ثلاثة عيال بمائة ريال( الشيخ الكلباني والصدقة)![]()
ثلاثة عيال بمائة ريال/ قصة عادل الكلباني ( الشيخ الكلبانيوالصدقة)
فهذه قصة ، هي حقيقة ، وقعت لأهلي ، أحببت أن أرويها لكم ،لتزيد المؤمنين إيمانا ، وتفتح بابا من الأمل لمن انقطعت بهم السبل ، ولا تزيدالأحداث مؤمنا إلا هدى ويقينا ، نفعني الله وإياكم بما كان ويكون . تزوجت ( زوجتيالثانية ) في عام 1412 ، وبالتحديد في ربيع الأول منه ، وقدر الله تعالى أن يتأخرحملها ، وبعد الفحص تبين أن بالزوجة مرضا ، يحتاج
الأمر فيه إلى علاج يطول ،ومررنا بتجربة المراجعات للطب ، فمن التخصصي إلى بعض العيادات المتخصصة في العقم ،ومكثت حتى شهر صفر 1417 ، أنفقنا فيها الكثير ، لم نحسبه ولكنه جاوز المائة ألفريال . في 2/2/1417 وصلت إلى بيتنا خادمة ، فلبينية ، كنا ننتظرها حوالي ستة أشهر ،حيث اشترطنا أن تكون مسلمة ، وبعد أقل من أسبوع قالت لي الزوجة إن بالخادمة ( ورما ) في أحد ثدييها ، فقلت لها ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ننتظر هذه المدة الطويلة، ثم تأتينا بهذا المرض ، شفاها الله ، وليس أمامنا إلا أن نردها إلى بلدها ، قلت : لست مستعدا أن أتنقل بها أيضا أعالجها ، ولربما كان هذا المرض خبيثا ، فلنعطها شيئامن المال ، ثم نسفرها . قالت زوجتي : حرام ، مسكينة ، بعد كل هذا نتخلى عنها ،سأكشف عليها أولا عند الطبيب ثم نرى ما سيحدث . ولكني لم أوافق ، وقلت سأعيدها منحيث أتت . وكان مبيتي في تلك الليلة في بيت ( ضرتها ) أم الأولاد . وكان أهل الزوجة ( أمها وإخوانها ) في زيارتها ، في الصيفية ، ( هي من خارج البلاد ) ، فلما جنالليل ، واطمأنت لنومي ، أخذتها مع أمها وأخيها ( للشميسي) وفي الإسعاف كان الأطباءيفحصونها ، وكانت هي مع أمها تنتظر ، فإذا هي بامرأة عجوز ، على كرسي متحرك ، ليسمعها أحد ، سوى بعض الممرضات ، تقول : وكان كل الممرضات تقريبا يعرفونها ، وكذلكالأطباء ، فلما رأتني قالت ( سأرويها بالعامية ) : يا بنيتي ، أنا حالتي زي ماتشوفين ، ولي وليد وحيد ، عسكري ، كل ما تعبت ، جابني ، ونطلني فيذا ، وراح عني ،وخلاني يتولوني ها الممرضا ت ، ثم يجي ياخذني بعد يوم أو يومين أو اسبوع ، وعلى هاالحالة ، والله يا بنيتي إني ربيته ، وربيت اعياله بعد ، بس الله ( يهديه ) ما فيهخير لي أبد . وما لي إلا الله ثم المحسنين ، يتصدقون علي . تقول الزوجة : رققتلحالها ، ورحمت دموعها ، أنا وأمي ، وبكينا معها ، ثم لم أجد في ( جيبي ) سوى مائةريال ، أعطيتها لها ، , فقالت : يا بنيتي ، أنا لي دعوة مستجابه ، بحول الله ، وشتبين أدعي لك . قالت أمها : ادعي لها ربي يرزقها أولاد ، ما عندها أولاد . قالت : أبدعيلها ، وبيجيلها عيال . وابدعيلها وأنا ساجدة ، وعطيني رقم التلفون ، عشانالبشارة . كان هذا في شهر صفر ، منتصف شهر صفر 1417 ، وفي شهر جمادى الآخرة من نفسالعام ، جاءت البشرى بالحمل ، وقلت لأهلي : اكتموا الخبر ، عن كل أحد ، حتى والدتي، وأهلي لن أخبرهم ، حتى نطمئن على ثبات الحمل ، وفي الليلة التي تلتها رن الهاتف ،وإذ بالمرأة العجوز تكلم أهلي : أنا أم محمد ، أبي زوجة الشيخ الـ … ، تقول الزوجة : وكانت أم عبد الإله عندي ، فلم أكن قادرة على الحديث معها ، حتى لا تسمع الخبر ،فقلت لها : خير أنا هي ، قالت : أنا جاني ( ملك ) قال لي زوجة الشيخ الـ …. تراهااحملت ، أبغى بس أطمن ، هو صدق ، قالت إيه صدق ، أبشرك ، دعت بدعوات كثيرات ، ثمأغلقت الخط . في شهر صفر 1418 ، وبالتحديد في 11 منه رزقت بابنتي ، الأولى من زوجتيالثانية . وفي ذي القعدة 1419 رزقت بابني ( أنس ) وفي ذي القعدة 1420 رزقت بابني ( محمد ) أنس ومحمد جاءا هكذا هبة ، دون عناء ، ولا علاج ، ولا حتى رغبة في الإنجاب ،لأن البنت لم تزل صغيرة ، ولكنها الإرادة الإلهية ، التي لا يقف شيء دون تحقيقها . قلت للأهل : كم خسرنا في العلاج ؟ قالت : كثيرا !!! قلت : لقد عولجت ، وشفيتبالمائة ريال ، لتلك العجوز . رأيت أن أنشر قصتنا هذه حين قرأت الخبر عن تلك الأمالمسنة التي رماها أولادها في ( الكرا ) ، فابن عجوزنا هذه يتركها في الإسعاف ،ويذهب ، أي بر هذا ؟ أي عقوق هذا ؟ ولقد رويت بالسند ، المسلسل بالأولية ، حدثنا بهشيخنا إسماعيل الأنصاري – رحمه الله – وهو أول حديث سمعته منه : أن رسول الله صلىالله عليه وسلم : قال الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من فيالسماء . أخرجه أبو داود ، والترمذي ، والحاكم ، وصححه ، من حديث عبد الله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما . سبحان الله !!! لما كتبت هذا الحديث طرأ في ذهني لم لايكون السبب تلك الرحمة للخادمة ، التي قذفها المولى في قلب زوجتي ؟ كلاهما ممكن ،وربما كانا هما السبب مجتمعين ! فيا لله كم فيها من عظة !!! وصدق الله إذ يقول { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل منالرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }
منقول من موقع مؤسسة مكة المكرمة