مستنقع الأندية الرياضية النسائية
فهد بن سعد أبا حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على من لانبي بعده اما بعد:
كثير من الناس تغيب عنهم مقاصد البدايات ، كما تغيب عنهم معرفة مصادرها ،ودعاة التغريب لهم بدايات تبدو خفيفة ... وهي تحمل مكايد عظيمة، فهم يستدرجون أهل هذه البلاد إلى مدارج الضلالة ، فلنحذر من جعل الرياضه مؤسسه لإفساد المرأه باسم الأندية الرياضية النسائية .
وكم أتعجب من التكاتف بين شاشة وصحيفة وإذاعة في طرح موضوع النوادي الرياضية النسائية ومحاولة تبرير هذا الأمر شرعاً وتعجب من غيرة بعض الصحف وكأن قضية الأندية الرياضية النسائية قضية عقدية يدافعون عنها كما يدافع أهل العفة عن عفتهم وكرامتهم ونسائهم ؟ فما الداعي لذلك ؟
وإذا كانت المرأة إذا خرجت إلى المسجد – وهو المسجد – قد قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) فكيف إذا خرجت إلى مستنقع الأندية الرياضية .
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إن المرأة لتلبس ثيابها فيقال أين تريدين ؟ فتقول أعود مريضاً أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها (رواه الطبراني 9/8914 وانظر علل الدارقطني 5/ص314)
والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال وهو ذروة سنام الإسلام بل من لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ومع ذلك فإن بعض العلماء ينهون عن الجهاد في سبيل الله إذا ترتبت عليه المفاسد العظيمة أفلا يُسد فساد الأندية الرياضية النسائية .
من يدعوا للأندية الرياضية النسائية ويقول نضع لها الضوابط الشرعية هل سأل نفسه : إلى أي رياضة تدعوا لها هذه الأندية ؟ ألا يعلم أن الأندية الرياضية خرجت الملاكمة ولاعبة القوى وحاملة الأثقال ولاعبة الكرة والسلة؟
ثم ليسأل نفسه عن الزي الذي ستلبسه المرأة لممارسة الرياضة هل هي ملابس شفافة ؟ أو ضيقة ؟ أو قصيرة ؟ ومن سيدربها ؟
ليسأل نفسه أي جيل ستخرج لنا هذه الأندية ؟ وهل ستكون مؤسسات لنشر التبرج والسفور وإفساد المرأة ؟
ثم لينظر يمنة ويسرة ... ماذا حل بالمرأة المسلمة التي أقحمت في هذه الأندية الرياضية ... فكانت النهاية أن تنقل شبكات التلفاز العالمية صور الفتيات – الرياضيات – وهن شبه عاريات إلا مما يستر السوءة،ويتقدمن ليتوجن الهدايا والميداليات وهن على المنصة لتتسلط عليهن الأضواء والكميرات في مناظر مخزية فماذا بقي من الحياء ؟ وماذا بقي من الحشمة ؟ وماذا بقي من خصائص المرأة وأنوثتها ؟ ما الذي سيميز المرأة المسلمة عن غيرها ؟
تقول عائشة رضي الله عنها : لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل (رواه البخاري برقم 869)
اما سأل نفسه من اين جاءت الدعوة الى فتح الأندية الرياضية النسائية
ليسأل نفسه مرة أخرى عن البلدان المجاورة هل كانت الرياضة النسائية متاحة في جميع المجالات دفعة واحدة أم جاء ذلك بالتدرج مرحلة بعد مرحلة حتى صارت في واقعها المخزي المشاهد اليوم فهل الدعوة إلى فتح الأندية الرياضية النسائية دعوة إلى الفضيلة أم بوابة إلى الرذيلة ؟؟؟(انظر للفائده كتاب ـ الرياضه في مدارس البنات البداية والنهاية ـ للشيخ خالد الشايع)
إن الدعوة إلى الأندية الرياضية النسائية بالضوابط الشرعية يذكرني بتلك المرأة التي قالت : دخلت احدى النوادي الرياضية النسائية فرأيت العاملات في تلك الأندية بدأ بموظفة الاستقبال وانتهاء بالمدربات والإداريات حتى عاملات المقهى والمطعم كلهن يرتدين بنطلونات ضيقة لاصقة وبلايز مخصرة تكاد تتفجر من ضيقها ... وكأنك في حالة لعرض الأزياء وأما في المسابح فالأمر أشد ! غياب تام للحياء والستر ! ثم مع ذلك يوجد لوحات تؤكد على مسألة الاحتشام والالتزام بالستر داخل النادي ؟ أهـ
والإنسان قبل أن يجيز ذلك بالضوابط الشرعية ينظر إلى مآلات الأمور،فالنظر الى مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً . وينظر الى هذه الضوابط هل ستطبق ام لا؟
وما إن ظهرت مثل هذه الفتاوى حتى أجلبت الصحف بخيلها ورجلها .... فأخرجت صورا لفريق كروي سعودي نسائي ينتظر افتتاح مثل هذه الأندية ثم أجريت المقابلات في إحدى مناطق هذه البلاد مع بعض الأوربيات اللاتي يقدن الدراجات ... ويذهبن بها الى العمل فهل تتوقع أن تطبق الضوابط الشرعية إذا قادت المرأة الدراجة ؟ وهل ستلبس العباءة أم البنطال على تلك الدراجة ؟الى غير ذلك من الأبواب التي يحاولون فتحها للمرأه.
والإسلام دين الفطرة فلا يباح للمرأة من الأعمال إلا ما يلتقي مع فطرتها وطبيعتها وأنوثتها لأنها زوجة تحمل وتلد وترضع وربة بيت وحاضنة أطفال ويعتريها الحيض والنفاس .......
ولا بد أن نعلم أن مثل هذه الآراء توظف في توجه معين فليُحذر من أن يكون المتحدث بذلك أداة لبناء فكر معين .
ولا أتوقع أن عاقلاً ينادي بجواز الأندية الرياضية النسائية بالضوابط الشرعية في صحف تبحث عن باب لإفساد المرأة وترمي بالضوابط الشرعية خلفها ظهريا .
فو الله لقد عظمت جرأتهم في دعوة نسائنا , وتلون مكرهم بما تجري به أقلامهم ... وانتهزوا الفرصة بمثل هذه الفتاوى ... ودفعوا فيها الأموال الطائلة لتصل كل إنسان في مشارق الأرض ومغاربها .
وبعض الصحف والقنوات لا تنتظر علماء هذه البلاد ليفتوا في تحريم الأندية الرياضية النسائية وإنما تبحث عن عالم واحد فقط يفتي بالجواز ... بل إن علمائنا لو أفتوا بتحريم الأندية فإن الصحف والقنوات لن ينشروا ذلك كما ينشرواالفتوى بجوازها .
ولقد توالت نداءات علمائنا في هذه البلاد في التحذير من هذه الأندية الرياضية فسماحة مفتى عام المملكة بين أن هدف الأندية الرياضية نزع الحياء من النساء (كما في إحدى مداخلاته الهاتفية لبعض وسائل الإعلام ) والشيخ ابن عثيمين رحمه الله حذر الناس من دخول نسائهم لنوادي السباحة والألعاب الرياضية (مجلة الدعوة العدد 1765/ والنقل عبر موقع نور الإسلام ) وهكذا فضيلة الشيخ ابن جبرين شفاه الله والشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ عبدالعزيز الراجحي والشيخ عبدالكريم الخضير وغيرهم كثير
ولا يظنن ظان أن ممارسة المرأة للرياضة محرم فقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها ولا أتصور أن أحداً يمنع المرأة أن تمارس الرياضة في خلوتها بما يتوافق مع أنوثتها ومع عدم الإضرار بصحتها وجسمها فنحن لا نتحدث عن ممارسة المرأة للرياضة فهذا مباح وقد يكون مطلوبا في بعض الأحوال وإنما نتحدث عن النوادي الرياضية النسائية.
والذي يدعو إلى فتح الأندية الرياضية النسائية و يستدل بحديث عائشة رضي الله عنها إنما يحاول ان يجعل مشكلة النوادي النسائية محصورة في حكم الرياضة ... لا حكم الأندية الرياضية النسائية وشتان ما بين الأمرين .
هو كالرجل الذي يبحث عن ماء ليشربه، فوجد الماء في أماكن كثيرة ،لكن لا يريد الوصول إليه إلا بطريق يدعوا للفساد، فمن حارب هذا الطريق قال له لماذا تمنعني من الماء ولماذا تحرم الماء ؟ وهل نَهينا عن شرب الماء أم نهينا عن هذا الطريق ؟
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما سابق عائشة رضي الله عنها لم يسابقها أمام الناس كما في بعض الروايات ففي مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت :( خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس : تقدموا فتقدموا ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني) .
ووصيتي لنساء المسلمين أن يتذكرن أن الأصل هو القرار في البيت هذا هو الأصل في الإسلام بخلاف الأصل عند دعاة التغريب فالمرأة هي مصباح البيت ... وإذا كانت المرأة في بيتها فهي قريبةٌ من ربها .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من ربها وهي في قعر بيتها) (رواه الترمذي وابن حبان .أنظر علل الدارقطني 5/ص314) فلتتأمل المرأة في قوله (في قعر بيتها)ولتحذر المرأة ممن يدعوها للابتعاد عن ربها .
ولترجع صيحات التغريب خاسئة حسيرة ولتكن العفة والفضيلة تاجا وسياجا منيعا امام دعوات التغريب سدد الله الخطى ووفق الجميع لاتباع الحق .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.saaid.net/Doat/fahd/10.htm