بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
قال الإمام المعلمي-رحمه الله- في تحقيقه لكتاب(الفوائد المجموعة) وهو في معرضِ التقعيدِ:
((صيغُ الجرحِ والتعديلِ كثيراً ما تطلقُ على معانٍ مُغايرةٍ لمعانيها المقررةِ في كتبِ المصطلحِ ،ومعرفةُ ذلك تتوقفُ على طولِ الممارسةِ واستقصاءِ النظر))
ولا بد أن نقف مع هذا النص المهم ليتضح أكثر...
ما المقصود ب(المغايرة) في كلام الإمام المعلمي؟؟
ثمة معنيان لتفسير المغايرة في النص السابق..
الأول:أن هناك معانٍ لصيغ النقاد في الجرح والتعديل غير موجودة في كتب الصناعة ،فكتب الصناعة أحتوت على بعض تلكم المعاني ولم تحتوي على باقي تلكم المعاني التي يجدها الباحثُ أثناء دراسته...
الثاني:أن هناك معانٍ يجدها الباحثُ للصيغ مختلفةٌ عن تلكم المعاني الموجودة في كتب الصناعة لتلكم الصيغ...
وعلى كلا المعنيين فالأمر ((كثير))..
وعلى أي التفسيرينِ قرأتَ كلام الشيخ المعلمي فإن كلامه يشير إلى أن كتب الصناعة تعاني من قصور في استيفاء معاني الجرح والتعديل...
وعليه:
فما زالت الحاجةُ قائمةً لاستقصاء معاني صيغ الجرح والتعديل حتى لا يقع الباحث في إشكالية التباين بين معاني صيغ الجرح والتعديل وواقع كتب الصناعة...
وهذا الكلام قاله المعلمي قبل عقودٍ من الزمن ولعل الجهود الحديثية التي قام بها كبار المحدثين وجهابذته-كالإمام الألباني (رضي الله تعالى عنه)- قاد ساهمت في سد هذه الثغرة ولكن الأمر لا يزال بحاجة لجهد أكبر-والعلم عند الله-
ولله الأمر من قبل ومن بعد
والله من وراء القصد