تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    Lightbulb استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    إخوتي الفضلاء

    سؤالي هو

    هل طلبت قريش من رسول الله أن يشق لها القمر؟؟

    أم أنه انشق أولاً بدون طلب؟؟


    جزاكم الله خيرا"

    والسلام عليكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    قريش طلبت ان يبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم إنشقاق القمر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    أين الادلة الشرعية على كلامك أخينا الفاضل ..
    بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    بارك الله فيك
    هم لم يطلبوا منه أن يشق لهم القمر، ولكن طلبوا منه آية فأراهم انشقاق القمر، صلى الله عليه وسلم. والحديث بهذا المعنى في الصحيحين وغيرهما عن أنس رضي الله عنه (أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً ، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ).. وهو بهذا اللفظ عند البخاري في "باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه و سلم آية فأراهم انشقاق القمر ". وهو مروي في الصحيحين وغيرهما بألفاظ أخرى عن جمع من الصحابة، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  5. #5

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    الصحيح أن قريشا لم تطلب من رسول الله أن يريهم آية ثم أراهم إنشقاق القمر

    بل الصحيح الثابت هو أنه كسف القمر فقالوا سحر محمد القمر فنزلت آية إقتربت الساعة وانشق القمر

    أما ماورد من انشقاق القمر في زمن النبي وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوالصحابة شاهدوا ذلك فذلك لم يثبت
    وقد كنت أخرجت أحاديث إنشقاق القمر على هذا الرابط
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160587

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    أخي الفاضل، هذا الكلام غير صحيح، ولم يذهب إليه أحد من السلف! وأنا أحزن والله عندما أرى بعض الأفاضل من طلبة الحديث يبذل الجهد الجهيد في تتبع بعض الروايات وطرق الحديث في بابة من الأبواب (عمليا كان أوعلميا) ليصل في النهاية إلى نتيجة لم يسبقه إليها أحد!!!! فإذا به يخرم إجماع أهل التفسير ولا يبالي، ويخرج بأن جميع من سبقه من الأئمة وأهل العلم من السلف والخلف كانوا واهمين إذ عملوا بمقتضى تلك النصوص وفاتهم أنها ضعيفة ولا تقوم بها الحجة!!
    لم يخالف أحد من السلف ولا الخلف في أن الآية تقريرٌ لانشقاق وقع بالفعل، على وفق ما جاءت به تلك الأخبار التي اجتهدتَ في إسقاطها يا أخي الكريم! فالحجة ليست في تلك الروايات نفسها ولكن في إجماع السلف على قبول الخبر الذي جاءت به، فتأمل!
    وقد كنتُ كتبتُ في موضوع مشابه في الملتقى هذا الجواب على أخ فاضل أراد الانتصار لمثل مذهبك:
    إنا لله وإنا إليه راجعون!!
    عجبت والله من أمر بعض إخواننا طلبة الحديث المنسوبين إلى طريقة السلف الصالح كيف يقدمون أوهامهم وظنونهم التي علقت في أذهانهم من أثر شبهات العلمانيين وأهل الباطل (وإن أنكروا ذلك)، ثم ينزل الواحد منهم على النصوص الشرعية التي تواتر معناها وأجمع المسلمون على صحته ونسبوا من ينكره (أعني حدث الانشقاق) إلى أهل الفلسفة والزيغ، في محاولة لإسقاطها جميعا وتخطئة جميع من ورثنا الدين عنهم من الصحابة والسلف في قولهم بأن القمر قد انشق في تلك الليلة على الحقيقة، وحمل القرءان على غير ظاهره بخلاف ما أجمع المسلمون على فهمه منه، يدعون أن الانشقاق في القرءان إنما أريد به الكسوف ... وينظرون في كلام وكالة ناسا والدكتور زغلول وهل القمر فيه صدع حقيقة كما يقال أم لا و .....
    كل هذا لماذا يا عباد الله يا أفاضل طلبة العلم ؟؟؟
    حتى يخرج الواحد منكم عند مجادلته العلمانيين وأضرابهم بقوله - على خلاف سلف الأمة جميعا - أن حدث الإنشقاق باطل لم يقع ولا دليل في ديننا عليه؟؟
    كل هذا لأنهم لا يتصورون أن يحدث هذا الحدث العظيم ولا يراه إلا ثلة من أهل قريش في ليلة من الليالي؟؟؟!! سبحان الله العظيم!!!
    ماذا تركوا للعلمانيين الذين يقولون في جل معجزاتنا: لا تقبلها عقولنا ولا نتصورها، والعلم الحديث لا يدل عليها؟؟
    ماذا تركوا لأهل البدع الذين يقولون لا نقبل في أخبار العقائد إلا المتواتر، ولا نقبل حديث الآحاد ؟؟؟
    يا إخوان اتقوا الله في دينكم وفي سلفكم وراجعوا طريقتكم فما هذا بالطريق الرشيد!!
    لا تفتحوا علينا مثل هذه الأبواب!
    من من أئمة السلف أنكر حادثة شق القمر هكذا جملة، مخالفا بذلك ظاهر القرءان والمنصوص عليه من الصحابة دون نكير من أحدهم أو مخالفة، بعلة أنه ربما لم يرها بعينه منهم إلا ابن مسعود وحده ؟؟؟ حتى لو كان هذا صحيحا ولم يرها أحد منهم ولا حتى ابن مسعود نفسه، فكيف تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم متفقين على هذا الفهم لآية ((انشق القمر)) ولم يبين لهم أن شيئا من هذا لم يقع ؟؟؟ وكيف لم يرد إلينا نص واحد مرفوع ولا موقوف يُحمل به هذا اللفظ في الآية على خلاف ظاهره؟؟
    يا إخوان ليس هذا منهجنا والله!
    تقولون لماذا لم يرها الناس جميعا في أصقاع الأرض ولا رأينا الشعراء تكلموا بها ولا المؤرخين ولا كذا ولا كذا!!
    وأقول الاحتمالات لا تنحصر!!
    فخذ عندك بعضها لعل الله يزيل به الشبهة:
    1 - يحتمل ألا يكون الأمر قد استغرق أكثر من ثوان أو دقائق معدودة (وهو المتصور في مثل هذه المعجزة، لا أن القمر بقي طوال الليل منشقا، فهذا بعيد جدا!!)، فلم يطل به الوقت حتى يراه الناس جميعا ويتناقلوا الخبر به تواترا في كل البلاد!!
    2 - يحتمل أن يكون قد رآه بعض آحاد الفلكيين في مراصدهم ومناظرهم الفلكية في بلاد أخرى في تلك الليلة على هذا النحو ولكنهم كذَّبوا أعينهم لشدة غرابته وخاف الواحد منهم أن يحدث به قومه فيكذبوه!!
    3 - يحتمل أن يكون قد غُم على بعض البلاد التي شاركت الجزيرة العربية في ذلك الشطر من الليل في تلك الساعة، وخفي عليهم لهذا السبب!
    4 - يحتمل أن يكون قد رآه من رآه من أهالي تلك البلاد - وهناك من مؤرخي الهنود من تكلم به بالفعل - ولكنهم لم يعتنوا بنقله وتوثيقه لأنه لم تكن له دلالة عقدية في دينهم!
    5 - يحتمل ويحتمل ويحتمل ...

    فلو قلنا يا عباد الله أنه ربما لم يره أحدٌ من الخلق أصلا في تلك الليلة إلا من أراد الله لهم أن يروه، فهل هذا ممتنع عقلا؟؟
    تقولون وما الحكمة، ونقول مع أنه لا يلزم من القبول والتسليم معرفة الحكمة - كما تعلمون - إلا أنه من الممكن أن يقال بأنه لم يُرد الله تعالى أن يهلك أهل الجزيرة جميعا بجعل هذا الأمر مرئيا مشاهدا لهم كلهم، ذلك أنهم لو رأوه ثم كفروا من بعد ذلك لأهلكهم الله بهذا! فالله تعالى يقول: ((وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) [الإسراء : 59] قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "قال سنيد عن حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير قال : قال المشركون يا محمد إنك تزعم أنه كان قبلك أنبياء فمنهم من سخرت له الريح ومنهم من كان يحيي الموتى فإن سرك أن نؤمن بك ونصدقك فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهبا فأوحى الله إليه " أني قد سمعت الذي قالوا فإن شئت أن نفعل الذي قالوا فإن لم يؤمنوا نزل العذاب فإنه ليس بعد نزول الآية مناظرة وإن شئت أن نستأني بقومك استأنيت بهم قال " يا رب استأن بهم " وكذا قال قتادة وابن جريج وغيرهما وروى الإمام أحمد حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا فقيل له إن شئت أن نستأني بهم وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا فإن كفروا هلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم قال " لا بل استأن بهم " وأنزل الله تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " الآية ورواه النسائي من حديث جرير به وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن حكيم عن ابن عباس قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال " وتفعلون " ؟ قالوا نعم قال فدعا فأتاه جبريل فقال إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة فقال " بل باب التوبة والرحمة ""
    انتهى.
    فلهذا اقتدت حكمة الرب جل وعلا ألا تكون رؤية الآيات على يد النبي عليه السلام عامة لكل أهل الجزيرة حتى لا يهلك أكثرهم بتكذيبها، فكانت الآيات والمعجزات لا يراها إلا من كان حاضرا لها منهم وإن عظُمت، وفي حالتنا هذه فقد جاء بعض المشركين يتحدونه عليه السلام بآية عظيمة فأراهم هم دون غيرهم ما به تقوم الحجة عليهم .. فتأمل!

    وقد شهد الناس معجزات أكبر من هذا أو مثله على أيدي المرسلين وقالوا عنها هذا سحر وكفروا بها، فلا يقال هذه معجزة لو رآها الناس لآمنوا جميعا ولابد! بل لو صح هذا للزم منه ألا يروها جميعا، إذ أن الحكمة الربانية قد اقتضت أن تجري الأحداث في مكة والمدينة على نحو ما جرى لا على نحو غيره، ولو آمنوا جميعا من فورهم بسببها لكان غير ما كان، ولما ابتلى الله المؤمنين ولما زلزل قلوبهم في المشاهد والغزوات ولما خرج لنا ذلك الجيل الرباني الذي اصطُنع الإيمان في قلبه اصطناعا، فحفظ الله به الدين والبيضة وأسس به أمة راسخة الأقطار إلى قيام الساعة، والله أعلم وأحكم.

    وختاما أقول: لو افترضنا يا عباد الله يا أهل السنة والأثر، أننا ليس لنا في هذا الحدث لا نص قرءاني ولا تواتر معنوي بلا خارم ولا مخالف من السلف، وليس لنا إلا خبر صحيح عن صحابي واحد، فهل تردون خبر الواحد - أو تتلمسون السبل إلى إسقاط سنده من غير سلف لكم في هذا - من أجل هذه الظنون العقلية ؟؟؟
    أربأ بكم عن هذا، والله المستعان،
    والحمد لله أولا وآخرا.
    رابط الموضوع:
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109442
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    ثم يا أخي لو سلمتُ لك - تنزلا - بصحة هذا الكلام
    بل الصحيح الثابت هو أنه كسف القمر فقالوا سحر محمد القمر فنزلت آية إقتربت الساعة وانشق القمر
    فماذا نصنع بحديث أنس في الصحيحين؟؟؟ كيف نجمع بينه وبين هذا الكلام؟؟
    هل طلبوا منه آية فأراهم الانشقاق كما هو منصوص هنا، أم رأوا الكسوف فقالوا إنه من سحر محمد، فنزلت الآية؟؟ ولو كان كما تقول فما علاقة الآية بهذا الحدث أصلا؟؟ فإن كان المراد انشقاقه يوم القيامة، فما علاقة الآية بذلك الكسوف وما وجه كون ذلك الحدث سببا لنزولها؟؟؟ ولا أدري كيف يجمع صاحب هذا القول بينه وما في قوله تعالى ((وجُمع الشمس والقمر)) وفي الحديث الصحيح أنهما يكوران ويقذفان في النار يوم القيامة؟؟؟؟ فهل يكور القمر أم ينشق يوم القيامة؟؟؟
    فلنلزم سبيل الأولين يا أخي الكريم، وفقك الله، ولا داعي لمثل هذا المسلك.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    ما تتحدث عنه يا أبا الفداء شيء وما أتحدث عنه أنا شيء آخر
    أنا لاتكلم عن وقوع الحدث وأن ذلك ممكن أو غير ممكن
    وأنا لا أخالفك في أنه من الممكن ولم أنكر وقوعه أبدا في كلامي السابق لأنه قد يكون وقع فعلا وشاهده بعض الصحابة بل قد يكون شاهده أكثر من ألف من الصحابة بأعينهم
    وإنما أنا أتحدث من ناحية حديثية بحتة تتعلق فقط بثبوث وصحة تلك الأسانيد أو عدم صحتها وعدم سلا متها من شذوذ أو علة .
    أما بالنسبة لأسئلتك فلو قرأت التخريج جيدا فسوف تجد لأكثر أسألتك جوابا شافيا إن شاء الله .
    وليتك نقلت هذا الموضوع إلى قسم التخريج ودراسة الأسانيد .

    وجزاك الله خيرا وأحسن الله إليك.
    .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    وفقك الله وسدد خطاك..
    أنا لا أعترض على تخريجك للنصوص وحكمك على الأسانيد، أجزل الله لك المثوبة، وإنما على ما انتهيتَ إليه من نتيجة لهذا التخريج ..
    فالمفسرون لم يقل منهم أحد بأن حادثة الانشقاق كانت كسوفا (على نحو ما نفهمه نحن من معنى الكسوف)!
    فسؤالي لك وفقك الله هو: كيف أنت من إجماع أهل التفسير؟ أليس إجماعُ أهل تلك الصنعة حجةً على اجتهادك فيما رجحته بشأن حدث الانشقاق؟
    قال ابن كثير رحمه الله تحت آية الانشقاق:
    "وَانْشَقَّ الْقَمَر " قَدْ كَانَ هَذَا فِي زَمَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيث الْمُتَوَاتِرَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ " خَمْس قَدْ مَضَيْنَ الرُّوم وَالدُّخَان وَاللِّزَام وَالْبَطْشَة وَالْقَمَر " وَهَذَا أَمْر مُتَّفَق عَلَيْهِ بَيْن الْعُلَمَاء أَيْ اِنْشِقَاق الْقَمَر قَدْ وَقَعَ فِي زَمَان النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ كَانَ إِحْدَى الْمُعْجِزَات الْبَاهِرَات"
    فهل كانت تلك المعجزة الباهرة "كسوفا" بمعنى احتجاب الضوء كما يألفه الناس من معنى الخسف والكسوف؟؟ فمن من المفسرين قال بذلك، وما وجه الإعجاز فيها أصلا إن كانت كذلك؟؟
    الكسوف الذي ورد عن ابن عباس وغيره اللفظ به فيما صححته أنت من روايات، ليس المراد به ما نصطلح نحن عليه بالكسوف، فالعرب ما كانت تقول "كسف القمر"، وإنما (خسف الفمر) وهو الأصح عندهم .. وهذه المخالفة اللفظية في هذا المقام دليل على أن المراد خلاف المألوف مما يرون من الخسوف.. فأصل معنى الكسف التقطيع والتمزيق، والكسفة من الشيء هي المزقة منه أو القطعة منه، ولهذا جاء لفظ ابن عباس - وهو من أئمة هذا اللسان رضي الله عنه - بهذه اللفظة فيما خرجته من روايته، ولا يعني بها أن القمر قد انحجب الضوء عنه بسبب وقوع ظل الأرض عليه (كما نفهم في الدارج على ألسنتنا في هذا الزمان من معنى قول القائل "خسف القمر")، وإنما يعني ما اتفقت عليه الأمة (وهو مروي عنه أيضا في رواية أخرى ضعفتها أنت) أنه انشق على الحقيقة.
    وانظر إن شئت في المعاجم وكتب اللغة في معنى كلمة (كسف)، بارك الله فيك.
    فالكسوف هنا في تلك الروايات إنما هو بمعنى التقطع حقيقة، أي الانشقاق والانفلاق، على المعنى الذي اتفقت الأمة عليه، لا على نحو ما فهمت أنت، فتنبه.
    أنت وصلت من تخريجك إلى أن الذي حصل لم يكن إلا كسوفا رآه المشركون فقالوا إن محمدا سحرنا، وهذا ما قدمتَ به في أول تعقيب لك في هذه الصفحة! وقد سقتُ إليك من الصحيحين ما يدل دلالة واضحة على أنهم طلبوا منه أن يريهم آية فأراهم ما أراهم، صلى الله عليه وسلم! وذكرتُ لك أنه لم يقل أحدٌ من المفسرين بمثل ما تقول في تفسير الانشقاق (إذ تفرق بين معنى الانشقاق الحقيقي ومعنى الكسف على هذا النحو).. فمن سلفك في نفي أن يكون المشركون قد طلبوا من النبي عليه السلام أن يريهم شيئا أصلا (مع أنه ظاهر جلي فيما في الصحيحين)؟؟!! قول ابن عباس "كُسِفَ الْقَمَر عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا سَحَرَ الْقَمَر فَنَزَلَتْ " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر" لا يُفهم منه أنهم لم يطلبوا منه آية في الابتداء كما هو ظاهر ما في الصحيحين وغيرهما!
    لو كان ما ظهر لهم في السماء حينئذ - حين طلبوا منه هذا الطلب - لا يزيد على كونه كسوفا مما يراه الناس عادة (وتشرع فيه عبادة مخصوصة كما هو معلوم)، فما وجه ذكره في القرءان في هذا المقام على أنه حدث فريد لا يتكرر ويُعد من علامات اقتراب الساعة؟؟
    بل انشق القمر على الحقيقة إلى شقين متمايزين، وعلى غير مثال سابق رآه الناس، وكانت آية كبرى من علامات الساعة، كما اتفق المفسرون عبر القرون بلا مخالف!
    والذي أقصده بتنبيهي الذي نقلته إليك من الملتقى أن الباحث في علم الحديث ينبغي أن يتوخى اتفاقات وإجماعات أهل العلوم الأخرى حتى لا ينتهي به اجتهاده فيما يخرج به من تصحيح وتضعيف للروايات إلى خرق إجماع أو إلى الإتيان بقول ليس له فيه سلف قطّ! فخروج الباحث بما لا سلف له فيه في أمثال هذه المسائل = دليل على خطإه في مأخذه من النصوص! وأنت تعلم أن صحة الروايات وضعفها من جهة الإسناد ليست هي الطريق الوحيد لمعرفة حجية المعاني المأخوذة منها من عدمها! وإلا فكم من مسألة أطبق العلماء فيها على العمل بحديث ضعيف!
    هذا ما أردتُ التنبيه عليه، وشكر الله لك جهدك المبارك.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  10. #10

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    بارك الله فيك أبو الفداء وأحسن الله إليك
    ملاحظة:
    قلت حفظك الله
    فالعرب ما كانت تقول "كسف القمر"، وإنما (خسف القمر) وهو الأصح عندهم
    أقول:
    كلا هما صحيح وإن كان الأجود ما قلت
    يقال للشمس كسفت وللقمر خسف ويجوز العكس صحت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك غير واحد من أهل اللغة .
    ثم استشهد بحديث البخاري ومسلم
    "إِنَّ اَلشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اَللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ,

    أقول :وفي تاج العروس قال:
    خسف المكان، يخسف، خسوفا: ذهب في الأرض، نقله الجوهري. قال: و خسف القمر: مثل كسف. أو كسف للشمس، وخسف للقمر، قال ثعلب: هذا أجود الكلام. أو الخسوف: إذا ذهب بعضهما، والكسوف كلهما، قاله أبو حاتم
    نقلت حفظك االله
    عن ابن كثير رحمه الله
    وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ " خَمْس قَدْ مَضَيْنَ الرُّوم وَالدُّخَان وَاللِّزَام وَالْبَطْشَة وَالْقَمَر " وَهَذَا أَمْر مُتَّفَق عَلَيْهِ بَيْن الْعُلَمَاء أَيْ اِنْشِقَاق الْقَمَر قَدْ وَقَعَ فِي زَمَان النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ كَانَ إِحْدَى الْمُعْجِزَات الْبَاهِرَات
    فهل اتفق العلماء على أن الدخان والبطشة قد مضت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
    لعلك تعلم أنهم لم يتفقوا على أن ذلك حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو اجتهاد من ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه
    قلت حفظك الله:
    وإلا فكم من مسألة أطبق العلماء فيها على العمل بحديث ضعيف!
    أعلم أنك قلت ذلك تنزلا
    ولكن لا أعلم مسألة واحدة من المسا ئل الغيبة التي لامجال فيها للإجتهاد أطبق العلماء عليها ولادليل لها غيرحديث ضعيف .
    فهل تكرمت علي ببعضها جزاك الله .
    واعلم حفظك الله أن سؤالي استفهامي وليس استنكاري يعلم الله

    .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    وفقك الله وسدد خطاك..
    تقول:
    كلا هما صحيح وإن كان الأجود ما قلت
    قلتُ هذا ما نبهتُ عليه بقولي "(خسف القمر) هو الأصح عندهم".
    والذي أقصده - بارك الله فيك - أن إماما من أئمة التفسير ولسان العرب كابن عباس رضي الله عنه لا يُحمل كلامُه في الأصل إلا على الأبلغ والأصوب والأقوم من الكلام، والأشهر على ألسنة العرب، ما لم تدل قرينة أخرى على خلاف ذلك! والنصوص التي يُفهم منها أن الكسف هنا المراد به شق وفلق حقيقي (لا كالذي نراه نحن في المألوف عندنا) = مستفيضة وإن كان جُلها في درجة الضعيف.

    دعك من قولي بأن مخالفة المعتاد هنا من استعمال العرب لكلمة خسف في حق القمر تدل على أن المراد من الكسف المزق والفلق، فالذي أستدل به على هذا المعنى بالأساس إنما هو إجماع الأمة عليه في تلك الحادثة بلا مخالف! فتلك النصوص الضعيفة وإن كانت ليست بحجة في ذاتها إلا أن الأمة مجمعة على معناها، ولم يقل بخلافه أحد!! وعليه يكون حمل معنى كلمة (كسف) فيما أوردتَ من النصوص، والله أعلم.

    أقول إيتني بقرينة تفيد حمل لفظة (كسف) هنا على خلاف المعنى المستفيض في النصوص الأخرى وأنا أسلم لك بأن في المسألة خلافا! ولكن أين؟؟؟ هذا خروج على ما انعقد من فهم السلف (بل والخلف كذلك) بلا دليل!

    لعلي لم أوفق في إدخال أثر ابن مسعود فيما نقلته من كلام ابن كثير، فإنما أردت من النقل تقرير ابن كثير لاتفاق العلماء على أن حادثة الانشقاق قد وقعت (وأنت لا تخالف في ذلك) وعلى أنها كانت من "المعجزات الباهرات" (ولازم كلامك يشكل على هذا المعنى كما أسلفتُ، إذ ليس يوصف به ذلك الكسوف أو الخسوف الذي يراه الناس مرارا وتكرارا (وإن كان في ذاته آية يخوف الله بها عباده)!!).

    المعجزة خرق للعادة، والخسوف أو الكسوف على المعنى المشهور لا يعد خرقا للعادة، إذ هذا الجنس من الحوادث مألوف للناس، فما وجه وصف هذا الحدث بالمعجزة إن كان المراد من لفظة (كسف) ما تذهب إليه ؟؟؟ بل ما وجه دعواهم أنه من سحره لهم إن كان ما رأوه - دون أن يطلبوا منه أن يريهم آية - لا يزيد على كونه خسوفا مما يراه الناس ؟

    ما ذكرته في الاتفاق على الأخذ بالضعيف لا أقصد به العمل في المسائل العملية بالضعيف عندما لا يكون في الباب سواه (ولعلي لم أحسن تحرير مرادي فأرجو المعذرة)، وإنما أقصد إجماع الأمة على معنى لا نجد له من الأثر إلا ما في نص ضعيف السند.. والإجماع كما تعلم لا يقع في المسائل العملية وحسب وإنما في الخبريات كذلك وفي سائر أبواب العلم، ما كان منها اجتهاديا وما لم يكن كذلك.. فكوننا لا نجد من أهل التفسير ولا من علماء السلف والخلف من حمل معنى هذا الانشقاق على خلاف الانشقاق الحقيقي = هذا في ذاته حجة على بطلان ما يخالفه، وعلى صحة المعنى الذي استفاضت به تلك النصوص الضعيفة.. إذ لم يقل أحد بأن الانشقاق في هذه الواقعة فيما جاءنا من نصوصها المراد به هذا الكسوف الذي نعتاده (الذي هو بمعنى احتجاب الضوء) حتى وإن كان يصح أحيانا في اللغة أن يقال لهذا الخسوف الذي نألفه للقمر: (كسوف).. والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    السادة الأفاضل

    كل التحايا لكم و بارك الله فيكم

    كنت أقراء كتاب الطريق من هنا للدكتور محمد الغزالى رحمه الله

    و إستوقفنى كثيرا كلامه عن حديث إنشقاق القمر

    فقد قال رحمة الله عليه ما معناه أنه شخصيا يؤيد أن الحدث لم يقع و دلل على ذلك بعدم إنزال العذاب على من كفر بالحادث و لم يؤمن بها

    و لأنى لست ممن لهم رأى بهذا الخصوص فإنى أستعين بالله و إتخذكم سببا لأعرف الصواب فى هذا الأمر

    بارك الله فيكم و غفر لكم

    و لكن لى رجاء بسيط

    لست من أهل الحديث (أقول هذا معترفا بجهلى ) بل لست من اهل العلم و لكنى أعرف أن من واجبى أن اسأل من هم فى هذا العلم أعلام

    فمن أراد أن يساعدنى فى هذه النقطة فليترفق بى و بجهلى رحمكم الله

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    فقد قال رحمة الله عليه ما معناه أنه شخصيا يؤيد أن الحدث لم يقع و دلل على ذلك بعدم إنزال العذاب على من كفر بالحادث و لم يؤمن بها
    بارك الله فيك، الشيخ رحمه الله له مخالفات منهجية معروفة فلا أنصحك بالنظر في كتبه قبل أن تثبت قدمك في العلم حتى لا تفتن بتلك المخالفات.
    وظاهر هذا الكلام يعارض صريح القرءان وصحيح السنة وإجماع الأمة، ويبدو أنك لم تحسن النقل لأني لا أتصور أن يقول الشيخ إن هذا الحدث لم يقع، فإنه يكذب ظاهر القرءان بذلك!! فلعله كان يقصد أن ما وقع لم يكن انشقاقا على المعنى المتبادر للذهن، كما ذهب بعض المتكلمين والعقلانيين من المعتزلة ومن وافقهم قديما وحديثا.
    وأما مسألة أن من كفر لم يعذب في الدنيا، فليست دليلا على أن الآية لم تقع! وإنما هذه شبهة مشهورة من شبهات النصارى، والله المستعان! ونقول في جوابها إنه قد قضت حكمة الله جل وعلا ألا يأخذ قريشا بعذاب الاستئصال كما أخذ من سبقوهم، ولهذا قال جل شأنه: ((وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) [الإسراء : 59] ولكن لا يفهم من هذه الآية أن الله لم يظهر على يد رسوله صلى الله عليه وسلم آية من الخوارق قط! فإن من قال بأن المقصود هنا مطلق المعجزات والخوارق فقد كذَّب بسائر ما ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم من معجزات وآيات تواترت بها الأخبار والنصوص، بما في ذلك القرءان نفسه! والصواب أن الآيات المقصودة ههنا هي ما تطلبه أمة النبي مما يكون موجبا للعذاب الشامل لتلك الأمة بأسرها، وما يكون هذا إلا من آية شهدتها تلك الأمة كلها، فلم يبق لأحد منهم حجة بعدها، فإن هم كذبوا بها فإن الله يعمهم بعذاب قد استحقوه، وهذا ما يدل عليه سبب نزول هذه الآية، فإنهم لما طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية كبرى يراها كل أحد، قالوا: "فَإِنْ سَرَّك أَنْ نُؤْمِن بِك وَنُصَدِّقك فَادْعُ رَبّك أَنْ يَكُون لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا" أي أن يتحول جبل من جبال مكة إلى ذهب! وهذه آية إن هم أجيبوا إليها فسوف يراها كل أحد ممن خاطبهم النبي عليه السلام بالدعوة، فإن كذبوا بها، اقتضى عدله جل وعلا أن يأخذهم جميعا بذلك كما كان في كثير من الأولين، فلا يبقي منهم أحدا! فلما كان ذلك على خلاف مقتضى الحكمة والرحمة، أنزل الله تعالى قوله ((وما منعنا)) الآية.

    ولكن هذا يختلف عن آية شق القمر، فإنها على عظمها وجلاء ما فيها من خرق للعادة، لم يشهدها إلا من طلبها من النبي عليه السلام، وبعض البدو في الصحراء كما جاء في الخبر، فقامت بها الحجة على هؤلاء الذين طلبوها وحدهم دون غيرهم.. فإن العذاب يختص حينها بمن كذب من هؤلاء الذين شهدوا، وهو مقتضى عدله جل وعلا، فلا يكون عذابا شاملا ولا يلزم أن يكون في الدنيا، ودليل أنه لا يلزم أن يكون في الدنيا، ما كان مع بني إسرائيل من قوم عيسى عليه السلام لما طلبوا منه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، قال تعالى: ((قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ)) [المائدة : 115] وقد علمنا أنه لم يعمهم الله بعذاب في الدنيا كما كان في قوم عاد وثمود ولا استأصلهم إلى يوم الناس هذا، فالأمر في إنزال العقوبة لا يجري على مقتضى العدل وفقط، وإنما على مقتضى الحكمة كذلك، فقوله تعالى ((فمن يكفر بعد)) لا يلزم منه نزول العقوبة في الدنيا، فيصح أن يؤخر له العذاب، وقد يؤمن قبل موته فلا يموت كافرا فيخرج من هذا الوعيد بذلك، ولله الأمر في الأولى والآخرة، والله أعلى وأعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    138

    افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    انشقاق القمر لم يقع ؟
    و ماذا نفعل بصريح لفظ القرءان ؟
    هل نؤوله ؟
    هل تقولون بالتأويل ؟
    و ماذا نفعل بالشق الذى أثبته علماء الفلك فى جسم القمر ؟
    هل يتوهمون ؟

  15. افتراضي رد: استفسار عن انشقاق القمر ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك، الشيخ رحمه الله له مخالفات منهجية معروفة فلا أنصحك بالنظر في كتبه قبل أن تثبت قدمك في العلم حتى لا تفتن بتلك المخالفات.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    وظاهر هذا الكلام يعارض صريح القرءان وصحيح السنة وإجماع الأمة، ويبدو أنك لم تحسن النقل لأني لا أتصور أن يقول الشيخ إن هذا الحدث لم يقع، فإنه يكذب ظاهر القرءان بذلك!! فلعله كان يقصد أن ما وقع لم يكن انشقاقا على المعنى المتبادر للذهن، كما ذهب بعض المتكلمين والعقلانيين من المعتزلة ومن وافقهم قديما وحديثا.
    وأما مسألة أن من كفر لم يعذب في الدنيا، فليست دليلا على أن الآية لم تقع! وإنما هذه شبهة مشهورة من شبهات النصارى، والله المستعان! ونقول في جوابها إنه قد قضت حكمة الله جل وعلا ألا يأخذ قريشا بعذاب الاستئصال كما أخذ من سبقوهم، ولهذا قال جل شأنه: ((وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) [الإسراء : 59] ولكن لا يفهم من هذه الآية أن الله لم يظهر على يد رسوله صلى الله عليه وسلم آية من الخوارق قط! فإن من قال بأن المقصود هنا مطلق المعجزات والخوارق فقد كذَّب بسائر ما ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم من معجزات وآيات تواترت بها الأخبار والنصوص، بما في ذلك القرءان نفسه! والصواب أن الآيات المقصودة ههنا هي ما تطلبه أمة النبي مما يكون موجبا للعذاب الشامل لتلك الأمة بأسرها، وما يكون هذا إلا من آية شهدتها تلك الأمة كلها، فلم يبق لأحد منهم حجة بعدها، فإن هم كذبوا بها فإن الله يعمهم بعذاب قد استحقوه، وهذا ما يدل عليه سبب نزول هذه الآية، فإنهم لما طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية كبرى يراها كل أحد، قالوا: "فَإِنْ سَرَّك أَنْ نُؤْمِن بِك وَنُصَدِّقك فَادْعُ رَبّك أَنْ يَكُون لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا" أي أن يتحول جبل من جبال مكة إلى ذهب! وهذه آية إن هم أجيبوا إليها فسوف يراها كل أحد ممن خاطبهم النبي عليه السلام بالدعوة، فإن كذبوا بها، اقتضى عدله جل وعلا أن يأخذهم جميعا بذلك كما كان في كثير من الأولين، فلا يبقي منهم أحدا! فلما كان ذلك على خلاف مقتضى الحكمة والرحمة، أنزل الله تعالى قوله ((وما منعنا)) الآية.

    ولكن هذا يختلف عن آية شق القمر، فإنها على عظمها وجلاء ما فيها من خرق للعادة، لم يشهدها إلا من طلبها من النبي عليه السلام، وبعض البدو في الصحراء كما جاء في الخبر، فقامت بها الحجة على هؤلاء الذين طلبوها وحدهم دون غيرهم.. فإن العذاب يختص حينها بمن كذب من هؤلاء الذين شهدوا، وهو مقتضى عدله جل وعلا، فلا يكون عذابا شاملا ولا يلزم أن يكون في الدنيا، ودليل أنه لا يلزم أن يكون في الدنيا، ما كان مع بني إسرائيل من قوم عيسى عليه السلام لما طلبوا منه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، قال تعالى: ((قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ)) [المائدة : 115] وقد علمنا أنه لم يعمهم الله بعذاب في الدنيا كما كان في قوم عاد وثمود ولا استأصلهم إلى يوم الناس هذا، فالأمر في إنزال العقوبة لا يجري على مقتضى العدل وفقط، وإنما على مقتضى الحكمة كذلك، فقوله تعالى ((فمن يكفر بعد)) لا يلزم منه نزول العقوبة في الدنيا، فيصح أن يؤخر له العذاب، وقد يؤمن قبل موته فلا يموت كافرا فيخرج من هذا الوعيد بذلك، ولله الأمر في الأولى والآخرة، والله أعلى وأعلم.



    شيخى الفاضل كل الشكر لك على سرعة الإستجابة فعلا أشكرك من كل قلبى

    و شكرا لحضرتك على ترفقك بى فى الرد بارك الله فيك و اثابك جنة عرضها السماوات و الأرض بغير سابقة عذاب و لا حساب إن شاء الله عز و جل و هو ولى ذلك و القادر عليه سبحانه و تعالى عما يصفون .

    اما بخصوص نقلى لكلام الشيخ رحمة الله عليه فأظننى لم أفهم كلام الشيخ بصورة خاطئة فهو لا ينكر حدوثها و إنما قال أنه حدث لا يؤخر مسار الدعوة الى الله و هو من آحاديث الآحاد
    و بالتالى فالأمر مُختَلف عليه بين العلماء .


    عموما حتى لا أرهقك بفهمى الذى ربما يكون ليس دقيقا الدقة المطلوبة هذا الكلام ورد فى كتاب الطريق من هنا للشيخ رحمة الله عليه

    و من كلامك بارك الله فيك إستوضحت أمرا فعلا هاما بالنسبة لى و هو إن الله عز و جل قد خص أمة محمد صلى الله عليه و سلم بأنه سبحانه و تعالى منع عنهم المعجزات التى يطلع عليها سائر القوم و التى توجب الهلاك لمن كفر بها ترفقا بهذه الأمة الخاتمة و بالتالى إن حدثت حادثة إنشقاق القمر فهى لم يراها غير المتواجدين وقت الإنشقاق فقط ( و هذا لا يعنى أن ينكرها الغير فى حال ثبوتها بالتواتر أو الحديث الصحيح ).

    و من معلوماتى البسيطة أعرف أن الشيخ رحمة الله عليه ليس من المختصين بعلم الحديث الشريف و من ثم هو ليس ممن يستطيعون الحكم على الحديث صحته من عدمه ربما و الله أعلى و أعلم

    و لكن الشيخ لم يكذب ظاهر القرآن الكريم و انا لا أظن الرجل رحمة الله عليه يفعل هذا أبدا فهو مشهود له بالعلم رغم إختلاف البعض معه فى بعض القضايا و لكنه قال أن الآية الشريفة التى تحدثت عن إقتراب الساعة و إنشقاق القمر هى من قبيل الوعيد و التهديد لقريش كى يتعظوا مما هو آت لا محالة و بالتالى لا يكون الرجل قد أنكر ما جاء ذكره فى القرآن الكريم

    و لكى أزيل اللبس عن الرجل رحمة الله عليه فربما أحدكم يقراء الكلام و يفهمه بطريقة تخلف عما فهمته أنا فسأنقل هنا بعض كلام الشيخ رحمة الله عليه


    وأزيد الموضوع بيانا
    فأقول: إننى أومن بخوارق العادات ... وأصدق وقوعها من المسلم والكافر والبر والفاجر ... وأعلم أن قانون السببية قد يحكمنا نحن البشر بيد أنه لا يحكم واضعه تبارك وتعالى..
    وعندما قرأت حديث الانشقاق شرعت أفكر بعمق فى موقف المشركين .... إنهم انصرفوا مكذبين إلى بيوتهم ورحالهم .بعدما رأوا القمر فلقتين عن يمين الجبل وشماله .....?
    قالوا: سحرنا محمد ... ومضوا آمنين سالمين لا عقاب ولا عتاب..؟!.
    قلت: كيف هذا....؟ .....فى سورة الأنبياء يحكى الله سبحانه سر كفر المشركين بنبيهم محددين مطلبهم منه “فيقول {بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } الأنبياء5” ويحكى القرآن لماذا لم يجابوا إلى مطلبهم “ {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } الأنبياء6”.
    إن التكذيب بعد وقوع الخارق المطلوب يوجب هلاك المكذبين!.
    فكيف يترك هؤلاء المكذبون بدون توبيخ ولا عقوبة بعد احتقارهم لانشقاق القمر....؟.
    ويؤكد القرآن الكريم هذا المنطق فى سورة الإسراء “ {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } الإسراء59”
    فإذا كان إرسال الآيات ممتنعا لتكذيب الأولين بها فكيف وقع الانشقاق.....؟..
    بل كيف يقع أو يقع غيره والله يقول فى سورة الحجر “ {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ } الحجر14”.
    ثم إن المشركين فى مواطن أخرى ألحوا فى طلب الخوارق الحسية “ {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } الأنعام109”
    فلماذا لم يقل لهم: سبق أن انشق لكم القمر فكذبتم.....؟
    أيمر هذا الحدث ليعقبه صمت تام؟.. وفى سورة أخرى قيل للكافرين وهم ينشدون المعجزات الحسية: حسبكم القرآن فيه مقنع لمن نشد الحق “ {وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } العنكبوت50”.
    إن مئات الآيات فى سور كثيرة طوال العهد المكى دارت فى إثبات الرسالة على محور واحد ....إيقاظ العقل وتعريفه بربه واعتبار صاحب هذا الوحى إمام السائرين إلى الله المعتصمين بحبله ... وتجاوزت مقترحات الكفار أن يروا آية مادية معجزة.. من أجل ذلك لم أقف طويلا عند حديث الانشقاق وأبيت بقوة أن أربط مستقبل الدعوة به أو بغيره من أحاديث الآحاد التى تصطدم بأدلة أقوى منها..
    ولست بدعا فى هذا المسلك ... فأبو حنيفة ومالك ردوا أحاديث من هذا الطراز عارضها من دلالات القرآن ما هو أقوى منها..
    إننا لا ننكر الخوارق من حيث هى وإنما نناقش الأسانيد التى جاءت بها ونوازن بين دليل ودليل .
    وإيماننا بالخوارق هو الذى جعلنا نحن المسلمين نصدق بميلاد عيسى من غير أب فالقرآن قاطع فى هذه القضية وإذا ثبت قول الله فلا كلام لأحد..!.
    والقاعدة أن خبر الواحد يعمل به ما لم يكن هناك دليل أقوى منه فيصار إليه.. ونحن فى ميدان الدعوة الإسلامية نواجه ماديين لا يؤمنون بشىء وكتابيين يؤمنون ببعض ما عندهم ويكفرون ببعض ومسلمين زحزحهم الغزو الثقافى عن قواعدهم فهم يتبعون كل ناعق..
    و من ثم يجب أن تكون الدعوة للأركان المستيقنة وأن يبتعد الدعاة عما اختلفت فيه أنظار المسلمين أنفسهم وفى القطعى ما يغنى عن الظنى .....و فى الكتاب الكريم وما اشتهر من السنن غنية عن الغرائب والآراء الاجتهادية..
    لقد راقبت الموضوعات والشواهد التى يعيش كثير من الناس فى جوها فوجدت خليطا مزعجا من مرويات نصفها واه والنصف الآخر لا يكاد يفهم على وجه الصحيح إلا نادرا ... قلت: كيف تنجح دعايتنا للإسلام بهذا الأسلوب...؟.
    إنه على قدر العناية بالثانويات يقل الاكتراث بالأصول!
    ولا يجوز ربط ديننا العظيم بأمور ما دارت فى خواطر الصحابة والتابعين وهم ينشرون الإسلام فى المشارق والمغارب...
    وحتى لا يفهم البعض أننى أنكر خوارق العادات أذكر أننى قرأت فى الصحاح من كتب السنة قصصا تنضح بالصدق والخير عرضت للنبى صلى الله عليه وسلم وهو مع صحابته ( أعنى أنها وقعت بين قوم مؤمنين لتزيدهم إيمانا ) وإذا نقلت إلى كافرين محت من نفوسهم ظلمات.

    أعرف أننى أخذت من وقتكم الكثير و لكنى فقط أردت أن أكون بجوار بائع المسك


    حفظكم الله من كل سوء و شر و ثبتكم على الحق المبين و غفر لكم و نصركم و بيض وجوهكم يوم القيامة

    اللهم آمين يارب العالمين


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •