تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 76

الموضوع: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

  1. #21

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    8- أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله (255هـ)



    قال الطبري في التاريخ (5\419) :-


    وكان محمد بن عمران الضبي مؤدب المعتز قد سمى رجالا للمعتز للقضاء نحو ثمانية رجال فيهم الخلنجي والخصاف وكتب كتبهم , فوقع فيه شفيع الخادم ومحمد بن إبراهيم بن الكردية وعبدالسميع بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر , وقالوا إنهم من أصحاب ابن أبي داود وهم رافضة وقدرية وزيدية وجهمية , فأمر المعتز بطردهم وإخراجهم إلى بغداد .

  2. #22

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    9- أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله بن الواثق بالله (256هـ)


    قال الذهبي في السير (12\535) :-

    قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو النضر المروزي، قال لي جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء، فقلت له: كان أحمد بن حنبل يقول به، ولكنه كان يخالف، كأني أشرت إلى آبائه - فقال: رحمه الله أحمد بن حنبل، لو جاز لي لتبرأت من أبي، تكلم بالحق وقل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني .

    وكان قد اطرح الملاهي، وحرم الغناء، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم، وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين، يجلس بنفسه، ويجلس بين يديه الكتاب، يعملون الحساب، ويلزم الجلوس يومي الخميس والاثنين، وقد ضرب جماعة من الكبار، ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد لرفض فيه .

  3. #23

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    10- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (289هـ)



    1- قال ابن تيمية في الفتاوى (4\22) :-
    وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم وكذلك في أيام المعتضد والمهتدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك .


    2- قال بن كثير في البداية والنهاية (14\642) :-
    وفيها نودي ببغداد أن لا يمكن أحد من القصاص والطرقية والمنجمين ومن أشبههم من الجلوس في المساجد ولا في الطرقات، وأن لا تباع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس، وذلك بهمة أبي العباس المعتضد سلطان الإسلام.


    3- وقال أيضا (14\659) :-
    وفيها نهى المعتضد الناس أن يعملوا في يوم النيروز ما كانوا يتعاطونه من إيقاد النيران وصب الماء وغير ذلك من الأفعال المشابهة لأفعال المجوس، ومنع من حمل هدايا الفلاحين إلى المنقطعين في هذا اليوم وأمر بتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران وسمي النيروز المعتضدي، وكتب بذلك إلى الآفاق.


    4- وقال أيضا (14\699) :-
    قال له مسامره علام قتلت أحمد بن الطيب وقد كان خادمك ولم يظهر جناية ؟ فقال – أي المعتضد – ويحك إنه دعاني إلى الإلحاد والكفر بالله فيما بيني وبينه فقلت له : يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة وأنا منتصب في منصبه فأكفر حتى أكون من غير قبيلته ؟ فقتلته على الكفر والزندقة .



    5- وقال أيضا (14\701) :-
    عن ابن سريج القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: دخلت يوما على المعتضد فدفع إلى كتابا فقرأته فإذا فيه الرخص من زلل العلماء قد جمعها بعض الناس - فقلت: يا أمير المؤمنين إنما جمع هذا زنديق.
    فقال: كيف ؟ فقلت: إن من أباح المتعة لم يبح الغناء، ومن أباح الغناء لم يبح إضافته إلى آلات اللهو، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه.
    فأمر بتحريق ذلك الكتاب.



    6- وقال أيضا (14\761) :-
    جاء القاضي يوما بعض خدم الخليفة المعتضد فترفع في المجلس على خصمه فأمره حاجب القاضي أن يساوي خصمه فامتنع إدلالا بجاهه عند الخليفة، فزبره القاضي وقال: ائتوني بدلال النخس حتى أبيع هذا العبد وأبعث بثمنه إلى الخليفة، وجاء حاجب القاضي فأخذه بيده وأجلسه مع خصمه، فلما انقضت الحكومة رجع الخادم إلى المعتضد فبكى بين يديه فقال له: ما لك ؟ فأخبره بالخبر وما أراد القاضي من بيعه، فقال: والله لو باعك لأجزت بيعه ولما استرجعتك أبدا، فليس خصوصيتك عندي تزيل مرتبة الشرع فإنه عمود السلطان وقوام الأديان .

  4. #24

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    11- أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله (323هـ)




    1- قال بن كثير في البداية والنهاية (14\750) :-
    أمر المقتدر بأن لا يستخدم أحد من اليهود والنصارى في الدواوين، وألزموا بلزومهم بيوتهم، وأن يلبسوا المساحي ويضعون بين أكتافهم رقاعا ليعرفوا بها، وألزموا بالذل حيث كانوا.



    2- وقال أيضا (14\737) :-
    ورد الحلاج إلى محبسه وتأخر جواب المقتدر ثلاثة أيام حتى ساء ظن الوزير حامد بن العباس، فكتب إلى الخليفة يقول له: إن أمر الحلاج قد اشتهر ولم يختلف فيه اثنان وقد افتتن كثير من الناس به , فجاء الجواب بأن يسلم إلى محمد بن عبد الصمد صاحب الشرطة وليضربه ألف سوط، فإن مات وإلا ضربت عنقه ففرح الوزير بذلك .


    3- وقال أيضا (15\18) :-
    وفي صفر منها – أي سنة 313 هـ - بلغ الخليفة أن جماعة من الرافضة يجتمعون في مسجد براثا فينالون من الصحابة ولا يصلون الجمعة ويكاتبون القرامطة ويدعون إلى محمد بن إسماعيل الذي ظهر بين الكوفة وبغداد ويدعون أنه المهدي ويتبرأون من المقتدر وممن تبعه.
    فأمر بالاحتياط عليهم واستفتى العلماء بالمسجد فأفتوا بأنه مسجد ضرار، فضرب من قدر عليه منهم الضرب المبرح، ونودي عليهم , وأمر بهدم ذلك المسجد المذكور فهدم .

  5. #25

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    13- أمير المؤمنين الخليفة الراضي بالله (329هـ)



    قال الإمام بن كثير في البداية والنهاية (15\82) :-

    وفيها ظهر ببغداد رجل يعرف بأبي جعفر بن علي الشلمغاني ويقال له ابن العرافة ، فذكروا عنه أنه يدعي ما كان يدعيه الحلاج من الإلهية، وكانوا قد قبضوا عليه في دولة المقتدر عند حامد بن العباس، واتهم بأنه يقول بالتناسخ فأنكر ذلك.

    ولما كانت هذه المرة أحضره الراضي وادعى عليه بما كان ذكر عنه فأنكر ثم أقر بأشياء، فأفتى قوم أن دمه حلال إلا أن يتوب من هذه المقالة، فأبى أن يتوب، فضرب ثمانين سوطا، ثم ضربت عنقه وألحق بالحلاج، وقتل معه صاحبه ابن أبي عون لعنه الله وكان هذا اللعين من جملة من اتبعه وصدقه فيما يزعمه من الكفر.

    وقد بسط ابن الأثير في كامله مذهب هؤلاء الكفرة بسطا جيدا، وشبه مذهبهم بمذهب النصيرية.

  6. #26

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة


    14- أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله (357هـ)






    قال بن كثير في البداية والنهاية (15\151) :-


    وفيها (في إحدى سنوات خلافة المتقي) كثر الرفض ببغداد فنودي بها من ذكر أحدا من الصحابة بسوء فقد برئت منه الذمة.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    الاخ الفاضل الشريف أبو عبدالرحمن عبد المحسن بن حاتم العباسي جزاك الله كل خير انت واخيك الشريف أبو العباس عبدالإله بن حاتم بن أحمد العباسي على ما قمتم به من عمل عظيم في جمع واخراج هذا الكتاب الرائع والذي استفدت منه كثيراً وخاصة عن الخليفة القادر رحمه الله وأعلى درجته في عليين

    اتمنى ان ارى جزء ثاني من هذا الكتاب فيه ذكر جهاد وفتوحات بني العباس وحمياتهم لدولة الاسلام
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  8. #28

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    الأخ الفاضل ماجد مسفر العتيبي ، جزاك الله خيرا ، وبارك فيك.


    15- أمير المؤمنين الخليفة الطائع لله (393هـ)




    قال بن كثير في البداية والنهاية (15\476) :-


    وبعث الخليفة الطائع لله إلى ابن سمعون من أحضره إليه وهو مغضب عليه، فخيف على ابن سمعون منه، فلما جلس بين يديه أخذ في الوعظ، وكان أكثر ما أورده من كلام علي بن أبي طالب، فبكى الخليفة حتى سمع نشيجه، ثم خرج من بين يديه وهو مكرم، فقيل للخليفة: رأيناك طلبته وأنت غضبان، فقال: بلغني أنه ينتقص عليا فأردت أن أعاقبه، فلما حضر أكثر من ذكر علي فعلمت أنه موفق، فذكرني وشفى ما كان في خاطري عليه.

  9. #29

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    16- أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله (422هـ)




    1- قال ابن الجوزي في المنتظم (4\326):-


    أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع ، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.



    2- قال بن كثير في البداية والنهاية (15\519) :-

    وفي عاشر رجب - سنة 398 هـ - جرت فتنة بين السنة والرافضة، سببها أن بعض الهاشميين قصد أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم - وكان فقيه الشيعة - في مسجده بدرب رباح، فعرض له بالسب فثار أصحابه له واستنفر أصحاب الكرخ وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني، وجرت فتنة عظيمة طويلة، وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف عبد الله بن مسعود، وهو مخالف للمصاحف كلها، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم جمعة لليلة بقيت من رجب، وعرض المصحف عليهم فأشار الشيخ أبو حامد الإسفراييني والفقهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضر منهم، فغضب الشيعة من ذلك غضبا شديدا، وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان على من فعل ذلك ويسبونه، وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه فانتقل منها إلى دار القطن، وصاحوا يا حاكم يا منصور، وبلغ ذلك الخليفة فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل السنة، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة، وجرت خطوب شديدة، وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم فقيه الشيعة، فأخرج منها ثم شفع فيه، ومنعت القصاص من التعرض للذكر والسؤال باسم الشيخين، وعلي رضي الله عنهم، وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره على عادته.



    3- وقال أيضا (15\576) :-

    ثم دخلت سنة تسع وأربعمائة في يوم الخميس السابع عشر من المحرم قرئ بدار الخلافة في الموكب كتاب في مذهب أهل السنة وفيه أن من قال القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم.


    4- وقال أيضا (15\626) :-

    وفي هذا اليوم جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله، فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل السنة، وفيه الرد على أهل البدع، وتفسيق من قال بخلق القرآن، وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبد العزيز بن يحيى الكناني من المناظرة، ثم ختم القول بالمواعظ، والقول بالمعروف، والنهى عن المنكر.
    وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه.
    وفي يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المرسي والكناني أيضا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الصحابة، وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة، وأخذت خطوطهم بموافقة ما سمعوه.
    وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
    وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم.


    5- وقال أيضا عن القادر (15\637) :-

    وقد كان حليما كريما، محبا لاهل العلم والدين والصلاح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان على طريقة السلف في الاعتقاد، وله في ذلك مصنفات كانت تقرأ على الناس، وكان أبيض حسن الجسم طويل اللحية عريضها يخضبها، وكان يقوم الليل كثير الصدقة، محبا للسنة وأهلها، مبغضا للبدعة وأهلها، وكان يكثر الصوم ويبر الفقراء من أقطاعه، يبعث منه إلى المجاورين بالحرمين وجامع المنصور، وجامع الرصافة، وكان يخرج من داره في زي العامة فيزور قبور الصالحين .


    6- قال الذهبي في السير عن القادر (15\128) :-

    وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر .

  10. #30

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    بارك الله فيك أخي الحبيب:
    لقد طالعت رسالتك في الدفاع عن بني العباس،ولي عليها جملة من الملاحظات،أكتفي بواحدة في هذه المداخلة:
    لقد استثنيت من ملوك بني العباس أربعة:المأمون والمعتصم والواثق والناصر، أما الثلاثة الأول فلقولهم بخلق القرآن،مع ماكان عليه المأمون من تشيع،أما الناصر فلا تهمة له سوى ما نسب له من التشيع أيضا،ولي عودة لهذه التهمة،لكن ما أود التعليق عليه في هذه المداخلة هو عدم استثناء المتوكل من المخالفين لعقيدة السلف،وهذا عجيب غريب، فرجل مثلك من آل بيت رسول الله،لا يعتبر النصب بدعة،ولا يعده رذيلة،مع ما أتحفتنا به من فضائل آل البيت،ودعوة المصطفى لمحبة من يحبهم،وبغض من يبغضهم،فهذا حقا لا أفهمه ولا أبلعه.
    والذي يظهر لي أن عدم إيرادك للمتوكل ضمن المنحرفين عن منهج السلف لا يخرج عن هذه الأسباب:
    1- إما أنك لا تعتبر المتوكل ناصبيا،وهذه مصيبة،إذ تخالف بذلك ما عليه أهل السير والتاريخ،وإليك البيان:
    - قال إمام التاريخ والتفسير أبو جعفر الطبري:(وفيها ( أي سنة 236 ) أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره وان يمنع الناس من اتيانه فذكر ان عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق فهرب الناس وامتنعوا من المصير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه ).
    -وقال ابن الأثير:(ذكر ما فعله المتوكل بمشهد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه السنة ،أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليه السلام وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يبذر ويسقى موضع قبره وأن يمنع الناس من إتيانه فنادى [ عامل صاحب الشرطة ] بالناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق ! فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع .
    وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولأهل بيته وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى عليا وأهله بأخذ المال والدم وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون قد أقبل الأصلع البدين خليفة المسلمين يحكي بذلك عليا عليه السلام والمتوكل يشرب ويضحك ففعل ذلك يوما والمنتصر حاضر فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفا منه فقال المتوكل ما حالك فقام وأخبره فقال المنتصر يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك فكل أنت لحمه إذا شئت ولا تطعم هذا الكلب وأمثال منه فقال المتوكل للمغنين غنوا جميعا : ( غار الفتى لابن عمه * رأس الفتى في حر أمه )
    فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل .
    وقيل إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء : المأمون ، والمعتصم ، والواثق في محبة علي وأهل بيته وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي وعمرو بن فرخ الرخجي وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة .
    وكانوا يخوفونه من العلويين ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم ثم حسنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علو منزلتهم في الدين ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان فغطت هذه السيئة جميع حسناته وكان من أحسن الناس سيرة ومنع الناس من القول بخلق القرآن إلى غير ذلك من المحاسن )
    .
    - قال الذهبي إمام السير:( وفي سنة ست وثلاثين هدم المتوكل قبر الحسين رضي الله عنه ، فقال البسامي أبياتا منها :
    أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما
    وكان المتوكل فيه نصب وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر أن يزرع ، ومنع الناس من انتيابه ).
    وقال أيضا:
    ( وعفى قبر الشهيد الحسين وما حوله من الدور . فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره . ................وكان ظلوما جهميا .
    ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين ، فكان يضربه كل حين عشرين سوطا ليؤدي ما وجب عليه ، فإنا لله )
    .
    وقال في ترجمة ابن السكبت:(ولابن السكيت شعر جيد . ويروى أن المتوكل نظر إلى ابنيه المعتز والمؤيد ، فقال لابن السكيت : من أحب إليك : هما ، أو الحسن والحسين ؟ فقال : بل قنبر . فأمر الأتراك ، فداسوا بطنه ، فمات بعد يوم . وقيل : حمل ميتا في بساط . وكان في المتوكل نصب ، نسأل الله العفو) .
    وقال رحمه الله في سفره التاريخ تحت أحداث 236:( فيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن تعمل مزارع . ومنع الناس من زيارته وحرث وبقي صحراء ،وكان معروفا بالنصب ، فتألم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان و المساجد ، وهجاه الشعراء ، دعبل ، وغيره .
    وفي ذلك يقول يعقوب بن السكيت ، وقيل هي للبسامي علي بن أحمد ، وقد بقي إلي بعد الثلاثمائة :
    بالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما
    فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما
    أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله ، فتتبعوه رميما).
    فهل يكفيك أخي الكريم ما سبق لإثبات ما كان عليه المتوكل من نصب؟
    2- الأ يكون النصب بدعة عندك وانحرافا عن منهج السلف،وهذه أعظم وأشنع وأشد،وأعيذك بالله منها،فالا نحراف عن آل البيت انحراف عن الدين،وتضييع لوصية لرسول الله،ونقص في محبته،وهوبدعة ضلالة،ورذيلة منكرة،باء بكبرها بنو أمية،وورثها عنهم جماعة من المنتسبين إلى السنة،وأخاف أن يكون عدم استثنائك لهذا الناصبي الخبيث من بقايا هذا الإرث.
    وإلا قل بربك أيها الحبيب بكل إنصاف وعدل،كيف تستثني الناصر مع أنه لا ذنب له عندك،سوى أنه يقدم عليا على سائر الصحابة،ولا يعلم عنه سب للشيخين أو لغيرهم،وهذا ما سطره قلمك،فهل يستثنى مثل هذا،ولا يستثنى من كان ناصبيا خبيثا ينصب العدواة لآل البيت،وهدم قبر الحسين ،وفعل من المنكر ما يقف له الشعر وترتجف له الافئدة.؟فهل ما فعله الناصر عندكم أشنع من فعل ذلك الناصبي الخبيث؟.
    3-أن تكون قد ورثت عن أجدادك العباسيين،بغضهم للعلويين،وإعلان هم الحرب عليهم،بعد أن سلبوهم الحكم،ونقضهم ما عاهدوهم عليه من أخذ البيعة للرضا من آل محمد،بل قتلهم والتنكيل بهم كما فعلوا بمحمد النفس الزكية و أخيه إبراهيم وكل أقاربهم وشيعتهم،ولئن كان هذا هو السبب فلبئس ما أتيت،إذ لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محور حبنا وولائنا،فآل علي أحب إلينا من آل العباس،فهم أحفاد سيدة نساء العالمين،وأحفاد أمير ومولى المؤمنين،وأحفاد السبطين،وأجداده م هم خاصة آل البيت،بل أولى الناس بذلك وأحراهم،فقد جللهم المصطفى بكسائه وقال هؤلاء أهل بيتي،ولم يجلل معهم العباس ولا الزوجات المرضيات -رضي الله عن الجميع-،وقد جمعهم دون غيرهم لمباهلة أهل نجران ولم يجمع معهم غيرهم،فكان أولى بك الانتصار لهم،حبا لرسول الله،وليس الانتصار لمن آذاهم وأبغضهم من أمثال أبي جعفر وهارون، فهذه هي حقيقة المحبة لآل البيت عليهم السلام،المحبة المجردة عن كل عصبية أو قبلية أو قومية.
    4- أن تعتبر ما كان منه في قضية خلق القرآن،ماحيا لهذه السيئات العظيمة،والله ما ذلك بماح ولا مكفر،فبدعة النصب أخزى وأشنع وأقبح،فبدعة الخلق لأصحابها تأويلات ومتمسكات قربت أو بعدت،أما النصب فلا متمسك له إلا العداء لآل البيت النبوي،وخاصة آل علي الذين هم خاصة آل البيت وخلاصتهم.
    وعليه فحتى لوكان موقفه ذلك حسنة -ودوافع ذلك محل دراسة-،فهي مغمورة في بحر هذه السيئات والخطايا المقيتة،-عليه من الله ما يستحق-.
    فأمام ما سبقك لا يسعك أخي الحبيب إلا استثناء هذا التاصبي،محبة لرسول الله وآل بيته،ولي مع رسالتك وقفات أخرى إن شاء الله.
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  11. #31

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    الحمد لله الذي خلق الخلق فجعلهم قبائل وعشائر وبيوتا ، فجعلني من خيرهم قبيلة وعشيرة وبيتا ، والشكر له سبحانه الذي أراد كونا تفرق المسلمين إلى فرق ، فجعلني من خيرهم فرقة أهل السنة والجماعة ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أخبر أن كل الفرق في النار إلا من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه ، أما بعد :

    فنحن نرحب بأي نقد ورد ، حتى لو كان نفس الرد والنقد نفسا شيعيا واضحا ، لأنه لا ينقصنا ولله الحمد علم ولا حلم ، فجدنا الحبر البحر ، وحلمنا كما قال بن كثير في البداية والنهاية المجلد الخامس عشر صفحة 567 "حلم العباسيين غزير".

    أما بالنسبة لما كتبته فكما أشرت في بداية كلامي أن النفس الشيعي واضح في كلامك وأسلوبك وحنقك على بني العباس أبقاهم الله شوكة في حلوق أهل البدع أجمعين.

    وسأرد على كلامك ردا تفصيليا ، لكن سأبدأ بنقل كلام أئمة أهل السنة عن جدي الإمام ناصر السنة والدين وقامع البدعة والمبتدعين وعدو المعتزلة والروافض المشركين أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المتوكل رحمه الله :

    الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى :

    قال عبدالله بن الإمام أحمد في كتابه السنة ج 1 ص 134 :-
    كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يعني المتوكل أمرني أن اكتب إليك أسألك عن أمر القرآن لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة
    وأملى علي أبي إلى عبيد الله بن يحيى أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته فقد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين أيده الله من أمر القرآن بما حضرني وإني أسأل الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين أيده الله عز وجل فنفى الله تعالى بأمير المؤمنين أعزه الله كل بدعة وانجلى عن الناس كل ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس فصرف الله عز وجل ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين أعز الله نصره ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ودعوا الله عز وجل لأمير المؤمنين فاسأل الله تعالى أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين أدام الله عزه وأن يزيد في نيته ويعينه على ما هو عليه.


    قال الخلال في كتابه السنة (1\84) :-
    أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل وذكر الخليفة المتوكل رحمه الله فقال إني لأدعو له بالصلاح والعافية وقال لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام .
    قال العباسي السلفي : وهذا من أصح الأسانيد للإمام أحمد رحمه الله.

    الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:

    قال في نقضه على المريسي الجهمي العنيد ج 1 ص 534 :-
    فلم تزل الجهمية سنوات يركبون فيها أهل السنة والجماعة بقوة ابن أبي داؤد المحاد لله ولرسوله حتى استخلف المتوكل رحمة الله عليه فطمس الله به آثارهم وقمع به أنصارهم حتى استقام أكثر الناس على السنة الأولى والمنهاج الأول.


    الإمام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى:

    قال في مجموع الفتاوى (4\21) :-
    وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة،وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن.

    وقال في مجموع الفتاوى (3\25) :-
    ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة، وأن يروى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين.

    الإمام بن كثير رحمه الله تعالى:

    قال في البداية والنهاية (14\317) :-
    وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني - صاحب كتاب الحيدة - على المتوكل وكان من خيار الخلفاء.

    وقال أيضا (14\454) :
    وكان المتوكل محببا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين.
    وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية.وقد أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله.وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور قال فقلت: المتوكل ؟ قال: المتوكل.
    قلت: فما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي.
    قلت: بماذا ؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.

    قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي السلفي حفيد المتوكل : فالحمد لله أن أهل السنة الفرقة الناجية أهل الحديث والأثر يعرفون فضل هذا الإمام قديما وحديثا ، ويثنون عليه ويترحمون عليه ولا يذكرونه إلا بالجميل.
    ولا يتتبعون زلاته
    لأنهم يعلمون أنه لا أحد معصوم من الزلل
    ولأنهم يعلمون حسناته الكبيرة وجهوده العظيمة في نصرة السنة وأهلها
    ويعلمون مدى بغض أهل البدع له وخاصة الروافض والمعتزلة.

    وقد كتب في ذمه في هذا العصر المبتدع حسن المالكي وقد رد عليه أهل السنة وذبوا عن المتوكل رحمه الله ، راجع كتاب قمع الدجاجلة لعبدالعزيز الراجحي تقديم العلامة الفوزان.

    وأما اتهامك له بالنصب رحمه الله ، فلنا مقال في تبرأته من هذه التهمة الخبيثة والرد على ما استند عليه في اتهامه بذلك رحمه الله وأعلى درجته ، وهي ثلاث حوادث أو قصص ، فصلنا الكلام عنها في مقالنا ذلك.

    وأنت في تسويدك هذا قد ذكرت كلام ثلاثة من المؤرخين ، الأول منهم وهو إمامهم (ابن جرير الطبري) ولم يذكر شيئا من النصب بل نقل عملا عظيما من أعمال جدي الخليفة المتوكل الجليلة في نصرة العقيدة والسنة وهو هدم ما بني على قبر سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه ، وقد ذكرنا هذا ضمن جهوده في نصرة العقيدة والسنة في كتابنا عقيدة بني العباس.

    والثاني هو الإمام الذهبي رحمه الله وقد اضطرب كلامه في هذا فمرة يقول (وكان في المتوكل نصب) ومرة يقول (وكان معروفا بالنصب) ومرة قال (ولم يصح عنه النصب) كما في تاريخ الإسلام.
    فلذلك كان لابد من الرجوع لما يذكرونه من قصص وحوادث يستدلون بها على نصبه رحمه الله وحاشاه فهو الذي قال عنه أحمد أن الله نفى به كل بدعة ، وهذا الذي فعلناه في مقالنا الآنف الذكر.

    والثالث هو ابن الأثير ولي عودة للكلام عنه.

    وأما بقية كلامك عن قومي وأجدادي بني العباس عصبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأرد عليه لا حقا مكتفيا برد لي سابق على أحد المتصوفة المتشيعين :

    وأما قولك ونكل بآل البيت عليهم السلام ، فيشم منه إنكارك كون بني العباس من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مخالف للإجماع ، كيف وهم بإجماع أهل السنة والجماعة عصبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يورث لما ورثه من الرجال إلا عمه وصنو أبيه جدنا العباس رضي الله عنه.

    وقد قلنا في مقدمتنا :

    فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذ باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).


    وأما إن كنت تقصد من قتل من أبناء عمنا الحسنيين رحمهم الله ، فهذه عاقبة الصراع عن السلطة دائما ، ففي عهد أبي بكر وعمر كان بنو عبد مناف شيئا واحدا وفيهم كما تعلم (بنو هاشم وبنو أمية) ، وكذلك بنو هاشم كانوا جميعا يدا واحدة إلى وقت خروج مدعي المهدية محمد بن عبدالله المحض "الملقب بالنفس الزكية وهذا فيه ما فيه" وشقه لجماعتهم ، وكذلك العلويون كانوا جماعة واحدة ثم لما تولى بعضهم بعض الإمارات والولايات الصغيرة غير المستقلة تقاتل الحسنيون والحسينيون ، حتى قال قتادة الحسني بعد أحد معاركه مع حسينيي المدينة:

    مصارع آل المصطفى عدت كما بدأت ولكن صرت بين الأقارب

    ثم أيضا تقاتل الحسنيون فيما بينهم حتى رمى سرور شريف مكة بن عمه الفعر في البحر.

    ونحن وبكلامنا هذا لا نبرر ما حصل والعياذ بالله ، ونقول (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) ، نسأل الله أن يثيب محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم.

    وأقول الآن لقد أحسن بنو العباس إلى أبناء عمهم العلويين كثيرا ، فمن ذلك ما حصل في عهد أمير المؤمنين أبي العباس سفاح المال عندما وصل عبد الله المحض بن الحسن المثنى بمليون درهم كان المحض لم يرها في حياته فضلا عن أن يملكها ، وكذلك تولية الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب إمارة المدينة وأخيرا إنشاء نقابة خاصة للعلويين وتعيين نقيب منهم عليها ، وإنما ساءت العلاقة عند تمذهب بعضهم بالمذهب الزيدي كمحمد بن عبد الله المحض مدعي المهدية وخروجه على الجماعة وشق عصا الطاعة.


    ولي عودة.

  12. #32

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    وأما كلام ابن الأثير فلم يسبقه إليه أحد بل كلمة أئمة أهل السنة متفقة على خلاف كلامه من الثناء على أمير المؤمنين المتوكل رحمه الله ، كيف ومن أثنى على المتوكل أعلى قدرا بمراحل من ابن الأثير كأحمد بن حنبل والدارمي وابن كثير وابن تيمية وخليفة بن خياط وغيرهم وفيهم من عاصره ومن كان قريبا من عهده.

    زد على هذا نزعة التشيع الموجودة في كتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ ، وإليك هذا المقال:

    نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د . سليمان الدخيل :

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23958

    قال في بدايته :
    هناك فرق بين أن ننسب ابن الأثير - عليه رحمة الله - إلى التشيع وحاشاه عن ذلك ونحن لا نملك عليه دليلاً ، بل نجد في ترجمته ثناء العلماء والحفاظ من مشاهير أهل السنة ؛ وبين أن نقف عند نزعة التشيع في كتابه (الكامل في التاريخ) وقفة لا تقلل من قدر الكتاب وقيمته بقدر ما تلفت النظر إلى ملاحظة يحسن التنبه لها .

    قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي السلفي : وباقي المقال على الرابط أعلاه.

    ولي عودة.

  13. #33

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    وأما بالنسبة لهذه الأبيات : أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما

    فقائلها إما البسامي أو يعقوب بن السكيت وكلاهما شيعي ، فلا غرابة أن يقولا مثل هذا الكلام ، أما أهل السنة فلا يمكن أن يقولوا مثل هذا الكلام.

    وأما دعبل الذي هجا جدنا المتوكل رحمه الله ، فهو رافضي خبيث ، فهجاؤه يعتبر مفخرة لجدنا رفع الله درجته.


    وأما ما جاء في ثنايا كلام الذهبي "وكان ظلوما جهميا" وقد بترت ما قبله لتوهم أن المقصود به جدنا رحمه الله وهيهات هيهات فالمقصود هو قاضي قضاة مصر محمد بن أبي الليث ، كما في كلام الذهبي الذي بترته ، هداك الله.

    وأما قصة جدنا ناصر السنة المتوكل رحمه الله مع الشيعي يعقوب بن السكيت الذي ذكرها الذهبي في ترجمة بن السكيت ، فمنكرة لا تصح ، وقد ذكرها الذهبي بصيغة التمريض ، وقد كتبت بحثا كاملا في تضعيف هذه القصة المنكرة.

    ولي عودة.

  14. #34

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    وبالنسبة لكلامك عن أجدادي ودعوتك لي أن أبغضهم وأبرأ منهم وبالأخص أميري المؤمنين المنصور والرشيد حتى أكون محبا لآل البيت ، فقد قلت سابقا :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن العباسي مشاهدة المشاركة
    وأما بقية كلامك عن قومي وأجدادي بني العباس عصبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأرد عليه لا حقا مكتفيا برد لي سابق على أحد المتصوفة المتشيعين :

    وأما قولك ونكل بآل البيت عليهم السلام ، فيشم منه إنكارك كون بني العباس من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مخالف للإجماع ، كيف وهم بإجماع أهل السنة والجماعة عصبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يورث لما ورثه من الرجال إلا عمه وصنو أبيه جدنا العباس رضي الله عنه.

    وقد قلنا في مقدمتنا :

    فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذ باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).


    وأما إن كنت تقصد من قتل من أبناء عمنا الحسنيين رحمهم الله ، فهذه عاقبة الصراع عن السلطة دائما ، ففي عهد أبي بكر وعمر كان بنو عبد مناف شيئا واحدا وفيهم كما تعلم (بنو هاشم وبنو أمية) ، وكذلك بنو هاشم كانوا جميعا يدا واحدة إلى وقت خروج مدعي المهدية محمد بن عبدالله المحض "الملقب بالنفس الزكية وهذا فيه ما فيه" وشقه لجماعتهم ، وكذلك العلويون كانوا جماعة واحدة ثم لما تولى بعضهم بعض الإمارات والولايات الصغيرة غير المستقلة تقاتل الحسنيون والحسينيون ، حتى قال قتادة الحسني بعد أحد معاركه مع حسينيي المدينة:

    مصارع آل المصطفى عدت كما بدأت ولكن صرت بين الأقارب

    ثم أيضا تقاتل الحسنيون فيما بينهم حتى رمى سرور شريف مكة بن عمه الفعر في البحر.

    ونحن وبكلامنا هذا لا نبرر ما حصل والعياذ بالله ، ونقول (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) ، نسأل الله أن يثيب محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم.

    وأقول الآن لقد أحسن بنو العباس إلى أبناء عمهم العلويين كثيرا ، فمن ذلك ما حصل في عهد أمير المؤمنين أبي العباس سفاح المال عندما وصل عبد الله المحض بن الحسن المثنى بمليون درهم كان المحض لم يرها في حياته فضلا عن أن يملكها ، وكذلك تولية الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب إمارة المدينة وأخيرا إنشاء نقابة خاصة للعلويين وتعيين نقيب منهم عليها ، وإنما ساءت العلاقة عند تمذهب بعضهم بالمذهب الزيدي كمحمد بن عبد الله المحض مدعي المهدية وخروجه على الجماعة وشق عصا الطاعة.

    ولي عودة.
    وأزيد هنا فأقول:

    لتعلم أن بني العباس قد أوقفوا سب أمير المؤمنين أبي الحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأن داود بن علي عم السفاح قد قال في خطبته عند قيام الدولة في الكوفة كما في تاريخ الطبري (ج 4 / ص 348) : والله ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد وأشار بيده إلى أبي العباس.

    وأن أمير المؤمنين أبا جعفر المنصور قد قال كما في البداية والنهاية (ج 10 / ص 130) الخلفاء أربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

    وغير ذلك الكثير مما يدل على حب بني العباس لعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم وللصالحين السنيين من ذريتهم.



    فائدة مهمة : قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 4 / ص 418) بعد نقله عن أحد الروافض قوله وجوب التبري من أعداء آل محمد ولعنهم :

    "هذا الكلام أبو جاد الرفض (أي أول الرفض) . فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضا على الملك، كآل العباس، وآل علي، وإن تبرأت من آل العباس لأجل آل علي فقد تبرأت من آل محمد، وإن تبرأت من آل علي لأجل آل العباس فقد تبرأت من آل محمد".اهـ.

  15. #35

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    بدأت ردك بادعائك بأن النفس الشيعي ظاهر في كتابتي،بل كدت تدعي أني شيعي،ولهذا كان لا بد لي أن ألفت نظرك إلى أني أقدم منك في هذا المنتدى،وكثير من رواده يعرفونني عن قرب،ويعرفون سنيتي وسلفيتي،يكفيك من ذلك تخرجي من الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة،فلا تحاول المزايدة ،وهات ما في جعبتك من كتاب أو سنة.
    فضلا على أني لا أدري ما تقصده بالتشيع،فإن كنت تريد زيادة محبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب-عليه وعلى آل البيت السلام-،ولآله وذريته،اتباعا لوصية رسول الله فيهم،مع معرفة حق الصحب الكرام،وذكر سبقهم وفضلهم وبذلهم،خاصة صديق الأمة أبو بكر،وفاروقها عمر،وشهيدها عثمان،وحبيبة رسول الله الصديقة عائشة،فأنعم به وأكرم،وهات من كتاب الله أو سنة رسول الله ما يمنعه أو يدفعه.
    أما ما ادعيته من حنقي على بني العباس،فعلم الله تعالى محبتنا لآل العباس ،فهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم،فإن زادوا في الطاعة والصلاح زادت المحبة،وإن انحرفوا عن ذلك نقص من حبنا لهم مقدار ما كان من انحرافهم،مع حفظ حق الانتساب،هذا منهجنا في الحكم عليهم جميعا حكاما ومحكومين،وليس بيني وبينهم أي ضغائن أو أحقاد أو سوابق،فلا تهوش بارك الله فيك.
    أما ما نقلته من كلام الإمام المبجل أحمد بن حنبل نور الله ضريحه،وكثله عن الدارمي ثم شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن كثير،فأقوال الرجال يحتج لها ولا يحتج بها،وأحكام الرجال على الناس خاصة الحكام لا بد من توخي الحذر فيها،لما يعتريها من الملابسات والظروف وتقديرات المصالح والمفاسد التي لا تجعلنا نطمئن لهذه الأحكام،والمخرج من هذا كله عرض الحاكم وأفعاله على الكتاب والسنة،والحكم عليها بميزان العدل والقسط،وقد عرضنا المتوكل على هذا الميزان السماوي ،فلقيناه ناصبيا خبيثا منحرفا عن السنة،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    أما دعواك بأن أهل السنة لا يتتبعون زلاته ،إذ لا أحد معصوم من الزلل،فأعجب من الصيام في رجب،فلم لم تستر عورة المأمون ولا المعتصم ولا الواثق،أم أن القول بخلق القرآن بدعة غليظة منكرة لا يسكت عليها،والنصب خطأ وديع رقيق حري بنا أن نستره ونكتمه،تالله كيف تزنون وتكيلون؟،بل إن بدعة النصب أشنع وأقبح من بدعة الخلق،فهذه لأصحابها تأويلات ومتمسكات،قربت أم بعدت،أما النصب فلا متمسك سوى الحقد على أمير المؤمنين علي وأبنائه.
    والأعجب من هذا كله،أنك لم ترحم الناصر المسكين ،واستثنيته مع أنه لا ذنب له سوى تفضيل علي على سائر الصحابة،-وهو مذهب جمع من الصحابة كما قرر الحافظ ابن عبد البر النمري-،ولم تستر له عورته هذه حسب مفهومك ومنظورك الضيق ،بل العجب أن تكون هاشميا وتشحذ كل سنانك للدفاع عن النواصب.
    أما محاولاتك اليائسة لتبرئة المتوكل من النصب ،فهو أغرب أوابدك،وأنكر مذاهبك،ولعل بحثك هذا يرفع همتي لأسود بحثا مثله في تبرئة المأمون والمعتصم من القول بخلق القرآن،وتبرئة الحجاج من دماء الصالحين،وتبرئة بعض بني أمية من سب علي وذريته.
    فالحق أحق أن يتبع أيها الشريف،وهؤلاء مؤرخو الأمة ،وجهابذة السير،وصيارفة الأسانيد،حكوا هذا وأثبتوه واستشهدوا له،بل إن بعضهم قد رمي بالنصب،ومع ذلك لا يتوانى في الحكم على جدك المتوكل بالنصب والانحراف عن السنة.
    أما ما فعله جدك من هدم لقبر الإمام الحسين ،فلبئس ما جاء به جدك وما جئت به،فهل إهانة القبر الشريف،والعبث بجثمان ابن رسول الله ،وابن سيدة نساء العالمين،وسيد شباب أهل الجنة،منقبة تعتز بها وتفخر؟.
    إنني طبعا لا أذب عن القبورية ولا القبوريين،ولا الشرك ولا المشركين،وأعوذ بالله أن أكون داعية أو مبررا لمواسم النذر والذبح والدعاء لغير الله تعالى،لكن محاربة الشرك لا تكون بهدم القبر الشريف،وإهانته وجعله مرعى يروى ويسقى ويحرث،ولو فعل ذلك بأبيك أو جدك لما رضيت،بل قل لي بالله عليك،لماذا لم يهدم شيوخ الدعوة الوهابية وعلماؤها مشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم،ولا زال الناس يقفون عنده داعين مستغيثين ناذرين راجين خائفين،وهذه القبة الخضراء وهي رمز المشاهد وعلامته لا زالت ماثلة للعيان،فلماذا لا تطالب أيها الشريف حكام آل سعود بهدم القبة أو حتى هدم القبر-قطعت يد من سولت له نفسه ذلك-؟
    فحتى لو كان المتوكل مخلصا في هدمه،-رغم أن قرائن الحال لا تساعد على ذلك-،فما هكذا تورد الإبل.
    وليس ما ادعيته من إجماع كاذب،وراجع (جلاء الأفهام)لابن القيم تجد الخلاف محررا- هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس،إضافة للزوجات الطاهرات المرضيات،لكن آل علي هم خصوص آل البيت،وأقربهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وأعظمهم منزلة عنده،وهذا ليس من جيبي ولا من جيب مشايخ قم ولا مشايخ صعدة،بل هو ما رواه أئمتنا أئمة السنة والحديث،فحديث الكساء الذي جلل فيه المصطفى عليا وفاطمة والحسن والحسين،ولم يجلل سواهم من الآل،رواه سادتنا مسلم وأحمد والترمذي،وحديث المباهلة حين أراد سيد الخلق مباهلة أهل نجران فجاء بهؤلاء الأربعة الكرام،ولم يأت بالعباس ولا بغيره من الآل،لم يروه الكليني ولا ابن بابويه ،وإنما رواه سيدنا مسلم في صحيحه،فلذا نحن نفضل آل علي على سائر الآل،لتفضيل رسول الله لهم،وتقديمه لهم على غيرهم.
    ونختم بما أتيت به من شنائع في حق الإمام محمد النفس الزكية،تعصبا لأجدادك،فادعيت أنه شق عصا المسلمين،ولا أجد لك شبيها إلا من ادعى أن الإمام الحسين شق عصا أمير المؤمنين التقي النقي العادل يزيد بن معاوية،فاستحق ما لقيه يوم الطف،أو ببعض النواصب الذين زعموا أن الحسين قتل بسيف جده،كبرت كلمة خرجت منهم ومنك ،ولو طالعت التاريخ متجردا من عصبيتك،لعلمت أن أجدادك قد بايعوا أبناء عمومتهم بالأبواء ،وجعلوا الأمر لهم،فلما تم لهم الحكم،وأغراهم بفتنته،نكصوا على أعقابهم،وقابلوا بني عمهم أحفاد الحسن والحسين بما لا يقابل به أعداء الأمة من يهود ونصارى ووثنيين،فذبحوهم وقتلوهم وسجنوهم وشردوهم،فقام الإمام النفس الزكية –عليه السلام- مع أخيه إبراهيم،غاضبين لله،ثائرين لحرماته،على مذهبهم ومذهب آل البيت في الخروج على الظلمة والفجرة،فأيدهما في خروجهما كبار أئمة الإسلام،-كبار أئمة الإسلام يا من تعد خروجهما شقا لعصا المسلمين-،كمالك وابن أبي ذئب من أهل المدينة،والأعمش وأبي حنيفة ويزيد بن هارون وعيسى بن يونس وشعبة بن الحجاج وعباد بن العوام وهشيم بن بشير من أهل العراق،قال ابن الأثير(وجماعةكث رة من الفقهاء وأهل العلم)،وهذا الأعمش يقول: (ما يُقْعِدُكم عنه، (إبراهيم)أما إني لو كنت بصيراً لخرجت)،وهذا أبو إسحاق الفزاري يحكي: جئت إلى أبي حنيفة فقلت له: ما اتقيت اللّه حيث أفتيت أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن حتى قتل! فقال لي: قَتْلُ أخيك حيث قُتِل يعادل قَتْلَه لو قتل يوم بدر، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة!! قلت: فما منعك أنت من ذاك؟ قال: ودائع كانت للناس عندي).،وهذا شعبة أمير المؤمنين في الحديث يقول:باخمرا (معركة إبراهيم مع جنود المنصور) بدر الصغرى،فهؤلاء أئمة الفقه والحديث شبهوا ما عددته أنت شقا لعصا المسلمين بما كان يوم بدر،فمن أصدق؟أأصدقك أنت المبتلى بعصبية نتنة،أم أئمة الإسلام من فقهاء ومحدثين؟.
    أما أنا فليس لي عصبية ولله الحمد إلا لكتاب الله،وسنة رسول الله،ولآل بيته بالعموم والإجمال،ثم لخاصة آل بيته أهل الكساء،حتى لو تعرض لهم بنو عمومتهم،فهم عندنا أولى وأحرى،لأن أجدادهم كانوا عند رسول الله أولى وأحرى،ولأن أحفاد رسول الله وأسباطه،عانوا الويلات على يد أجدادك في سجون أبي جفر وهارون،ولا أحسبك يخفى عليك ما كانوا يذوقونه في سجن المطبق اللعين،الذي لو قورن بغوانتنامو بوش لكان غوانتامو جنة ورياضا،فمن حق أحفاد رسول الله علينا أن نبغض مبغضهم،ونعادي عدوهم.
    وفي الأخير ملحوظة وفائدة،أما الملحوظة فما ادعيته من بتر فليس بترا،وإن كنت أصوب كلامك وأصحح ما كان مني،لكن علم الله أن ذلك لم يكن قصدا ولا عمدا،ولست بحاجة لذلك،ففي النقل الصحيح غنية وكفاية.
    فائدة مهمة:الدفاع عن المبتدعة النواصب مثل يزيد بن معاوية والمتوكل وأمثالهما ليس أول النصب،بل هو النصب بعينه،عافاني الله وإياك.
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  16. #36

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    ما زلت تعيد كلامك المنكر الباطل من أن بدعة النصب أعظم من بدعة خلق القرآن ، والقول بخلق القرآن هو الكفر البواح والردة الصراح ، وقد أجمع السلف على كفر من قال بخلق القرآن بل وكفر أكثرهم من شك في كفره.

    وأما النصب الخبيث النتن فخذ هذه الفائدة:
    قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
    "وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.

  17. #37

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    فرق كبير بين فعل سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنه وبين فعل محمد بن عبدالله المحض الذي ادعى المهدية وامتنع عن بيعة أميري المؤمنين أبي العباس والمنصور بسبب ذلك ثم خرج على الجماعة وشق عصا الطاعة.

    قال شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية ج 4 ص 585 - 586 : "وقاتل عثمان اعظم إثما من قاتل الحسين فهذا الغلو الزائد يقابل بغلو الناصبة الذين يزعمون أن الحسين كان خارجيا وأنه كان يجوز قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان رواه مسلم


    وأهل السنة والجماعة يردون غلو هؤلاء وهؤلاء ويقولون إن الحسين قتل مظلوما شهيدا وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده أو إلى الثغر إو إلى يزيد داخلا في الجماعة معرضا عن تفريق الأمة ولو كان طالب ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلى ذلك فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك"اهـ.

    وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 4 ص 535 : " وكذلك الحسين رضي الله عنه لم يقتل إلا مظلوما شهيدا تاركا لطلب الإمارة طالبا للرجوع إما إلى بلده أو إلى الثغر أو إلى المتولي على الناس يزيد"اهـ.

    وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 340 : "فلم يقتل رضي الله عنه وهو يقاتل على ولاية بل قتل وهو يطلب الدفع عن نفسه لئلا يؤسر ويظلم".اهـ.

    فهذا شيخ الإسلام بن تيمية يثبت أن الحسين لم يقتل وهو خارج على جماعة المسلمين بل داخلا في الجماعة وأنه لم يقتل وهو يطلب الخلافة.

    بعكس محمد بن عبدالله المحض فقد قتل وهو خارج على جماعة المسلمين وهو يطلب الخلافة وقد أوقع النزاع بين بني هاشم بعد أن كانوا متفقين ، ولذلك قال شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 171 "فخرج محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حسن على المنصور"اهـ.

    وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 341 :"والذين خرجوا عليهم (أي على بني العباس) مثل محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة وأخيه إبراهيم بالبصرة إنما خرجا ومن معهما على المنصور".

    وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 170 - 171 :"فكان بنو هاشم من آل علي والعباس وغيرهم في الخلافة الأموية متفقين لا نزاع بينهم ولما خرج من يدعو إليهم صار يدعو إلى الرضا من آل محمد ولا يعينه وكانت العلوية تطمع أن تكون فيهم وكان جعفر ابن محمد وغيره قد علموا أن هذا الأمر لا يكون إلا في بني العباس فلما أزالوا الدولة الأموية وصارت الدولة هاشمية وبنى السفاح مدينة سماها الهاشمية ثم تولى المنصور وقع نزاع بين الهاشميين فخرج محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حسن على المنصور وسير المنصور إليهما من يقاتلهما"


    وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 4 ص 536 رابطا بين خروجه ومذهب من يرى السيف على أهل القبلة : "وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف على أهل القبلة حتى قاتلت عليا وغيره من المسلمين وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف في الجملة من المعتزلة والزيدية والفقهاء وغيرهم كالذين خرجوا مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن وأخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن".


    فلا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف تقارن يا أخي ؟ بين سيد شباب الجنة الحسين رضي الله عنه وهو صحابي وبين من خرج على الجماعة وقاتل على الملك وقتل على ذلك ، وكيف تقارن بين يزيد والمنصور ، والمنصف يعرف الفرق الكبير بينهما.


    وقد قال بن خلدون في تاريخه ج 7 ص 14 : "ثم نفس آل أبي طالب على آل العباس ما أكرمهم الله به من الخلافة والملك فخرج المهدي محمد بن عبد الله المدعو بالنفس الزكية في بني أبي طالب على أبي جعفر المنصور وكان من أمرهم ما هو مذكور".اهـ.


    وقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ج 1 ص 79:

    "ثم خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب بالمدينة وبويع له في الآفاق فبعث اليه أبو جعفر المنصور بعيسى ابن موسى وحميد بن قحطبة فحارب محمد حتى قتل ومات تحت الهدم ابوه عبد الله بن الحسن بن الحسن وعلى بن الحسن بن الحسن وقتل بسببه رجال من اهل بيته ووجه محمد بن عبد الله اخاه ادريس بن عبد الله إلى المغرب ولولده هناك مملكة

    ثم خرج بعد محمد بن عبد الله أخوه إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن على بن ابى طالب بالبصرة فغلب عليها وعلى الاهواز وعلى فارس واكثر السواد وشخص عن البصرة في المعتزلة وغيرهم من الزيدية يريد محاربة المنصور ومعه عيسى بن زيد بن على فبعث اليه أبو جعفر بعيسى بن موسى وسعيد بن سلم فحاربهما إبراهيم حتى قتل وقتلت المعتزلة بين يديه".اهـ.

    أتمنى أن أكون قد أوضحت لك الفرق أخي الفاضل الفرق بين الفتنتين وكيف أن أهل السنة والجماعة قالوا بأن الحسين لم يخرج وأن محمد بن عبدالله المحض خرج وفرق الجماعة وادعى المهدية ثم الخلافة وقاتل على الملك وقتل عليه ، ولم أقل شيئا من عندي وإنما أوضحت الفرق من كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ، فالحمد لله على توفيقه.

  18. #38

    افتراضي موقف العلماء من خروج محمد وإبراهيم ابني عبدالله المحض

    كيف تعامل العلماء مع خروج محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن على أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور


    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , أما بعد :-
    فهذا البحث له أسباب :-

    1- رد على من زعم أن محمد هو الخليفة الشرعي وأن أمير المؤمنين الخليفة المنصور هو الخارج عليه .

    2- خدمة لمنهج أهل السنة والجماعة في تحريم الخروج على الإمام المسلم , وتبيين أن هذا المنهج هو منهج الزيدية والروافض والخوارج , وأن الأئمة أنكروا على من وافقهم من أهل السنة .

    فأقول
    سمى المؤرخون من أهل السنة فعل محمد وإبراهيم خروجا على أمير المؤمنين الخليفة المنصور ولم يقولوا عنه طلبا للحق أو ظهورا كما قال غيرهم .
    ولم يعتبروهما خلفاء شرعيين وإنما ذكروا أن المنصور هو الخليفة وهو أمير المؤمنين .
    وهذا رأي المؤرخين من أهل السنة والجماعة .
    وأما عن تعامل العلماء مع هذا الخروج :-

    العلماء المعاصرون للخروج

    1- الإمام جعفر الصادق
    قال الطبري (4\449) :-خرج مع محمد حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي وكان عمه جعفر ينهاه وكان من أشد الناس مع محمد .

    2- الإمام مالك
    قال الذهبي في السير عند كلامه عن الفتنة (6\215) :- ولزم مالك بيته .

    3- الإمام ابن أبي ذئب
    قال الذهبي في السير (7\141) عند ترجمة ابن أبي ذئب :-
    ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن ، لزم بيته إلى أن قتل محمد .

    4- عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
    قال الذهبي في تاريخ الإسلام نقلا عن ابن سعد (3\37) :- ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له واعتزل فيها .


    5- محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري
    قال ابن حجر في تقريب التهذيب (ص499) عنه :-
    ووهم من قال إن القطان تكلم فيه أو إنه خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن .

    6- سفيان الثوري
    قال الذهبي في تاريخ الإسلام (9\23) :-
    وكان سفيان يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن .
    قال الإمام أبي داود كما في سؤالات الآجري (ص 93 )-:
    وأبو خالد الأحمر خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فلم يكلمه سفيان حتى مات .

    7- الأوزاعي
    قال عبدالله بن أحمد في كتابه السنة (1\185) :-
    قال الأوزاعي احتملنا عن أبي حنيفة كذا وعقد بأصبعه واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثانية واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثالثة العيوب حتى جاء السيف على أمة محمدصلى الله عليه وسلم فلما جاء السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم نقدرأن نحتمله .

    8- عبدالله بن المبارك
    قال عبدالله بن أحمد في كتابه السنة (1\213) عن ابن المبارك :-
    أنه دخل رجل عليه والدار غاصة بأصحاب الحديث فقال يا أبا عبدالرحمن مسألة كذا وكذا قال فروى ابن المبارك فيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال الرجل يا أبا عبدالرحمن قال أبو حنيفة خلاف هذا فغضب ابن المبارك وقال أروي لك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تأتيني برجل كان يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    9- أبو يوسف القاضيصاحب أبي حنيفة
    فقد ثبت عن الحسن بن موسى الأشيب كما في السنة لعبد الله بن أحمد (1\181) :- أنه قال : سمعت أبا يوسف يقول كان أبو حنيفة يرى السيف قلت فأنت ؟قال معاذ الله.

    10- أبو إسحاق الفزاري
    قال الذهبي في تاريخ الإسلام (3\354) :-
    عن الأصمعي قال: كنت جالساً بين يدي الرشيد وأبو يوسف جالس، فأدخل أبو إسحاق الفزاري وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لا سلم الله عليك ولا قرب دارك ولا حبى مزارك. قال: لم؟ قال: أنت الذي تحرم السواد؟ قال: من أخبرك بهذا يا أمير المؤمنين؟ لعل ذا أخبرك، وأشار إلى أبي يوسف وذكر كلمة، والله يا أمير المؤمنين، لقد خرج إبراهيم بن عبد الله على جدك المنصور، فخرج أخي معه، وعزمت على الغزو، فأتيت أبا فلان فذكرت ذلك له، فقال لي: مخرج أخيك أحب إلي مما عزمت عليه من الغزو، والله ما حرمت السواد.
    وقال عبدالله بن أحمد في كتابه السنة (1\218) عن أبي إسحاق :-
    أنه قال : كان أبو حنيفةيرى السيف .

    11- عبدالله بن عون
    قال الذهبي في السير عن ابن عون (6\370) :-
    وقد سعت به المعتزلة إلى إبراهيم بن عبد الله ابن حسن الذي خرج بالبصرة فقالوا: هاهنا رجل يربث عنك الناس.
    فأرسل إليه إبراهيم: أن مالي ولك ؟ فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه.

    12- شعبة
    قال الذهبي في السير (6\223) :-
    ولم يخرج شعبة .


    ومن فضلاء أهل المدينة الذين لم يخرجوا مع محمد بن عبدالله :-
    1- إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
    2- عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي كما ذكر ذلك الطبري (4\427) .
    3- الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام
    4- عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام
    5- أبو سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
    6- خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير كما ذكر ذلك الطبري (4\426) .
    7- الحسين بن علي بن الحسين بن علي كما ذكر ذلك الطبري (4\422) .


    موقف العلماء الغير معاصرين للخروج
    1- أبو عوانة
    قال ابن كثير في البداية والنهاية (10\95) :-
    قال أبو عوانة محمد وإبراهيم خارجيان.

    2- أبو داود
    قال ابن كثير في البداية والنهاية (10\95) :-
    قال أبو عوانةمحمد وإبراهيم خارجيان قال أبو داود بئس ما قال هذا رأي الزيدية .

    قلنا : كلام أبو عوانة في أنهم خرجوا لأنهم على عقيدة الخوارج وهذا باطل ولذلك أنكر أبو داود كلامه وبين أنهم خرجوا لكونهم على رأي الزيدية , والله أعلم .

    3- الذهبي
    قال في السير (7\329) عن عبدالله بن جعفر المخرمي :-
    وله هفوة، نهض مع محمد بن عبد الله بن حسن ، وظنه المهدي، ثم إنه ندم فيما بعد، وقال: لا غرني أحد بعده.

    وقال في السير (9\20) عن أبي خالد الأحمر :-
    وله هفوة، وهي خروجه، مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن .

    من خرج معهما وأيدهما وموقف الأئمة منهم
    1-ابن عجلان [والظاهر أنه رجع]
    قال الذهبي فيتاريخ الإسلام (3\37) :-
    قال محمد بن سعد : خرج ابن عجلان معه فلما قتل وولي المدينة جعفر بن سليمان أتوه بابن عجلان فكلمه كلاما شديدا وقال : خرجت مع الكذاب وأمر بقطع يده , فلم ينطق إلا أنه حرك شفتيه فقال من حضر من العلماء فقالوا : أصلح الله الأميرإن ابن عجلان فقيه المدينة وعابدها وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الروايةولم يزالوا يرغبون إليه حتى تركه .

    2-عبدالحميد بن جعفر
    قال الذهبي في السير (6\215) :-
    وكان سفيان يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمدبن عبد الله بن حسن وسفيان يقول وان مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج اليه حتى يجتمع الناس .

    3- عبدالله بن جعفر المخرمي [وقد رجع]
    قال الذهبي في السير (7\329) عنه :-
    له فضل وشرف ومروءة،وله هفوة،نهض مع محمد بن عبد الله بن حسن ،وظنه المهدي، ثم إنه ندم فيما بعد، وقال: لاغرني أحد بعده .

    4- عبدالله بن يزيد بن هرمز [وقد رجع]
    قال الطبري (6\321) :-
    وحدثني عيسى قال حدثني حسين بن يزيد قال أتي بابن هرمز إلى عيسى بعد ما قتل محمد فقال أيها الشيخ أما وزعك فقهك عن الخروج مع من خرج قال كانت فتنة شملت الناس فشملتنا فيهم قال اذهب راشدا .

    5- أبو حنيفة
    قال الذهبي في السير (6\223) :-
    وكان أبو حنيفة يأمر بالخروج . انتهى .
    وأما إنكار الأئمة عليه فارجع لما ذكرنا سابقا عن الأوزاعي وابن المبارك وأبي يوسف والفزاري .

    6- أبو خالد الأحمر
    قال الإمام أبي داود كما في سؤالات الآجري (ص 93):-
    وأبو خالد الأحمر خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فلم يكلمه سفيان حتى مات .

    7- عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب [وقد رجع]
    قال المزي في تهذيب الكمال (15\331) :-
    قال محمد بن سعد خرج عبد الله بن عمر مع محمد بن عبد الله بن حسن فلم يزل معه حتى انقضى أمره واستخفى عبد الله بن عمر ثم طلب فوجد فأتي به أبو جعفر المنصور فأمر بحبسه فحبس في المطبق سنتين ثم دعا به فقال الم أفضلك وأكرمك ثم تخرج علي مع الكذاب فقال يا أمير المؤمنين وقعنا في أمر لم نعرف له وجها والفتنة بعد فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل فتركه وخلى سبيله .

    قلنا : وقد حكي عن غير هؤلاء تأييد محمد وإبراهيم .

    قال الذهبي في السير (6\223) :-
    وخرج معه أبو خالد الاحمر، وهشيم، وعباد بن العوام، وعيسى بن يونس، ويزيد بن هارون .انتهى .
    وفي صحة ذلك عن غير الأحمر نظر فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\383) :-وقد حكي عن جماعة من العلماء والأئمة أنهم مالوا إلى ظهورهما ، وفي هذا نظر ، والله أعلم . انتهى .
    ولم يذكر ذلك الذهبي نفسه عندما ترجم لهم في السير , ولم يذكره المزي في تهذيب الكمال ولا ابن حجر في تهذيب التهذيب مع أنهم يذكرون ذلك عن الراوي عندما يترجمون له .
    ولو صح ذلك لانتشر عنهم , ولأنكر الأئمة عليهم كما أنكروا على غيرهم كأبي خالد الأحمر وعبدالحميد بن جعفر وأبي حنيفة .
    كما أن بعض هؤلاء كان فيهم تشيع كعباد بن العوام فقد ذكر ذلك الذهبي عنه في السير .
    وأما ما قاله الطبري في تاريخه (4\468) :-
    حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال قال محمد بن عمر لما ظهر محمد بن عبد الله بن الحسن وغلب على المدينة ومكة وسلم عليه بالخلافة وجه أخاه إبراهيم بن عبد الله إلى البصرة فدخلها في أول يوم من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة فغلب عليها وبيض بها وبيض أهل البصرة معه وخرج معه عيسى بن يونس ومعاذ بن معاذ بن العوام وإسحاق بن يوسف الأزرق ومعاوية بن هشام وجماعة كثيرة من الفقهاء وأهل العلم . انتهى .
    ففيه محمد بن عمر الواقدي وهو متفق على ضعفه كما ذكر ذلك الذهبي ولا يحتج به ولا سيما في أمر كهذا .

    فخلاصة البحث أن اثنا عشر إماما من كبار الأئمة لم يخرجوا معهما وأنكر أكثرهم إنكارا شديدا على الخارجين معهما والمؤيدين لهما .
    وحكي عن إحدى عشرة من العلماء تأييدهم وهم أقل علما وقدرا من سابقيهم .
    وقد رجع من هؤلاء الإحدى عشرة أربعة :- ابن عجلان وابن هرمز وعبدالله بن جعفر وعبدالله بن عمر .
    وثلاثة لم يرجعوا فهجرهم الأئمة وذموهم , وهم :- أبو حنيفة وعبدالحميد بن جعفر وأبو خالد الأحمر .
    وواحد فيه تشيع وهو عباد بن العوام .
    وأما البقية وهم :- يزيد بن هارون وعيسى بن يونس وهشيم .
    فالظاهر أنه لا يصح عنهم كما ذكرنا سابقا , ولو صح لاحتمل رجوعهم , وإن لم يرجعوا فقد أخطأوا وهم متأولون فلا يرمون بالبدعة .
    وأما العلماء الذين لم يكونوا معاصرين للخروج فلا خلاف بينهم في إنكاره كما ذكرنا عن أبي عوانة وأبي داود والذهبي .

  19. #39

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن العباسي مشاهدة المشاركة
    وأما بقية كلامك عن قومي وأجدادي بني العباس عصبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأرد عليه لا حقا مكتفيا برد لي سابق على أحد المتصوفة المتشيعين :

    وأما قولك ونكل بآل البيت عليهم السلام ، فيشم منه إنكارك كون بني العباس من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مخالف للإجماع ، كيف وهم بإجماع أهل السنة والجماعة عصبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يورث لما ورثه من الرجال إلا عمه وصنو أبيه جدنا العباس رضي الله عنه.
    فكلامي السابق موجه كما قلت في بدايته لأحد المتصوفة المتشيعين وليس لك.

    وأما الإجماع ، فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).

    أما ابن القيم فيتكلم عن المقصود بالآل في التشهد ، وقد حكى أربعة أقوال:

    1-الذين حرمت عليهم الصدقة.
    2- ذريته وأزواجه خاصة.
    3- أتباعه إلى يوم القيامة.
    4-الأتقياء من أمته.

    وكل قول منها ذكر جماعة ممن يقول به ، إلا القول الثاني فلم ينسبه لأحد وإنما نقله عن ابن عبدالبر الذي لم ينسبه لأحد أيضا.

    ومن غرائب هذا القول أنه يخرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو ليس من الأزواج ولا من الذرية.

    وإن أردنا اتباع طريقتك ، لقلنا بعد نقل هذا الكلام عن ابن القيم ، أن دخول الأزواج في الآل مجمع عليه وأما دخول علي بن أبي طالب في الآل غير مجمع عليه وهذا ظاهر الفساد والبطلان.



    - وقد قال بعضهم ردا على ما نقلناه من إجماع :
    ولكن هناك من خالف في ذلك من العلماء الخلف والسلف.

    - فقلت له ، وأقولها لك أيضا :

    أرجو أن تذكر أسماء هؤلاء العلماء من السلف والخلف ، من غير النقل المبهم الذي ورد في كلام بعض العلماء (أعني أن تذكر أسماء محددة وليس أن تنقل خلافا منسوبا لمبهمين غير مسمين).

    وأيضا مع تجنب ذكر أسماء بعض العلماء المتأخرين من أصحاب الخلفية الزيدية.

    ولي عودة للتفصيل أكثر.


  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    287

    افتراضي رد: عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة

    بوركت أبا عبد الرحمن على هذه الفائدة النفيسة .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن العباسي مشاهدة المشاركة
    قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
    "وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •