بسم الله الرحمن الرحيم


وبه تعالى نستعين


الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، ثم أما بعد..
قد كنت أعمل على الحديث الملفق من عدة أحاديث وروايات والذي يروى في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ووجدته حقيقة يدور على أبا بَلْج المتشيع، ومن خلال دراسة متقصية لحاله وجدته راوٍ ضعيف لا يحتج بما تفرد به إطلاقا، خاصة إذا كان ما تفرد به يوافق ميوله الشيعية، فأقول وبالله التوفيق مبينا حاله:

يروي عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث؛ منها حديث طويل في فضل علي، أنكرها الإمام أحمد في رواية الأثرم، وقيل له: عمرو بن ميمون يروي عن ابن عباس؟ قال: ما أدري؛ ما أعلمه.
وذكر عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ أن أبا بلج أخطأ في اسم عمرو بن ميمون هذا، وليس هو بعمرو بن ميمون المشهور، إنما هو ميمون أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة، وهو ضعيف.
قال في (شرح علل الترمذي) بعد هذا الكلام: وليس هذا ببعيد والله أعلم.

وقد قال البخاري عنه: فيه نظر.
ونقل ابن عبد البر وابن الجوزي: أن ابن معين ضعفه، وقال أحمد: روى حديثا منكرا.
وقال الحافظ ابن حجر في (التقريب): صدوق ربما أخطأ.
وقال السعدي: أبو بلج الواسطي غير ثقة.
وقال الذهبي في (المقتنى): لين.
وقال الجوزجاني في (أحوال الرجال): كان يروج الفواخت؛ ليس بثقة.

قال الذهبي في (الميزان): ومن مناكيره عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي رضي الله عنه، رواه أبو عوانة عنه، ويروى عن شعبة عنه.
ومن بلاياه؛ الفسوي في (تاريخه): حدثنا بندار، عن أبي داود، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد.
وهذا منكر.
قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا فأنكره. انتهى

قال ابن حبان في (المجروحين): كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا أتى منه ما لا ينفك البشر عنه فيسلك به مسلك العدول، فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية، وهو ممن أستخير الله فيه. انتهى

فالرجل على الصحيح ضعيف وخاصة بما تفرد به من أحاديث فهنا يشتد ضعفه وقد يترك والحالة هذه.
ومن تتبعي لرواياته وجدتها فعلا أكثرها إن لم يكن كلها؛ مناكير.