تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: التوحيد (تقسيم واختيار )

  1. #1

    افتراضي التوحيد (تقسيم واختيار )

    السلام عليكم
    أيها الإخوة الكرام لا يخفاكم الكلام في أقسام التوحيد بين مقسم لقسمين أو ثلاثة أو أربعة
    ودعونا
    نقف عند التقسيمين المشهورين : إما إلى قسمين أو ثلاثة ؛
    ونستبعد في موضوعنا إضافة توحيد المتابعة أو الحاكمية .
    فيبقى التقسيم المشهور الذي اشتهرت نسبته لابن مندة ، أو ابن بطة ، او ابن جرير أو لغيرهم
    وهو تقسيمه لتوحيد الألوهية ، والربوبية ، والأسماء والصفات .
    ــ والتقسيم الثاني
    تقسيمه لقسمين توحيد علمي خبري اعتقادي ( معرفة واثبات ) ويشمل الربوبية والاسماء والصفات
    وتوحيد طلبي قصدي إرادي ( توحيد العبادة ) ويختص بتوحيد الألوهية .

    ما أريد الحديث عنه أيها الكرام أي التقسيمين أقرب للدقة ؟؟
    خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار التداخل بين أسماء الله وصفاته وربوبيته ؟؟
    مع أن كلا التقسيمين صحيح معتبر.

  2. #2

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    العلماء قسموا التوحيد توحيدا ثنائيا في الاول ثم لاحظوا ان كثيرا من المسلمين لهم اقرارا بتوحيد الربوبية و انحرافا في الاسماء و الصفات ما جعل العلماء يقسمونه ثلاثة أقسام

  3. #3

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    أهلا أخي جمال
    الذي استقر في ذهني أن تقسيمه أولا كان لثلاثة أقسام ثم قسم لا حقا لقسمين
    ولكنك تذكر خلاف هذا ، فهل هناك ما يؤيد ما ذكرت حفظك الله
    لأن العلة التي ذكرتها تؤيد ما ذهبت إليه أنت .
    أنتظر التتمة .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    إذا كان توحيد الربوبية متضمنا لتوحيد الاسماء والصفات فإن توحيد الالوهية متضمن توحيد الربوبية ..
    فلا يمكن ان تكون ربوبية الا ان تكون الالوهية ..
    وهكذا ..
    فإن كل جحود او تأويل يخص ذات الله تعالى فإنه توحيد , كالحاكمية وغيرها ..

  5. #5

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    بارك الله فيك وللفائدة اذكر بعض التفصيل حول مسألتك :
    ما حكم التقسيم؟
    • كيف عرف العلماء هذا التقسيم؟
    • ما الفائدة منه ؟
    • لماذا لم يظهر هذا التقسيم في عهد الصحابة؟
    • ما هي أقسام التوحيد؟
    أولا ما حكم تقسيم التوحيد:
    اعلم –رحمك الله- أن تقسيم التوحيد تقسيما اصطلاحيا الهدف منه تقريب القضية وتنظيم دراستها كما اصطلح أهل العلم على أسماء اصطلاحية للعلوم، فمن ذلك:
    ◘ تقسيم علم الحديث: إلى علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية.
    ◘ وتقسيم الفقه: إلى عبادات، ومعاملات
    ◘ وتقسيم البلاغة: إلى بيان، وبديع، ومعاني.
    بل وتقسيم المسائل داخل كل علم مثل:
    ◘ تقسيم الحديث: إلى متواتر، وآحاد.
    ◘ والأحكام الشرعية: إلى أحكام تكليفية، وأحكام وضعية.
    ◘ والكلمة: إلى اسم وفعل وحرف وهكذا .
    يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-: ( وقد قال بعض الناس: إن تقسيم التوحيد إلى هذه الأقسام بدعة، لأن ذلك لم يرد عن النبي وما كان من أمور الدين لم يرد عن النبي فإنه بدعة، ولكننا نجيب عن هذا فنقول:
    إن أشياء كثيرة رتبها العلماء لم تكن مرتبة في عهد الرسول وهذا لا يعدو أن يكون بياناً وتوضيحاً.
    فالذين قسموه إلى ثلاثة أقسام لم يأتوا بزائد، ولم ينكروا ثابتاً، بل أتوا بما جاء به الكتاب والسنة ولكن قسموه، وتقسيمهم باعتبار اختلاف الناس فيه.
    ولو أننا سلكنا هذا المسلك الذي سلكه هذا الشاذ لقلنا أيضاً: إن عد شروط الصلاة وأركانها وواجباتها، وأركان الحج وواجباته ومحظوراته وما أشبه ذلك يُعد من البدع، ونحن لا نذكر هذا متعبدين لله به، ولكننا نذكر هذا مقربين العلم إلى طلابه، فهو إذن وسيلة وليس قصداً.
    فالصواب بلا شك: أن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وذكر الشروط والأركان والواجبات والمفسدات في العبادات كل هذا جائز لأنه من باب الوسائل والتقريب وحصر الأشياء لطالب العلم ) .
    فالتقسيم جائز ودليل جوازه:-
    1 – استخدام علماء أهل السنة له دون إنكار معاصريهم.
    2 – أنه لا مشاحة في الاصطلاح.
    وغلت طائفتان في حكم تقسيم التوحيد بين إفراط وتفريط:
    فقالت الأولى: هذا التقسيم واجب، وقالت الثانية:- هذا التقسيم بدعة محدثة لأنه لم يكن معروفا في عهد رسول الله ولا الصحابة –رضوان الله عليهم-.
    والرد على الأولى:
    1 – أنه لا دليل من الكتاب والسنة على وجوبها والوجوب حكم شرعي فليس لأحد أن يوجب إلا ما أوجبه الله ورسوله.
    2 – أن هذا التقسيم لم يكن معروفاً في عصر الصحابة والتابعين ولو كان واجبا لكانوا أعلم به من غيرهم ولبلغنا ذلك كما بلغنا ما هو أقل من ذلك بكثير.
    والرد على الثانية:
    أنه يلزم من قولكم نفي جميع تقسيمات العلوم الشرعية لأنها لم تكن معروفة على عهد رسول الله ولا الصحابة –رضوان الله عليهم-، وأنتم لا تلتزمون بذلك فبطل قولكم.
    ثانياً: كيف عرف العلماء هذا التقسيم؟
    عرف العلماء هذا التقسيم عن طريق التتبع والاستقراء لدلالات الكتاب والسنة.
    فمن القرآن:

    1– الربوبية
    2 – الألوهية.
    3 – الأسماء والصفات.
    وفى السنة:
    " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ……." .
    1 – "اللهم" الأسماء والصفات .
    2 – (أنت ربي) (خلقتني) ربوبية .
    3 – (لا إله إلا أنت) (وأنا عبدك) ألوهية.
    يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- : ( اعلم أن العلماء –رحمهم الله- قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فقد قسموه هذا التقسيم بناءً على التتبع والاستقراء، واستئناساً بقول الله تبارك وتعالى: ) .
    يقول ابن القيم في قوله تعالى: • : ومعلوم أنهم ما سووهم به في الذات والصفات والأفعال، ولا قالوا إن آلهتهم خلقت السماوات والأرض وأنها تحي وتميت و إنما سووها به سبحانه في محبتهم لها وتعظيمهم لها وعبادتهم إياها) .
    ثالثا: ما الفائدة من هذا التقسيم؟
    1 – معرفة حقيقة دعوة الرسل:


    فإن المقصود من هذا التقسيم بيان التوحيد الذي دعت إليه الرسل أقوامهم، وكانت فيه الخصومة معهم؛ وهو توحيد الألوهية.
    يقول ابن القيم –رحمه الله-: ( وأما توحيد الربوبية الذي أقر به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم، فلا يكفي وحده بل هو الحجة عليهم كما بين سبحانه في كتابه الكريم في عدة مواضع، ولهذا كان حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) .
    2 – معرفة أن الشرك له صور مختلفة:
    فليس الشرك هو مجرد عبادة الأوثان والأصنام على عادة مشركي العرب فحسب بل للشرك صور كثيرة سنذكر إن شاء الله طرفاً منها في الباب الرابع ( نواقض التوحيد ).
    3 – معرفة التوحيد الذي عليه مدار النجاة يوم القيامة:-
    فمن الناس من ظن التوحيد الذي عليه مدار النجاة هو التصديق بالله أو اعتقاد وحدانيته، أو هو اعتقاد وحدانية الله والإقرار بذلك وهذا ما يمليه علماء الكلام كما يقول ابن تيمية -رحمه الله- : (وهم إذا ادعو التوحيد فإنما توحيدهم بالقول لا بالعبادة والعمل، والتوحيد الذي جاءت به الرسل لابد فيه من التوحيد بإخلاص الدين لله وعبادته وحده لا شريك له، وهذا شيء لا يعرفونه، والتوحيد الذي يدعونه إنما هو تعطيل حقائق الأسماء والصفات، وفيه من الكفر والضلال ما هو من أعظم أسباب الإشراك، فلو كانوا موحدين بالقول والكلام، وهو أن يصفوا الله بما وصفته به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل، وذلك لا يكفي في السعادة والنجاة، بل لابد أن يعبدوا الله وحده، ويتخذوه إلها دون ما سواه وهذا هو معنى قول: لا إله إلا الله، فكيف وهم في القول والكلام معطلون جاحدون لا موحدون ولا مخلصون؟ ) .
    ويقول –رحمه الله-: (حتى إن كثيرًا منهم يظنون أن التوحيد المفروض: هو الإقرار والتصديق بأن اللّه خالق كل شيء وربه، ولا يميزون بين الإقرار بتوحيد الربوبية، الذي أقر به مشركو العرب، وبين توحيد الإلهية، الذي دعاهم إليه رسول اللّه r، ولا يجمعون بين التوحيد القولي والعملي ) .
    ويقول –رحمه الله-: ( فأكثر هؤلاء المتكلمين لا يجعلون التوحيد إلا ما يتعلق بالقول والرأي واعتقاد ذلك دون ما يتعلق بالعمل والإرادة واعتقاد ذلك؛ بل التوحيد الذي لا بد منه لا يكون إلا بتوحيد الإرادة والقصد؛ وهو توحيد العبادة ) .
    4 – التمييز بين منهج أهل السنة والجماعة وأهل البدع والضلالة:_ فأهل السنة و الجماعة وسط بين الإفراط والتفريط، بين قول المرجئة والخوارج ، وبين قول المشبهة والمعطلة ، وبين نفاة الشفاعة ومثبتي الوسائط .
    رابعا: لماذا لم يظهر التقسيم في جيل الصحابة؟
    لم يهتم الصحابة بالتقسيمات عموما لعدة أسباب وأهمها:
    1 – علم الصحابة -رضي الهب عنهم- بلغة العرب وفصاحة لسانهم وقد جاء القرآن بلسان عربي مبين.
    قال الإمام الشاطبي –رحمه الله- : ( ولهذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه ) .
    2 – تلقي الصحابة الدين من مشكاة النبوة غضا طريا لم يصبه تحريف المبطلين ولا أباطيل المتكلمين.
    قال ابن تيمية –رحمه الله-: ( فإن الرسول rلما خاطبهم بالكتاب والسنة عَرَّفهم ما أراد بتلك الألفاظ. وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بَلَّغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه ) .
    و يقول–رحمه الله-: ( والصحابة لما استغنوا عن النحو واحتاج إليه من بعدهم صار لهم من الكلام في قوانين العربية ما لا يوجد مثله للصحابة، لنقصهم وكمال الصحابة ) .
    3 – لأن الصحابة لم يقع بينهم الخلاف في مسائل التوحيد حتى يحتاجوا إلى التقسيمات والتفريعات لبيان الحق وأهله.
    يقول الإمام محمد بن خفيف الشيرازي (ت371هـ) –رحمه الله- في كتابه ( اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات ):
    ( فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد اللّه ـ عز وجل ـ ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه، قولا واحدًا وشرعًا ظاهرًا............... فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف ـ وهم الذين أُمرنا بالأخذ عنهم؛ إذ لم يختلفوا بحمد اللّه تعالى في أحكام التوحيد، وأصول الدين من الأسماء والصفات، كما اختلفوا في الفروع، ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل إلينا، كما نقل سائر الاختلاف) .
    4 – انشغالهم رضي الله عنهم بالعمل والدعوة والجهاد في سبيل الله لتثبيت دعائم الدولة الإسلامية الناشئة شغلهم عن تصنيف العلوم ووضع التقسيمات.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    تقدم كلام طويل ونقاش مفيد حول هذا الموضوع، وتضمن ردا على شبهات بعض أهل البدع ههنا:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=245
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  7. #7

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ... مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ..
    وللأسف لا نهتم بتوحيد الاتباع وهو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ..
    قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام ج1 ص 89
    قال تعالى: * (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) * فوجدنا الله تعالى يردنا إلى كلام نبيه على ما قدمنا آنفا، فلم يسمع مسلما يقر بالتوحيد أن يرجع عند التنازع إلى غير القرآن والخبر على رسول الله ولا أن يأتي عما وجد فيهما فإن فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه فهو فاسق، وأما من فعله مستحلا للخروج عن أمرهما وموجبا لطاعة أحد دونهما، فهو كافر لا شك عندنا في ذلك.
    وقد ذكرنا محمد بن نصر المروزي أن إسحاق بن راهويه كان يقول: من بلغه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر، ولم نحتج في هذا بإسحاق، وإنما أوردناه لئلا يظن جاهل أننا منفردون بهذا القول، وإنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلاف ما صح عنده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول الله تعالى مخاطبا لنبيه : * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) *.
    قال أبو محمد بن حزم: هذه كافية لمن عقل وحذر وآمن بالله واليوم الآخر، وأيقن أن هذا العهد عهد ربه تعالى إليه، ووصيته عز وجل الواردة عليه، فليفتش الانسان نفسه، فإن وجد في نفسه مما قضاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل خبر يصححه مما قد بلغه، أو وجد نفسه غير مسلمة لما جاءه عن رسول الله ، ووجد نفسه مائلة إلى قول فلان وفلان، أو قياسه واستحسانه، وأوجد نفسه تحكم فيما نازعت فيه أحدا دون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى صاحت فمن دونه، فليعلم أن الله تعالى قد أقسم، وقوله الحق إنه ليس مؤمنا وصدق الله تعالى، وإذا لم يكن مؤمنا فهو كافر، ولا سبيل إلى قسم ثالث. .
    وليعلم أن كل من قلد، من صاحب أو تابع أو مالكا أو أبو حنيفة والشافعي وسفيان والاوزاعي وأحمد وداود رضي الله عنهم متبرئون منه في الدنيا والآخرة، ويوم يقوم الاشهاد .
    اللهم إنك تعلم أنا لا نحكم أحدا إلا كلامك وكلام نبيك - الذي صليت عليه وسلمت - في كل شئ مما شجر بيننا، وفي كل ما تنازعنا فيه، واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجا مما قضى به نبيك، ولو أسخطنا بذلك جميع من في الارض وخالفناهم، وصرنا دونهم حزبا وعليهم حربا، وإننا مسلمون لذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على خطأ عندك، وأنا على صواب لديك.
    اللهم فثبتنا على ذلك ولا تخالف بنا عنه، وأسألك اللهم بأبنائنا وإخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى ننقل جميعا ونحن مستمسكون بها إلى دار الجزاء، آمين...بمنك يا أرحم الراحمين...أ.هـ
    وبعض العلماء يقول إن توحيد الإتباع مندرج تحت توحيد العبادة .
    المهم أن يتم التنبيه على أهمية الاتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم ومعناه ونواقضه.
    أبو محمد المصري

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله بن نعمة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    ما أريد الحديث عنه أيها الكرام أي التقسيمين أقرب للدقة ؟؟
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كلاهما صحيح، لا فرق بينهما، لأن كل منهما يعني الآخر، فهو اختلاف تنوع.
    والدارس للتقسيم الثلاثي يسهل عليه فهم الخلل الذي عند الكلابية في كلا من معنى الشهادة، وباب الأسماء والصفات.
    وبأي تقسيم يأخذ.. العبرة بوصول المعلومة وتقريبها لذهن المتعلم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    47

    افتراضي رد: التوحيد (تقسيم واختيار )

    السلام عليكم
    أقول ومن الله التوفيق

    تعريف التوحيد

    تعريف التوحيد في اللغة .
    كلمة التوحيد : مصدر من كلمة ( وحد ) وأصلها ( وحد يوحد توحيداً ) فالتوحيد في اللغة : هو جعل الشيء واحداً كأنه شيء متفرق ثم بعد ذلك اجتمع ، ولذلك قيل : هذه القبيلة كلمتها واحدة، وقولها واحد ، كأن آراءهم متعددة ولكنها اجتمعت إلى رأي واحد ، ويدل على أنه جعل الشيء واحداً يأخذ مفهوم القوة والتماسك ، ويدلنا على ذلك أن هذا اللفظ من النسبة لا من الجمع ، فإنه ليس مقصوداً بهذا الكلام ، وليس الإنسان هو الذي يجعل الله واحداً ، فالله واحد قبل أن يخلق السماوات والأرض سبحانه وتعالى بل إننا من قوم ينسبون الوحدانية لله تعالى . (1)
    تعريف التوحيد في الاصطلاح .
    - من العلماء من عرفه فقال : هو إفراد الله بالعبادة .
    - ومنهم من قال : هو إفراد الله بأفعال العباد .
    - ومنهم من عرفه فقال : هو إفراد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وفي أسمائه وصفاته .
    والتعريف الثالث هو الأولى ؛ لأنه يجمع أقسام التوحيد الثلاثة ، بخلاف التعريفين الأولين، فإنهما لا يتعلقان إلا بتعريف توحيد الألوهية . (2)
    ( والتوحيد هو فقه الإيمان وقد سماه السلف ( التوحيد ) لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله) تعالى (3) ).(4)
    فالتوحيد أول واجب في العلم والعمل والدعوة ، وأول أركان الإيمان بالله وأعظمها ، بل بقية الأركان تبع له وفرع منه ، وأهم ما خُلق له الخلق ، وأرسلت به الرسل وأنزلت به الكتب وأساس كل خير ومصدر كل هداية وسبب كل فلاح ، قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } النحل /36.


    -----------------------------------
    (1) و (2) باختصار من شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية / عمر بن سعود بن فهد العيد – الدرس الأول ، مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
    http://www.islamweb.net
    (3) أخرجه البخاري في صحيحه / كتاب التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى - الحديث (7372) . وأخرجه مسلم في صحيحه / كتاب الإيمان ، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام – الحديث ( 19 ) .
    (4) منطلقات طالب العلم / محمد حسين يعقوب ص162 .

    أقسام التوحيد :

    ذكر أهل العلم - رحمهم الله تعالى - بعد استقراء نصوص الكتاب والسنة أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
    1- توحيد الربوبية : وهي إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرزق.
    2- توحيد الألوهية : وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة وصرفها عمن سواه.
    3- توحيد الأسماء والصفات : وهو إفراد الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في الكتاب والسنة ، وأن نثبتها لله تعالى على وجه الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
    وقد أضاف بعض المتأخرين نوعًا رابعًا من التوحيد سموه توحيد الاتباع أو توحيد الحاكمية ، وفي الحقيقة ليس ذلك قسمًا رابعًا لأنه يدخل ضمن توحيد الألوهية إذ أن العبادة لا تُقبل إلا بشرطي الإخلاص والمتابعة ، وتوحيد الحاكمية هو توحيد المتابعة للكتاب والسنة فليس قسمًا مستقلًا .
    قال ابن القيم في نونيته (1) :
    والعلم أقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان
    علم بأوصاف الإله وفعله وكذلك الأسماء للرحمن
    والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني
    والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالقرآن
    قال الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أَبو زيد : ( هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف : أشار إليه ابن منده , وابن جرير الطبري , وغيرهما , وقرره شيخا الإِسلام ابن تيمية وابن القيم , وقرره الزبيدي في ( تاج العروس ) وشيخنا الشنقيطي في ( أضواء البيان ) وآخرين رحم الله الجميع . وهو استقراء تام لنصوص الشرع , وهو مطرد لدى أهل كل فن كما في استقراء النحاة كلام العرب إلى (اسم , وفعل , وحرف) , والعرب لم تَفُهْ بهذا ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب . ) إ? .(2)
    وقال الشيخ عمر بن سعود بن فهد العيد :( إن تقسيمات التوحيد وتسمياته اجتهادية ، ولكن أصلها توقيفي ، والمسميات والتقسيمات اجتهادية ، والعلماء رحمهم الله تعالى عندهم قاعدة يقولون : ( لا مشاحة في الاصطلاح بعد فهم المعنى ) قسِّم التوحيد كيف شئت ، ولكن لا تخرج على ما دل عليه الكتاب والسنة) . إ? (3)
    -----------------------------------
    (1) الكافية الشافية ( القصيدة النونية ) / ص839 / الأبيات 4253 – 4256 .
    (2) التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير / نسخة الكترونية الناشر : www.du3at.com
    قلت : انظر التوحيد لابن منده بتحقيق د. علي الفقيهي ص 33 وما بعدها ، وتفسير الطبري سورة الأعراف / 66 وسورة النحل / 63 ، وتاج العروس للزبيدي باب الدال المهملة – فصل الواو مع الدال المهملة - (وحد) ج 9 / ص 276 ، وأضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( 3 / 410 ) ، تجد الإشارة إلى هذا التقسيم ، أما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم فكثير ما تشير إلى ذلك .
    (3) باختصار من شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية / عمر بن سعود بن فهد العيد – الدرس الثالث، مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net

    ( وهذه الأقسام الثلاثة للتوحيد لها دلائل كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم :
    1 - فمن أدلة توحيد الربوبية قول الله تعالى : { الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الفاتحة/1، وقوله: { أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف/ 54 ، وقوله : { قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ } الرعد/16، وقوله : { قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } المؤمنون/84-89 ، وقوله : { ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } غافر/64، وقوله: { اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } الزمر/62، وغيرها من الآيات.
    2 - ومن أدلة توحيد الألوهية قوله تعالى : { الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الفاتحة/1؛ لأنَّ الله معناه المألوه المعبود ، وقوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة/4، وقوله: { يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَالذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة/21، وقوله : {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {2} أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ {3} } الزمر، وقوله: { قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي {14} فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ{15}ِ } الزمر، وقوله : { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } البينة /5 ، وغيرها من الآيات .
    3 - ومن أدلة توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } الفاتحة/2و3، وقوله : { قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى } الاسراء/110 ، وقوله : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } مريم/65، وقوله : { اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى } طه/8 ، وقوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى/11 ، وآخر سورة الحشر { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {22} هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ {23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {24} } ، وغيرها من الآيات . ) إ? (1)
    ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قول الله تبارك وتعالى في سورة مريم : { رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } مريم/65.
    وقال ابن القيم : ( فالقرآن كلُّه في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم ، ف { الْحَمْدُ للهِ } توحيد ، { رَبِّ الْعَالَمِينَ } توحيد ، { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } توحيد ، { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } توحيد ، { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } توحيد ، { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } توحيد ، { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد ، الذين أنعم الله عليهم ،{ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين } الذين فارقوا التوحيد ) إ? . (2)

    -------------------------------------------
    (1) القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد / عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر . نسخة الكترونية من موقع : http://www.al-islam.com
    (2) مدارج السالكين / ابن القيم الجوزية ( 3 / 449 – 450 ) .


    العلاقة بين أقسام التوحيد :

    أوضح بعض أهل العلم أنَّ العلاقة بين أقسام التوحيد هي علاقة تلازم وتضمن وشمول .
    1- فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية فمَنْ أقرَّ بربوبية الله في خلقه وملكه وتدبيره لزمه أن يُفرده بأعماله التعبدية وهو توحيد الألوهية إذ كيف يؤمن برب ويعبد غيره ؟ .
    2- وتوحيد الألوهية ويتضمن توحيد الربوبية فمن عبد الله وحده أفرده عمن سواه فلابد أنه أقرَّ بأنه الرب المتفرد بالخلق والملك والتدبير .
    3- وتوحيد الأسماء والصفات يشملهما جميعًا إذ أنه يفرد الله عز وجل بِما لهُ مِن أسماء وصفات تقتضي الربوبية ، وأسماء وصفات تقتضي الألوهية . (1)
    -------------------------------------------
    (1) قواعد إحصاء أسماء الله الحسنى / كتبه : احمد حسن عواد ، راجعه وأقره : الشيخ احمد فهمي / نسخة الكترونية من مكتبة المشكاة الإسلامية .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •