تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    س/ في (( الكفاية )) للخطيب البغدادي برقم (559) ط.الدمياطي ، وص: 282 ط. التيجانية ، وص : 184 ط. الهندية ، وص : 218 ط. أحمد عمر هاشم ، و ط . العلمية الأخيرة 167 بعناية زكريا عميرات .
    (( وقال أبو نخيلة :
    أعوذ بالله وبالسري وبالكتابين من النبي
    من حادث حلّ على عادي ))

    المطلوب بيان معنى الرجز وتوجيهه .
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: سؤال للأستاذ أبي مالك العوضي ، وفقه الله .

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

    قال بشّار بن برد:
    أبا مالك طال النهار، وطولُه --- إذا ما الهوى بالنَّفسِ: داءٌ يُيصيبُها
    أرى حاجتي عند الأمير مريضةً --- فَهَلاَّ تُداويها؟ فأنت طبيــبُها!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: سؤال للأستاذ أبي مالك العوضي ، وفقه الله .

    الحمد له، والصلاة والسلام على رسول الله.
    يبدو أنّ الأستاذ الفاضل أبا مالك مشغول.. وأسأل الله أن يكون الذي شغله خيرًا. ولأنَّ له عليَّ ديونًا، رأيت أن تكون مبادرتي بالجواب عن استشكال شيخنا ماهر(حفظه الله وجزاه عنّا كل خير) قضاءً لبعضها.
    ولفهم المقطوعة المشار إليها من رجز أبي نُخَيْلة، أظنّ أنه من المناسب الالتفاتُ إلى سبب إيراد أحد رواة الحديث لها إلى جانب مقطوعة زهير بن عاصم.
    زهير بن عاصم وأبو نخيلة كلاهما مِن بني حِمَّان، قوم حصين بن مُشَمِّت. وزهير لم يُدرك الرسول، صلَّى الله عليه وسلَّم، كما رجحّ ذلك ابن حجر في "الإصابة" (باب ذكر من اسمه زهير). أمّا أبو نخيلة فهو من شعراء الدولتين، أدرك أواخر الخلافة الأموية وأوائل العباسية. فشعرهما متأخِّر عن وفادة حصين بن مُشَمِّت على النبيّ، صلَّى الله عليه وسلَّم. وما قاله زهير بن عاصم، قد يكون قاله مفتخرًا، كما أشار إلى ذلك ابن حجر في "الإصابة". وكذا الأمر بالنسبة إلى أبيات أبي نخيلة. لكن يحتمل أيضا أن يكون كلامهما ورد في سياق الشكوى أو الهجاء، بسبب خصومة.
    بناءً على ذلك، أعتقد أنَّ أحد رواة الحديث أوْرد مقطوعتَي زهير بن عاصم وأبي النخيلة للتأكيد على أنَّ النبيَّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، أقطَعَ بني حِمَّان المياه المشارَ إليها.
    يضاف إلى ذلك أنَّ في المقطوعتين كلتيهما إشارة إلى الكتابة.
    قال زهير: " بِهنَّ خَطَّ القلمُ الأنْقاسَا/منَ النَّبِيِّ حيث أعطى النَّاسا".
    وقال أبو نخيلة: "وبالكتابَيْن عن النَّبِيِّ".
    أي أنّ إقطاع المَرُّوتِ، وجُراد، وأُصَيْهِب، والماعِزة، وأهوى، والثِّماد، والسَّدِير تمَّ بعقد مكتوب، حسب الشاعرين.

    * الآن، لمحاولة فهم أبيات أبي نخيلة، لا بد من التوقف عند أبيات زهير بن عاصم.
    يقول: إنَّ بلادي لم تكن أملاسا --- بِهنَّ خَطّ القلمُ الأنقاسا
    من النَّبِيِّ حيث أعطى النَّاسا --- ولم يَدَع لبْسًا ولا الْتِباسَا
    _ الأملاس: الأراضي المستوية. والمراد هنا: لم تكن بلادنا مهامه أو أراض مقفرة لا تنبت.
    _ والأنقاس: ما يُكتَب به. والمراد هنا: المِداد.
    _ والمعنى: إنَّ أراضي قومي لم تكن مَهامِه مُقْفِرة، لا نَبْتَ فيها. فهي تشمل مواضع للمياه قد أقطعنا إياها النَّبِيُّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، وكتب ذلك؛ فلم يترك أي سبب لِلَّبس أو للالتباس.
    وظنِّي أنّ أبيات زهير ابن عاصم وكذا أبيات أبي نخيلة، لم تُقَل افتخارا؛ بل ربما كان سببها خصومة حول الانتفاع ببعض المواطن التابعة لبني حِمَّان.
    * أمَّا أبيات أبي نخيلة، وعليها مدار الحديث، فماذا عنها؟
    يقول:
    أعوذ بالله وبالسَّرِيِّ --- وبالكِتابَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ
    مِنْ حادِث حَلَّ على عادِيِّ
    _ السَّرِيّ هو: السَّرِيُّ بن عبد الله بن الحارث بن العبَّاس بن عبد المطَّلب. وكان أمير مكة في زمن المنصور العبّاسي. وقرينة كونه هو المراد، لا المعنى اللغوي للكلمة، هذا النص لصاحب "أساس البلاغة"، حيث يقول:
    "‏وألْقى فلانٌ عَطَوِيًّا‏": إذا سَلَحَ سَلْحاً كثيراً. وأصلُه: أنّ رجلاً مِنبني عطيّة افترى على أبي نخيلة، فرفعه إلى السّريّ بن عبد الله، فجَلَدَه، فسَلح. فقال أبو نخيلة:
    لمَّا جَلَدْتَ العَنْبَرِيَّ جَلْدَا --- في الدّار ألْقى عَطَوِيًّانَهْدَا"
    _ والكتابان: الظاهر أنه يشير إلى ما أقطعه النَّبِيُّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، لبني حِمّان، وأنّه فعل ذلك كتابةً. ولو استبعدنا هذا التفسير، لما بقي لإيراد شعر أبي نخيلة بعد الحديث معنى. والإشكال يظل في التثنية. هل المقصود أنَّ الرسول، صلَّى الله عليه وسلَّم، كتب لهم كتابَين؟ أم يراد بهما الشرطان؟ فقد جاء في رواية أبي نعيم في "معرفة الصحابة" والطبراني في "الكبير":
    "وشرَطَ لِحُصَيْن بن مُشَمِّت فيما قطع له: أنْ لا يُعقَر مَرعاه ولا يُباع ماؤه. وشرَطَ على حُصَيْنٍ بن مُشَمِّت أنْ لا يَبيع ماءه ولا يَمْنَع فَضْلَه".
    _ العاديّ: القديم.
    والمعنى: ألتجئ إلى الله، وإلى السَّريِّ بن عبد الله، وإلى ما أقطعه الرسول، صلَّى الله عليه وسلَّم، كتابةً لبني حِمَّان، أمام كلِّ أمر جديد منكَر طرأ على أمر قديم مستقر. ويحتمل أن يكون معنى قوله "من كل حادث حل على عادِيِّ": مِن كل نائبة حلّت علىمخلوق. من قولهم: "ما أدري أيّ عاد هو" أي: أيُّ خَلْق. إذا اعتبرنا أنَّ "عاد" غير ممنوع من الصرف في هذه الجملة.
    ويحتمل أنّ أبا نخيلة قال هذه الأبيات من أرجوزة أطول بسبب خصومة تتعلّق بأرضٍ له، بدليل لجوئه إلى السَّريِّ بن عبد الله والي مكّة في زمنه. ويحتمل أيضًا أنه قالها ضمن أرجوزة طويلة، مدح فيها السَّريَّ وشكا له حاله. والاحتمال الثاني أشبه، إذا ما استأنسنا بمقطوعتين أخريين لأبي نخيلة من نفس البحر ونفس الرويّ. والله أعلم.
    إذ لأبي نخيلة مقطوعتان أخريان من نفس البحر ونفس الرَّوِيّ، وهما:
    1_ ما زال عودي في ثَرىً ثَرِيِّ --- بَعْدَك مِن ذاك النَّدَى الوَسْمِيِّ
    حــتّى إذا مـا هَمَّ بالذُّوِيِّ --- جئتك واحتجتُ إلى الوليِّ
    كذا أوردها صاحب "التمثيل والمحاضرة". وفي "لسان العرب"، دون أن ينسبها:
    ما زِلْتُ حَوْلاً في ثَرىً ثَرِيِّ --- بَعْدَكَ مِنْ ذَاكَ النَّدَى الوَسْمِيِّ
    حَتَّى إذا ما هَمَّ بالذُّوِيِّ --- جِئْتُكَ واحْتَجْتُ إلى الوَلِيِّ
    لَيْسَ غَنِيٌّ عَنْكَ بالغَنِيِّ
    2_ وهُنَّ بَعْدَ القَرَبِ القَسِيِّ --- مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ
    ذكره في "اللسان".
    فهل هما من نفس الأرجوزة أم لا؟ الله أعلم.
    هذا ما تبيَّن لي حول الموضوع. وأرجو ألاَّ أكون تعاطيْتُ ما لا أحسِن، مثلما فعل أبو نخيلة عندما قال: "ولم تَذُقْ مِن البُقول الفُسْتُقَا"...

    * ملاحظة: شعر أبي نخيلة جمعه الدكتور عدنان عمر الخطيب. والكتاب بعنوان: شعر أبي نخيلة الحِمَّاني، جمع وتحقيق ودراسة (معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 2001). ولم يتسنّ لي الحصول عليه. فالرجاء ممّن اطَّلع عليه أن يفيدنا بما قاله المحقق في شرح أبيات أبي نخيلة، سواء كانت موافقة أو مخالفة لما ذكرتُه.
    * ملاحظة أخرى: جاء في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم، بتحقيق عادل العزازي (دار الوطن)، ص. 844:
    "حصين بن مُشمت بن شدّاد بن زُهير بن النَّمِر بن مرة بن جَمَّان بن كعب بن سعد الجماني".
    والصواب: "حِمَّان" و"الحِمَّاني".
    * ملاحظة أخيرة: في "المحدّث الفاصل" بتحقيق تحقيق محمد عجاج الخطيب(ص. 479): "وبالكتابين عن النبيِّ" بدل " وبالكتابين من النَّبيِّ".
    والله أعلم. وهو لِيُّ التوفيق.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: سؤال للأستاذ أبي مالك العوضي ، وفقه الله .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    ويحتمل أن يكون معنى قوله "من كل حادث حل على عادِيِّ": مِن كل نائبة حلّت علىمخلوق. من قولهم: "ما أدري أيّ عاد هو" أي: أيُّ خَلْق. إذا اعتبرنا أنَّ "عاد" غير ممنوع من الصرف في هذه الجملة.
    وهذا الاحتمال فيه بعض تكلُّف...
    ثم وجدتُ الآن في "المصباح المنير" ما من شأنه أن يضيء بشكل جليٍّ كلام أبي نخيلة. يقول الفيومي:
    "وعادِيُّ الأرضِ ما تقادم مِلْكُه. والعربُ تَنْسب البناءَ الوثيق والبئرَ المُحْكَمةَ الطَّيِّ الكثيرةَ الماء إلى عادٍ."
    وهذا يؤكِّد الاحتمال الأوَّل، مع إضافة نفيسة، وهي أنّ سبب الأبيات المشار إليها ربما كان طروء قحط على أراضي بني حِمّان نتيجة نضوب مياهها أو البعض منها. وهذا يؤكِّد أيضا إدراج أبيات أبي نخيلة في باب الشكوى، لا الهجاء أو التظلُّم بسبب خصومة.
    والله أعلم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: سؤال للأستاذ أبي مالك العوضي ، وفقه الله .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    زهير بن عاصم وأبو نخيلة كلاهما مِن بني حِمَّان، قوم حصين بن مُشَمِّت.

    فشعرهما متأخِّر عن وفادة حصين بن مُشَمِّت على النبيّ، صلَّى الله عليه وسلَّم.

    "وشرَطَ لِحُصَيْن بن مُشَمِّت فيما قطع له: أنْ لا يُعقَر مَرعاه ولا يُباع ماؤه.

    وشرَطَ على حُصَيْنٍ بن مُشَمِّت أنْ لا يَبيع ماءه ولا يَمْنَع فَضْلَه".

    والصواب: مُشْمِت، كما ضبطه في "الإصابة".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: سؤال للأستاذ أبي مالك العوضي ، وفقه الله .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    والصواب: مُشْمِت، كما ضبطه في "الإصابة".
    الأخ الواحدي
    حفظه الله.
    لا أشمت الله فيك عدوًّا.
    لقد أبنت عن علم جم، نفعنا الله وإياك.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي

    أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى .
    بارك الله فيكم وزادكم علماً ونفع بكم حيثما كنتم .
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: سؤال للأستاذ أبي مالك العوضي ، وفقه الله .

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي مشاهدة المشاركة
    لا أشمت الله فيك عدوًّا.
    نفعنا الله وإياك.
    آمين.
    يعلم الله كم اغتبطتُ لظفري بدعاء من أهل القرآن، "أهل الله وخاصَّته".
    جزاك الله عنّا كلَّ خير. كُسِيتَ حُلّةَ الكرامة، ووفّقك الله لارتقاء الدرجات العلى في الدنيا والآخرة.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر الفحل مشاهدة المشاركة
    أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى .
    بارك الله فيكم وزادكم علماً ونفع بكم حيثما كنتم .
    آمين!

    شيخنا الفاضل:
    بارك الله فيك، وأحسن إليك، ونفع بك، وحفظك في النفس والأهل والولد.
    ولا يسعني، عقب دعائك، إلا أن أتمثَّل بقول أبي نخيلة:
    شكَرْتُك إنَّ الشكر حبْلٌ مِن التُّقى --- وما كلّ مَنْ أوْلَيْتَه نِعمةً يقضي
    وكنتُ ذكرت ما ظهر لي مِن توجيهات محتملة، دون تحرير أو ترجيح؛ ممّا جعل الكلام يبدو متناقضا. وليس الأمر كذلك.. وإنّما اكتفيت بعرض ما عنَّ لي احترامًا لمقام السائل والمسؤول.
    وبعد ذلك، اهتديت –بعون الله وتوفيقه- إلى نصَّين رأيتُ لهما تعلُّقًا مفيدًا بمسألتنا. والتمعُّن فيهما من شأنه أن يضطرنا إلى إعادة النظر في بعض ما سبق من كلام. والنصَّان هُما:

    ** جاء في "كتاب الدلائل في غريب الحديث"، للسرقسطي (تحقيق محمد بن عبد الله القنّاص، ج1، ص 274):
    "وأمّا قول زهير:
    إنَّ بلادي لم تكُنْ أمْلاسَا
    واحِدها: ملس، وهي الأرض القفر، وهي مع ذلك مستوية لا نبات فيها. يقول: فأرضي ليست هكذا مواتًا يستحقها مَنْ أحياها وعمرها."
    وهذا الكلام يؤيِّد احتمال نظم الرجزين بسبب خصومة حول أرض أو ماءة تابعة لبني حِمّان.

    ** وجاء في ديوان جرير بشرح ابن حبيب (تحقيق نعمان محمد أمين طه، ص 91-92)
    "وقال في ماءةٍ لَهم خاصم فيها بني حِمَّانَ إلى المهاجر بن عبد الله الكلابي (قاضي اليمامة آنذاك):
    أعوذُ بالله العزيزِ الغفَّارْ
    وبِالإمام العَدْلِ غيرِ الجَبَّارْ
    مِنْ ظُلْمِ حِمَّانَ وتحويلِ الدَّارْ
    فاسألْ بَنِي صحْبٍ ورَهْطَ الجَزَّارْ
    والسَّلَمِيِّين َ العِظامَ الأخْطارْ
    والقرشيِّين ذوي السَّيْحِ الجارْ
    هلْ كان قَبْل حَفْرِنا مِنْ مِحفارْ؟
    أوْ كان مِنْ وِرْدٍ به أو إصدارْ؟
    حَفَرْتُها وهْيَ كِناسُ البقَّارْ
    مُقْفِرةَ الجَوْفِ أشدَّ الإقفارْ
    ..."
    وفيه جواب أحد شعراء بني حِمّان، ثم إلزام جرير له. وهذه الأرجوزة تروى بألفاظ أخرى، مع فروقات في الترتيب. والذي في "العمدة" لابن رشيق: "أعوذ بالله العَلِيِّ القهَّارْ"، و"القهّار" أكثر مناسبة للمقام من "الغفّار". والله أعلم.
    والذي لفت انتباهي في هذه الأرجوزة وسبب نظمها هو أنَّ مطلعها شديد المشابهة بمطلع أرجوزة أبي نخيلة، من حيث اللفظ، والنظم، والمعنى.
    وأبو نخيلة متأخِّر عن جرير، وما تبقَّى مِن أرجوزته يدلُّ على أنّ اللاحق منهما نحا نحو السابق. وهذا التقارب يقرِّبنا أكثر إلى ترجيح أنّ أبا نخيلة نظم أرجوزته بسبب خصومة حول أرض أو بئر مِن حِمى بني حِمَّان.
    ولعلَّ الأمر يتعلَّق ببئر حصن تحديدًا. وهي بئر منسوبة إلى حصن بن عوف بن معاوية الأكبر بن كُلَيْب. وكانت ببطن المرّوت. وكان أنْ طمّها بنو حِمّان، فثار بنو عوف (وهم رهط جرير) وحفروها، فأصبحت موضع نزاع ومبعث مفاخرة بين القبيلتين. وفي ذلك يقول جرير:
    وفي بئر حِصْنٍ أدْرَكَتْنا حَفِيظَةٌ --- وقَدْ رُدَّ فيها مَرَّتَيْنِ حَفِيرُها
    فَجِئْنا وقَدْ كانت مَراغًا وبَرَّكَتْ ... عَلَيْها مَخاضٌ لمْ تَجِدْ مَنْ يُثِيرُها
    وهو هنا يخاطب السَّلِيطيِّين لا الحِمَّانيِّين.. .
    وكان بين أبي نخيلة وبلال بن جرير خصومة وهجاء متبادل. وتذكر بعض المصادر أنّ خصومتهما كانت متعلِّقة بملكية بعض المياه. (وكلاهما كان عاقًّا لأبيه!)
    والسَّرِيُّ بن عبد الله كان أميرًا على اليمامة قبل انتقاله إلى مكّة...
    وقد ذكرتُ كلَّ هذا من أجل الاقتراب من معنى "حادث" في شعر أبي نخيلة. وظنّي أنّه: الجديد، الطارئ، غير المعتاد. ويؤيِّده احتمال مراعاة الطباق بين "حادث" و"عاديّ".
    والله أعلم.
    ويظل الاطلاع على مجموع أشعار أبي نخيلة مفيدًا لفك الإشكال. ورجائي ممّن اطّلع على:
    "شعر أبي نخيلة"، جمع وتحقيق الدكتور عدنان عمر الخطيب (معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 2001)،
    أن يفيدنا به نقلاً أو رفعًا. وله منّا خالص الدعاء.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي رد: سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

    أخي الكريم ، أسأل الله تعالى الذي سجد له سواد الليل وضوء النهار وقال وقوله الحق : (( ادعوني أستجب لكم )) أن ينظر إليك نظرة الرضا لا يعقبها سخط أبداً ، ويلبسك ثوب العافية ولا ينـزعه عنك أبداً ، ويبارك فيك وفي عمرك ورزقك دائماً أبداً ، وأرجو من الله أن يصادف هذا الدعاء نية خالصة وساعة إجابة .
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حي الله الأشياخ الكرام، وزادكم الله علما، ونفع بكم آمين

    وبالمناسبة أحبتي الكرام تعقيبا لما أجاد به الأخ الغالي (الواحدي) وأفاد، فقد سبق الخطيب إلى ذكر البيتين والإستشهاد بهما الحافظ الرامهرمزي بسنده في كتابه (المحدث الفاصل) ص479 على ما أعتقد.

    كما رواها بسنده الإمام ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) حديث رقم 1210.

    والله أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

    جزى الله خيراً أخانا الواحدي على ما أفاد وبارك في أخينا التميمي على التعقيب.
    وتتمة للفائدة أقول:
    روى ابن عبيد في كتاب الأموال من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عادي الأرض لله ولرسوله ثم هي لكم"
    قال ابن عبيد: "والعادي، كل أرض كان لها ساكن في آباد الدهر، فانقرضوا فلم يبق منهم أنيس، فصار حكمها إلى الإمام"
    ثم ذكر البئر العادية وروى من طريق الليث بن سعد عن يحي بن سعيد قال: "السنة في حريم القليب العادي خمسون ذراعاً والبادئ خمس وعشرون ذراعاً"
    قال : " وهي الآبار ما كان منها قديماً، يمنع الناس أن يحفروا فيها خمسين ذراعاً من كل ناحية لئلا يضرذلك بها."
    وقد رواه من حديث أبي هريرة عند الدارقطني. قال الدارقطني: " الصحيح من الحديث أنه مرسل عن ابن المسيب، ومن أسنده فقد وهم."

    ولا أخفيك أخي الواحدي أنه وقع في ذهني، عندما رأيت السؤال مطروحاً، أن المراد بالسري النهر أو الجدول كما قال تعالى : " قد جعل ربك تحتك سرياً ". فقلت في نفسي : هذا الشاعر يستعيذ بالنهر من الجدب والقحط ويستعيذ بكتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرضَ لقومه، لأن ما أخذ بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم تُطرح فيه البركة فلا يمسه السوء، ثم رأيت مشاركتك فضعف ما وقع في ذهني.
    والله الموفق.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: سؤال عن إشكال لغوي في الكفاية للخطيب.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي مشاهدة المشاركة
    جزى الله خيراً أخانا الواحدي على ما أفاد وبارك في أخينا التميمي على التعقيب.
    وتتمة للفائدة أقول:
    روى ابن عبيد في كتاب الأموال من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عادي الأرض لله ولرسوله ثم هي لكم"
    قال ابن عبيد: "والعادي، كل أرض كان لها ساكن في آباد الدهر، فانقرضوا فلم يبق منهم أنيس، فصار حكمها إلى الإمام"
    ثم ذكر البئر العادية وروى من طريق الليث بن سعد عن يحي بن سعيد قال: "السنة في حريم القليب العادي خمسون ذراعاً والبادئ خمس وعشرون ذراعاً"
    قال : " وهي الآبار ما كان منها قديماً، يمنع الناس أن يحفروا فيها خمسين ذراعاً من كل ناحية لئلا يضرذلك بها."
    وقد رواه من حديث أبي هريرة عند الدارقطني. قال الدارقطني: " الصحيح من الحديث أنه مرسل عن ابن المسيب، ومن أسنده فقد وهم."

    ولا أخفيك أخي الواحدي أنه وقع في ذهني، عندما رأيت السؤال مطروحاً، أن المراد بالسري النهر أو الجدول كما قال تعالى : " قد جعل ربك تحتك سرياً ". فقلت في نفسي : هذا الشاعر يستعيذ بالنهر من الجدب والقحط ويستعيذ بكتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرضَ لقومه، لأن ما أخذ بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم تُطرح فيه البركة فلا يمسه السوء، ثم رأيت مشاركتك فضعف ما وقع في ذهني.
    والله الموفق.

    أصلحكم الله يا إخوان، يظل الخطأ ماثلاً أمامكم الليالي ذوات العدد و لايصلحه أحد؟
    أبو عبيد وليس ابن عبيد. والله ما تنبهت لسهوي إلا الآن.
    وغفر الله لي ولسائر الإخوان الزلل، إنه غفور رحيم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •