السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
قبل الخوض في الحديث أود لفت النظر إلى ضرورة حفظ المشاركة قبل إرسالها؛ فإني والله أتحسر الآن على ساعة كاملة قضيتها في كتابة الموضوع, وعند الإرسال تعذر فخسرت كل ما كتبت وشعرت بالحسرة تملأ قلبي وأحمد الله على كل حال, يقول الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" [الشورى/30]
أخيتي الحبيبة
يا طالبة العلم المُجدة..
كم مرة قمت من نومك وقد ملأ قلبك النشاط والعزيمة والهمة في تحقيق أمنياتك في هذا اليوم من مذاكرة وجد واجتهاد؟
ومع كثرة المسؤوليات وعظم المشغوليات..
ضاعت الأوقات..
فتبعتها الحسرات وتلتها العبرات
ثم ذهبت إلى فراشك بائسة حزينة وأنت تحلمين بيوم جديد, يتحقق فيه المراد, ولكن هل يأتي؟
نود هنا أن نطرح ونناقش أمر الوقت, تلك المشكلة التي لا يكاد ينجو منها أحد, فنطرح ما لدينا من أفكار ونساعد بعضنا على تحقيق أقصى استفادة من وقتنا, ومن كانت لديها المزيد فلا تبخل علينا, هذه بعض المقترحات المتواضعة مني وأنتظر تفاعلكن, جعلنا الله عونا لبعضنا على طاعته..
-تصحيح النية أصل كل عمل, فعند قيامك من نومك سلي نفسك: ما الذي أحتسبه من عمل كذا ولماذا أعمله؟
وكان بعض السلف يقول: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي (يعني قيام الليل)
فاحتساب النية يجعل جميع أفعالك عبادة لله, وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انفصل وانقطع.
-علينا أن نعلم قيمة كل دقيقة من حياتنا, فالغفلة عن قيمة القليل من الوقت تذهب بركة الكثير وهل الساعة إلا دقائق؟ وهل الدقائق إلا ثوان؟
ففي دقيقة واحدة بإمكانك أن تستغفري أكثر من عشرين مرة, فتُمحى السيئات وتكتب الحسنات.
وفيها تستطيعين أن تسبحي, فقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى يمكن أن يكرر عشر مرات في الدقيقة, ولا يخفى عليكن فضلها وأجرها.
وفي دقيقة بإمكانك أن تستغفري وتدعي للمسلمين والمسلمات ولا يخفى عليك أجر الدعاء بظهر الغيب, المهم أن نعلم أهمية الدقيقة حتى لا نفرط فيها.
-ينصح خبراء التغذية بممارسة بعض الرياضة كل صباح مما يزيد من توقد الذهن وتنشيط الدورة الدموية, ولا خير من الوضوء ثم صلاة ركعتي الضحى, إن شئت فأتبيعها ببعض الرياضة الخفيفة لمدة دقائق, فقد أكد الأطباء على أن الرياضة تزيد من إفراز هرمون الإدرينالين والذي له دوره المعروف في تنشيط الجسم.
-تناول ملعقة من عسل النحل أو بعض حبات من الزبيب أو التمر ينشط الذهن كثيرا ويقوي الذاكرة ويعطي طاقة للعمل بإذن الله.
-لا بد من التنظيم, أنصحك في بداية اليوم أن تحضري ورقة أو دفترا وتكتبي ما تنوين فعله وكم من الوقت يستغرق, فاكتبي مثلا:
1- حفظ ورد كذا من القرآن (وقته ربع ساعة)
2- مراجعة ورد سابق (وقته كذا)
3- حفظ في متن كذا (وقته كذا)
4- ترتيب المنزل (وقته كذا)
وهكذا فكل عمل خصصي له وقتا محددا حاولي ألا يزيد عنه, ولا تظني أن عمل هذا الجدول سيأخذ من وقتك الكثير وسيضر أكثر مما ينفع, بل الأمر كله لن يستغرق أكثر من عشر دقائق.
- لا بد من ممارسة القراءة الاطلاعية, فهي توسع مداركك وتزيدك خبرة وهي نافذة على العالم, فاقرأي وخصصي لها وقتا محددا (ولا أعني المذاكرة) بل القراءة الاطلاعية, وإياك أن تقولي: لا وقت لدي, فبعض الدقائق سيغير لديك الكثير..
كان بعض الأطباء وكان شغوفا بالقراءة ولا وقت لديه, فوقته مقسم بين العيادة والمستشفى والعمليات, ولكنه قرر أن يخصص عشر دقائق فقط قبيل نومه .. قال بعد سنين: قرأت مجلدات خلال هذه الأعوام, لماذا؟
علم قيمة الدقيقة فأحسن استغلالها!
-تابعي خلال اليوم الجدول الذي وضعتيه وانظري ما تم إنجازه وما لم يتم, وابحثي في أسباب التأخر, هل كن الوقت غير كافٍ؟ أم أنك أضعت الوقت في بعض الأمور؟
وقومي فورا بتصحيح الخلل وتدارك الخطأ.
-قومي بمكافئة نفسك إن حققت نجاحا طيبا؛ وليكن بقضاء بعض الوقت في اللهو المباح مع أهلك, واستمتعي به ولا تنسي احتساب النية في إدخال السرور عليهم, ولا تنسي أيضا أن تخصصي له وقتا محددا.
-لا تتحسري على وقت تقضينه في أعمال البيت -وأخص المتزوجات أكثر هنا- فلا تحزني على سويعات قضيتيها في إعداد الطعام أو الاعتناء بأبنائك أو تنظيف بيتك, وكانت إحدى الأخوات تشكو لي من الوقت الذي تمضيه في التجمل لزوجها قبيل عودته, ورغم أنها كانت دقائق إلا أنها كانت -ولشدة حرصها على وقتها- تقول: بإمكاني أن أقرأ جزءا من القرآن في هذه الدقائق, ولكنه يريد أن يرى منها حسن الاستقبال!
فسألتها: ماذا لو استفدت بقراءة القرآن وكسبت معه سخط زوجك؟
أو تسببت في أنه ينظر إلى ما حرم الله؟
ألا تعلمين أخيتي أجر التبعل للزوج؟
ألا تعلمين أنه جنتك أو نارك؟
فعلينا أخواتي الحبيبات أن نحسن ترتيب الأوليات وألا نصلح أمرا على حساب غيره.
- حاولي أن تدربي نفسك على أن تقومي بعملين في وقت واحد, فخلال تصفحك للنت بإمكانك سماع محاضرة لا تحتاج إلى تركيز وكانت إحدى الأخوات تستغل وقت غسل الصحون في تحفيظ أبنائها القرآن؛ حيث لم لكن لديها وقتا غير هذا, قالت: فحفظ ابني الكثير من أجزاء القرآن الكريم, حتى إن بعض معلميه تعجب من إتقانه للقرآن ولا يعلم أن كله كان في المطبخ : )
-أكثري من الدعاء حال سجودك بأن يبارك الله في يومك ووقتك وأن يرزقك العمل الصالح المتقبل.
وفي انتظار نصائحكن الغالية
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم.