أسباب ظهور المشكلات الاجتماعية
أسباب المشكلات في المجتمع كثيرة جداً، أهمهما وأولها وأخطرها:
ضعف الوازع الديني والولاء للعقيدة

نحن أمة شرفها الله بهذا الدين، فيجب أن تكون منطلقاتنا في كل قضايانا العقدية والفكرية والاجتماعية من منطلق عقدي شرعي، أما أن نجعل من الشريعة في قضايا الشعائر فقط والعبادات ولكن في القضايا الاجتماعية لا نسأل عن الحكم الشرعي في ذلك فهذا من التقصير.
تجد بعض الناس صالحاً في نفسه، محافظاً على الصلوات، وعنده خير، لكنه في القضايا الاجتماعية أو حينما يكون عنده قضية من قضايا الزواج -على سبيل المثال- تجده لا يأنف أن يخالف الشريعة في عدد من القضايا التي تعمل ليلة الزواج، أين الإسلام؟! هل جعلنا الإسلام في المساجد وأغفلناه عن قضايانا الأسرية والاجتماعية؟! إن هذه من اللوثات وموجات التغريب والعلمنة التي وجدت في العالم الإسلامي نتيجة جهل الناس بدينهم، صرفت كثيراً من الناس عن تحقيق الإسلام الحق كما يريده الله، الإسلام الذي يتمثل في المسجد وفي البيت، ويتمثل في ليلة الزواج وفي الأسرة والوظيفة والأخلاق والسلوك، وفي الأعمال العامة يراقب الله العبد في كل أمر من أموره، هكذا يجب أن يكون المسلمون، وهكذا يجب أن يكون كل مسلم، لا يجعل هناك انفصام بين قضايا الشريعة وقضايا الحياة، فكلها قضايا يجب أن تصطبغ بصبغة الشرع قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].

التقصير في جانب العقيدة

إن كل مشكلة من المشكلات إنما تجد في الأمة نتيجة تقصيرهم في عقيدتهم.
وهناك رباط وثيق بين القضايا الاجتماعية والقضايا العقدية، ونحن أمة لا نفصل بين هذه القضايا، عقيدتنا مراقبة الله عز وجل ووحدانيته، والتزام أمره ومراقبته، كما نخافه في الشهادة نخافه في الغيب، ونتقيه جلَّ وعلا في السِّر والعلانية، لا نعصي الله عز وجل في قضايانا الأسرية والبيتية، لا أقول: المسجد للعبادة والبيت أفعل فيه ما أشاء، كما يحلوا لبعض الناس أن يقول أو يفعل، ولهذا فارتباطنا -نحن المسلمون أمة العقيدة الصحيحة- يجب أن يكون ارتباطاً عقدياً في كل القضايا الاجتماعية، أسأل وأبحث هل هذا الأمر يتنافى مع عقيدتي وشريعتي، أم أن الشريعة الإسلامية أباحت لي ذلك؟ وقضايانا الاجتماعية لم تكن لتحدث إلا لما فرطنا في القضايا العقدية، والقضايا العقدية هي القضايا المهمة التي لو صلحت في المجتمع صلحت القضايا الاجتماعية من باب أولى؛ لأن قضية قبول حكم الله عز وجل في كل أمر من الأمور قضية ينبغي أن يعيها المسلمون ولا يفرطوا فيها.

ضعف العلم الشرعي

من الأسباب التي تجعل المشكلات الاجتماعية تتفشى في المجتمع: ضعف العلم الشرعي. فلو وجد العلم الشرعي: العلم بكتاب الله، والعلم بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في كل قضية من القضايا وعمل الناس بذلك ما وجدت مشكلة، أعني: لو عرف الناس أمور دينهم وأمور شريعتهم في قضايا العبادات والعقائد والأخلاق والسلوك، والقضايا الاجتماعية -أو ما يسمى بالشخصية وغيرها- وتحلوا جميعاً بالعلم؛ لهان شيء كبير من المشكلات التي نعاني منها، ولكن قضية الجهل وتقصير العلماء وطلاب العلم في هذا المجال وعرض هذه القضايا وتنبيه الناس إليها جعل هذا الأمر يتفاقم.
تحكيم العادات والأعراف على الشرع

من أسباب وجود هذه المشكلات: استحكام ما يسمى بالعادات والأعراف والتقاليد المخالفة للإسلام.
نحن أمة لا نأخذ ديننا إلا من كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وإن كان في شريعتنا ما يعرف بالعرف فإن العرف له ضوابط وشروط، فلا يؤخذ بالعرف إذا خالف الشرع بإجماع العلماء، فإذا كانت الأعراف والعادات والتقاليد حسنة لا تتنافى مع الإسلام فهي على العين والرأس، أما إذا كانت تخالف الإسلام فهي مرفوضة، ويجب أن يضرب بها الناس عرض الحائط.
إن مصدر التلقي عند المسلم كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، لا يقول: أنا سأنظر إلى قبيلتي وعشيرتي، ماذا يقولون؟ هل نجعل الزواج مختصراً أم نجعله كبيراً، نجمع فيه الناس جميعاً ونذبح فيه ما يزيد على العشرات من الأغنام، ويكون في أحسن قصر من القصور، ويكون -أيضاً- من عادة قبيلتي وعشيرتي أو ما اعتدنا عليه أن يكون المهر مائة ألف أو مائة وخمسين أو مائتين أو أقل أو أكثر؟
يجب أن ينظر الناس في ذلك إلى شريعة الله، وإلى شريعة محمد بن عبد الله، أولسنا مؤمنين؟! لو قلت لإنسان ذلك لخشيت أن يضربك وأن ينالك منه إهانة وسباً وتقريعاً، لكن أين الإيمان؟ أين الأدلة العملية على تحقيق الإيمان؟ أولست مؤمناً؟
إذاً: فالإيمان يأمرك باتباع المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن هديه عليه الصلاة والسلام: التيسير في أمور الزواج وعدم المغالاة فيها.
ولهذا أُلفت النظر إلى قضية خطيرة يقع فيها كثير من الناس، وهي: كره شيء مما أنزل الله أو شيء مما جاء به الإسلام على حساب ما يعرف بالعادة والقبيلة والعرف والتقليد الذي نحن سائرون عليه، أن يكره شيئاً من الشريعة، أو أن يبغض شيئاً مما جاء به الإسلام بحجة الأعراف والعادات والتقاليد، وذلك صنم قد يعبد من دون الله عند بعض الناس والعياذ بالله! تضرب أوامر الشرع ظهرياً وتترك كأنهم ليسوا بمسلمين! وهؤلاء يخشى أن يحل فيهم قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9] ومن أبغض شيئاً مما جاء به الإسلام أو كرهه أو كره من عمل به بسبب أنه متبع فيه هدي الإسلام؛ فذلك نوع من أنواع الردة عن الدين والعياذ بالله! شعر الإنسان أو لم يشعر، وما أكثر الذين يقعون في هذا وهم لا يعلمون! أيها المسلمون: نحن أمة نتلقى ديننا وأمورنا من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ويعجبني كثير من الناس عندما يسأل عن هدي الإسلام في مثل هذه القضايا، ولا سيما من الشباب المتطلع المتمسك بالعقيدة والمعتز بإسلامه، لكنه يواجه بمشكلات وعقبات كأراء من أناس لم تترسخ العقيدة الإيمانية في قلوبهم وانتسبوا إلى الإسلام اسماً، لكن انظر إليه في مجالات التطبيق العملي في البيوت والأسر، وفي مثل هذه القضايا الاجتماعية فتجد بوناً شاسعاً بينهم وبين ما يجب أن يكونوا عليه!

تقصير أهل العلم في حل المشكلات

من أسباب وجود المشكلات في المجتمعات الإسلامية: تقصير أرباب الإصلاح والدعوة في عرض هذه القضايا، حيث إن هذه القضايا تلامس شريحة كبيرة من المجتمع، فئات لا تحصى يعانون من قضايا اجتماعية، لماذا لا تولى هذه القضايا حلولاً وعلاجاً؟
ولا نريد علاجاً بالخطب الرنانة والكلمات الطنانة فقط فهذه لا تكفي في العلاج، وإنما نريد أهل الإيمان الذين يؤثرون دينهم على أهواء نفوسهم، يؤثرون ما جاء به الشرع على ما تراه النفوس الأمارة بالسوء، لماذا يا أخي بيتك مليء بالبنات ولا تدعو لهن من هؤلاء الشباب الصالح من يتزوجهن؟
يقول: أخشى أن يقول الناس عني كذا، أو أن يتهموا بناتي وأخواتي بكذا.. يا سبحان الله! أأنتم أعلم أم الله؟
أنحن أفضل أم رسول الله عليه الصلاة والسلام؟! أنحن أهدى أم صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام؟!
ألم يعرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه حفصة ابنته على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله على أبي بكر رضي الله عنه؟ ألم يعرض سعيد بن المسيب عليه رحمة الله ابنته، بل يزوج ابنته من تلميذه أبي وداعة ؟
هؤلاء أناس آثروا ما عند الله ولو سخط الناس كلهم، وإذا خالف الناس أمر الله أو إذا ألزموني بأمر يخالف شرع الله؛ فيضرب كلامهم بعرض الحائط ما دمت على بينة من أمري وعلى صراط مستقيم، وعلى حق ودليل وحجة فلا يبالي المسلم برضا الناس أو بسخطهم.
هذه قضايا يجب أن نتواصى بها؛ ولهذا ليس بغريب أن يقوم أحد من الحاضرين ويعلن أن عنده بنات ويبحث عن الأزواج الصالحين، أو أن يقوم أحد الصالحين من الأبناء الذين أضناهم البحث عن المرأة الطيبة في دينها وعقيدتها وأخلاقها فيسأل أحداً من الحاضرين -أو غيرهم- ابنته زوجة له، ولتسقط كل المخالفات الشرعية التي أثقلت كواهلنا، وأضنت شبابنا وشاباتنا، وأرهقت مجتمعنا بأمور ما أنزل الله بها من سلطان.
ولهذا ينبغي على الإخوة الطيبين الصالحين من الرجال والنساء -ولا غضاضة في ذلك- أن يعرض المرء نفسه على أخيه في الله ليخطب ابنته -مثلاً- أو موليته أو قريبته، أو يعرض عليه ليساعده في البحث عن زوجة صالحة، ولا مانع أن يوجد من الرجال من يخطب من هؤلاء الشبيبة لابنته أو قريبته، وليست القضية -أيها المسلمون- مادية، فنحن لا ننظر إلى القضايا الاجتماعية على أنها قضايا مادية، فما أفلسنا -والله- إلا حينما نظرنا إلى القضايا الاجتماعية على أنها قضايا نبحث من ورائها مادة وشهرة وجاهاً ورفعة وكلاماً بين الناس.
إن بناتك اللاتي أنعم الله بهن عليك بل ابتلاك بهن من أعظم إحسانك إليهن البحث عن الشريك الصالح والزوج الطيب، ولن يعدموا -ولله الحمد والمنة- بل هم كثر، وما أكثر الشباب الذي يبحثون عن الزوجات! بل وأقولها بكل صراحة: ما أكثر ما نعاني من بنات وفتيات يبحثن عن الأزواج، لكن من يكون وسيطاً في الإصلاح؟!
ومن يحتسب لأجل الإصلاح بين الناس، ولأجل الشفاعة الحسنة، والتعريف بين المجتمعات؛ علَّ الله أن يثيبه على ذلك؟! هذا أمر ينبغي أن نتجرد له جميعاً، ولهذا ينبغي أن يوجد في كل حي ومكان وفي كل مسجد عن طريق الإمام أو غيره أناس ينذرون أنفسهم لهذه القضايا، فقد ترى أناساً نذروا أنفسهم لطلب العلم أو للدعوة وتجدهم يجوبون البلاد ويخرجون للدعوة والإصلاح لكن قد يهملون أقرب قريب، وقد يتركون أناساً هم بحاجة إلى الإصلاح، وقد يكون مجتمعهم بحاجة إلى أن يصلحوا فيه، فيقصرون في ذلك، فلماذا لا تسد هذه الثغرة في المجتمع؟!

الغزو الفكري والأخلاقي للمسلمين

أيضاً من أهم الأسباب التي نريد التنبيه عليها حتى لا تكون مدخلاً لعرض القضايا والعلاج: الهجمات الشرسة، واسمحوا لي أن أقول بكل مرارة: الغزو الفكري والأخلاقي المركز على المجتمعات الإسلامية، الذي يريد أن يقلب المجتمعات الإسلامية من مجتمعات آمنة إلى مجتمعات قلقة ومضطربة بنشر المعاصي والفتن وبإثارة هذه المشكلات في المجتمع.
نعم.. جُنِدَت أسباب ووسائل كثيرة في مجتمعات المسلمين لإثارة مشكلات اجتماعية لها آثارها على المجتمعات الإسلامية، ونحن نقول: إن كل ما يخدش الفضيلة ويخالف الأخلاق بأي طريقة من الطرق أو وسيلة من الوسائل التي تريد جر المجتمعات الإسلامية من مجتمعات الفضيلة إلى مجتمعات رذيلة تعكر أسباب الزواج، لكنها في المقابل تفتح أبواب قضاء الشهوة المحرمة على مصارعها، وتضرب على وتر الجنس والشهوة التي تتأجج في نفوس الشباب والمراهقين من الجنسين بأفلام رخيصة، ومجلات داعرة، وصور عارية، وغناء ماجن خليع يقسي القلوب، ويزين الفواحش، ويبعد الناس عن صراط الله المستقيم، ويجعل الشباب ضحايا الصراع الجنسي، مع الأسف ونقولها بصراحة: أن يبتعد كثير من أبنائنا، وتوضع العقبات في طريقهم إلى الفضيلة وتسهل لهم كثير من القضايا المحرمة فهذه بحد ذاتها مشكلات يجب أن تعالج.
نعم.. لما وضعت العقبات في سبيل الزواج -على سبيل المثال- ووجد من يذكي الشهوة والغريزة في نفوس شبابنا وأبنائنا وبناتنا، مع إهمال القوامة والتربية الأسرية على شريعة الله وترك الحبل على الغارب للشباب المراهقين من الجنسين أن يفعلوا ما يشاءون، وينظروا ما يشاءون، ويسمعوا ما يشاءون، ماذا حصل؟
لقد سبب ذلك في وجود ضحايا نراهم في جلسات على الأرصفة، وفي سهرات محرمة مع قرناء السوء، بعيدين عن الذكر والتلاوة والطاعة وحلاوة الإيمان، وضحايا الوقوع في حبائل الشيطان وتسويله وتزيينه. فأقول: نحن اليوم في عصر الإعلام، ويجب أن تستغل الوسائل الإعلامية في بلاد المسلمين لعلاج القضايا الاجتماعية والمشكلات الأسرية، ويجب أن تركز على التربية وعلى تقويم الناس على نهج الله عز وجل وشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، وتقوم بأداء ما ائتمنت عليه بأن تكون قنوات إصلاح وتوجيه وتربية لأجيال المسلمين وأسرهم.

الإهمال في جانب التربية

من الأسباب أيضاً: إهمال التربية من قبل الآباء للبيوت -وهذه مشكلة- فينشغل الآباء بدنياهم وتجاراتهم مع جلسائهم، ويهملون الزوجة والأولاد.. أين القوامة وأين التربية؟
إننا نريد من بيوتات المسلمين بيوتاً أن يعمها الذكر، وأن تكون خلايا نحل من التلاوة والطاعة، وسليمة من المحرمات والمنكرات، وقنوات توجيه وإصلاح يخرج منها أجيال يعيدون مجد الفاتحين والعظماء والجهابذة والعلماء، يعيدون أمجاد سلفنا الصالح ورعيلنا الفاتح المجاهدين في سبيل الله، أما أن يخرج أبناؤنا صرعى مسكرات ومخدرات وملهيات وفواحش ومغريات والعياذ بالله! فهذه -والله- من عدم القيام بالأمانة، وعدم الخوف من الله، والتفريط في ما اؤتمنا عليه {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته }. فالأسرة يجب أن تقوم بدورها، ولما أُهملت الأسرة التي هي نواة المجتمع حصلت المشكلات في المجتمعات الإسلامية عموماً.

ضعف التعليم

كذلك من الأسباب: ضعف التعليم، وعدم إشباع نهم الأبناء والأولاد فيما يفيدهم في أمور دينهم وعقيدتهم، وأصبح بعض الناس يرى من الفخر أن يجيد أبناؤه العلوم المادية والعلوم الوافدة، وبعضهم لا يشجع أبناءه على العلوم الشرعية وهذه مشكلة، فإذا كان ابنك قليل البضاعة في علوم الشريعة فكيف تريده أن يكون سعيداً في مجتمعه؟!
فليست السعادة في المال ولا الثراء ولا الشهادة ولا المنصب، وإنما السعادة -والله- سعادة الإيمان، سعادة الصلاة. كم جرب أرباب الأموال والثراء؟! وكم جرب أصحاب الشهرة والمناصب؟! وكم جرب أهل الفن واللعب؟! كم جربوا هذه الأمور لكنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، ولم يجدوا اللذة إلا بالإيمان، ولا السعادة إلا بطاعة الرحمن، ولما كانت حياتهم بين لهو وغناء، ومجون وخلاعة، وسهرات وفواحش؛ قست قلوبهم، وعمهم القلق والأرق والمشكلات، وهذه القضايا لم تجعل المجتمعات -التي جربت هذه الأمور سنين طويلة- سعيدة يوماً ما، فالدول المتقدمة صناعياً ومادياً هي من أكبر البلاد وأكثرها عدداً في الجرائم والانتحار ومشكلات لا أول لها ولا آخر، وما ذلك إلا تحقيقاً لقوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124].

ظاهرة التغريب في المجتمع
أيضاً من الأسباب: موجات التغريب في المجتمعات الإسلامية التي لعبت دوراً كبيراً في التأثير على أبناء المسلمين وعلى فتياتهم وأسرهم؛ فوجدت مثل هذه القضايا. الحاصل: أن هذه وغيرها أسباب لكل ما يرد من مشكلات، ولكن لا نيئس من كثرة المشكلات فمجتمعنا -ولله الحمد والمنة- إذا قورن بغيره فمشكلاته قليلة؛ لأنه مجتمع بعامته -ولله الفضل والمنة- يدين بهذا الدين، والتقصير الذي يوجد عند بعض أبناء المسلمين هو الذي كان سبباً وراء استشراء هذه المشكلات.

الشيخ |طه
امام وخطيب ومدرس اول بوزارة الاوقاف مصر