بوركتم،
الظاهر أن انفراد كل طائفة بزيها عادة قديمة. وهذا نص أنقله من البيان والتبيين للجاحظ بشيئ من التصرف.
وللخلفاء عمة وللفقهاء عمة وللبغّالين عمة وللأعراب عمة وللصوص عمة وللأبناء عمة وللروم والنصارى عمة ولأصحاب التشاجي عمة .
ولكل قوم زي، فللقضاة زي ولأصحاب القضاة زي وللشُرط زي وللكتّاب زي ولكتّاب الجند زي ومن زيهم أن يركبوا الحمير وإن كانت الهماليج لهم معرضة .
وأصحاب السلطان ومن دخل الدار على مراتب فمنهم من يلبس المبطنة ومنهم من يلبس الدراعة ومنهم من يلبس القباء ومنهم من يلبس الباز بكند ويعلق ويأخذ الجرز ويتخذ الجمة .
وزي مجالس الخلفاء في الصيف القطن وفي الشتاء فرش الصوف وترى أن ذلك أجزل وأكمل وأفخم وأقبل. وكانت الشعراء تلبس الوشي والمقطعات والأردية السود وكل ثوب مشهر وقد كان عندنا منذ نحو من خمسين سنة شاعر يتزيا بزي الماضين وكان له برد أسود يلبسه في الصيف والشتاء فهجاه بعض الطياب من الشعراء فقال في قصيدة له .
بع بردك الأسود قبل البرد **** في قرة تأتيك صمّا صَرْد