المسؤولية تعظم عليكم يا طلبة العلم تجاه الأمة يوماً بعد يوم ، رحيل العلماء مصيبة عظيمة على الأمة ، وفقدهم لا يبشر بخير للإمة ، مخافة أن يأتي اليوم الذي أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءؤساً جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ". أَخْرَجَهُ البخارى (1/50) ، ومسلم (4/2058) ، وأحمد (2/162) ، والترمذى (5/31)، وقال : حسن صحيح ، وابن ماجه (1/20) وغيرهم .
فالمسؤولية تعظم يا طلاب العلم عليكم يوماً بعد يوماً ، ونحن نسمع بين كل فترة وأخرى موت عالم من علماء الأمة ، أو مرض عالم أوتعب عالم لكبر سنه ، كم فقدت الأمة في السنوات الأخيرة من العلماء وماذا جل بالأمة بعد رحيلهم ؟ فالأمل بعد الله بكم ، عليكم بالجد والاجتهاد ، وأخذ العلم عمن بقي من علماء الأمة الأجلاء ممن لهم قدم راسخة في العلم ووقد شابت لحاهم في طلبه وتحصيله مع أكتساب أخلاقهم ، وسمت أهل العلم منهم التى قومها العلم والزمن .
فالوصية يا طالب العلم :
ـ الحرص على الإخلاص والتقوى في طلب العلم .
ـ العلم قبل القول والعمل .
ـ الحث على طلب العلم ، وترسيخه ، والعناية به .
ـ الحرص على الدليل وتأصيل العلم عليه ، فالعلم قال الله ، قال رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال الصحابة ليس خُلْفٌ فيه .
ـ أخذ العلم من أفواه العلماء الكبار .
ـ العناية بالعقيدة الصحيحة ، عقيدة السلف الصالح ، أهل السنة والجماعة .
فالأمة بحاجة إليكم ، فاتقوا الله في أمتكم .