تحدثت إلي عبر الهاتف .. كانت تريد أن تستفسر عن بعض ما يهمها .. استمر بنا الحديث حتى بدأت تتحدث عنه .. فيصل .. زوجها الذي كان قد عقد عليها قبل سبعة أشهر من اتصالها بي .. ثم وافاه الأجل إثر حادث وقع له في طريق الجنوب .. لمست منها تأثرا شديدا أثناء الحديث .. قالت:كل الذين سمعوا بحادثته تأثروا بها فلقد كانت خاتمته عجيبة .. طلبت منها ان تخبرني بها . قالت حين وقع له الحادث وكان قرب مركز للعسكر .. اتجه العسكر مباشرة لإنقاذه .. وحين وصلوا إليه خرج فيصل من السيارة ..مد يده إلى جيبه وأخرج محفظته وهاتفه النقال وسلمه للعسكر وقال لهم أعطوا هذا لأهلي وبلغوهم سلامي واتصلو بأخي الكبير ثم يمم وجهه إلى الله قائلا :(اللهم ثبتني بالقول الثابت)ارتخى بعدها فترة إلى حين وصول سيارة الإسعاف وحين حمل فيها ظل يكرر الشهادة حتى قبض وكان ذلك قبل وصول المستشفى.. خطر لي أن أسألها عما كان يميز شخصية فيصل , لكنها لم تمهلني حيث استرسلت في حديثها عنه تقول : كان طيبا بارا جدا بأمه.. كان صغيرا حين توفي والده.. حمل على عاتقه مسؤوليةأسرته حتى إخوته من أبيه حيث كان والده متزوجا بثلاث نساء وبرغم اقتسام الورث وافتراق العائلة إلا أن ذلك لم يمنعه من اهتمامه بهم وتفقد أحوالهم والإنفاق عليهم وظل على ذلك حتى توفاه الله ..تقول كان كتوما لايحب الشكوى تقول : قبل حادث وفاته كان قد أصيب بحادثين اثنين في فترة متقاربة الأول سلمه الله منه تقول حين قدم لزيارتي دخل وكأن شيئا ما كان مبتسما متماسكا برغم تأثر سياريه بشدة .. والحادث الثاني خرج منه بشعر في أحد أضلاع صدره ..ومع ذلك خرج من المستشفى من ليلته تقول حين دخل علينا ورآه إخوتي تأثروا بشدة لحاله لكنه حاول أن يتظاهر بأنه لا يشعر بشيء ,لكن ..حين جلسنا سويا طبعا لم يخبرني بما حصل له لكني كنت أشعر أنه كان يتألم قال لي إذا رأيت يدي ترتعش انثري علي شيئا من الماء قالها خشية أن يغمى عليه ...
هذا ملخص ما حدثتني به عن الفترة التي قبل وفاته .. أما بعد وفاته فتقول أن القريب والبعيد يثنون عليه أيما ثناء ويبكون حزنا على فقده . تذكر أن من غسله كان متعجبا حيث استطاع أن ينهي غسله في فترة وجيزة جدا برغم ضخامته كما تقول كما أنه كانت تعلو وجهه ابتسامة ملفتة وتقول برغم لونه الأسمر إلا أن وجهه كان يشع ضياء .. ودعه الجميع واحتضنته أمه قائلة اذهب بني فوالله لقد كنت بارا جعل الله الفردوس الأعلى مثواك ...فهنيئا لك خاتمتك يا فيصل ألحقنا الله وإياك بركب الصالحين