إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
جاء في شرح الطحاوية للإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله - (ج 2 / ص 56):
{قَوْلُهُ : ( وَالشَّفَاعَةُ الَّتِي ادَّخَرَهَا لَهُمْ حَقٌّ ، كَمَا رُوِيَ فِي الْأَخْبَارِ ) .
ش : الشَّفَاعَةُ أَنْوَاعٌ : مِنْهَا مَا هُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْأُمَّةِ ، وَمِنْهَا مَا خَالَفَ فِيهِ الْمُعْتَزِلَةُ وَنَحْوُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ .
النَّوْعُ الْأَوَّلُ : الشَّفَاعَةُ الْأُولَى ، وَهِيَ الْعُظْمَى ، الْخَاصَّةُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين َ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .....}.
التعليق على النوع الأول
هذه يثبتها المعتزلة أيضا مع أهل السنة وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم كما هو واضح من الأحاديث.
النوع الثاني والثالث
قال ابن أبي العز الحنفي :
{النَّوْعُ الثَّانِي وَالثَّالِثُ مِنَ الشَّفَاعَةِ : شَفَاعَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَقْوَامٍ قَدْ تَسَاوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُم ْ ، فَيَشْفَعُ فِيهِمْ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَفِي أَقْوَامٍ آخَرِينَ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا} .
التعليق على النوع الثاني :
قال الحافظ في فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 403):
"وَظَهَرَ لِي بِالتَّتَبُّعِ شَفَاعَة أُخْرَى وَهِيَ الشَّفَاعَة فِيمَنْ اِسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ أَنْ يُدْخَل الْجَنَّة ، وَمُسْتَنَدهَا مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ اِبْنِ عَبَّاس قَالَ : السَّابِق يَدْخُل الْجَنَّة بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَالْمُقْتَصِد يَرْحَمُهُ اللَّهُ وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ وَأَصْحَابُ الْأَعْرَافِ يَدْخُلُونَهَا بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" انتهى.
ولكن هذا الأثر الذي ذكره ابن حجر قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : "رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه، وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو وضاع".
لكن جاء في تفسير الطبري - (ج 5 / ص 507):
"حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط عن السدي : { أهؤلاء } الضعفاء { الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } قال : فقال حذيفة : أصحاب الأعراف قوم تكافأت أعمالهم فقصرت حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضي بين العباد أذن في طلب الشفاعة فأتوا آدم عليه السلام فقالوا : يا ادم أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك فقال : هل تعلمون أحدا خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمته إليه غضبه وسجدت له الملائكة غيري ؟ فيقولون : لا قال : فيقول : ما عملت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم قال : فيأتون إبراهيم عليه السلام فيسألونه أن يشفع لهم عند ربه فيقول : هل تعلمون من أحد اتخذه الله خليلا ؟ هل تعلمون أحدا أحرقه قومه في النار في الله غيري ؟ فيقولون : لا فيقول : ما عملت فيه كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقول : هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري ؟ فيقولون : لا فيقول : ما عملت فيه كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى فيأتونه فيقولون : اشفع لنا عند ربك فيقول : هل تعلمون أحدا خلقه الله من غير أب غيري ؟ فيقولون : لا فيقول : هل تعلمون من أحد كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله غيري ؟ قال : فيقولون : لا قال : فيقول : أنا حجيج نفسي ما عملت فيه كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمدا رسول الله ص قال رسول الله ص : فيأتوني فاضرب بيدي على صدري ثم أقول : أنا لها ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فأثني على ربي فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم أسجد فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : رب أمتي فيقال : هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني يومئذ بذلك المقام وهو المقام المحمود قال : فآتي بهم باب الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له : نهر الحيوان حافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة ويصيرون كأنهم الكواكب الدرية ويبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال لهم : مساكين أهل الجنة".
وقد روى الحاكم عن حذيفة رضي الله عنه قال : "أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة فإذا صرفت أبصارهم تلقاء النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك قال : قوموا ادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم" وقال : هذا حديث صحيح على شرط وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم.
في هذا الأثر لم يذكر الشفاعة فالحاصل إن هذا النوع من أنواع الشفاعة يحتاج إلى مزيد بحث ودراسة للتوصل إلى نتيجة تطمئن إليها النفس في الإثبات أو عدمه فالله تعالى أعلم .

التعليق على النوع الثالث

توقف ابن القيم في إثبات هذا النوع حيث قال في تهذيب السنن في معرض حديثه عن هذا النوع من أنواع الشفاعة :
"وَهَذَا النَّوْع لَمْ أَقِف إِلَى الْآن عَلَى حَدِيث يَدُلّ عَلَيْهِ . وَأَكْثَر الْأَحَادِيث صَرِيحَة فِي أَنَّ الشَّفَاعَة فِي أَهْل التَّوْحِيد مِنْ أَرْبَاب الْكَبَائِر إِنَّمَا تَكُون بَعْد دُخُولهمْ النَّار , وَأَمَّا أَنْ يُشْفَع فِيهِمْ قَبْل الدُّخُول , فَلَا يَدْخُلُونَ . فَلَمْ أَظْفَر فِيهِ بِنَصٍّ " انتهى كلامه .
والأرجح إثبات هذا النوع من الشفاعة للأدلة التالية :
1- عموم قوله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " . رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني .
2- قال الشيخ ابن عثيمين في "القول المفيد على كتاب التوحيد" (ج 1 / ص 240):
"الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وهذه قد يستدل لها بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه"[ رواه مسلم ]، فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك".
3- شفاعته صلى الله عليه وسلم على الصراط ففي " صحيح مسلم - (ج 2 / ص 66)مرفوعا:"ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ".

النوع الرابع
قال ابن أبي العز الحنفي :
{النَّوْعُ الرَّابِعُ : شَفَاعَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَفْعِ دَرَجَاتِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِيهَا فَوْقَ مَا كَانَ يَقْتَضِيهِ ثَوَابُ أَعْمَالِهِمْ . وَقَدْ وَافَقَتِ الْمُعْتَزِلَةُ هَذِهِ الشَّفَاعَةَ خَاصَّةً ، وَخَالَفُوا فِيمَا عَدَاهَا مِنَ الْمَقَامَاتِ ، مَعَ تَوَاتُرِ الْأَحَادِيثِ فِيهَا} .

التعليق على النوع الرابع
قال ابن القيم في تهذيب السنن :
" شَفَاعَته لِقَوْمٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي زِيَادَة الثَّوَاب , وَرِفْعَة الدَّرَجَات . وَهَذَا قَدْ يُسْتَدَلّ عَلَيْهِ بِدُعَاءِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي سَلَمَة وَقَوْله " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَة , وَارْفَعْ دَرَجَته فِي الْمَهْدِيِّينَ " . وَقَوْله فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِر وَاجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوْق كَثِير مِنْ خَلْقك " انتهى .
وجاء في شرح العقيدة الطحاوية للحوالي - (ج 1 / ص 1928):
"هل الشفاعات : الثانية والثالثة والرابعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم أم يشاركه فيها غيره ......وإذا تأملنا في هذه الأنواع لا نجد وجهاً يدل عَلَى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يختص بها دون غيره، وإن كَانَ بعض العلماء ينصون عَلَى ذلك -يعني عند شفاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة- الحقيقة أنه لا يوجد دليل ثابت عَلَى خصوصية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فلا يمنع أن يشفع الشهداء والملائكة والصالحون في هَؤُلاءِ النَّاس من باب الأولى، وذلك إذا كَانَ الأَنْبِيَاء والملائكة والصالحون من المؤمنين، يشفعون فيمن دخل النَّار أن يخرج منها، فأيهما أحق بالشَّفَاعَة؟
أليس الذي لم يدخل النَّار أولى أن يشفع فيه غير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! ومع هذا فإنه لم يثبت دليلٌ في اختصاص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحده بذلك، وقد حصل خلاف بين العلماء الذين نقلوا أو تكلموا في الخصائص، فبعضهم يجعلها من خصائصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعضهم لا يجعلها.
والذي يتبين لنا من عموم الأحاديث أن ذلك ليس خاصاً به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"انتهى.
النوع الخامس
قال ابن أبي العز الحنفي :
{النَّوْعُ الْخَامِسُ : الشَّفَاعَةُ فِي أَقْوَامٍ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَيَحْسُنُ أَنْ يُسْتَشْهَدَ لِهَذَا النَّوْعِ بِحَدِيثِ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ ، حِينَ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَالْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ}.
النوع السادس
قال ابن أبي العز الحنفي :
{النَّوْعُ السَّادِسُ : الشَّفَاعَةُ فِي تَخْفِيفِ الْعَذَابِ عَمَّنْ يَسْتَحِقُّهُ ، كَشَفَاعَتِهِ فِي عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ عَذَابُهُ . ....}
التعليق على النوع السادس
وهذه شفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم قال ابن عثيمين في "القول المفيد على كتاب التوحيد" - (ج 1 / ص 240):
" شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب، وهذه مستثناة من قوله تعالى: { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } [المدثر: 48]، وقوله تعالى: { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً } [طه: 109]، وذلك لما كان لأبي طالب من نصرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ودفاع عنه، وهو لم يخرج من النار، لكن خفف عنه حتى صار - والعياذ بالله - في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهذه الشفاعة خاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - لا أحد يشفع في كافر أبداً إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك لم تقبل الشفاعة كاملة، وإنما هي تخفيف فقط".
النوع السابع
قال ابن أبي العز الحنفي :
{النَّوْعُ السَّابِعُ : شَفَاعَتُهُ أَنْ يُؤْذَنَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ ، كَمَا تَقَدَّمَ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ}.
التعليق على النوع السابع
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: "آتِى بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ. فَيَقُولُ بِكَ أُمِرْتُ لاَ أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ » أخرجه مسلم .
وهذه شفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم كما هو واضح من قول الملك : "بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك" .
النوع الثامن
قال ابن أبي العز الحنفي :
{النَّوْعُ الثَّامِنُ : شَفَاعَتُهُ فِي أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِهِ ، مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا ، وَقَدْ تَوَاتَرَتْ بِهَذَا النَّوْعِ الْأَحَادِيثُ . وَقَدْ خَفِيَ عِلْمُ ذَلِكَ عَلَى الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَ ةِ ، فَخَالَفُوا فِي ذَلِكَ ، جَهْلًا مِنْهُمْ بِصِحَّةِ الْأَحَادِيثِ ، وَعِنَادًا مِمَّنْ عَلِمَ ذَلِكَ وَاسْتَمَرَّ عَلَى بِدْعَتِهِ وَهَذِهِ الشَّفَاعَةُ تُشَارِكُهُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالْمُؤْمِنُون َ أَيْضًا}.
التعليق على النوع الثامن
فالشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى والشفاعة في الإذن لجميع المؤمنين بدخول الجنة والشفاعة لأبي طالب بتخفيف العذاب .
وما تبقى من أنواع الشفاعات التي ذكرت ليست خاصة به صلى الله عليه وسلم وإن كان هو المقدم فيها [ راجع شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان ص 121] .
وبذلك أكون قد انتهيت من التعليق على أنواع الشفاعات التي ذكرها الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية سائلا المولى الكريم أن ينيلنا شفاعته صلى الله عليه وسلم بمنه وكرمه فهو سبحانه الذي يملكها ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه .
كتبه أبو معاوية المشرف على موقع روضة السلفيين