جميل أنك تتركين الحكم للقارئ.. هذا أمر مفروغ منه أيتها الفاضلة، ولولا خوفنا على هذا القارئ لا سيما العامة وأشباههم من الافتتان بكثير مما في كلامك من التناقض والخلط الأصولي المبين، ما صبرنا على هذه المناقشة التي انقطع رجاؤنا في وصولها إلى ثمرة معك منذ أمد بعيد، والله المستعان ....
و اختم مد اخلاتي بانك بالغت قليلا في تحليل بعض جو انب المو ضوع
قلت هل هذا يا عباد الله - ويا من تقولين أنك أستاذة جامعية - مما يؤاخذ به الباحثون والمتناظرون في مسائل العلم؟ "بالغت في التحليل"؟ التحليل بلغة العلم يعني تفكيك الشيء إلى عناصره الأولية، والتحليل سبيل العلماء للفهم والتفاهم، والبحث والتباحث، فهل من المعقول اصطلاحا أن يقال لباحث أنه "بالغ في التحليل"؟ إما أنه أصاب فيما فكك إليه المسألة - من بعد الإصابة في اختيار مادة التحليل ابتداءا - أو لم يصب، ولكن بالغ في التحليل؟؟ هذه ما سمعتها من قبل والله.
و حال حفلات المو لد كما كررت مرارا ليس فيها ما ذكرته وليس هناك تقييدا بهذا اليوم كما ذكرت لك و اجبتك الا ان كنت لم تصد ق جو ابي فهذا امر اخر
سبحان الذي قسم على الخلق عقولهم وأفهماهم كما قسم عليهم طعامهم وشرابهم .. !!
ما عدت أجد ما أعلق به والله! أنت تكررين ونحن نكرر ونفصل ونحلل حتى لم يبقى موطئ قلم في المسألة .. ومع ذلك لا فائدة، وكأنما هو حوار الطرشان! وصدق الفاضل الذي قال: قد بلغ السيل الزبى!!
الأخت تصر على أن حفلة ذكرى المولد النبوي غير مقيدة بيوم المولد النبوي وعلى أنه قد وقع كثيرا أن احتفل الناس بحفلة المولد النبوي في غير يوم المولد النبوي أو مناسبة المولد النبوي.. وتصر على أن حفلة المولد النبوي ليست مقيدة عند القائلين بها والقائمين عليها بأي يوم مخصوص أصلا!!!! ثم تطالبنا بالنقاش العلمي!! أي نقاش وأي علم؟؟؟ وأين الالتزام بأوليات ذلك العلم على الأقل ولو من جهة الاصطلاح ؟؟؟؟
لله در القائل:
ليس يصح في الأفهام شيء .... إذا احتاج النهار إلى دليل !
و القول( ((لأنهم يطمعون في أن تأتي تلك الأعمال فيها من الثمار التعبدية بما لا تأتي بمثله في غير ذلك اليوم!))) مبالغة فيها نظر، و هناك نظر في منهجية دراسة النوازل و الو قائع بهذه الصورة
حسبك بمثل هذا الكلام أن تقرأه .. ففيه ما تغني قراءته عن الرد عليه!
على كل حال فلنضع قيدا توضيحياو ننهي الخلاف
المشكلة أنك أصلا لا تتصورين الخلاف، فلا أنت تضبطين مذهب المبيحين للموالد، ولا تفهمين مذهبنا بعد كل ما تقدم بيانه، فلا حيلة لنا مع مثل هذا والله، ولا سبيل لإنهاء مثل هذا الخلاف إلا أن يشاء الله!!
هل مر بكم من قبل يا من درستم أصول الفقه شيء اسمه "قيدا توضيحيا" ؟؟؟ طيب إن كنت يا أختنا ولابد ستخترعين مصطلحاتك الخاصة، فهلا كتبت لها شرحا توضيحيا بين قوسين حتى نفهم ؟؟؟
اما القول بان الدعاء محصور بالصيغ المسنونة و لا يجوز غير ها فذلك خطأ و تضييق بلا دليل
لن أطالبك بإخراج الموضع من كلامي الذي فهمت أنت منه هذا المعنى.. فقد تعبت والله وأعياني هذا الجدال الأجوف، الذي لا نقف فيه على اتفاق في لغة العلم أصلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!! لا القيد عندنا هو القيد عندك، ولا العبادة عندنا هي العبادة عندك، ولا "المشروع" عندنا هو المشروع عندك، ولا تريدين أن تحرري اصطلاحك في كل من هذه المعاني كما طالبناك مرارا .. فما فائدة مواصلة الجدال ؟؟
إلى الله المشتكى!
هذا وفي الختام أقول:
قد تجلى للقراء مذهبنا ومذهبك وطريقتنا وطريقتك، وبان لنا بما لم يعبد يبقى لنا فيه مدخل للشك أنك لا تجيدين إلا تكرار وتقرير ما تعتقدينه على ما فيه من مخالفة للواقع المحسوس والدليل المنقول ولما تدركه العقول، ومخالفة لما جرى عليه السلف وما اصطلح عليه الفحول من أهل صنعة الأصول.. وقد حسبنا أول الأمر أنك ضابطة لأصول الصنعة التي تتكلمين فيها والمذهب الذي تنافحين عنه، ولكن تبين لنا أن الأمر ليس بذاك .. وأن الخرق جد واسع ... والله المستعان.
فلما بان لنا ذلك، اتفقت كلمتنا في الإشراف على صيانة أوقاتنا وأوقات الإخوة الكرام من هذا الجدال العقيم، سائلين المولى جل وعلا أن يغفر لنا ولك، وأن يلهمنا وإياك رشدنا، وأن يقينا شرور أنفسنا، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، والله المستعان لا رب سواه، والحمد لله رب العالمين.