إنه صاحب (الطليعة والتنكيل)
وهذا الكتاب قاضٍ له بالإمامة والتفرد وشاهدٌ على علو كعبه في علوم السنة...
وإلى الله نشكوا ما تعانيه بحوثنا-والجامعية بالأخص- من الإنتفاخ والتورم...
حتى أن المرء أحيانا ليتذكر قول دعبل الخزاعي:
إني لأفتح عيني حين أفتحها** على كثيٍر ولكن لا أرى أحدا
أي أن الأمر كما قيل:
تمخض جبلٌ فأخرج فأراً
واعجب بعد هذا ممن يستسمن ذا ورم...
أعيذها نظرات منك صادقة*** أن تحسب الشحم في من شحمه ورمُ
بل يزدد عجبك ممن لو سكت لكان أولى له واسلم...
(فالرجل في فسحة من عقله مالم يكتب كتابا أو يقل شعرا)الجاحظ
ولا تملك حيال هذا إلا أن تتذكر...
(تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)المجمع
وعل كل حال فالورم حميد-والحمد لله- ولا أريد الأسترسال أكثر من هذا...
وللعلم فإن الكوثري الضال صاحب التأنيب قد عرف بسعة الإطلاع وقوة الحجاج وامتلاك أدوات العرض والتمويه ومع هذا فقد أتى ذهبي العصر عليه من القواعد...
فلله درُّه
و(الأنوار الكاشفة)
والتحقيقات الفريدة
إنه الإمام الناقد ذهبي العصر المحقق المدقق نزيل البلد الحرام الشيخ عبد الرحمن المعلمي...
فالعلامة عبد الرحمن المعلمي هو عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعلمي، ينسب إلى بني المعلم من بلاد غنمة باليمن، ولد رحمه الله تعالى سنة 1313هـ في اليمن لأبوين صالحين، تلقى علومه الأولى باليمن فقرأ القرآن على رجل من عشيرته وعلى والده رحمه الله، وتنقل بين المدن اليمنية طالباً للعلم، ثم ارتحل إلى جيزان سنة 1336هـ فولاه محمد الإدريسي أمير عسير آنذاك رئاسة القضاء، ولقبه بشيخ الإسلام لما كان يتحلى به الشيخ من العلم والزهد والورع، وكان إلى جانب القضاء يشتغل بالتدريس، فلما توفي محمد الإدريسي سنة 1341هـ ارتحل الشيخ إلى الهند وعين في دائرة المعارف قرابة ثلاثين سنة ثم عاد إلى مكة سنة 1371هـ فعين أميناً لمكتبة الحرم المكي في ربيع الأول من نفس العام، وقد أثنى عليه عدد كبير من معاصريه من أهل العلم والفضل، ووصفه غير واحد منهم بالعلامة المحقق، ومن هؤلاء العلماء المثنين عليه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ووصفه بالعالم خادم الأحاديث النبوية، وكذا أثنى عليه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ومحمد حامد الفقي والألباني وقال عنه الشيخ بكر أبو زيد... ذهبي عصره العلامة المحقق.
ولله الأمر من قبل ومن بعد