تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

    افتراضي شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    يشتهر بين الأدباء شيطان الشعر، وأن الشعر لا يكون إلا بإلهام، وقد كان قديما لكل شاعر شيطان يوحي إليه بشعره، وقد ورد ذلك قديما وحديثا:
    ورد في "أمالي ابن المزرع" - (1 / 10)

    " ابن الحصني "
    أخبرني الصُّولي، قال: حدثني يموت بن المزرَّع. قال: كان لمحمد بن الحسن الحصني ابن، فقال له: إني قد قلت شعراً؛ وكان الحصني سيداً ظريفاً، قال: أنشدنيه يا بُني لئلاَّ يلعب بك شيطان الشعر. قال: فإن أجدتُ أتهب لي جارية أو غلاماً؟ قال: أجمعهما لك. فأنشده " من مجزوء الكامل " :
    إنَّ الدِّيارَ بِمَيَّفَا ... هيَّجنَ حُزناً قد عفا
    أبكَينني لشقاوتي ... وجعلنَ رأسي كالقفا
    فقال: يا بُني ، والله ما تستأهل بهذا جارية ولا غلاماً، ولكن أُمُّك طالق مني ثلاثاً إذا ولدت مثلك!

    وورد في "الرحلات الخيالية في الشعر العربي الحديث": (لم تكن الرحلة الخياليّة لتنبغ في مخيّلة شاعرها من فراغ، وإنّما استندت إلى مادة ثقافية يحصل عليها الأديب غالباً من قراءاته المتنوّعة، بحيث يلوّن الرحلة بلون خاص يعكس سماته المميزة عن غيره.
    * التأثر بالأساطير العربية القديمة:
    وقد أسهمت الأسطورة في بناء بعض الرحلات الخياليّة من خلال استخدامها موضوعاً أساسياً ومادة ثقافية رئيسية في الرحلة الخياليّة وتأتي مطوّلة ((عبقر)) في مقدمة الرحلات الخياليّة، حيث إنّ شفيق معلوف كان -على الأرجح- أوّل من دعا إلى استخدام الأسطورة في الشعر العربي الحديث. وكانت مقدمة الديوان -وهي بقلم والد الشاعر: عيسى إسكندر معلوف- في طليعة الدراسات العربية في هذا المجال.
    ((وقد تجلّت في عبقر كلّ سمات الأسطورة الأصلية وخصائصها، فهي قبل كلّ شيء عمل خيالي موغل في التصورات والأوهام، بعيد عن الحقيقة والواقع)).
    ومن الأساطير التي أغنت المطوّلة: أسطورة ((شيطان الشعر)) وهو الذي يوحي للشاعر سحر القول ويحمله فوق جناحيه إلى عالم الأحلام والرؤى، وأسطورة ((وادي عبقر)) الذي حمل اسم المطوّلة: وهو وادٍ للجنّ تأوي إليه الأحلام والرؤى، وينسب إليه كلّ جميل ودقيق. و((سرحوب الأعمى)) وهو شيخ ضرير يشقّ نهر الغيّ بعصاه، ويبصر في الظلام ما لا تبصره أعين البصراء، و((أبناء إبليس)) رموز الشرّ والخراب، و((الهوجل والهوبر)) شيطاناً الشعر الصالح والطالح، و((هراء)) الذي يوحي الأحلام المزعجة، و((كاهنا عبقر)) شقّ وسطيح، و((العنقاء وفرخاها)) وما يتعلق بهما من موت وبعث بعد التحوّل إلى رماد.... وغيرها من الأساطير، والشاعر لا يثقل الأسطورة بالرمز، إنّما يستخدمها بعفوية، فتجيء واضحة شفّافة، ومن ذلك استخدامه الفينيق، ليعبر من خلاله عن معنى الفداء والتضحية والانبعاث، ويجيء تعبيره واضحاً).

    والأسئلة التي تنشأ من تأمل شهرة هذا الأمر: هل يكون ذلك مدحا؟ أم هل يكون ذما؟ وهل يتصور فيه تسلط الجن على الإنس في ذلك الجانب؟ وهل يقتضي ذلك أفضلية الجن على الإنس؟ أم هل يكون الأمر أمر من معارضات العقيدة؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    شكر الله لك حضرة الأستاذ اللغوي المكرم فريد..
    الوصف بالشيطان على سبيل المدح ورد في كلام الحفاظ..
    قال عبد الرحمان بن مهدي: قال لي سفيان -يعني الثوري-: جئني بمن أُذاكره فجئته بيحيى-أي ابن سعيد القطان- فذاكره فلما خرج قال: يا عبد الرحمان قلت لك: جئني بإنسان فجئتني بشيطان!..(وهو تعبير عن فرط اندهاشه به)
    والله أعلم
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    للدكتور سعيد بن ناصر الغامدي ثلاث مجلدات كتاب تحت اسم (الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها)، وقد درس الموضوع دراسة نقدية شرعية. طبع دار الأندلس الخضراء بجدة طبعته الأولى سنة 1424-2003
    وقد تكلم في الجزء 2 صفحة 1621 وما بعدها حول استخدام لفظة (الشيطان) ونحوها في الأدب.
    والكتاب مرفوع على الشبكة
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    دام إثراؤك أخي الحبيب "أبو القاسم"!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    أكرمت أخي عبد الله!
    هلا ذكرت الرباط أيها الحبيب!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟


    من هنــــا
    مع وافر التحية والتقدير


    وسلامي إلى الزملاء الحرفاوية (ابتســامة)
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    ـ يظهر والله أعلم أن المعنى المراد يرجع فهمه الى السياق
    والغالب استعماله في معرض المدح
    ـ ومعلوم أن الجن أعلم من الانس
    ـ لكن ذلك لا يقتضي الافضلية تكريسا للقاعدة
    المزايا لا تقتضي الافضلية
    ـ أما السؤال الأخير فتجد جوابه في الكتاب الذي أحال اليه الأخ
    والله أعلم
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    بوركت مشرفنا الحبيب، وأكرمت!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    903

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    طاب حرفك أخي الحبيب أبا سليمان!

  10. #10

    افتراضي رد: شيطان الشعر .. مدح؟ أم ذم؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فقد شاع عند شعراء العرب أن الشاعر يأخذ إلهامه من شيطان يلهمه الشعر، وهذا على سبيل التمدح بقوة العارضة حيث إن الجن في الثقافة العربية والشياطين لهم قدرة أكبر من قدرة الإنس، فالجن كان تصعد إلى السماء وتسترق السمع وتتطلع على ما يتطلع عليه ابن آدم لذا فالجن عندهم مصدر إلهام الشاعر، وشيطان الشاعر إما أن يكون ذكرا فيعلو أو يكون أنثى وهذا مظنة الضعف لأن الأنثى أضعف من الذكر وفي ذلك يقول العجلي: إِنّي وَكُلُّ شاعِرٍ مِنَ البَشَرْ* شَيطانُهُ أُنثَى وَشَيطاني ذَكَرْ*فَما رَآني شاعِرٌ إِلّا اِستَتَرْ. ومنهم جبل عبقر الذي يزعمون أنه مسكن الجن، ولذا أطلقوا على شديد الذكاء من بني البشر أنه عبقري، وفي هذا يقول زهير: عَلَيْهِنَّ فِتْيانٌ كَجِنّةِ عَبقرٍ ... جديرون يوماً أن يُنيفوا فيَسْتعلوا
    وقال حاتم:
    عليهنّ فِتْيانٌ كَجِنّة عبقر ... يهزُّون بالأيدي الوشِيجَ المقوّما
    وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر بن أبي الخطاب رضي الله عنه بأنه عبقري، وذلك في حديث البخاري عن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها عمر فاستحالت بيده غربا فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •