قبلة أصحاب الإنشاء بالمغرب ، و هو طابع استمر – واضحا- في أساليب الكتاب المغاربة ، و كذلك في صياغات الشعراء حتى في وقت متأخر .



    و إلى هذه الطريقة الأدبية ، يترسم مؤرخون من المنطقة ذاتها ، منهجية لسان الدين في بعض أعماله ، و القصد – أولا – إلى أرجوزته ( رقم الحلل في نظم الدول ) [2] .فيحتذيها ابن القاضي في رجزه ( درة السلوك ، فيمن حوى المُلك من الملوك) ، الزَّيَاني في ( ألفية السلوك في و فيات الملوك ) ، و ثالثا : محمد غريط في ترجيزه لتاريخ الدولة العلوية باسم ( نزهة المجتلي في أبناء الحسن علي ).

    و من جهة أخرى : يقلد عبد الحفيظ الفاسي ، تركيب التراجم في كتاب (الإحاطة) [3] ، و يسير عليه في تراجم فهرسه (معجم الشيوخ ).



    و نستنتج من هذا المسرد ، معرفة طائفة من كتب ابن الخطيب ، التي كانت مقروءة بالمغرب ، و هي مؤلفاته الأدبية ، مع أرجوزة ( رقم الحلل ) ، و كتاب الإحاطة.



    و نضيف لهذه القائمة : رسالة (مثلى الطريقة في ذم الوثيقة) [4] ، و قد درسها علي بن هارون الفاسي على شيخه محمد ابن غازي ، ثم نضيف (جيش التوشيح) ، حيث أعجِب به الفشتالي ، و ذيل عليه ( مدد الجيش ).



    و في اتجاه آخر ، نشير إلى ( إتحاف أشرف الملا ، ببعض أخبار الرباط و سلا ) ، لمحمد بن علي الدكالي ، أرجوزة مطولة قصد بها ناظمها إلى مناقشة لسان الدين ، في نُقَطٍ من رسالته ( مفاخرة مالقة و سلا ) .

    كما أن الكتاني احتفظ بالسند إلى مؤلفات ابن الخطيب ، و أثبته في " فهرس الفهارس".



    و في عصر الطباعة ، ساهم المغرب بنشر طائفة من التراث الخطيبي انطلاقا من عام 1325/1907، و هو تاريخ نشر (معيار الاختيار )[5] في مطبعة احمد يمني بفاس ، و بالمطبعة ذاتها نشرت قطعة من أول (الكتيبة الكامنة)[6].



    ومع التاريخ المعاصر ، نشير إلى ( أعمال الأعلام ) ، القسم الثاني نشر بالرباط[7] ، و الثالث بالدار البيضاء[8] ، و من تطوان صدرت رسالة ( مقنعة السائل من المرض الهائل ) ، و نشر منها بالأعداد الأولى من مجلة لسان الدين ، و ثالثا : (مثلى الطريقة) ثم (التعريف بالحب الشريف) [9].



    و قد كان هذا أول الرسائل التي ناقشتها جامعة محمد الخامس عن تراث ابن الخطيب ، و هي التي تحمل عنوان ( الشاعر لسان الدين ابن الخطيب ) .



    و من كلية الآداب بالرباط نشير إلى ( معهد مولاي الحسن ) بتطوان ، فيقترح بين أبحاثه لجائزة 1948م ، موضوع (وزير غرناطة و مؤلفاته).



    و في نفس المدينة تنظم كلية الآداب (ندوة ابن الخطيب) ، حيث كان بين تدخلاتها عرض الأستاذ الباحث عبد السلام شقور ، و فيه أعلن عن عثوره على قطعة جديدة من كتاب (الإحاطة) ، و هي التي نشرها – وشيكا – بطنجة.





    و إلى هنا نتبين من هذا المسرد ألوانا من تقدير المغرب لتراث لسان الدين ابن الخطيب ، و نضيف لذلك تميز الجهة ذاتها ، بأنها كانت و لا تزال المعقل الذي حافظ على غالبية كتب ابن الخطيب ، و هو ما يشهد به باحث مختص قائلا عن المنوه به : ( معظم كتبه وصل إلينا من المغرب ) . و هو الذي درسته و حققته دة. السعدية فاغية ، في أطروحتها الجامعية التي تقدمت بها للدكتوراه إلى كلية الآداب بجامعة مدريد 1985.



    و قد توفقت الباحثة في اختيارها لنص بالغ الأهمية بين آثار ابن الخطيب ، بما يكشف عنه من معلومات جديدة عن حياة المؤلف ، و عن واقع الأندلس و المغرب خلال 1418.



    و إلى هذا توفقت الدراسة – مرة أخرى – في تعاملها مع النص المحقق : تصحيحا و شكلا ، فضلا عن مجهود المقارنة و التعاليق الوافية.



    و من حسن الاتفاق ، أن يناقش ثم ينشر هذا الكتاب ، في توقيت غير بعيد عن موعد الذكرى الستمائة لوفاة ابن الخطيب 776/1374.



    و بهدا الاعتبار و ما تقدمه ، جاء عمل الباحثة يعبر عن توفيق في اختيارها ، و عمق في تحقيقها ، و مَجْدٍ كَلَّلَها به إعدادُها الكتابَ المنوه به ، فضلا عن مساهمة أطروحتها في تخليد ذكرى المؤلف.



    فلتهنأ السعدية فاغية بنجاحها في مجهودها ، و ليظهر البحث التاريخي بظهور السفر الثالث من ( نفاضة الجراب و علالة الاغتراب) .







    الرباط :

    الثلاثاء 24 جمادى الأولى 1409.

    3 يناير 1989.



    محمد المنوني



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] و الأمر هنا يتعلق بالجزء الثاني الذي طبع بتحقيق : الدكتورة السعدية فاغية ، بالدار البيضاء ، مطبعة النجاح الجديدة ،سنة 1989م، و قد طبع قبله الجزء الأول ، و بينت المحققة الخلاف الذي في عدد أجزاء (نفاضة الجراب) بينما من يقول هي ثلاثة و من يقول أربعة .

    [2] لابن الخطيب شرح عليها ، طبع بتونس - طبعة رديئة- عن المكتبة العمومية ، سنة : 1316هـ ، 1898هـ ،

    ثم بدمشق تـ: عدنان درويش ، عن وزارة الثقافة و الإرشاد القومي ، سنة : 1990م، كما ان هذه المنظومة توجد منها عدة نسخ مخطوطة بخزائن المغرب ، و كذلك شرحها.

    [3] لينظر كلام العلامة الأتي ، و بالإضافة إلى ذلك طبع بالقاهرة عن مكتبة الخانجي ، تـ: محمد عبد الله عنان ، سنة : 1973م.

    و كذلك طبع بطنجة تـ: عبد السلام شقور ، عن مؤسسة التغليف و الطباعة و النشر و التوزيع للشمال ، سنة: 1988م ، و سيشير إليها العلام في الآتي.

    [4] طبع بالرباط ، عن دار المنصور ، سنة : 1973هـ ، و طبع أيضا بالجزائر ، تـ : عبد المجيد التركي ، عن المؤسسة الوطنية للكتاب ، سنة : 1983هـ، و أعيد طبعه بنفس التحقيق في دار الغرب الإسلامي ، سنة : 1988م.

    [5] طبع بعدها بالمحمدية ، عن مطبعة فضالة ، تـ: محمد كمال شبانة ، سنة : 1976ه، ، ثم اعيد طبعه بنفس التحقيق في الرباط مع ترجته للإسبانية ، عن المعهد الجامعي للبحث العلمي ، سنة : 1977م.

    و أعيد طبعه بالتحقيق نفسه ، عن مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة ، سنة : 2002م.

    [6] ثم طبع ببيروت عن دار الثقافة ، تـ: إحسان عباس ، سنة :1963م .

    [7] بتـحقيق : المستشرق ليفي بروفنسال، سنة : 1353هـ/1934م ، عن المطبعة الجديدة، ثم أعيد طبعه بالتحقيق نفسه ، ببيروت عن دار المكشوف ، سنة : 1956م.

    [8] بتحقيق : أحمد المختار العبادي و محمد إبراهيم الكتاني ، الدار البيضاء ، دار الكتاب ، سنة 1964م.

    [9] طبع بالقاهرة ، عن دار الفكر العربي ، تـ: عبد القادر عطا ، سنة : 1962م ، ثم بعدا بالدار البيضاء ، عن دار الثقافة ، تـ: محمد الكتاني ، سنة : 1970م


    ______________________________ ___________________

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: نادرة من نوادر العلامة محمد المنوني - رحمه الله - :

    تنبيه : لا أسمح بنقل هذا المقال إلا بالإحالة إلى صاحبه و مصدره ...، و الحواشي هي من وضع هذا العبد الضعيف ، و ليست من أصل الكتاب المنقول عنه ،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •