تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الى خطبـــاء المنابر من هذه الأمة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    امريكا
    المشاركات
    168

    افتراضي الى خطبـــاء المنابر من هذه الأمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أحمد الله تعالى اليكم جميعا, وخير الصلاة والسلام على خير الأنام عليه الصلاة والسلام وبعد ,

    خير الكلام ما قلّ ودلّ, وبين يديَّ خطبة كاملة للنبي صلى الله عليه وسلم لا تتجاوز في مدة القاءها الخمس دقائق, فيها كل ما يهم المسلم أن يُدركه من خير الى يوم القيامة, خطبة بليغة شاملة كاملة , كيف لا؟ وهي من كلام سيد الأنام المصطفى صلى الله عليه وسلم, فلنستن بسنته عليه الصلاة والسلام ما استطعنا, ولنتقي الله في اخواننا المسلمين الذي يأخذون قيلولة في المساجد أثناء القاء خطباء المنابر خطبهم الروتينية والمملة , يقرؤون ما يُملى عليهم من خطب مطبوعة يقرؤونها كما نقرأ جريدة الصباح كل يوم, فو الله ما لهذه الخطب فرض الله علينا صلاة الجمعة, وانما فرضها سبحانه وتعالى لنستقي منها موعظة تنفغعنا لدنيانا قبل آخرتنا, للموعظة الحسنة بكلام وجيزٍ شاملٍ مختصرٍ , فيه خيري الدنيا والآخرة , وسعادة المسلم في الدارين ألا وهو تقوى الله , فرأس الحكمة مخافة الله عزوجل.

    تابعوا في السطور القليلة القادمة نصاً لاحدى خطب النبي صلى الله عليه وسلم المنبرية واتخذوها نبراساُ في حياتكم الدنيا , وذخرا لكم في آخرتكم.


    الحمد لله , أحمَدُهُ وأستعينهُ وأستغفرهُ وأستهديه , وأُؤمنُ بهِ ولا أكفُرُه , وأُعادي مَنْ يَكفُرُه , وأشهدُ أن لا اله الا الله , وحدَهُ لا شريكَ له , وأنّ مُحمَّدا عبدُهُ ورسولُه, أرسلَهُ بالهُدى والنورِ والموعظةِ على فترةٍ مِنَ الرُّسُلِ , وقلةٍ مِنَ العلمِ , وضلالةٍ مِنَ الناسِ , وانقطاعٍ مِنَ الزَّمانِ , ودُنُوٍّ مِنَ الساعةِ , وقُربٍ مِنَ الأجَلِ.

    مَنْ يُطِعِ اللهَ ورسوله فقد رشَد, ومَنْ يُعصِهِما فقد غوى وفَرَط, وضلّ ضلالاً بعيدا, وأُوصيكُم بتقوى الله , فانهُ خيرُ ما أوصى بهِ المسلمُ المسلمَ , أنْ يَحُضّهُ على الآخرة, وأنْ يأمُرَهُ بتقوى الله , فاحذروا ما حذَّرَكُمْ اللهَ مِن نفسِهِ , ولا أفضلَ مِنْ ذلكَ نصيحةً, ولا أفضلَ مِن ذلكَ ذكراً, وانّ تقوى اللهِ مَن عَمِلَ بهِ على وجَلٍ ومَخافةٍ مِنْ ربِّهِ, عَوْنَ صِدْقٍ على ما تَبغونَ مِنْ أمرِ الآخرة, ومَنْ يُصلِحُ الذي بينَهُ وبينَ اللهِ مِن أمرِهِ في السرِّ والعلَنِ , لا ينوي بذلكَ الا وجْهَ الله ِ, يكنْ لهُ ذِكراً في عاجلِ أمرِهِ , وذُخراً فيما بعدَ الموت , حين يفتقرُ المرءَ الى ما قدّم , وما كان مِن سوى ذلك , يودّ لو أنّ بينَهُ وبينهُ أمداً بعيدا, ويُحذُّرُكُمْ اللهَ نفسَهُ , واللهُ رؤوفٌ بالعباد, والذي صدّق قولَهُ , وأنجزَ وعدَهُ لا خلف لذلك, فانّه يقول عزّ وجل: ما يُبدَّلُ القوْلُ لديّ وما أنا بِظلامٍ للعبيد. فاتقوا اللهَ في عاجلِ أمرِكُمْ وآجلِهِ في السرِّ والعلانية, فانّهُ مَن يتقِ اللهَ يُكفّرُ عنهُ سيئاتِه , ويَعظُمُ لهُ أجرا, ومنْ يتقِ اللهَ, فقدْ فازَ فوزاً عظيما, وانّ تقوى الله يُبيّضُ الوجوهَ, ويُرضي الرَبَّ, ويرفَعُ الدرجة.

    خُذوا بحظِّكُمْ ولا تُفرّطوا في جنبِ الله , قد علَّمَكُمْ الله كتابَهُ , ونَهَجَ لكُمْ سبيلَهُ, لِيعلَمَ الذين صدقوا ويعلمَ الكاذبين, فأحسنوا كما أحسنَ اللهَ اليكمْ , وعادوا أعداءَهُ , وجاهدوا في اللهِ حقَّ جهادِه , هوَ اجتباكُمْ وسمّاكُمْ المسلمين, ليهلِكَ مَن هلَكَ عنْ بيّنَةٍ , ويَحيا مَن حَيّ عنْ بيّنَةٍ, ولا قُوَّةَ الا بالله , فأكثروا ذِكرَ اللهِ, واعملوا لِما بعدَ اليوم , فانَّه مَن يُصلحُ ما بينَهُ وبينَ اللهِ يَكفِهِ اللهَ ما بينَهُ وبينَ الناس , ذلك بأنّ اللهَ يقضي على الناسِ ولا يقضونَ عليه, ويَملكُ مِن الناسِ ولا يملكونَ منه, اللهُ أكبر ولا قوة الا باللهِ العظيم.

    هذا النص المبارك , كان كما ذكرت نصاً كاملا لاحدى خطَبِ النبي صلى الله عليه وسلم, تماماً كما أورده كلٍّ من الآئمة ابن جرير والقرطبي رحمهما الله.

    نعم ! فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم من بعده , يُقصرون من خطبة الجمعة والعيدين , ويُطيلون من القراءة في الصلاة, ولعلّ هذه السنة الكريمة باتت من السنن المهجورة تماما الى حدّ الاندثار في زماننا هذا , الذي بات فيه خطباء المنابر يُطيلون من الخطبة ويُقصرون في الصلاة , حتى لا تكاد تتجاوز الدقائق الخمسة , لتغدوا صلاتنا كصلاة المُسيء صلاته , الا مَن رحِمَهُ الله ولا زال يستنُّ بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وان كانوا أقلة , فالله نسأل الهداية للجميع والعودة الى السنة النبوية الشريفة , نعود الى السنن المهجورة وما أكثرها في زماننا , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله تعالى عنهم من بعده , يقرأ في ركعتي الجمعة : تارةً بسورة الجمعة في الأولى , والمنافقون في الثانية, وتارةَ بسورة الأعلى في الأولى والغاشية في الثانية, وهذه السنة قليل من خطباء المنابر من ينتهجها اليوم , حتى يغدون لا يتجاوزون أصابع اليدين على مستوى العالم الاسلامي كله , اللهم انا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تُعيدنا الى اتباع سنة نبيّك صلى الله عليه وسلم , ليتحقق فينا قولك المبارك في سورة آل عمران 31- 32:

    قُلْ انْ كُنتُمْ تُحبِّونَ اللهَ فاتبِّعوني يُحببكُمْ الله, ويغفرْ لكمْ ذنوبَكُم, والله غفورٌ رحيمٌ * قُلْ أطيعوا اللهَ والرسولَ , فانْ توَلَّوْا فانّ اللهَ لا يُحِبُّ الكافرينّ

    ولنمتثل الى قوله تبارك وتعالى في سورة الحشر 7 ما استطعنا:

    وما آتاكُمْ الرسولَ فخذوهُ , وما نهاكَمْ عنهُ فانتهوا

    والى قوله صلى الله عليه وسلم بما معناه

    ما أمرتكُمْ به فأْتوا منه ما استطعتُمْ , وما نَهَيْتُكُم عنه فانتهوا

    والى قوله صلى الله عليه وسلم نحواً من هذا

    كل أمتي يدخلون الجنةَ الا مَنْ ابى.. قالوا: ومَنْ يابى يا رسول الله؟
    قال صلوات ربي وسلامه عليه: من أطاعني فقد دخل الجنة , ومَنْ عصانى فقد أبى

    وأختم موعظتي بخير الحديث قوله تبارك وتعالى

    واتقوا اللهَ ما استطعتُمْ

    ما أصبتُ به فمن الله وحده لا شريك له, وما اخطأتُ فمن نفسي الخاطئة , ومن الشيطان

    لا تنسونا من دعوةٍ صادقة بظهر الغيب , ولكم مثلها ان شاء الله تعالى

  2. افتراضي رد: الى خطبـــاء المنابر من هذه الأمة

    نعم
    وما آتاكُمْ الرسولَ فخذوهُ , وما نهاكَمْ عنهُ فانتهوا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •